التيار الوطني الأردني في المواجهة
الدكتور عمر كامل السواعدة
كاتب وخبير قانوني
نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 16:01
نيسان ـ تواجه الهوية التاريخية الأردنية تحديًا وجوديًا يتمثل في منظومة تخادم متشابكة تضم الليبراليين، الإسلامويين، القومجيين، الكمبرادور الفلسطيني، المتنفعين الأردنيين، والرسمي المتراخي. هذه الأطراف، رغم تباين أيديولوجياتها ومصالحها، تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على تفكيك أسس الهوية التاريخية الأردنية. الليبراليون يروجون للعولمة والتطبيع مع إسرائيل، مما يؤدي إلى تذويب الهوية الثقافية والاقتصادية، بينما يسعى الإسلامويون لتسييس الدين وفرض أجندة عابرة للحدود على حساب الهوية التاريخية الأردنية. وأما القومجيون، فيذيبون الخصوصية الأردنية تحت شعارات الوحدة الفارغة، ويعمل الكمبرادور الفلسطيني على تنفيذ مشاريع تصفية القضية الفلسطينية عبر الوطن البديل. في الوقت ذاته، يساهم المتنفع الأردني في تفاقم الأزمة من خلال استغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية، بينما تقف النخبة الرسمية متراخية، إما ضعفًا أو تواطؤًا، ما يفسح المجال لهذه الأطراف لتنفيذ أجنداتها المشبوهة. هذه المنظومة المتكاملة تهدد سيادة الأردن واستقلاله، وتستدعي تبني مشروع وطني حقيقي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية الأردنية ويحمي الوطن من هذه المخاطر الداخلية والخارجية.
الليبرالية في الأردن ليست سوى واجهة لمشاريع سياسية واقتصادية تخدم مصالح الغرب. تحولت هذه النخبة إلى أدوات بيد السفارات الأجنبية، تعمل على تذويب الهوية التاريخية الأردنية واستبدالها بهوية استهلاكية تخدم العولمة، وتحت غطاء الليبرالية الاقتصادية، تم بيع مؤسسات الدولة لصالح قلة متنفذة، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد الوطني وزيادة الفقر والبطالة. هذه السياسات ليست إلا وسيلة لربط الأردن بالنظام الرأسمالي العالمي الذي يخدم النخبة على حساب الأغلبية، وقد كان الليبراليون دائمًا الأداة الأبرز للترويج للتطبيع مع إسرائيل. مشاريعهم لا تخدم سوى الاحتلال، وتسعى لتحويل الأردن إلى مجرد سوق للمنتجات الإسرائيلية.
الإسلاميون في الأردن بدورهم ليسوا جزءًا من المشروع الوطني. بل يمثلون أجندة عالمية تهدف إلى إقامة نظامهم الخاص بهم على حساب الدولة الوطنية. وقد عمل هذا التيار على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، متجاهلا مصالح الأردن وشعبه. وقد استخدم هؤلاء الدين كأداة للسيطرة على الشارع الأردني، مما أدى إلى تفتيت المجتمع وزيادة التوترات الداخلية، ورغم ادعائهم الدفاع عن فلسطين، فإن مواقفهم كانت دائمًا تخدم التنظيم الدولي للإخوان أكثر مما تخدم القضية الفلسطينية أو الأردن.
القومية العربية التي تبناها البعض في الأردن لم تكن يومًا مشروعًا يخدم المصالح الوطنية. بل سعت إلى تذويب الهوية الأردنية في خطاب وحدة زائف، أهمل خصوصية الدولة الأردنية، وقد سارع القوميون إلى تهميش الهوية التاريخية الأردنية لصالح شعارات الوحدة العربية، مما أدى إلى طمس خصوصية الأردن كدولة ذات سيادة. مع سقوط الأنظمة القومية في المنطقة، ثبت أن هذا المشروع كان مجرد وهم لا يخدم سوى الأنظمة القمعية التي تبنته.
وفي قلب عمّان، تعمل مجموعات من الكمبرادور الفلسطيني، المدعومة من الخارج، على تحويل الأردن إلى وطن بديل وفي سبيل ذلك يتبنون مشاريع تهدف إلى طمس الهوية الأردنية لصالح مشاريع دولية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، حيث يعمل هؤلاء على تشويه العلاقة التاريخية بين الأردنيين والفلسطينيين، من خلال محاولة فرض أجندة تذيب الهوية التاريخية الأردنية، وبدلاً من التركيز على مقاومة الاحتلال، ينخرط الكمبرادور في مشاريع تسعى لدمج الأردن في حل إقليمي يكرّس السيطرة الإسرائيلية.
في مواجهة كل ما تقدم، يقف التيار الوطني الأردني مدافعًا عن القيم الوطنية الأردنية، رافضًا كل محاولات التدخل في الشأن الأردني. مواقف هذا التيار تعكس التزامًا راسخًا بسيادة الأردن واستقلاله، متمسكا بتاريخ الأردن كدولة ذات سيادة، لا كجزء من مشاريع إقليمية أو دولية. ورفض بيع مقدرات الدولة وخصخصتها لصالح النخب الليبرالية، والدعوة إلى سياسات اقتصادية تخدم الشعب الأردني، والوقوف ضد كل محاولات التطبيع مع الاحتلال، والدفاع عن القضية الفلسطينية كجزء من الهوية التاريخية الأردنية.
ويعتقد التيار الوطني الأردني بأن الحالة تستدعي التصدي لهذه التيارات المشبوهة توحيد الصف الوطني حول مشروع شامل يعيد بناء الدولة على أسس العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، من خلال تبني سياسات اقتصادية واجتماعية تعيد توزيع الثروات بشكل عادل، وتحقق التنمية في جميع المحافظات، إضافة الى ترسيخ القيم الوطنية الأردنية في مناهج التعليم والثقافة، لتكون حائط صد أمام محاولات تذويب الهوية، وتقديم كل من تآمر على الوطن لمصلحة الخارج إلى العدالة.
التيار الوطني الأردني، اليوم؛ يقف في وجه محاولات تقويض الدولة الأردنية وهويتها. الليبراليون، الإسلامويون، القوميون، والكمبرادور الفلسطيني، جميعهم يعملون بشكل أو بآخر لخدمة مصالح خارجية على حساب الوطن. ولكن الشعب الأردني، بوعيه الوطني وقيمه الراسخة، سيظل صامدًا في الدفاع عن سيادته وهويته التاريخية. الأردن ليس للبيع، وهويته ليست للمساومة.
وما يزال التيار الوطني الأردني يحمل ذات القيم التي حملها الإباء المؤسسون ويؤمن بثوابت لا يحيد عنها تتمثل بــ:
الأردن وطن لا يُخَان ولا يُتَراخى في الدفاع عنه
الأردن هو البوصلة التي تجمع شمل أبنائه وتحكم ولاءهم وانتماءهم. التيار الوطني الأردني يؤمن بأن الوطن ليس مجرد جغرافيا، بل إرث حضاري وهوية ثقافية وسياسية متجذرة في التاريخ. لذلك، فإن الدفاع عن الأردن هو واجب مقدس لا يقبل التهاون، وأي محاولة لتقويض سيادته أو التفريط بمصالحه هي خيانة صريحة لا تسامح فيها. الأردن وطن لا يُباع ولا يُشترى، بل يُصان بالتضحيات والإخلاص، ويبقى خط الدفاع الأول في وجه كل المشاريع المشبوهة التي تستهدف أمنه واستقراره. التيار الوطني يرى أن التراخي في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية يساوي التواطؤ، ولهذا فإنه يتصدى بكل صرامة لكل من يحاول النيل من سيادة الأردن وكرامة شعبه.
الجيش الأردني: مقدس وطني
الجيش العربي الأردني ليس فقط قوة دفاع عسكرية، بل هو درع الوطن وسيفه الذي لا يُثنى. التيار الوطني الأردني يعتبر الجيش مؤسسة مقدسة تُمثل الشرف الوطني والكرامة الأردنية. دوره يتجاوز حماية الحدود إلى ترسيخ الاستقرار الداخلي وصون الهوية التاريخية الأردنية. الجيش الأردني هو رمز التضحية والولاء للوطن، وتاريخه مواقف بطولية أثبت فيها أنه قوة لا تُكسر أمام أي تهديد. لهذا السبب، يرى التيار الوطني أن الحفاظ على استقلالية الجيش وقوته هو أولوية قصوى للتيار الوطني، الذي يعتبر هذه المؤسسة حجر الزاوية في بناء الدولة الأردنية الحديثة.
مؤسسة العرش: صمام أمان الوطن
العرش الهاشمي هو ركيزة ثابتة من الركائز التي قامت عليها الدولة الأردنية، ورمز الشرعية الذي يوحّد الأردنيين في مواجهة التحديات. التيار الوطني الأردني يؤمن بأن مؤسسة العرش ليست مجرد نظام حكم، بل هي مكتسب وطني يمثل الشرعية التاريخية والضامن الأول لاستقرار البلاد. عبر التاريخ، أثبتت القيادة الهاشمية أنها القوة الحامية للوطن وهويته، ودورها في ترسيخ العدالة والاستقلال الوطني لا يمكن إنكاره. بالنسبة للتيار الوطني، فإن المساس بمؤسسة العرش أو التشكيك في دورها يمثل تهديدًا وجوديًا للوطن. الحفاظ على مكانة العرش الهاشمي هو مسؤولية وطنية وأخلاقية، لأنه صمام الأمان الذي يضمن وحدة الصف واستمرار الدولة الأردنية قوية ومستقلة.
فلسطين: قضيتنا المركزية
يضع التيار الوطني قضية فلسطين في صلب ثوابته الوطنية، انطلاقًا من الإيمان بأن الحفاظ على فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن هوية الأمة العربية. التيار يرفض أي محاولات تهجير أو تفريغ للشعب الفلسطيني من أرضه، ويؤكد على حق العودة كحق ثابت لا يسقط بالتقادم. الدفاع عن الأردن وفلسطين وجهان لعملة واحدة، لأن تفريغ فلسطين يعني تهديدًا وجوديًا للأردن وهويته الوطنية. لهذا، يقف التيار الوطني سدًا منيعًا ضد مشاريع الوطن البديل وكل المحاولات التي تستهدف إضعاف حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم، وأما التوطينيون الذين يقبلون المشاريع المطروحة فهم يمثلون الشر الأكبر الذي يقف التيار الوطني الأردني في مواجهته.
وأما الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فتمثل ركيزة دينية وتاريخية للهوية الوطنية الأردنية ودورًا قوميًّا رائدًا في حماية عروبة المدينة المقدسة. هذه الوصاية، التي تستند إلى الشرعية التاريخية والدينية للهاشميين، هي خط الدفاع الأول ضد محاولات تهويد القدس وتفريغها من هويتها الإسلامية والمسيحية. الحفاظ على الوصاية الهاشمية ليس واجبًا وطنيًا فقط، بل التزام قومي يعزز ارتباط الأردن بفلسطين ويدافع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية في مواجهة الاحتلال. إنها عنوان الثبات الأردني في وجه التحديات التي تواجه المقدسات.
وفي مواجهة تلك التيارات يقف التيار الوطني الأردني سدًا منيعًا، حاملًا لواء الدفاع عن سيادة الأردن وهويته، ذلك التيار الوطني الأردني الذي ولد من رحم المعاناة الوطنية والتحديات التي واجهت الدولة منذ تأسيسها. وارتبط بالقيم الأصيلة التي تعبر عن روح الشعب الأردني، فمنذ بدايات القرن العشرين، برز التيار الوطني الأردني كقوة مقاومة لكل محاولات الهيمنة الخارجية. بدءًا من التصدي لمؤامرات الاستعمار البريطاني مرورًا بدوره في الحفاظ على وحدة الأرض الأردنية، ووصولًا إلى مواجهته محاولات تقويض الهوية التاريخية الأردنية عبر مشاريع القومية الشمولية والإسلام السياسي. التيار الوطني الأردني كان القوة الأولى التي وقفت ضد محاولات الهيمنة الإسرائيلية، وضد مشاريع الوطن البديل. رفض هذا التيار أن يتحول الأردن إلى ساحة لتصفية القضية الفلسطينية أو إلى جزء من أجندة إقليمية تُدار من الخارج.
الخلاصة في الأمر، التيار الوطني الأردني ليس جسمًا منظمًا ولا حزبًا سياسيًا، ولا يُمثل فئة عرقية أو مناطقية بعينها، وليس مجموعة إقصائية تسعى إلى تهميش الآخرين. بل هو فكرة تتجذر في وعي كل من يقتنع بها ويؤمن بضرورة الدفاع عن الهوية التاريخية الأردنية وسيادة الوطن، لا يرتبط بحدود إدارية أو اعتبارات سياسية ضيقة، بل ينبع من إرث ثقافي وحضاري عميق يلتف حول مبادئ الولاء للوطن، الحفاظ على ثوابته، وصون سيادته. إنه تيار يحمل في جوهره رسالة الانتماء الصادق والواجب الوطني، ليكون مظلة فكرية لكل من يضع مصلحة الأردن وهويته فوق أي اعتبارات أخرى.
والله من وراء القصد؛
الليبرالية في الأردن ليست سوى واجهة لمشاريع سياسية واقتصادية تخدم مصالح الغرب. تحولت هذه النخبة إلى أدوات بيد السفارات الأجنبية، تعمل على تذويب الهوية التاريخية الأردنية واستبدالها بهوية استهلاكية تخدم العولمة، وتحت غطاء الليبرالية الاقتصادية، تم بيع مؤسسات الدولة لصالح قلة متنفذة، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد الوطني وزيادة الفقر والبطالة. هذه السياسات ليست إلا وسيلة لربط الأردن بالنظام الرأسمالي العالمي الذي يخدم النخبة على حساب الأغلبية، وقد كان الليبراليون دائمًا الأداة الأبرز للترويج للتطبيع مع إسرائيل. مشاريعهم لا تخدم سوى الاحتلال، وتسعى لتحويل الأردن إلى مجرد سوق للمنتجات الإسرائيلية.
الإسلاميون في الأردن بدورهم ليسوا جزءًا من المشروع الوطني. بل يمثلون أجندة عالمية تهدف إلى إقامة نظامهم الخاص بهم على حساب الدولة الوطنية. وقد عمل هذا التيار على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية، متجاهلا مصالح الأردن وشعبه. وقد استخدم هؤلاء الدين كأداة للسيطرة على الشارع الأردني، مما أدى إلى تفتيت المجتمع وزيادة التوترات الداخلية، ورغم ادعائهم الدفاع عن فلسطين، فإن مواقفهم كانت دائمًا تخدم التنظيم الدولي للإخوان أكثر مما تخدم القضية الفلسطينية أو الأردن.
القومية العربية التي تبناها البعض في الأردن لم تكن يومًا مشروعًا يخدم المصالح الوطنية. بل سعت إلى تذويب الهوية الأردنية في خطاب وحدة زائف، أهمل خصوصية الدولة الأردنية، وقد سارع القوميون إلى تهميش الهوية التاريخية الأردنية لصالح شعارات الوحدة العربية، مما أدى إلى طمس خصوصية الأردن كدولة ذات سيادة. مع سقوط الأنظمة القومية في المنطقة، ثبت أن هذا المشروع كان مجرد وهم لا يخدم سوى الأنظمة القمعية التي تبنته.
وفي قلب عمّان، تعمل مجموعات من الكمبرادور الفلسطيني، المدعومة من الخارج، على تحويل الأردن إلى وطن بديل وفي سبيل ذلك يتبنون مشاريع تهدف إلى طمس الهوية الأردنية لصالح مشاريع دولية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، حيث يعمل هؤلاء على تشويه العلاقة التاريخية بين الأردنيين والفلسطينيين، من خلال محاولة فرض أجندة تذيب الهوية التاريخية الأردنية، وبدلاً من التركيز على مقاومة الاحتلال، ينخرط الكمبرادور في مشاريع تسعى لدمج الأردن في حل إقليمي يكرّس السيطرة الإسرائيلية.
في مواجهة كل ما تقدم، يقف التيار الوطني الأردني مدافعًا عن القيم الوطنية الأردنية، رافضًا كل محاولات التدخل في الشأن الأردني. مواقف هذا التيار تعكس التزامًا راسخًا بسيادة الأردن واستقلاله، متمسكا بتاريخ الأردن كدولة ذات سيادة، لا كجزء من مشاريع إقليمية أو دولية. ورفض بيع مقدرات الدولة وخصخصتها لصالح النخب الليبرالية، والدعوة إلى سياسات اقتصادية تخدم الشعب الأردني، والوقوف ضد كل محاولات التطبيع مع الاحتلال، والدفاع عن القضية الفلسطينية كجزء من الهوية التاريخية الأردنية.
ويعتقد التيار الوطني الأردني بأن الحالة تستدعي التصدي لهذه التيارات المشبوهة توحيد الصف الوطني حول مشروع شامل يعيد بناء الدولة على أسس العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، من خلال تبني سياسات اقتصادية واجتماعية تعيد توزيع الثروات بشكل عادل، وتحقق التنمية في جميع المحافظات، إضافة الى ترسيخ القيم الوطنية الأردنية في مناهج التعليم والثقافة، لتكون حائط صد أمام محاولات تذويب الهوية، وتقديم كل من تآمر على الوطن لمصلحة الخارج إلى العدالة.
التيار الوطني الأردني، اليوم؛ يقف في وجه محاولات تقويض الدولة الأردنية وهويتها. الليبراليون، الإسلامويون، القوميون، والكمبرادور الفلسطيني، جميعهم يعملون بشكل أو بآخر لخدمة مصالح خارجية على حساب الوطن. ولكن الشعب الأردني، بوعيه الوطني وقيمه الراسخة، سيظل صامدًا في الدفاع عن سيادته وهويته التاريخية. الأردن ليس للبيع، وهويته ليست للمساومة.
وما يزال التيار الوطني الأردني يحمل ذات القيم التي حملها الإباء المؤسسون ويؤمن بثوابت لا يحيد عنها تتمثل بــ:
الأردن وطن لا يُخَان ولا يُتَراخى في الدفاع عنه
الأردن هو البوصلة التي تجمع شمل أبنائه وتحكم ولاءهم وانتماءهم. التيار الوطني الأردني يؤمن بأن الوطن ليس مجرد جغرافيا، بل إرث حضاري وهوية ثقافية وسياسية متجذرة في التاريخ. لذلك، فإن الدفاع عن الأردن هو واجب مقدس لا يقبل التهاون، وأي محاولة لتقويض سيادته أو التفريط بمصالحه هي خيانة صريحة لا تسامح فيها. الأردن وطن لا يُباع ولا يُشترى، بل يُصان بالتضحيات والإخلاص، ويبقى خط الدفاع الأول في وجه كل المشاريع المشبوهة التي تستهدف أمنه واستقراره. التيار الوطني يرى أن التراخي في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية يساوي التواطؤ، ولهذا فإنه يتصدى بكل صرامة لكل من يحاول النيل من سيادة الأردن وكرامة شعبه.
الجيش الأردني: مقدس وطني
الجيش العربي الأردني ليس فقط قوة دفاع عسكرية، بل هو درع الوطن وسيفه الذي لا يُثنى. التيار الوطني الأردني يعتبر الجيش مؤسسة مقدسة تُمثل الشرف الوطني والكرامة الأردنية. دوره يتجاوز حماية الحدود إلى ترسيخ الاستقرار الداخلي وصون الهوية التاريخية الأردنية. الجيش الأردني هو رمز التضحية والولاء للوطن، وتاريخه مواقف بطولية أثبت فيها أنه قوة لا تُكسر أمام أي تهديد. لهذا السبب، يرى التيار الوطني أن الحفاظ على استقلالية الجيش وقوته هو أولوية قصوى للتيار الوطني، الذي يعتبر هذه المؤسسة حجر الزاوية في بناء الدولة الأردنية الحديثة.
مؤسسة العرش: صمام أمان الوطن
العرش الهاشمي هو ركيزة ثابتة من الركائز التي قامت عليها الدولة الأردنية، ورمز الشرعية الذي يوحّد الأردنيين في مواجهة التحديات. التيار الوطني الأردني يؤمن بأن مؤسسة العرش ليست مجرد نظام حكم، بل هي مكتسب وطني يمثل الشرعية التاريخية والضامن الأول لاستقرار البلاد. عبر التاريخ، أثبتت القيادة الهاشمية أنها القوة الحامية للوطن وهويته، ودورها في ترسيخ العدالة والاستقلال الوطني لا يمكن إنكاره. بالنسبة للتيار الوطني، فإن المساس بمؤسسة العرش أو التشكيك في دورها يمثل تهديدًا وجوديًا للوطن. الحفاظ على مكانة العرش الهاشمي هو مسؤولية وطنية وأخلاقية، لأنه صمام الأمان الذي يضمن وحدة الصف واستمرار الدولة الأردنية قوية ومستقلة.
فلسطين: قضيتنا المركزية
يضع التيار الوطني قضية فلسطين في صلب ثوابته الوطنية، انطلاقًا من الإيمان بأن الحفاظ على فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هو جزء لا يتجزأ من الدفاع عن هوية الأمة العربية. التيار يرفض أي محاولات تهجير أو تفريغ للشعب الفلسطيني من أرضه، ويؤكد على حق العودة كحق ثابت لا يسقط بالتقادم. الدفاع عن الأردن وفلسطين وجهان لعملة واحدة، لأن تفريغ فلسطين يعني تهديدًا وجوديًا للأردن وهويته الوطنية. لهذا، يقف التيار الوطني سدًا منيعًا ضد مشاريع الوطن البديل وكل المحاولات التي تستهدف إضعاف حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم، وأما التوطينيون الذين يقبلون المشاريع المطروحة فهم يمثلون الشر الأكبر الذي يقف التيار الوطني الأردني في مواجهته.
وأما الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فتمثل ركيزة دينية وتاريخية للهوية الوطنية الأردنية ودورًا قوميًّا رائدًا في حماية عروبة المدينة المقدسة. هذه الوصاية، التي تستند إلى الشرعية التاريخية والدينية للهاشميين، هي خط الدفاع الأول ضد محاولات تهويد القدس وتفريغها من هويتها الإسلامية والمسيحية. الحفاظ على الوصاية الهاشمية ليس واجبًا وطنيًا فقط، بل التزام قومي يعزز ارتباط الأردن بفلسطين ويدافع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية في مواجهة الاحتلال. إنها عنوان الثبات الأردني في وجه التحديات التي تواجه المقدسات.
وفي مواجهة تلك التيارات يقف التيار الوطني الأردني سدًا منيعًا، حاملًا لواء الدفاع عن سيادة الأردن وهويته، ذلك التيار الوطني الأردني الذي ولد من رحم المعاناة الوطنية والتحديات التي واجهت الدولة منذ تأسيسها. وارتبط بالقيم الأصيلة التي تعبر عن روح الشعب الأردني، فمنذ بدايات القرن العشرين، برز التيار الوطني الأردني كقوة مقاومة لكل محاولات الهيمنة الخارجية. بدءًا من التصدي لمؤامرات الاستعمار البريطاني مرورًا بدوره في الحفاظ على وحدة الأرض الأردنية، ووصولًا إلى مواجهته محاولات تقويض الهوية التاريخية الأردنية عبر مشاريع القومية الشمولية والإسلام السياسي. التيار الوطني الأردني كان القوة الأولى التي وقفت ضد محاولات الهيمنة الإسرائيلية، وضد مشاريع الوطن البديل. رفض هذا التيار أن يتحول الأردن إلى ساحة لتصفية القضية الفلسطينية أو إلى جزء من أجندة إقليمية تُدار من الخارج.
الخلاصة في الأمر، التيار الوطني الأردني ليس جسمًا منظمًا ولا حزبًا سياسيًا، ولا يُمثل فئة عرقية أو مناطقية بعينها، وليس مجموعة إقصائية تسعى إلى تهميش الآخرين. بل هو فكرة تتجذر في وعي كل من يقتنع بها ويؤمن بضرورة الدفاع عن الهوية التاريخية الأردنية وسيادة الوطن، لا يرتبط بحدود إدارية أو اعتبارات سياسية ضيقة، بل ينبع من إرث ثقافي وحضاري عميق يلتف حول مبادئ الولاء للوطن، الحفاظ على ثوابته، وصون سيادته. إنه تيار يحمل في جوهره رسالة الانتماء الصادق والواجب الوطني، ليكون مظلة فكرية لكل من يضع مصلحة الأردن وهويته فوق أي اعتبارات أخرى.
والله من وراء القصد؛
نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 16:01
رأي: الدكتور عمر كامل السواعدة كاتب وخبير قانوني