نعم تجوع بيننا الامهات.. في جرش عجوز من وجع
نيسان ـ نشر في 2024-11-27 الساعة 16:35
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
انتشر شريط فيديو لحاجة جرشية مسنة اسمها وضحة، تبيع شيئا من الفاكهة على الطرقات، بعد أن دفنت في التراب كل عزيز من أهلها، وغدت وحيدة إلا من نفسها وقوتها، وسط مجتمع يذرف كثيرا من الدموع على مسلسل يروي قصة عاشقين في تركيا.
لا ولد ولا تلد لوضحة، هذا مختصر حياة الحاجة، ولأنها مصرة على الكرامة والعزة في زمن الأوجاع والخذلان تبيع الفاكهة والخصروات على الطريق العام.
نتوجع من قصص الفقر والغلبة والحزن والفقد لأمهاتنا وأبائنا، ولا سيما انها صارت مشاهد أكثر من عادية، في مجتمع أفقدته الثقافة الاستهلاكية وشروطها كثيرا من قيمه .
نستطيع ان نرى الكبار في العمر من آباء وأمهات، بجانب الطرقات، منهم من دفعته ظروف الحياة الصعبة إلى بيع ما يستطيعه للمارة ومنهم من لا نستطيع التهكن بدوافعه وأسبابه ، لكن ما استوقفني كثيرا هو حجم وفاء الحاجة لصورة طيار تختصر بها سيرة حياة كانت سهلة.
في الخزانة تحتفظ الحاجة بصورة طيار، كان سندها ومحفظتها وعكازها وابنها وأخاها وأباها رغم انه ليس من نسلها ولا تربطه به أية علاقة جينية، لكنه كان يعطف عليها، ويسال عنها ولا يتركها تواجه عاتيات الدنيا بعصبتها وسني عمرها الحزينة. فمات صاحب القلب الطيب.
تقول الام ( لو انه موجود ما بقعد هالقعدة) الطيار توفي ولا نعرف عنه شيئا، فالعجوز اكتفت بتقبيل الصورة وذرف الدموع عليها قبل ان تعيدها إلى الخزانة.
بموت الطيار أسدلت الحاجة الستارة على الحياة الكريمة، وصارت تستلف ثمن الفاكهة ثم تبيعها على الناس . (اربح نيرتين) تقول الحاجة .
تكتفي الحاجة بالقليل فيما يشاهدها من أكل كل شيء ولا يزال فاغرا فمه وعيونه ترصد كل فلس يمكن ابتلاعه.
نحن امام رجال مستعدين ان يدفعوا مئات الدنانير لتغيير لون اللاعب في لعبة الكترونية ثم اذا صادف مثل هذه الحاجة قال لنفسه: نصابة.
ثمة اسئلة حائرة حول دور مؤسسات التنمية الاجتماعية في رعاية مثل هذه الحالات وإعالتهن، وحول دور المسنين والجمعيات الإنسانية والخيرية . اينهم من هذه السيدة وغيرها ؟ ام ان الجميع (غايب فيلة ) وربما سينتبه بعد ان صارت قصتها مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي .
نعود للطيار الذي رعى الحاجة ولم يبخل عليها في حياته فأكرمته بالدعاء والوفاء في مماته .
ما أحوجنا لطيارين من كرامة يربتون على أكتاف الامهات والآباء بعد ان عجنتهم الحياة، ولاكتهم، وصاروا (شواخص) من فقر وعازة،
لا تربطنا بهم إلا شرايين مزيفة من الفيسبوك واوردة من تمثيل وشهرة.
انتشر شريط فيديو لحاجة جرشية مسنة اسمها وضحة، تبيع شيئا من الفاكهة على الطرقات، بعد أن دفنت في التراب كل عزيز من أهلها، وغدت وحيدة إلا من نفسها وقوتها، وسط مجتمع يذرف كثيرا من الدموع على مسلسل يروي قصة عاشقين في تركيا.
لا ولد ولا تلد لوضحة، هذا مختصر حياة الحاجة، ولأنها مصرة على الكرامة والعزة في زمن الأوجاع والخذلان تبيع الفاكهة والخصروات على الطريق العام.
نتوجع من قصص الفقر والغلبة والحزن والفقد لأمهاتنا وأبائنا، ولا سيما انها صارت مشاهد أكثر من عادية، في مجتمع أفقدته الثقافة الاستهلاكية وشروطها كثيرا من قيمه .
نستطيع ان نرى الكبار في العمر من آباء وأمهات، بجانب الطرقات، منهم من دفعته ظروف الحياة الصعبة إلى بيع ما يستطيعه للمارة ومنهم من لا نستطيع التهكن بدوافعه وأسبابه ، لكن ما استوقفني كثيرا هو حجم وفاء الحاجة لصورة طيار تختصر بها سيرة حياة كانت سهلة.
في الخزانة تحتفظ الحاجة بصورة طيار، كان سندها ومحفظتها وعكازها وابنها وأخاها وأباها رغم انه ليس من نسلها ولا تربطه به أية علاقة جينية، لكنه كان يعطف عليها، ويسال عنها ولا يتركها تواجه عاتيات الدنيا بعصبتها وسني عمرها الحزينة. فمات صاحب القلب الطيب.
تقول الام ( لو انه موجود ما بقعد هالقعدة) الطيار توفي ولا نعرف عنه شيئا، فالعجوز اكتفت بتقبيل الصورة وذرف الدموع عليها قبل ان تعيدها إلى الخزانة.
بموت الطيار أسدلت الحاجة الستارة على الحياة الكريمة، وصارت تستلف ثمن الفاكهة ثم تبيعها على الناس . (اربح نيرتين) تقول الحاجة .
تكتفي الحاجة بالقليل فيما يشاهدها من أكل كل شيء ولا يزال فاغرا فمه وعيونه ترصد كل فلس يمكن ابتلاعه.
نحن امام رجال مستعدين ان يدفعوا مئات الدنانير لتغيير لون اللاعب في لعبة الكترونية ثم اذا صادف مثل هذه الحاجة قال لنفسه: نصابة.
ثمة اسئلة حائرة حول دور مؤسسات التنمية الاجتماعية في رعاية مثل هذه الحالات وإعالتهن، وحول دور المسنين والجمعيات الإنسانية والخيرية . اينهم من هذه السيدة وغيرها ؟ ام ان الجميع (غايب فيلة ) وربما سينتبه بعد ان صارت قصتها مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي .
نعود للطيار الذي رعى الحاجة ولم يبخل عليها في حياته فأكرمته بالدعاء والوفاء في مماته .
ما أحوجنا لطيارين من كرامة يربتون على أكتاف الامهات والآباء بعد ان عجنتهم الحياة، ولاكتهم، وصاروا (شواخص) من فقر وعازة،
لا تربطنا بهم إلا شرايين مزيفة من الفيسبوك واوردة من تمثيل وشهرة.