اتصل بنا
 

جريمة الرابية .. عندما يدفع 'العسكر' فاتورة التخبط الاقتصادي

نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 10:33

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
لا شيء في الاردن اوضح من قدرة أجهزة الامن في ضبط وربط ومتابعة المشهد الاردني الكلي، هذه جملة لا يعرفها الاردني بل والعربي ايضا .
أجهزة الامن الاردنية تعمل بشكل يدهشك احيانا، لكن بدفع من عملية الرابية يمكننا طرح السؤال التالي: هل بات الفعلان السياسي والاقتصادي الاردني المتخبطان خطراً على الفعل الامني الاردني؟
المؤيدون والخصوم يبصمون بالعشرة في قدرة الامن على التجلّي والعمل بحرفية بالغة، وهذا يدعوننا ليلا للاسترخاء والنوم بأعين مستقرة، لكن هل نشعر بهذا الاستقرار ونحن نقرأ المشهد السياسي والاقتصادي في المملكة؟
ليس جديداً القول إن الفعل السياسي الاردني دائما ما كان عبئا على حائط الصد الامني، لكن الاخطر من الفعل السياسي، هو الفعل الاقتصادي الذي انهك البلاد والعباد، ورمى كثيراً من الناس في أحضان التطرف والضياع .
كنا نقولها قبل عقود وقبل أن تدحرج الامور في المنطقة باسرها إلى مستويات امنية وعسكرية غاية في التعقيد، وها نحن نكررها اليوم: ان "الامني" الاردني كما المواطن العادي ضحية من ضحايا التخبط الاقتصادي والسياسي لدينا.
من فضلة القول ان الفقر والبطالة حاضنتان مهمتان للتطرف، وهي في مجتمعات اخرى تأخذ تعبيرات خطرة للغاية، تتبدى أحياناً على شكل عصابات ومافيات تفرد نفوذها، وتطلق يدها، لكن هذا غير موجود في مجتمعنا الاردني لعدة اسباب موضوعية، لكن ما هو موجود اليوم انفلات ذئاب منفردة تخرج بين الفينة والاخرى على شكل تهديدات امنية خطرة على الامن الاردني.
لا شيء اليوم يدعو الى القلق، ولا شيء أيضاً للبيانات العشائرية، فالاوضاع مستقرة، لكن كما كنا نقول قبل عقود، لم ننتظر لتزداد الاوضاع تعقيدا؟ .
دعوني افتح قوساً وأوكد اني هنا "لا اتحدث عن حادثة الرابية فقط"، برغم ان المناخات التي فرضتها هي المحرك الاساسي لمخاوفي.
نحن في منطقة ترفض ان تهدأ، والعالم معها يرفض ويزداد جنوناً، ونحن وسط تقديرات لانفجار سيناريوهات مخيفة، وأحلاها علقم. فماذا ننتظر؟ .
أليس آن الاوان من أجل تحصين مجتمعنا اقتصادياً ومعيشياً باي شكل من الاشكال؛ لان في هذا بعض نجاتنا.

نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 10:33

الكلمات الأكثر بحثاً