اتصل بنا
 

تأبين الرفاعي مناسبة الرجال الرجال

نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 22:21

نيسان ـ قد تمنعني ظروفي الشخصية من حضور حفل تأبين العمّ الغالي زيد الرفاعي، ولأنّني مضطرّ لـ"فرط" عشرين شجرة زيتون، ومن ثمّ عصرها، ستعذرني روح الفقيد، فقد كان وصار مزارعاً وحصّاداً في يوم ما!
أتذكّر أنّ صديقنا الراحل عبد الله حمدان أجرى معه حواراً مصوّراً في مزرعته في الغور، قُبيل منتصف الثمانينيات، وكان العمّ يلبس زيّ الفلاّحين، وينكش الأرض، ويحصد الزرع، وهذا مشهد لم يكن مفتعلاً، لأنّه كان فعلاً يعيش هناك.
كان حواراً شيّقاً، بين الزراعة والسياسة والتنمية المحلية، وتجربته السياسية السابقة التي كان مضى على تركها سبعة أعوام، والطريف أنّ عمّنا عاد رئيساً للوزراء بعد أشهر قليلة!
أتذكّر هذه الحادثة، لأنّني قد أتخلف اضطرارياً عن حضور حفل تأبينه لسبب "زراعي"، فالحقل لا يمكن تركه، وسوف تتقبّل روحه مني ذلك، وهو العمّ الراحل وصديق الوالد، وأكثر من ذلك فابنه صديقي الغالي.
يحتفي الأردنيون الأربعاء بدولة سمير الرفاعي، في تأبين مستأهل، في قصر الثقافة، وقد استحق أن يُكرّم فدفن في المقابر الملكية، كأيّ رجل قدّم الصدق والصداقة مع الحسين ونجله عبد الله الثاني.
يرحل الرجال، وأقصد الرجال الرجال، لا غيرهم، ولكنّ آثار أقدامهم تبقى على الأرض، ويظلّ أن نقول لإبنه وحبيبنا سمير عظمّ الله أجركم، ورحم جميلنا زيد الكبير، والرفعة لمن رفعه سبحانه برضاه، وللحديث بقية!

نيسان ـ نشر في 2024-11-25 الساعة 22:21


رأي: باسم سكجها

الكلمات الأكثر بحثاً