معاذ شرايري يكتب عن (الشاب وممحاته البيضاء)
نيسان ـ نشر في 2015-04-25
ذلك المساء الجميل ببرودته المنعشة وسواد ليله الداكن ... وهدوئه الصامت، كانت تقف على تلك الشرفة ذات الرأس الدائري في الطابق العلوي المطل على المدينة الصغيرة والمضيئة باللون الصحراوي الخافت، تراقب تحركات المارة كل يعود الى بيته .. إلى أسرته .. الى ملاذه الوحيد والآمن.
هي تقلب نظراتها من مكان لآخر، فإذا بشاب يجلس عند ذلك النهر على كرسي، بني اللون بجانبه شجرة خضراء تروي عطشها من ماء النهر المطل على شرفتها.. وعلى الجانب الآخر ضوء يضيء المكان من عامود خشبي قصير عليه صورة لإعلان قديم عن أسباب الأرق في الليل..
التفتت إليه وجعلت تراقب تحركاته .. وإذ به يخرج من حقيبته الزرقاء ورقة كبيرة، وأخذ القلم بيده من على أذنه اليمنى وبدأ يكتب .... وكأنه يرسم .. الفضول دفعها الى أن تأخذ منظارها لتقرب لها الصورة أكثر...الآن الصورة أوضح!!
على تلك الورقة يرسم فتاة بخطوط سوداء جميلة ... فتاة ساحرة الوجه ... ملامحها بدت واضحة لها وكأنها تشبهها، ما زالت تحدق بخطوطه التي أوشكت على الانتهاء...الى أن توقف فجأةً ليضع يده في جيبه ويخرج ممحاته البيضاء ليمحي كل ما رسمه ويمحي فضولها الذي كاد أن يخرج عن صمته.....
هكذا هي الأحلام جميلة ببدايتها لكنها تنتهي عندما نتوهم أننا سنصل الى ما نريد...والسبب صوت احدهم فتح باب الغرفة التي تنام فيها!