غزة فلسطين المحتلة-الجنوب لبنان.. خطط جهنمية بإرادة دولية.
نيسان ـ نشر في 2024-11-18 الساعة 20:01
نيسان ـ إرادة دوليه تقودها آخر المحاولات والالاعيب الإسرائيلية الأميركية والغربية، تراقبها وتشهد على حربها وابادتها وتدمرها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
.. ما احتوته التمائم يسمم الأجواء، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تتحول إلى تصفية القضية الفلسطينية، قتل وإبادة وتهجير.
.. وأما جبهة الحرب في لبنان، الجنوب اللبناني، ووسط بيروت فقد تحولت إلى رغبة إسرائيلية باحتلال ووصاية سافرة- ربما - على كل لبنان، ولن تتوقف حروب السفاح نتنياهو، الذي بايعته الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية ليكون هتلر الألفية الثالثة، ليعم الدمار والخراب العالم.
هوس نازي، بدأ من
غزة فلسطين المحتلة-جنوب لبنان، وإلى حدود سوريا، خطط جهنمية بإرادة دولية.
*الإدارة الأميركية تنسحب وهي تعمق الدمار.
تحركات ودبلماسية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تأتي في كل العواصم هو وفريقه في إطار مواصلة إدارة الرئيس بايدن التي توشك ولايتها على النهاية، تحاول إعادة سيناريوهات جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاقات لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، وهي حرب إبادة وتهجير ومجازر يومية .
وقالت الإدارة الأميركية، التي تحاول الانسحاب، بل هي تنسحب مع تعمق جبهات الحرب والدمار. .. وفي الحدث قال مسؤولون أميركيون إنهم سيبذلون جهدا أخيرا للتوصل إلى صفقات في نهاية الحرب، لكن لم يتضح مدى النفوذ الذي يتمتعون به على السفاح نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية و وان الولايات المتحدة تبحث مع الجهات الفاعلة الأخرى(..) في المنطقة، ومع المجتمع الدولي التي، غالبا فقدت الثقة، بل انها عمليا تحول لسياساتها المستقبلية الجيوسياسية الآن إلى الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي كشف أبرز ورموزها في الخارجية والدفاع والبيت الأبيض، عدا عن السفراء في الأمم المتحدة.
.. وفي ظل ذلك؛ صرح المتحدث باسم البيت الأبيض ماثيو ميلر إن بلينكن أكد في اتصالاته المستمرة رغبة الإدارة الأميركية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن وحسم الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وحزب الله في لبنان دبلوماسيا، وأيضا الكلام عن الحرب في غزة التي تشهد منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، إبادة جماعية ومجازر وتكريس للتهجير والجماعات.
.. من جانبه كشف "ميلر" أن الوزير بلينكن ناقش في مكالمته مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي تمت مسا الجمعة : "جهود التوصل إلى إطلاق سراح الرهائن ورسم مسار يسمح للفلسطينيين في غزة بإعادة بناء حياتهم وتعزيز الحوكمة والأمن وإعادة الإعمار".
.. وفي ذات الوقت ناقش بلينكن مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات: "جهود التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى منازلهم".
.. أيضا، تزامن ذلك مع تصريحات مهمة لقيادي في حركة حماس، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس" الفرنسية ، بأن حماس لديها الاستعداد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة (..)، وانها، وفق العضو في المكتب السياسي للحركة باسم نعيمتدعو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل.
.. وفي تفاصيل المكاشفة، قال "نعيم " إنَّ "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف اطلاق النار، على أن تلتزم به دولة الاحتلال"، داعياً "الإدارة الأميركية وترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني"، لافتا : "نحن في حماس لم نتلقَّ أي اقتراح جديد وسندرس بايجابية أي عرض يقدم لنا".
.. عمليا، بدا التصريح، تأكيدات على مسار حماس، التي أبلغت الوسطاء أنها مع أي اقتراح أو عرض يتم تقديمه ويحقق وقفا نهائيا لاطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات الانسانية والإغاثية، وإعادة الاعمار".
موقف حماس، يأتي مواكبا لكل حالات وجولات المفاوضات السابقة،
*ماهية التفاوض بين غزة والجنوب اللبناني.
يقرأ المحلل البناني حسين خليفة ، في موقع لبنان ٢٤،قصك مسارات التفاوض، ويرى في مقال تحليلي بعنوان :" ثوابت" لبنان في أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار.. هل من خطوط حمراء؟!"، انه:
" بمنطق "الغالب والمغلوب" إذاً تتعامل إسرائيل مع ملف المفاوضات، في محاولة لفرض شروطها على اللبنانيين، بما يتيح لها تكريس "انتصار" تقول إنّها مهّدت له بضرباتها النوعية ضدّ "حزب الله" منذ مجزرة "البيجر" الشهيرة، أو بالحدّ الأدنى، لترمي كرة التعطيل في مرمى اللبنانيين، في استنساخ لسيناريو تكرّر أكثر من مرة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، حيث كانت تتّهم حركة حماس بأنها من تعرقل المفاوضات وتشوّش عليها.
لكنّ هذا المنطق يصطدم وفق العارفين، بوجهة نظر لبنانية، ترفض الحديث عن "هزيمة" مني بها "حزب الله"، ولا سيما أنّ الأخير لا يزال قادرًا على التحكّم بالميدان بصورة أو بأخرى، وقد استعاد جزءًا واسعًا من عافيته بعد الضربات التي مُنيَ بها أخيرًا، بل إنّ رشقاته الصاروخية الأخيرة والضربات الدقيقة التي نفّذها في سياق معادلة "إيلام العدو" التي يطبّقها، تؤكد أنه لا يزال يمسك بالكثير من أوراق القوة، وبالتالي ليس "مهزومًا" ليقبل بالخضوع لأيّ شروط.
رؤية التحليل، سياسية أمنية، تنطلق من القول:
يؤكد العارفون أنّ الموقف اللبناني في أيّ لبنان مضبوط سلفًا بما يصحّ وصفها بـ"الثوابت"، التي سبق أن اختصرها كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالتمسّك بالقرار الدولي 1701 كما هو، "بلا زيادة ولا نقصان"، ما يعني أنّ لبنان ليس معنيًا بأيّ اجتهادات أو إضافات على القرار المذكور، خصوصًا من نوع الضمانات التي تريدها إسرائيل، عبر الاحتفاظ بما تسمّيها "حرية حركة" تشكل بحدّ ذاتها انتهاكًا للسيادة.
بمعزل عمّا يردّده الإسرائيليون من شروط لوقف إطلاق النار، سبق أن عبّر عنها - السفاح نتنياهو - حين قال إنّ منع "حزب الله" من التسلّح مجدّدًا أهم بالنسبة إليه من القرار 1701، فإنّ الموقف اللبناني واضح وثابت ولا لبس فيه، وقوامه تطبيق القرار الدوليّ المذكور بحرفيّته، لكن من دون فتح المجال إلى انتهاكات جديدة بذريعته وتحت عنوانه، وهو موقفٌ يرفض لبنان الرسمي التراجع عنه تحت أيّ ظرف من هنا أو هناك!
ما يحدث، أن الإدارة الأميركية تنساق وراء اليمين الإسرائيلي المتطرف، "شروط" يضعها الجانب الإسرائيلي للمضيّ في أيّ اتفاق، تحت طائلة توسيع الحرب وتعميقها، بدليل إعلانه عن "مرحلة ثانية" من العملية البرية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ضمان "حرية التحرك" لإسرائيل في الأجواء اللبنانية، وما يسمّى "حقّها" بالرد على أيّ هجوم من لبنان.
هنا، يتوقف "خليفة" ليقول :
يمكن فهم "رفع سقف" التصريحات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وبينها مثلاً كلام وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس الذي وسّع رقعة أهداف الحرب، مضيفًا إليه "تجريد حزب الله من سلاحه"، وكأنّ إسرائيل تريد القول "إما أن تقبلوا بشروطي وإلا عليكم تحمّل المزيد"، علمًا أنّ الإعلان عن الذهاب إلى مرحلة ثانية من هذه الحرب، وتكثيف القصف على الضاحية الجنوبية على امتداد النهار والليل، بدا بمثابة "ضغط أقصى" تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي .
*هل جبهات الحرب على غزة والضفة ولبنان، نماذج للتهديد بالإبادة.
لم تكن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والتي تحركت بإرادة سرية دولية نحو الحرب على الجنوب اللبناني ووسط بيروت، إلا محاولة لفرض رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب في التأسيس من جديد لمراحل مستقبلية من الصراع في المنطقة وربما كل العالم؛ ذلك يفسر انسحاب الإدارة الأميركية والبنتاغون ببطء، فالوضع العسكري والأمني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، حالة حرب، تنقل ملفاتها المتشابهة من ولاية الرئيس بايدن، إلى ولاية الرئيس المنتخب ترامب، كيف هذا المنطق؟.
الحرب، صورة ضبابية يقف عليها في "عصر ترامب": تحويله إلى نموذج الضفة، وهو منطق جيوسياسية أمني، فيما كتبه المحلل السياسي في موقع المدن اللبناني منير الربيع، بذات العنوان.
لتوضيح ذلك، يبدأ تحليل الربيع، وفق الآتي :
*اولا:
الأسماء المعلن عنها لتشكيل فريق عمل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تدعو إلى الفزع. وستُظهر حجم حالة الوهن العربي وانعدام تأثيره أو صوابية توجهاته للعمل ضمن مجموعات الضغط العاملة في الولايات المتحدة الأميركية.
*ثانيا :
الثمن، سيُدفع داخل أميركا في سياق الإجراءات اليمينية المتشددة والعنصرية، فإن ثمناً آخر سيُدفع في المنطقة العربية ككل.
*ثالثا:
ترامب يريد تلزيم المنطقة لإسرائيل، وفرضها وصيّة أمنية، عسكرية، سياسية، واقتصادية على دول المنطقة ككل، خصوصاً أن كل مشاريع الاستثمار أو الازدهار الموعودة ستكون مرتبطة بمدى التقرّب من دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني أو الدخول في شراكة معها.
*رابعا:
اختيار ترامب لكبار المؤيدين للمشاريع التوسعية والاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين، للقضاء على القضية الفلسطينية. تكفي تصريحات وزراء في الحكومة اليمينية المحتفية بالأسماء التي ستتولى مناصب مهمة في إدارة ترامب، لاستشعار حجم المخاطر المقبلة على المنطقة، في سياق مسار أميركي إسرائيلي متكامل لإعادة صناعة توازنات سياسية جديدة. ذلك ما ينتظره كثيرون ربما في الدول العربية وحتى في لبنان.
*خامسا:
إن المشروع الإسرائيلي الأميركي الذي يبدو بوضوح أنه مشترك، على أن تتجلى هذه التشاركية أكثر مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض واكتمال عقد إدارته، سيكون في غاية الصعوبة معه العودة إلى أي صيغة من صيغ التوازن التي كانت قائمة سابقاً. صحيح أن بعض الدول التي كانت على خصومة تبلغ حدود العداوة مع إيران، ربما اليوم تستفيد من ضرب مشروع إيران وتحجيمها وتقويض نفوذها، وتقليص حالة انفلاشها في الشرق الأوسط، لكن ذلك يندرج ضمن مشروع كان قد استبق هذه المرحلة، بمحاولة لتقويض الدول العربية وأدوارها. وذلك لم يحصل إلا لتوفر إرادة غربية أو أميركية في ذلك، ولو أنهم يعتبرون أن ما جرى حدث بسبب طموح إيراني ومشروع تصدير الثورة من قبل طهران، فيما كانت واشنطن قد أطلقت جموح طهران لعنانه، بلا أي محاولة للجمه، لا في العراق، ولا في سوريا ولا في لبنان أو اليمن.
*سادسا:
محاولة تقويض العرب سابقاً، ومحاولة تقويض إيران اليوم وضرب مشروعها، ليس الهدف منه تقوية المشروع العربي مجدداً، لا بل هدفه ضرب قوتين مركزيتين في الإقليم لصالح إعلاء شأن إسرائيل، ربما بما يتطابق مع عنوان كتاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنوانه: "إسرائيل والعالم.. مكان بين الأمم". هذا المكان لا يمكن لإسرائيل أن تأخذه إلا بمشاريع تقويض وإضعاف كل الدول المجاورة لها أو دول الإقليم كلها، وتكريس أمر واقع أن كل من لديه طموح لن يكون بإمكانه تحقيقه إلا من خلال إسرائيل وحدها.
*سابعا:
ساهمت، دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية في توفير كل أشكال الدعم الانتخابي لدونالد ترامب للوصول إلى هذه اللحظة، وربما للوصول إلى هذا الفريق الذي يتم تشكيله في سبيل منحها كل ما تريد، ولا سيما عنوان "ضم الضفة الغربية" الذي سارع سموتريتش للدعوة إلى إعلانه. ومن يريد تحقيق ذلك لا يسعى إلى وقف للحروب، بل إطالتها ومواصلتها بدعم أميركي، لفرض أمر واقع عسكري وسياسي في المنطقة ككل، بما لا يبقي قدرة عربية أو فلسطينية أو لبنانية لرفض هذا المشروع أو مواجهته.
*ثامنا:
ليس عن عبث تقول إسرائيل ومسؤولون أميركيون إنهم يريدون لهذه الحرب أن تكون الأخيرة. تريدها إسرائيل معركة أخيرة في فلسطين، ومعركة أخيرة في لبنان مهما طالت واستمرت وكانت خسائرها، وفق ما يفكر-السفاح المتطرف- نتنياهو الذي تعاطى منذ اليوم الأول مع أسراه في غزة وفق عقيدة هنيبعل.
*تاسعا:
يكثف الإسرائيليون من عملياتهم العسكرية، ومن الغارات على كل المناطق في لبنان والتركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات البري، بالتزامن مع الضخ الأميركي والإسرائيلي حول الأجواء الإيجابية للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على لبنان. علماً أن الشروط التي يطالب بها الإسرائيليون تبدو مستحيلة التطبيق في أي اتفاق سياسي. خصوصاً مسألة حرية الحركة العسكرية عندما تقتضي مصلحتهم، أو فرض رقابة برية وبحرية وجوية على لبنان. مثل هذه الشروط تتجاوز بكثير اتفاق 17 أيار (1983)، وتصل إلى حدود فرض وصاية عسكرية وأمنية وسياسية على لبنان.
*عاشرا:
كل ما هو مطروح إسرائيلياً، يعني تحويل لبنان إلى حالة مشابهة للضفة الغربية.
بالمعنى الفعلي، لا وجود لأي مؤشرات جدّية حول الوصول القريب إلى لحظة وقف إطلاق النار. فإسرائيل لم تحقق أهدافها حتى الآن على الرغم من الضربات التي وجهتها لحزب الله. بعض الإعلام الإسرائيلي المحسوب على السفاح نتنياهو يركز بشكل يومي على حجم العمليات التي ينفذها حزب الله ضد العمق الإسرائيلي، وأن الحزب لا يزال يتمتع بقدرة صاروخية عالية جداً. فذلك يهدف إلى إبقاء الرأي العام الإسرائيلي في حالة منسجمة مع الحرب وطول أمدها وحجم خسائرها.
.. *رهاب عصر ترامب.
ما في الأفق، أن المنطقة والمجتمع الدولي، وحتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وربما المحكمة الدولية، الكل عمليا، يراهن ، ومعهم السفاح نتنياهو على الظروف الزمنية الأميركية القائمة حالياً، بات لا يهمهم التصعيد أكثر في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وفي لبنان وتحديدا محاولات الاجتياح البري من جنوب لبنان؛ ذلك أن لعبة الرهانات لم تخلص إلى حوار حاسم أو مفاوضات جادة، هنا يراهن السفاح نتنياهو، ومعه اقطاب حكومته المتطرفة التوراتية على رئاسة ترامب لمساندته في فرض الخيارات الصهيونية عسكرياً أو أمنيا وهي تتضح سياسياً.
.. التخوف الأكبر من "عصر ترامب" الذي يريد تكريس العصر الإسرائيلي في المنطقة وفي فلسطين المحتلة والدولة اللبنانية المهارة خارج ألاعيب السفاح.
واقع الحرب في المنطقة أكبر من ترقب إدارة أميركية، مجرد ان خبرتها ومعايشتها للحراك السياسي والأمني والاقتصادي في العالم، ينشد توجهات ترامب وبالتالي الصراع مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة، التي تستلم ملفات بايدن والبنتاغون، تنظزللأوضاع غزة والضفة الغربية والقدس، كما في بيروت، ودمشق، وصولا إلى معضلة الحرب الروسيه الأوكرانية، بوضوح منظار إسرائيلي يقول حتما :[ما يريد الإسرائيليون فرضه على دول المنطقة-على سبيل الملف الذي سيتركه بايدن- هو الاختيار بين خيارين، إما حرب طويلة لخسارة كل شيء، أو قبول شروط الخسارة بأكثر الخسائر الممكنة] .
.. لا نتائج يعول عليها مرحليا، الحرب على كل الجهات، وسط مساع ونوايا عدوانية إسرائيلية، الهدف منها تغيير جيوسياسية أمني بعيد المدى، الرؤية ان هناك متغيرات يجب أن تلحق موازين القوى في المجتمع الدولي و المنطقة، بحجة مواجهة المشروع الإيراني.
.. وهذا المشروع، أمريكيا واسرائيليا، واوروبا، يعني أن كل القادم، في عصر ترامب، أن ملفات الحرب والمفاوضات مترابطة ببعضها البعض من غزة فلسطين المحتلة، إلى لبنان جنوب وشمال، إلى سوريا و ويشمل جبهة العراق الحشد الشعبي، واليمن الحوثي بما يتصل بنفوذ ودعم إيران ودورها في المنطقة والإقليم.
*تفاصيل الاتفاق في جبهة لبنان.
مصادر لبنانية كشفت ل "الدستور" عديد النقاط الخطيرة التي وردت في [النص المقترح للاتفاق في جبهة الحرب على لبنان]، وهو الذي الذي حملته السفيرة الأميركية في بيروت إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وفق المصدر:
*1: 13 نقطة.
يضم 13 نقطة، موزعة على خمس صفحات بخط كبير.
*2:سؤال لبناني.
نبيه برّي وجّه للسفيرة الأميركية سؤالاً مباشراً طالباً منها الإجابة عليه بشكل مباشر، وهو إذا كان هناك اتفاق آخر تم وضعه بين الأميركيين والإسرائيليين، ويختلف عن النص الذي بين يديه. فنفت السفيرة ذلك وأكدت عدم وجود أي اتفاق من هذا النوع.
بنود رئيسية هي:
*أولا:إيقاف إطلاق النار
- وقف إطلاق النار وتحديد موعد لبدء الالتزام به وتحديد التاريخ، لحظة إبرام الاتفاق.
- *ثانيا : استلام الجيش اللبناني
دخول /استلام الجيش اللبناني إلى الجنوب على مراحل. فيدخل في المرحلة الأولى 5 آلاف جندي.
- *ثالثا : حصر السلاح
الجيش اللبناني هو الجهة الشرعية الوحيدة والمخولة التحرك عسكرياً ويكون السلاح محصوراً به.
- *رابعا:دعم الجيش
توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني لضبط المعابر الحدودية ومنع إدخال الأسلحة.
- *خامسا : تعزيز اليونيفيل
تعزيز وتفعيل دور قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" .
- *سادسا :انسحاب جيش الاحتلال.
انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من المناطق التي دخل إليها.
- *سابعا:مسح الجنوب اللبناني.
يتولى الجيش اللبناني عملية المسح لعدم وجود أسلحة خارج سيطرته في الجنوب.
- *ثامنا:لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701
تشكيل لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701 والتي ينص المقترح على إدخال ألمانيا وبريطانيا إليها. وهو ما يرفضه لبنان برفض توسيع اللجنة والاكتفاء بفرنسا وأميركا.
- *تاسعا: الضمانات الدولية
تثليث ضمانات دوليه بعدم حصول أي اعتداء إسرائيلي على لبنان براً وبحراً وجواً.
- *عاشرا :
بعد مرور ستين يوم من وقف إطلاق النار يتم تفعيل عمل اللجنة الثلاثية التي تضم لبنان، إسرائيل وضابط من اليونيفيل للبحث في تثبيت ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط الـ13 العالقة.
.. وتقول مصادر إعلامية في بيروت ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي، غالبا ما يتابع قراءة كتاب "الحرب" للكاتب الأميركي الإشكالية "بوب وودورد" ، والذي يروي تفاصيل ومعلومات واتصالات مسؤولين إسرائيليين وأميركيين حول الحرب على غزّة، ما بعد عملية طوفان الأقصى.
.. المحلل السياسي منير الربيع قال ان قراءات بري، تتزامن مع خوضه مفاوضات شاقة مع الأميركيين (..) حول الوصول إلى وقف لإطلاق النار. يستند إلى ما يرد في الكتاب حول مخطط إسرائيلي كان واضحاً في الأيام الأولى للحرب على غزّة، والاستفادة من الظرف وشنّ حرب على لبنان. لكن الأميركيين تمكنوا حينها من منعهم.
. يؤكد برّي، في حوار مع" المدن"أن' مسار التفاوض مستمر، وهناك بعض التعديلات والأفكار اللبنانية سيتم إرسالها للأميركيين،"لا موافقة على تشكيل لجنة دولية لمراقبة تطبيق القرار 1701، ولا إدخال قوات متعددة الجنسيات، ولا قوات أطلسية، بل يتم الالتزام بالقرار 1701، وتفعيل عمل قوات اليونيفيل والجيش اللبناني لتطبيقه. ويستلهم الاتفاق بعضاً من تفاهم نيسان، والذي بموجبه تشكلت لجنة لمتابعة التفاهم، وتضم إلى جانب لبنان، إسرائيل، أميركا، فرنسا، والأمم المتحدة".
.. أيضا، حديث برّي من أن لا وجود مطلقاً لفكرة حرية العمل العسكري لإسرائيل، بل على العكس فبمجرد الوصول إلى وقف النار، يبدو في سياق التوقعات من نتائج اي مفاوضات، غالبا انها قد تفشل، المقابل الصهيوني، السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت وحكومة التطرف الإسرائيلي العنصرية، ومع مسار التحديات في الإدارة الأميركية والبنتاغون، ليس من السهل، وجود ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان براً، وبحراً وجواً. مع استمرار الحرب في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبالتالي استمرار جبهات المقاومة والاسناد، من مختلف الجهات، فالتأزيم مستمر، ولن يستقر إلا بوقف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
*الإعلام الإسرائيلي يلتقط الإشارة. كيف؟!.
كان الكاتب المحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة هآرتس "عاموس هرئيل" كتب ان ":
الميدان يسمح بوقف الحرب وهو يريدها.. هل يدرك نتنياهو ما ينتظره في الداخل الإسرائيلي؟"
.. وقال في التحليل:ما يتم الهمس به في أروقة جهاز الأمن سيكون قريباً مفهوماً لمعظم الجمهور. أساس التهديد العسكري الذي يشكله رجال حماس في قطاع غزة تجاه منطقة الغلاف، أزيل في هذه المرحلة. وحتى التهديد من القطاع على مركز البلاد تقلص إلى الحد الأدنى. وقدرات حزب الله العسكرية تقلصت جداً، حتى لو كان بإمكانه مواصلة إطلاق كل يوم مئات الصواريخ نحو شمال البلاد وصليات مركزة نحو المركز. تحسن الإنجازات العملياتية التي حققها الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، يعتمد على مزيد من الضغط عسكري آخر – من الآن فصاعداً سيعتمد على العمل السياسي.
في اعتبارات " هرئيل" إن الأفق السياسي، أنه لا تنوي الحكومة الإسرائيلية استغلاله.
.. ولن تكون في غزة صفقة ما دام الأمر متعلقاً بها.
وإن الاحتمالية أعلى في لبنان، لأن الاتفاق الذي سيناقش بسيط أكثر. ولكن استمرار الحرب، بشكل خاص في غزة، يخدم بقاء رئيس الحكومة نتنياهو السياسي، لذلك من الصعب التصديق بانتهائها.
.. بالإشارة إلى الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، وهو من المستشارين المقربين من السفاح نتنياهو، الذي قال علناً في مقابلة مع “هيئة كان” في بداية الأسبوع: “صفقة التبادل ستمكن حماس من مواصلة السيطرة على غزة، لذلك لا يمكن تنفيذها”.؛لهذا ستحافظ، دولة اليمن المتطرف التوراتية على وجودها في القطاع حتى بعد انتهاء الحرب.
.هآرتس، تؤكد وفق التحليل ان الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهي نتشابكة، ستبقى بالنسبة السفاح نتنياهو :حرب أبدية استهدفت وبحق خدمة أهداف نتنياهو الشخصية – التملص من الأخطار الثلاثة التي تهدد استمرار حكمه:
هآرتس، حددت الأخطار على حكومة اليمين المتطرف التوراتي، وعلى السفاح نتنياهو بأنها مفصلية:
*أ:
تبكير موعد الانتخابات.
*ب:
تشكيل لجنة تحقيق رسمية تناقش الإخفاقات التي سمحت بحدوث المذبحة في 7 أكتوبر.
*ج:
بدء تقديم شهادة السفاح في محاكمته الجنائية في بداية الشهر القادم (المحكمة المركزية في القدس رفضت أول أمس طلبه لتأجيل تقديم شهادته).
.. تعود الصحيفة الإسرائيلية، إلى رعب عصر ترامب، فترى ان دولة الاحتلال تستفيد من ذلك :
بداية ولاية ترامب الثانية قد تساعد في ذلك، وتزيل عن نتنياهو ضغط إدارة بايدن. يبدو أنه يمكن التقدم كما هو مخطط نحو أهداف طموحة أكثر – احتلال دائم لأجزاء من القطاع، وإعادة المستوطنات إليه وربما ضم الضفة الغربية. هذا هو سبب فرح المستوطنين في الأيام الأخيرة.
تلوح في الأفق الآن، كما يقول الإعلام الإسرائيلي، نقطة تصادم بين الأجندات المتناقضة للمعسكرين اللذين يستند إليهما ائتلافا السفاح نتنياهو:
الأحزاب الحريدية وأحزاب اليمين المتطرف، مع استمرار القتال في الشمال والجنوب سيفرض عبئاً ثقيلاً على رجال الاحتياط خلال العام 2025، وسترافقه تأثيرات قاسية على الاقتصاد. وعائلات كثيرة من عائلات جنود الاحتياط تعلن بأنها تستصعب تحمل العبء الاقتصادي والنفسي، فضلاً عن عدد المصابين المتزايد (حسب بيانات قسم الموارد البشرية، منذ بداية الحرب وحتى مساء أمس قتل 794 جندياً، بينهم 269 من جنود الاحتياط).
.. وان، بحسب تحليل هرئيل، سيتضح المزيد من العمليات الهجومية الواسعة في لبنان، وهي ستحتاج إلى مزيد من القوات، وضمن ذلك تجنيد غير مخطط لوحدات احتياط أخرى. في وقت ما، قد تندلع أزمة بأبعاد لا يمكن تقديرها مسبقاً، إلى درجة حدوث مشاكل في الامتثال لأوامر التجنيد. في الخلفية إحباط متزايد – وكذلك في أوساط مؤيدي الصهيونية الدينية – من قوانين التهرب التي يحاول الائتلاف تمريرها، مع تجاهل صارخ للضحايا في أوساط من يخدمون في الجيش.
في الخلاصة، يبدو أن الإعلام داخل الاحتلال يرى السفاح نتنياهو مقيدا من قطاعين، وطلباتهما قد تكون متناقضة. ولتجسيد حلم المستوطنين، المطلوب هو المزيد من الجنود والمزيد من العبء على رجال الاحتياط. في حين أن الحريديم يريدون ضمان تسوية التهرب وضخ الميزانيات ومواصلة سرقة الخزينة العامة لغاية المصوتين لهم. هذه التوجهات لا تندمج معاً، وجمهور كبير من المدنيين يعلق بينها، الذي هو شريك كامل في دفع الثمن، وليست له أي كلمة في تحديد الأهداف المتغيرة والمتوسعة للحرب.
*ما الذي يريده ترامب؟.
السؤال جوهري طرحته صحيفة هآرتس، وهي تتوقع، بعد الردود من تاريخ الرئيس المنتخب:
في الفترة الأخيرة ظهرت إمكانية أن الرئيس المنتخب سيحاول إملاء وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حتى قبل دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني القادم. ربما تكون مصلحة للطرفين. حزب الله تم ضربه عسكرياً (حتى لو لم يُهزم)، ودولة لبنان تكبدت أضراراً شديدة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وهناك اعتقاد بأن إيران معنية أيضاً بتقليص الخسائر. لإسرائيل كما يبدو مصلحة في إنهاء المعركة إذا استطاعت الحكومة إقناع سكان المنطقة على الحدود الشمالية بالعودة إلى بيوتهم بأمان (حتى عندها ستبقى مهمة إصلاح كبيرة في المستوطنات المهجورة).
في القطاع(غزة) ، مثلما وصف في هذا الأسبوع ينيف كوفوفيتش وآفي شاريف في “هآرتس”، يشير الاستعداد على الأرض إلى وجود خطط للجيش الإسرائيلي للبقاء هناك لفترة طويلة، جيش الكابنيت الإسرائيلي يشق الشوارع الواسعة ويبني مواقع عسكرية ثابتة كبيرة ويعد بنى تحتية لمدى طويل.
كما أن شمال القطاع مقسم إلى مناطق فرعية، والجيش الإسرائيلي يطوقها ويسيطر على كل طرق الخروج منها.
.. ويتصرف جيش الكابنيت استنادا إلى أن قواته العدوانية النازية، ستنتشر في القطاع، على الأقل خلال العام 2025، وليس كجيش يتوقع في كل لحظة عقد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار والانسحاب الكامل.
.. وفي بعض الإجابات على السؤال:
*1:
اهتمام إدارة واشنطن الجديدة يظل محدوداً.
*2:
لم يظهر ترامب ذات يوم تعاطفاً مع الفلسطينيين، ولا يهمه القانون الدولي إزاء الحرب إلا كقشرة ثوم، فهي رؤية قصيرة.
*3:
المجتمع الدولي كله متأهب، وبعضه قلق، عقب فوز ترامب. دولة واحدة، هي إيران كما يبدو، قلقة بشكل خاص. مرت ثلاثة أسابيع منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، لكن الرد الذي وعدت به طهران لم يأت. *4:
في الولايات المتحدة نشر أن الإيرانيين يضغطون على المليشيات الشيعية في العراق لاستخدام عشرات المسيرات في الهجوم على إسرائيل. حتى الآن، هذه المليشيات تكتفي بإطلاق عدد قليل من المسيرات، كل ليلة تقريباً. في الخلفية، يتطور نقاش حذر في قيادة إيران: هل يجب التنازل ومحاولة بلورة اتفاق نووي جديد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أم مواصلة السير على الحافة، وحتى الإعلان عن انعطافة في تحقيق قدرة نووية كاملة.
*5:
السفاح نتنياهو، يقال انه تأثر من عودة صديقه ترامب، وفي المقابل هو مضغوط من التحقيقات ضد رجال مكتبه، ويلقي خطابات على الوزراء بشأن واجب منع كارثة ثانية على اليهود، والحاجة إلى الاستعداد لإمكانية مهاجمة المنشآت النووية في ايران.
*6:
بعد فوز ترامب الأول في الانتخابات الأمريكية. بعد ذلك، ازدادت في إسرائيل قوة ومهارة ماكينة السم التي تعمل في خدمة رئيس الوزراء في محاولة لتخويف المسؤولين وكبار الضباط.
التبرير المناوب لذلك في الفترة الأخيرة يكمن في الاشتباه بقضية سرقة المعلومات السرية من الاستخبارات العسكرية “أمان”، التي نقلت إلى مكتب رئيس الحكومة، ومنه إلى وسائل إعلام أوروبية. أبواق نتنياهو شبهت في السابق المتحدث بلسانه، المعتقل ايلي فيلدشتاين، بالمخطوفين في أنفاق غزة. وبيان مكتب رئيس الحكومة تحدث عن “أقبية الشاباك”، في محاولة للمقارنة بينهما، وهذا جزء من التسريبات المتعمدة في قضية المخطوفين.
تحقيق “الشاباك” مع فيلدشتاين انتهى فعلياً. في الأسبوع القادم، ستستكمل الشرطة التحقيق، ويبدو أنه سيتم تقديم لوائح اتهام. وفقاً لطلب رئيس الأركان هرتسي هليفي، فإن “الشاباك” ركز على العثور منع تسريب خطير للمعلومات من الجيش الصهيوني، ورواية الدفاع-تبدو تأثير من فوز ترامب، تتبلور في هذه الأثناء فالتحقيق، كالعادة، سياسي، يهدف إلى إسقاط رئيس الحكومة المنتخب، زعيم معسكر اليمين.
* تصريحات البابا، الأثر والنتيجة.
حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والحرب على لبنان، صورة حرب مستمرة، المجتمع الدولي يراقب بصمت، فيما الواقع يقدم الانتهاكات التي طالت البشر في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، هي الحرب التي تعيش لحظات من سرديات الدانة والمطالبة بإيقافها فورا، يبدو ذلك وهما، سراب تراه الإدارة الأميركية والبنتاغون، أكثر أهمية لفهم حراك الرئيس ترامب،.. ورغم ذلك، ومن وسط حاضرة الفاتيكان، برزت في المجتمع الدولي، مقتطفات نُشرت الأحد، من كتاب جديد يصدر قريبا، نسبت إلى بابا الفاتيكان، قال فيه إن: بعض الخبراء الدوليين يقولون "إن ما يحدث في غزة فيه خصائص الإبادة الجماعية".
المقتطفات نشرتها صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية اليومية، التي نقلت عن كتاب البابا : "يجب أن نحقق بعناية لتقييم ما إذا كان هذا يتناسب مع التعريف الفني (للإبادة الجماعية) الذي صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية".
يحرص البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يقدر أتباعها 1.4 مليار مسيحي ، على عدم الانحياز إلى أي طرف في الصراعات الدولية والتشديد على وقف التصعيد لكنه كثف في الآونة الأخيرة انتقاداته السلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها على حركة حماس، اجتياح قطاع غزة .
البابا، خلال أيام الحرب، التي دخلت يومها ال (409)، انتقد استشهاد أطفال فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة، كما استنكر بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان ووصفها بأنها "تتجاوز الأخلاق".
ولم يصف البابا من قبل علانية الوضع في غزة بأنه إبادة جماعية. لكنه واجه العام الماضي خلافا بعد اجتماعه مع مجموعة من الفلسطينيين في الفاتيكان الذين أصروا على أنه استخدم هذا التعبير معهم على انفراد، في حين قال الفاتيكان إنه لم يفعل ذلك.
الفاتيكان، علق على كتاب البابا، وعرض موقعه الإخباري، تقريرا عن مقتطفات من الكتاب، ومنها تعليق بشأن الإبادة الجماعية.
.. العالم يرسم دوائر من الطباشير السوداء، يبدو أن الأسود بات يليق بالمجتمع الدولي في الألفية الثالثة.
*huss2d@yahoo
.. ما احتوته التمائم يسمم الأجواء، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تتحول إلى تصفية القضية الفلسطينية، قتل وإبادة وتهجير.
.. وأما جبهة الحرب في لبنان، الجنوب اللبناني، ووسط بيروت فقد تحولت إلى رغبة إسرائيلية باحتلال ووصاية سافرة- ربما - على كل لبنان، ولن تتوقف حروب السفاح نتنياهو، الذي بايعته الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية ليكون هتلر الألفية الثالثة، ليعم الدمار والخراب العالم.
هوس نازي، بدأ من
غزة فلسطين المحتلة-جنوب لبنان، وإلى حدود سوريا، خطط جهنمية بإرادة دولية.
*الإدارة الأميركية تنسحب وهي تعمق الدمار.
تحركات ودبلماسية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تأتي في كل العواصم هو وفريقه في إطار مواصلة إدارة الرئيس بايدن التي توشك ولايتها على النهاية، تحاول إعادة سيناريوهات جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاقات لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، وهي حرب إبادة وتهجير ومجازر يومية .
وقالت الإدارة الأميركية، التي تحاول الانسحاب، بل هي تنسحب مع تعمق جبهات الحرب والدمار. .. وفي الحدث قال مسؤولون أميركيون إنهم سيبذلون جهدا أخيرا للتوصل إلى صفقات في نهاية الحرب، لكن لم يتضح مدى النفوذ الذي يتمتعون به على السفاح نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية و وان الولايات المتحدة تبحث مع الجهات الفاعلة الأخرى(..) في المنطقة، ومع المجتمع الدولي التي، غالبا فقدت الثقة، بل انها عمليا تحول لسياساتها المستقبلية الجيوسياسية الآن إلى الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي كشف أبرز ورموزها في الخارجية والدفاع والبيت الأبيض، عدا عن السفراء في الأمم المتحدة.
.. وفي ظل ذلك؛ صرح المتحدث باسم البيت الأبيض ماثيو ميلر إن بلينكن أكد في اتصالاته المستمرة رغبة الإدارة الأميركية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن وحسم الصراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وحزب الله في لبنان دبلوماسيا، وأيضا الكلام عن الحرب في غزة التي تشهد منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، إبادة جماعية ومجازر وتكريس للتهجير والجماعات.
.. من جانبه كشف "ميلر" أن الوزير بلينكن ناقش في مكالمته مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي تمت مسا الجمعة : "جهود التوصل إلى إطلاق سراح الرهائن ورسم مسار يسمح للفلسطينيين في غزة بإعادة بناء حياتهم وتعزيز الحوكمة والأمن وإعادة الإعمار".
.. وفي ذات الوقت ناقش بلينكن مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات: "جهود التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى منازلهم".
.. أيضا، تزامن ذلك مع تصريحات مهمة لقيادي في حركة حماس، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس" الفرنسية ، بأن حماس لديها الاستعداد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة (..)، وانها، وفق العضو في المكتب السياسي للحركة باسم نعيمتدعو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل.
.. وفي تفاصيل المكاشفة، قال "نعيم " إنَّ "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف اطلاق النار، على أن تلتزم به دولة الاحتلال"، داعياً "الإدارة الأميركية وترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني"، لافتا : "نحن في حماس لم نتلقَّ أي اقتراح جديد وسندرس بايجابية أي عرض يقدم لنا".
.. عمليا، بدا التصريح، تأكيدات على مسار حماس، التي أبلغت الوسطاء أنها مع أي اقتراح أو عرض يتم تقديمه ويحقق وقفا نهائيا لاطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات الانسانية والإغاثية، وإعادة الاعمار".
موقف حماس، يأتي مواكبا لكل حالات وجولات المفاوضات السابقة،
*ماهية التفاوض بين غزة والجنوب اللبناني.
يقرأ المحلل البناني حسين خليفة ، في موقع لبنان ٢٤،قصك مسارات التفاوض، ويرى في مقال تحليلي بعنوان :" ثوابت" لبنان في أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار.. هل من خطوط حمراء؟!"، انه:
" بمنطق "الغالب والمغلوب" إذاً تتعامل إسرائيل مع ملف المفاوضات، في محاولة لفرض شروطها على اللبنانيين، بما يتيح لها تكريس "انتصار" تقول إنّها مهّدت له بضرباتها النوعية ضدّ "حزب الله" منذ مجزرة "البيجر" الشهيرة، أو بالحدّ الأدنى، لترمي كرة التعطيل في مرمى اللبنانيين، في استنساخ لسيناريو تكرّر أكثر من مرة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، حيث كانت تتّهم حركة حماس بأنها من تعرقل المفاوضات وتشوّش عليها.
لكنّ هذا المنطق يصطدم وفق العارفين، بوجهة نظر لبنانية، ترفض الحديث عن "هزيمة" مني بها "حزب الله"، ولا سيما أنّ الأخير لا يزال قادرًا على التحكّم بالميدان بصورة أو بأخرى، وقد استعاد جزءًا واسعًا من عافيته بعد الضربات التي مُنيَ بها أخيرًا، بل إنّ رشقاته الصاروخية الأخيرة والضربات الدقيقة التي نفّذها في سياق معادلة "إيلام العدو" التي يطبّقها، تؤكد أنه لا يزال يمسك بالكثير من أوراق القوة، وبالتالي ليس "مهزومًا" ليقبل بالخضوع لأيّ شروط.
رؤية التحليل، سياسية أمنية، تنطلق من القول:
يؤكد العارفون أنّ الموقف اللبناني في أيّ لبنان مضبوط سلفًا بما يصحّ وصفها بـ"الثوابت"، التي سبق أن اختصرها كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالتمسّك بالقرار الدولي 1701 كما هو، "بلا زيادة ولا نقصان"، ما يعني أنّ لبنان ليس معنيًا بأيّ اجتهادات أو إضافات على القرار المذكور، خصوصًا من نوع الضمانات التي تريدها إسرائيل، عبر الاحتفاظ بما تسمّيها "حرية حركة" تشكل بحدّ ذاتها انتهاكًا للسيادة.
بمعزل عمّا يردّده الإسرائيليون من شروط لوقف إطلاق النار، سبق أن عبّر عنها - السفاح نتنياهو - حين قال إنّ منع "حزب الله" من التسلّح مجدّدًا أهم بالنسبة إليه من القرار 1701، فإنّ الموقف اللبناني واضح وثابت ولا لبس فيه، وقوامه تطبيق القرار الدوليّ المذكور بحرفيّته، لكن من دون فتح المجال إلى انتهاكات جديدة بذريعته وتحت عنوانه، وهو موقفٌ يرفض لبنان الرسمي التراجع عنه تحت أيّ ظرف من هنا أو هناك!
ما يحدث، أن الإدارة الأميركية تنساق وراء اليمين الإسرائيلي المتطرف، "شروط" يضعها الجانب الإسرائيلي للمضيّ في أيّ اتفاق، تحت طائلة توسيع الحرب وتعميقها، بدليل إعلانه عن "مرحلة ثانية" من العملية البرية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ضمان "حرية التحرك" لإسرائيل في الأجواء اللبنانية، وما يسمّى "حقّها" بالرد على أيّ هجوم من لبنان.
هنا، يتوقف "خليفة" ليقول :
يمكن فهم "رفع سقف" التصريحات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وبينها مثلاً كلام وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس الذي وسّع رقعة أهداف الحرب، مضيفًا إليه "تجريد حزب الله من سلاحه"، وكأنّ إسرائيل تريد القول "إما أن تقبلوا بشروطي وإلا عليكم تحمّل المزيد"، علمًا أنّ الإعلان عن الذهاب إلى مرحلة ثانية من هذه الحرب، وتكثيف القصف على الضاحية الجنوبية على امتداد النهار والليل، بدا بمثابة "ضغط أقصى" تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي .
*هل جبهات الحرب على غزة والضفة ولبنان، نماذج للتهديد بالإبادة.
لم تكن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والتي تحركت بإرادة سرية دولية نحو الحرب على الجنوب اللبناني ووسط بيروت، إلا محاولة لفرض رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب في التأسيس من جديد لمراحل مستقبلية من الصراع في المنطقة وربما كل العالم؛ ذلك يفسر انسحاب الإدارة الأميركية والبنتاغون ببطء، فالوضع العسكري والأمني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، حالة حرب، تنقل ملفاتها المتشابهة من ولاية الرئيس بايدن، إلى ولاية الرئيس المنتخب ترامب، كيف هذا المنطق؟.
الحرب، صورة ضبابية يقف عليها في "عصر ترامب": تحويله إلى نموذج الضفة، وهو منطق جيوسياسية أمني، فيما كتبه المحلل السياسي في موقع المدن اللبناني منير الربيع، بذات العنوان.
لتوضيح ذلك، يبدأ تحليل الربيع، وفق الآتي :
*اولا:
الأسماء المعلن عنها لتشكيل فريق عمل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تدعو إلى الفزع. وستُظهر حجم حالة الوهن العربي وانعدام تأثيره أو صوابية توجهاته للعمل ضمن مجموعات الضغط العاملة في الولايات المتحدة الأميركية.
*ثانيا :
الثمن، سيُدفع داخل أميركا في سياق الإجراءات اليمينية المتشددة والعنصرية، فإن ثمناً آخر سيُدفع في المنطقة العربية ككل.
*ثالثا:
ترامب يريد تلزيم المنطقة لإسرائيل، وفرضها وصيّة أمنية، عسكرية، سياسية، واقتصادية على دول المنطقة ككل، خصوصاً أن كل مشاريع الاستثمار أو الازدهار الموعودة ستكون مرتبطة بمدى التقرّب من دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني أو الدخول في شراكة معها.
*رابعا:
اختيار ترامب لكبار المؤيدين للمشاريع التوسعية والاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين، للقضاء على القضية الفلسطينية. تكفي تصريحات وزراء في الحكومة اليمينية المحتفية بالأسماء التي ستتولى مناصب مهمة في إدارة ترامب، لاستشعار حجم المخاطر المقبلة على المنطقة، في سياق مسار أميركي إسرائيلي متكامل لإعادة صناعة توازنات سياسية جديدة. ذلك ما ينتظره كثيرون ربما في الدول العربية وحتى في لبنان.
*خامسا:
إن المشروع الإسرائيلي الأميركي الذي يبدو بوضوح أنه مشترك، على أن تتجلى هذه التشاركية أكثر مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض واكتمال عقد إدارته، سيكون في غاية الصعوبة معه العودة إلى أي صيغة من صيغ التوازن التي كانت قائمة سابقاً. صحيح أن بعض الدول التي كانت على خصومة تبلغ حدود العداوة مع إيران، ربما اليوم تستفيد من ضرب مشروع إيران وتحجيمها وتقويض نفوذها، وتقليص حالة انفلاشها في الشرق الأوسط، لكن ذلك يندرج ضمن مشروع كان قد استبق هذه المرحلة، بمحاولة لتقويض الدول العربية وأدوارها. وذلك لم يحصل إلا لتوفر إرادة غربية أو أميركية في ذلك، ولو أنهم يعتبرون أن ما جرى حدث بسبب طموح إيراني ومشروع تصدير الثورة من قبل طهران، فيما كانت واشنطن قد أطلقت جموح طهران لعنانه، بلا أي محاولة للجمه، لا في العراق، ولا في سوريا ولا في لبنان أو اليمن.
*سادسا:
محاولة تقويض العرب سابقاً، ومحاولة تقويض إيران اليوم وضرب مشروعها، ليس الهدف منه تقوية المشروع العربي مجدداً، لا بل هدفه ضرب قوتين مركزيتين في الإقليم لصالح إعلاء شأن إسرائيل، ربما بما يتطابق مع عنوان كتاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنوانه: "إسرائيل والعالم.. مكان بين الأمم". هذا المكان لا يمكن لإسرائيل أن تأخذه إلا بمشاريع تقويض وإضعاف كل الدول المجاورة لها أو دول الإقليم كلها، وتكريس أمر واقع أن كل من لديه طموح لن يكون بإمكانه تحقيقه إلا من خلال إسرائيل وحدها.
*سابعا:
ساهمت، دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية في توفير كل أشكال الدعم الانتخابي لدونالد ترامب للوصول إلى هذه اللحظة، وربما للوصول إلى هذا الفريق الذي يتم تشكيله في سبيل منحها كل ما تريد، ولا سيما عنوان "ضم الضفة الغربية" الذي سارع سموتريتش للدعوة إلى إعلانه. ومن يريد تحقيق ذلك لا يسعى إلى وقف للحروب، بل إطالتها ومواصلتها بدعم أميركي، لفرض أمر واقع عسكري وسياسي في المنطقة ككل، بما لا يبقي قدرة عربية أو فلسطينية أو لبنانية لرفض هذا المشروع أو مواجهته.
*ثامنا:
ليس عن عبث تقول إسرائيل ومسؤولون أميركيون إنهم يريدون لهذه الحرب أن تكون الأخيرة. تريدها إسرائيل معركة أخيرة في فلسطين، ومعركة أخيرة في لبنان مهما طالت واستمرت وكانت خسائرها، وفق ما يفكر-السفاح المتطرف- نتنياهو الذي تعاطى منذ اليوم الأول مع أسراه في غزة وفق عقيدة هنيبعل.
*تاسعا:
يكثف الإسرائيليون من عملياتهم العسكرية، ومن الغارات على كل المناطق في لبنان والتركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات البري، بالتزامن مع الضخ الأميركي والإسرائيلي حول الأجواء الإيجابية للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على لبنان. علماً أن الشروط التي يطالب بها الإسرائيليون تبدو مستحيلة التطبيق في أي اتفاق سياسي. خصوصاً مسألة حرية الحركة العسكرية عندما تقتضي مصلحتهم، أو فرض رقابة برية وبحرية وجوية على لبنان. مثل هذه الشروط تتجاوز بكثير اتفاق 17 أيار (1983)، وتصل إلى حدود فرض وصاية عسكرية وأمنية وسياسية على لبنان.
*عاشرا:
كل ما هو مطروح إسرائيلياً، يعني تحويل لبنان إلى حالة مشابهة للضفة الغربية.
بالمعنى الفعلي، لا وجود لأي مؤشرات جدّية حول الوصول القريب إلى لحظة وقف إطلاق النار. فإسرائيل لم تحقق أهدافها حتى الآن على الرغم من الضربات التي وجهتها لحزب الله. بعض الإعلام الإسرائيلي المحسوب على السفاح نتنياهو يركز بشكل يومي على حجم العمليات التي ينفذها حزب الله ضد العمق الإسرائيلي، وأن الحزب لا يزال يتمتع بقدرة صاروخية عالية جداً. فذلك يهدف إلى إبقاء الرأي العام الإسرائيلي في حالة منسجمة مع الحرب وطول أمدها وحجم خسائرها.
.. *رهاب عصر ترامب.
ما في الأفق، أن المنطقة والمجتمع الدولي، وحتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وربما المحكمة الدولية، الكل عمليا، يراهن ، ومعهم السفاح نتنياهو على الظروف الزمنية الأميركية القائمة حالياً، بات لا يهمهم التصعيد أكثر في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وفي لبنان وتحديدا محاولات الاجتياح البري من جنوب لبنان؛ ذلك أن لعبة الرهانات لم تخلص إلى حوار حاسم أو مفاوضات جادة، هنا يراهن السفاح نتنياهو، ومعه اقطاب حكومته المتطرفة التوراتية على رئاسة ترامب لمساندته في فرض الخيارات الصهيونية عسكرياً أو أمنيا وهي تتضح سياسياً.
.. التخوف الأكبر من "عصر ترامب" الذي يريد تكريس العصر الإسرائيلي في المنطقة وفي فلسطين المحتلة والدولة اللبنانية المهارة خارج ألاعيب السفاح.
واقع الحرب في المنطقة أكبر من ترقب إدارة أميركية، مجرد ان خبرتها ومعايشتها للحراك السياسي والأمني والاقتصادي في العالم، ينشد توجهات ترامب وبالتالي الصراع مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة، التي تستلم ملفات بايدن والبنتاغون، تنظزللأوضاع غزة والضفة الغربية والقدس، كما في بيروت، ودمشق، وصولا إلى معضلة الحرب الروسيه الأوكرانية، بوضوح منظار إسرائيلي يقول حتما :[ما يريد الإسرائيليون فرضه على دول المنطقة-على سبيل الملف الذي سيتركه بايدن- هو الاختيار بين خيارين، إما حرب طويلة لخسارة كل شيء، أو قبول شروط الخسارة بأكثر الخسائر الممكنة] .
.. لا نتائج يعول عليها مرحليا، الحرب على كل الجهات، وسط مساع ونوايا عدوانية إسرائيلية، الهدف منها تغيير جيوسياسية أمني بعيد المدى، الرؤية ان هناك متغيرات يجب أن تلحق موازين القوى في المجتمع الدولي و المنطقة، بحجة مواجهة المشروع الإيراني.
.. وهذا المشروع، أمريكيا واسرائيليا، واوروبا، يعني أن كل القادم، في عصر ترامب، أن ملفات الحرب والمفاوضات مترابطة ببعضها البعض من غزة فلسطين المحتلة، إلى لبنان جنوب وشمال، إلى سوريا و ويشمل جبهة العراق الحشد الشعبي، واليمن الحوثي بما يتصل بنفوذ ودعم إيران ودورها في المنطقة والإقليم.
*تفاصيل الاتفاق في جبهة لبنان.
مصادر لبنانية كشفت ل "الدستور" عديد النقاط الخطيرة التي وردت في [النص المقترح للاتفاق في جبهة الحرب على لبنان]، وهو الذي الذي حملته السفيرة الأميركية في بيروت إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وفق المصدر:
*1: 13 نقطة.
يضم 13 نقطة، موزعة على خمس صفحات بخط كبير.
*2:سؤال لبناني.
نبيه برّي وجّه للسفيرة الأميركية سؤالاً مباشراً طالباً منها الإجابة عليه بشكل مباشر، وهو إذا كان هناك اتفاق آخر تم وضعه بين الأميركيين والإسرائيليين، ويختلف عن النص الذي بين يديه. فنفت السفيرة ذلك وأكدت عدم وجود أي اتفاق من هذا النوع.
بنود رئيسية هي:
*أولا:إيقاف إطلاق النار
- وقف إطلاق النار وتحديد موعد لبدء الالتزام به وتحديد التاريخ، لحظة إبرام الاتفاق.
- *ثانيا : استلام الجيش اللبناني
دخول /استلام الجيش اللبناني إلى الجنوب على مراحل. فيدخل في المرحلة الأولى 5 آلاف جندي.
- *ثالثا : حصر السلاح
الجيش اللبناني هو الجهة الشرعية الوحيدة والمخولة التحرك عسكرياً ويكون السلاح محصوراً به.
- *رابعا:دعم الجيش
توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني لضبط المعابر الحدودية ومنع إدخال الأسلحة.
- *خامسا : تعزيز اليونيفيل
تعزيز وتفعيل دور قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" .
- *سادسا :انسحاب جيش الاحتلال.
انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من المناطق التي دخل إليها.
- *سابعا:مسح الجنوب اللبناني.
يتولى الجيش اللبناني عملية المسح لعدم وجود أسلحة خارج سيطرته في الجنوب.
- *ثامنا:لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701
تشكيل لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701 والتي ينص المقترح على إدخال ألمانيا وبريطانيا إليها. وهو ما يرفضه لبنان برفض توسيع اللجنة والاكتفاء بفرنسا وأميركا.
- *تاسعا: الضمانات الدولية
تثليث ضمانات دوليه بعدم حصول أي اعتداء إسرائيلي على لبنان براً وبحراً وجواً.
- *عاشرا :
بعد مرور ستين يوم من وقف إطلاق النار يتم تفعيل عمل اللجنة الثلاثية التي تضم لبنان، إسرائيل وضابط من اليونيفيل للبحث في تثبيت ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط الـ13 العالقة.
.. وتقول مصادر إعلامية في بيروت ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي، غالبا ما يتابع قراءة كتاب "الحرب" للكاتب الأميركي الإشكالية "بوب وودورد" ، والذي يروي تفاصيل ومعلومات واتصالات مسؤولين إسرائيليين وأميركيين حول الحرب على غزّة، ما بعد عملية طوفان الأقصى.
.. المحلل السياسي منير الربيع قال ان قراءات بري، تتزامن مع خوضه مفاوضات شاقة مع الأميركيين (..) حول الوصول إلى وقف لإطلاق النار. يستند إلى ما يرد في الكتاب حول مخطط إسرائيلي كان واضحاً في الأيام الأولى للحرب على غزّة، والاستفادة من الظرف وشنّ حرب على لبنان. لكن الأميركيين تمكنوا حينها من منعهم.
. يؤكد برّي، في حوار مع" المدن"أن' مسار التفاوض مستمر، وهناك بعض التعديلات والأفكار اللبنانية سيتم إرسالها للأميركيين،"لا موافقة على تشكيل لجنة دولية لمراقبة تطبيق القرار 1701، ولا إدخال قوات متعددة الجنسيات، ولا قوات أطلسية، بل يتم الالتزام بالقرار 1701، وتفعيل عمل قوات اليونيفيل والجيش اللبناني لتطبيقه. ويستلهم الاتفاق بعضاً من تفاهم نيسان، والذي بموجبه تشكلت لجنة لمتابعة التفاهم، وتضم إلى جانب لبنان، إسرائيل، أميركا، فرنسا، والأمم المتحدة".
.. أيضا، حديث برّي من أن لا وجود مطلقاً لفكرة حرية العمل العسكري لإسرائيل، بل على العكس فبمجرد الوصول إلى وقف النار، يبدو في سياق التوقعات من نتائج اي مفاوضات، غالبا انها قد تفشل، المقابل الصهيوني، السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت وحكومة التطرف الإسرائيلي العنصرية، ومع مسار التحديات في الإدارة الأميركية والبنتاغون، ليس من السهل، وجود ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان براً، وبحراً وجواً. مع استمرار الحرب في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبالتالي استمرار جبهات المقاومة والاسناد، من مختلف الجهات، فالتأزيم مستمر، ولن يستقر إلا بوقف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
*الإعلام الإسرائيلي يلتقط الإشارة. كيف؟!.
كان الكاتب المحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة هآرتس "عاموس هرئيل" كتب ان ":
الميدان يسمح بوقف الحرب وهو يريدها.. هل يدرك نتنياهو ما ينتظره في الداخل الإسرائيلي؟"
.. وقال في التحليل:ما يتم الهمس به في أروقة جهاز الأمن سيكون قريباً مفهوماً لمعظم الجمهور. أساس التهديد العسكري الذي يشكله رجال حماس في قطاع غزة تجاه منطقة الغلاف، أزيل في هذه المرحلة. وحتى التهديد من القطاع على مركز البلاد تقلص إلى الحد الأدنى. وقدرات حزب الله العسكرية تقلصت جداً، حتى لو كان بإمكانه مواصلة إطلاق كل يوم مئات الصواريخ نحو شمال البلاد وصليات مركزة نحو المركز. تحسن الإنجازات العملياتية التي حققها الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، يعتمد على مزيد من الضغط عسكري آخر – من الآن فصاعداً سيعتمد على العمل السياسي.
في اعتبارات " هرئيل" إن الأفق السياسي، أنه لا تنوي الحكومة الإسرائيلية استغلاله.
.. ولن تكون في غزة صفقة ما دام الأمر متعلقاً بها.
وإن الاحتمالية أعلى في لبنان، لأن الاتفاق الذي سيناقش بسيط أكثر. ولكن استمرار الحرب، بشكل خاص في غزة، يخدم بقاء رئيس الحكومة نتنياهو السياسي، لذلك من الصعب التصديق بانتهائها.
.. بالإشارة إلى الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، وهو من المستشارين المقربين من السفاح نتنياهو، الذي قال علناً في مقابلة مع “هيئة كان” في بداية الأسبوع: “صفقة التبادل ستمكن حماس من مواصلة السيطرة على غزة، لذلك لا يمكن تنفيذها”.؛لهذا ستحافظ، دولة اليمن المتطرف التوراتية على وجودها في القطاع حتى بعد انتهاء الحرب.
.هآرتس، تؤكد وفق التحليل ان الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهي نتشابكة، ستبقى بالنسبة السفاح نتنياهو :حرب أبدية استهدفت وبحق خدمة أهداف نتنياهو الشخصية – التملص من الأخطار الثلاثة التي تهدد استمرار حكمه:
هآرتس، حددت الأخطار على حكومة اليمين المتطرف التوراتي، وعلى السفاح نتنياهو بأنها مفصلية:
*أ:
تبكير موعد الانتخابات.
*ب:
تشكيل لجنة تحقيق رسمية تناقش الإخفاقات التي سمحت بحدوث المذبحة في 7 أكتوبر.
*ج:
بدء تقديم شهادة السفاح في محاكمته الجنائية في بداية الشهر القادم (المحكمة المركزية في القدس رفضت أول أمس طلبه لتأجيل تقديم شهادته).
.. تعود الصحيفة الإسرائيلية، إلى رعب عصر ترامب، فترى ان دولة الاحتلال تستفيد من ذلك :
بداية ولاية ترامب الثانية قد تساعد في ذلك، وتزيل عن نتنياهو ضغط إدارة بايدن. يبدو أنه يمكن التقدم كما هو مخطط نحو أهداف طموحة أكثر – احتلال دائم لأجزاء من القطاع، وإعادة المستوطنات إليه وربما ضم الضفة الغربية. هذا هو سبب فرح المستوطنين في الأيام الأخيرة.
تلوح في الأفق الآن، كما يقول الإعلام الإسرائيلي، نقطة تصادم بين الأجندات المتناقضة للمعسكرين اللذين يستند إليهما ائتلافا السفاح نتنياهو:
الأحزاب الحريدية وأحزاب اليمين المتطرف، مع استمرار القتال في الشمال والجنوب سيفرض عبئاً ثقيلاً على رجال الاحتياط خلال العام 2025، وسترافقه تأثيرات قاسية على الاقتصاد. وعائلات كثيرة من عائلات جنود الاحتياط تعلن بأنها تستصعب تحمل العبء الاقتصادي والنفسي، فضلاً عن عدد المصابين المتزايد (حسب بيانات قسم الموارد البشرية، منذ بداية الحرب وحتى مساء أمس قتل 794 جندياً، بينهم 269 من جنود الاحتياط).
.. وان، بحسب تحليل هرئيل، سيتضح المزيد من العمليات الهجومية الواسعة في لبنان، وهي ستحتاج إلى مزيد من القوات، وضمن ذلك تجنيد غير مخطط لوحدات احتياط أخرى. في وقت ما، قد تندلع أزمة بأبعاد لا يمكن تقديرها مسبقاً، إلى درجة حدوث مشاكل في الامتثال لأوامر التجنيد. في الخلفية إحباط متزايد – وكذلك في أوساط مؤيدي الصهيونية الدينية – من قوانين التهرب التي يحاول الائتلاف تمريرها، مع تجاهل صارخ للضحايا في أوساط من يخدمون في الجيش.
في الخلاصة، يبدو أن الإعلام داخل الاحتلال يرى السفاح نتنياهو مقيدا من قطاعين، وطلباتهما قد تكون متناقضة. ولتجسيد حلم المستوطنين، المطلوب هو المزيد من الجنود والمزيد من العبء على رجال الاحتياط. في حين أن الحريديم يريدون ضمان تسوية التهرب وضخ الميزانيات ومواصلة سرقة الخزينة العامة لغاية المصوتين لهم. هذه التوجهات لا تندمج معاً، وجمهور كبير من المدنيين يعلق بينها، الذي هو شريك كامل في دفع الثمن، وليست له أي كلمة في تحديد الأهداف المتغيرة والمتوسعة للحرب.
*ما الذي يريده ترامب؟.
السؤال جوهري طرحته صحيفة هآرتس، وهي تتوقع، بعد الردود من تاريخ الرئيس المنتخب:
في الفترة الأخيرة ظهرت إمكانية أن الرئيس المنتخب سيحاول إملاء وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حتى قبل دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني القادم. ربما تكون مصلحة للطرفين. حزب الله تم ضربه عسكرياً (حتى لو لم يُهزم)، ودولة لبنان تكبدت أضراراً شديدة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وهناك اعتقاد بأن إيران معنية أيضاً بتقليص الخسائر. لإسرائيل كما يبدو مصلحة في إنهاء المعركة إذا استطاعت الحكومة إقناع سكان المنطقة على الحدود الشمالية بالعودة إلى بيوتهم بأمان (حتى عندها ستبقى مهمة إصلاح كبيرة في المستوطنات المهجورة).
في القطاع(غزة) ، مثلما وصف في هذا الأسبوع ينيف كوفوفيتش وآفي شاريف في “هآرتس”، يشير الاستعداد على الأرض إلى وجود خطط للجيش الإسرائيلي للبقاء هناك لفترة طويلة، جيش الكابنيت الإسرائيلي يشق الشوارع الواسعة ويبني مواقع عسكرية ثابتة كبيرة ويعد بنى تحتية لمدى طويل.
كما أن شمال القطاع مقسم إلى مناطق فرعية، والجيش الإسرائيلي يطوقها ويسيطر على كل طرق الخروج منها.
.. ويتصرف جيش الكابنيت استنادا إلى أن قواته العدوانية النازية، ستنتشر في القطاع، على الأقل خلال العام 2025، وليس كجيش يتوقع في كل لحظة عقد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار والانسحاب الكامل.
.. وفي بعض الإجابات على السؤال:
*1:
اهتمام إدارة واشنطن الجديدة يظل محدوداً.
*2:
لم يظهر ترامب ذات يوم تعاطفاً مع الفلسطينيين، ولا يهمه القانون الدولي إزاء الحرب إلا كقشرة ثوم، فهي رؤية قصيرة.
*3:
المجتمع الدولي كله متأهب، وبعضه قلق، عقب فوز ترامب. دولة واحدة، هي إيران كما يبدو، قلقة بشكل خاص. مرت ثلاثة أسابيع منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، لكن الرد الذي وعدت به طهران لم يأت. *4:
في الولايات المتحدة نشر أن الإيرانيين يضغطون على المليشيات الشيعية في العراق لاستخدام عشرات المسيرات في الهجوم على إسرائيل. حتى الآن، هذه المليشيات تكتفي بإطلاق عدد قليل من المسيرات، كل ليلة تقريباً. في الخلفية، يتطور نقاش حذر في قيادة إيران: هل يجب التنازل ومحاولة بلورة اتفاق نووي جديد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أم مواصلة السير على الحافة، وحتى الإعلان عن انعطافة في تحقيق قدرة نووية كاملة.
*5:
السفاح نتنياهو، يقال انه تأثر من عودة صديقه ترامب، وفي المقابل هو مضغوط من التحقيقات ضد رجال مكتبه، ويلقي خطابات على الوزراء بشأن واجب منع كارثة ثانية على اليهود، والحاجة إلى الاستعداد لإمكانية مهاجمة المنشآت النووية في ايران.
*6:
بعد فوز ترامب الأول في الانتخابات الأمريكية. بعد ذلك، ازدادت في إسرائيل قوة ومهارة ماكينة السم التي تعمل في خدمة رئيس الوزراء في محاولة لتخويف المسؤولين وكبار الضباط.
التبرير المناوب لذلك في الفترة الأخيرة يكمن في الاشتباه بقضية سرقة المعلومات السرية من الاستخبارات العسكرية “أمان”، التي نقلت إلى مكتب رئيس الحكومة، ومنه إلى وسائل إعلام أوروبية. أبواق نتنياهو شبهت في السابق المتحدث بلسانه، المعتقل ايلي فيلدشتاين، بالمخطوفين في أنفاق غزة. وبيان مكتب رئيس الحكومة تحدث عن “أقبية الشاباك”، في محاولة للمقارنة بينهما، وهذا جزء من التسريبات المتعمدة في قضية المخطوفين.
تحقيق “الشاباك” مع فيلدشتاين انتهى فعلياً. في الأسبوع القادم، ستستكمل الشرطة التحقيق، ويبدو أنه سيتم تقديم لوائح اتهام. وفقاً لطلب رئيس الأركان هرتسي هليفي، فإن “الشاباك” ركز على العثور منع تسريب خطير للمعلومات من الجيش الصهيوني، ورواية الدفاع-تبدو تأثير من فوز ترامب، تتبلور في هذه الأثناء فالتحقيق، كالعادة، سياسي، يهدف إلى إسقاط رئيس الحكومة المنتخب، زعيم معسكر اليمين.
* تصريحات البابا، الأثر والنتيجة.
حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والحرب على لبنان، صورة حرب مستمرة، المجتمع الدولي يراقب بصمت، فيما الواقع يقدم الانتهاكات التي طالت البشر في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، هي الحرب التي تعيش لحظات من سرديات الدانة والمطالبة بإيقافها فورا، يبدو ذلك وهما، سراب تراه الإدارة الأميركية والبنتاغون، أكثر أهمية لفهم حراك الرئيس ترامب،.. ورغم ذلك، ومن وسط حاضرة الفاتيكان، برزت في المجتمع الدولي، مقتطفات نُشرت الأحد، من كتاب جديد يصدر قريبا، نسبت إلى بابا الفاتيكان، قال فيه إن: بعض الخبراء الدوليين يقولون "إن ما يحدث في غزة فيه خصائص الإبادة الجماعية".
المقتطفات نشرتها صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية اليومية، التي نقلت عن كتاب البابا : "يجب أن نحقق بعناية لتقييم ما إذا كان هذا يتناسب مع التعريف الفني (للإبادة الجماعية) الذي صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية".
يحرص البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يقدر أتباعها 1.4 مليار مسيحي ، على عدم الانحياز إلى أي طرف في الصراعات الدولية والتشديد على وقف التصعيد لكنه كثف في الآونة الأخيرة انتقاداته السلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها على حركة حماس، اجتياح قطاع غزة .
البابا، خلال أيام الحرب، التي دخلت يومها ال (409)، انتقد استشهاد أطفال فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة، كما استنكر بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان ووصفها بأنها "تتجاوز الأخلاق".
ولم يصف البابا من قبل علانية الوضع في غزة بأنه إبادة جماعية. لكنه واجه العام الماضي خلافا بعد اجتماعه مع مجموعة من الفلسطينيين في الفاتيكان الذين أصروا على أنه استخدم هذا التعبير معهم على انفراد، في حين قال الفاتيكان إنه لم يفعل ذلك.
الفاتيكان، علق على كتاب البابا، وعرض موقعه الإخباري، تقريرا عن مقتطفات من الكتاب، ومنها تعليق بشأن الإبادة الجماعية.
.. العالم يرسم دوائر من الطباشير السوداء، يبدو أن الأسود بات يليق بالمجتمع الدولي في الألفية الثالثة.
*huss2d@yahoo
نيسان ـ نشر في 2024-11-18 الساعة 20:01
رأي: حسين دعسة