اتصل بنا
 

أسد فوق حيفا.. كتاب يسرد بطولة فراس العجلوني في ضرب العمق الإسرائيلي

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-10-20 الساعة 10:43

x
نيسان ـ محمود كريشان
في مقدمة كتابها «أسد فوق حيفا» قالت الاديبة الفلسطينية روضة الفرخ الهدهد: «لان فراس كان ضمير جيل بأكمله.. لان فراس جمع بين المبدأ والتطبيق.. آمن بالقضية الفلسطينية واستشهد لأجلها.. لأن فراس كان اول من ضرب بالعمق الاسرائيلي، في معركة خسر فيها العرب طائراتهم واجهزتهم الهجومية والدفاعية وهي على الارض لم تتحرك بعد لان الهزيمة لا تعني اغفال البطولات .. بهذه الكلمات افتتح كتاب اسد فوق حيفا واسد حيفا ما هو الا الطيار الاردني فراس العجلوني الذي كان جندياً من جنود الله فوق الارض و بطائرته الهوكر هنتر خاض اولى معاركه مع سلاح الجو الصهيوني العام 1966 إذْ استطاع برفقة زملائه اسقاط العديد من مقاتلات العدو الميراج الفرنسية الصنع والتي تفوق ما يحارب به اضعافاً مضاعفة».
وكتاب «أسد فوق حيفا» يتناول قصة بطولة فراس العجلوني بشكل مبسط للأطفال ويتوفر في كشك حسن ابوعلي شارع فيصل وسط البلد، واكشاك بيع الكتب ودور النشر في وسط العاصمة «عمان».
من هو فراس!..
فراس العجلوني هو من أبناء المناضل محمد علي العجلوني أحد ابطال الثورة العربية الكبرى ومعركة ميسلون في سورية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث ولد الشهيد فراس العام 1936 في عنجرة بمحافظة عجلون، ونشأ وترعرع في أسرة لها بالعمل الوطني والخدمة العسكرية والبطولات في مواجهة أعداء الأمة، ما يفيض عن حجم الكلمات، وقد التحق بالخدمة العسكرية في سلاح الجو الملكي العام 1954، وتفوق في دورات تدريبية متقدمة في بريطانيا ودول اخرى واصبح طيارا مقاتلا متفوقا بعد ان حصل على جناح الطيران وعاد الى الوطن وصار قائدا لسرب طائرات الهوكر هنتر المقاتلة في قاعدة الحسين الجوية بالمفرق.
وتشير المعلومات الى ان أول معركة جوية للشهيد العجلوني ضد العدو الصهيوني العام 1966 في معركة الخليل الجوية، حيث أسقط فراس وزملاؤه بضع طائرات من نوع ميراج الفرنسية، بالطائرات التي كان سلاح الجو الملكي الاردني يمتلكها من نوع «هوكو هنتر» التي لا تقارن بكفاءتها القتالية مع طائرات الميراج الاسرائيلية، وبعد تلك المعركة الجوية قلد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال «طيب الله ثراه» الشهيد فراس وسام الإقدام العسكري، وهو أعلى وسام أعطي في ميادين القتال لفراس ولزميله الشهيد الطيار بدر الدين ظاظا وزملائهم، كما تم ترفيعهم للرتبة الأعلى.
والله لأخذ بثأرك
وللتأريخ.. فإنه وفي معركة اشتبك فيها سلاح الجو الملكي مع العدو الاسرائيلي استشهد على إثرها البطل الملازم موفق السلطي، إذْ كان من أعز أصدقاء فراس ومن أفضل تلاميذه وقد تجاورا في جبل اللويبدة، وقد أقسم العجلوني على ضريح الشهيد السلطي أن ينتقم له قائلا: والله غير آخذ بثأرك يا موفق.. وفي صبيحة الخامس من حزيران 1967، خرج فراس وزملاؤه لضرب أهداف في العمق الإسرائيلي من بينها مطار اللد، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية منشغلة في ضرب مطارات سورية ومصر، وفي هذه الجولة دمر فراس وزملاؤه العديد من الطائرات الإسرائيلية وكثيراً من الأهداف العسكرية للعدو.
وبسبب عدم قدرة الطائرات التابعة لسلاح الجو على التزود بالسلاح الكافي لإنجاز مهمتها في مرة واحدة، عادت الطائرات لقاعدة الملك الحسين الجوية بالمفرق للتزود بالذخيرة والوقود، حتى تستكمل مهمتها القتالية، ومع بدء تحليق طائرة فراس من على المدرج في بداية الاقلاع حيث كان القدر له بالمرصاد وأصابوه في طائرته وهو بداخلها، وكان للشهيد فراس العجلوني شرف تسجيل اول مقاتل طيار عربي يقوم بمهاجمة الأهداف العسكرية في العمق الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المغتصبة، فكان رمزا واقداما لاول طيار مقاتل يضرب الاهداف العسكرية الاسرائيلية داخل الأراضي المحتلة.
شهادة المشير
ومن ما تحتفظ فيه ذاكرة رفاق السلاح وذوي الشهيد البطل العجلوني انه وخلال زيارة المشير عبدالحكيم عامر للأردن العام 1964 حيث قدم له فراس وأمام المغفور له جلالة الملك الحسين عرضا جويا مميزاً، لم يصدق المشير عامر بأن هذا الطيار عربي لبراعته في الطيران حتى تحقق من ذلك بنفسه، وشاهد فراس وهو ينزل من طائرته، إذْ قال له المشير عامر: يا ريت كل طيارين العرب بمستواك القتالي البارع.
نهارٌ من النار
وقد كتب الشاعر الراحل حبيب الزيودي قصيدة «نهارٌ من النار» من ديوان طواف المغني للشاعر حبيب الزيودي، وهي من الشعر الحر «شعر التفعيلة» وجاء فيها:
لقد خذلتنا البنادق
ما انتبهت لدمانا
وللغور يرتع فيه اليباس
وقد خذلتنا البنادق
واستسلمت للنعاس
ولكنها الأرض -ثكلاك- حين تهزّ رياح حزيران أوجاعها
تجرح القلب
ثكلى على أي جنب تنام
تعذبني كلما حَمْحَمتْ فرسٌ
نثرت شعرها وانتخت يا فراس
أغثني أغثني
فكيف أغني وهذي القرى تستباح
وهذي المروج تداس

نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-10-20 الساعة 10:43

الكلمات الأكثر بحثاً