حمير العرس

تبدأ مهماتنا بالإعراس برش الماء تحت أقدام الدبيكة في الساحة، ثم توزيع الشاي، وإحضار البشكير لـ( قواد ) الدبكة، وصب القهوة لدقيق الشبيبية، وحمل المزيد من الكراسي، ثم إحضار السبيرتو، والكاز للوكس المنتصب على البرميل في وسط الساحة ...وعندما يحين موعد عشاء ( الضيوف )، يخرج والد العريس مصفقا بيديه :
خلص يا شبااااااب ، يعطيكوا ألف عافيه ، ما قصرتوا ...يعني كحشة .
في أيام الحصيدة :
روح يا جدي جيب شوالات فاضية، ومي للحصادين، وخلي أمك تنبطنا قلاية بندورة، و ابريق شاي، وجيب المقطف، وخذ معك المذراة يا جدي، وبترجع توخذ الشاعوب، والخيطان، والمسلة، والغربال، والمchفيه .....
ناديلنا الحجي، وجيب الصاع من دار خلف.
وبعد انتهاء الموسم في البيدر أسأله:
أكم شوال طلعنا يا جدي ؟ فيقول:
خلص روح على أمك ..بركة بركة .
طيب وين براكة البيدر ؟
المشاركة باستقبال مسؤول أيام المدرسة تبدأ بتكنيس الشارع الذي سيمر منه، وتقطيع أغصان الأشجار لتزيين الأقواس، والـ(تعييش )، والوقوف على جانبي الطريق منذ الصباح الباكر، وعندما يحين موعد الوصول، يبدأ ربع ( الطواقي الخضر ) بضربنا بالعصي ...
في العرس الوطني ( الإنتخابات ) حيث تبدأ عملية الإقتراع، والتحضير لها منذ الفجر، ناس رايحة ، وناس جاية، وشوارع مغلقة، ودوريات شرطة، وعند إقفال الصناديق، وانتهاء الفرز، يأتي المحافظ، ويضع الكشوفات تحت إبطه ، ويغادر دون إعلان النتائج ...
في الإحصاءات، وتعداد السكان أيضا، طنة ، ورنة، وعمل ( وطني) ، وبعدها يحجم المسؤولون عن إعطائنا ما تمخضت عنه هذه العملية ...فعدد سكان هذا البلد لا يعرفه إلا الله.... لنا رقم، ولدول الخليج رقم، وللهيئات الدولية لأغراض الشحدة، هنالك رقم آخر ....بركة يا جدي بركة .