وصفي التل، رمز الأردنيين وجرح الغدر الذي لا يلتئم
الدكتور عمر كامل السواعدة
كاتب وخبير قانوني
نيسان ـ نشر في 2024-11-29 الساعة 11:57
نيسان ـ حين يُذكر وصفي التل، تفيض القلوب شوقاً وحنيناً إلى رجل تجسدت فيه ملامح الوطنية النقية. قائدٌ كرّس حياته لخدمة وطنه وشعبه، وترك أثراً لا يزول في ذاكرة الأردنيين. وصفي، الذي وقف صلباً أمام التحديات، لم يكن مجرد رئيس وزراء عابر، بل كان مشروعاً وطنياً متكاملاً، حمل هموم الوطن على كتفيه وسعى بكل صدق إلى بناء دولة قوية تعتمد على نفسها، مستقلة بقرارها، ومتماسكة بجبهتها الداخلية.
وصفي التل كان مثالاً دقيقاً لما يمكن أن يفعله الأردني إذا وصل إلى موقع صنع القرار ووجد الدعم الملكي الواسع. تحت مظلة هذا الدعم، استطاع وصفي أن يبني رؤية شاملة للوطن، قائمة على الاعتماد على الذات وتحقيق السيادة الوطنية. لقد شكل وصفي نموذجاً حياً لما يمكن أن يحققه الأردني عندما يُمنح الثقة ويُساند في مساعيه نحو تحقيق الاستقرار والتقدم. كان، بلا شك، تجسيداً حيّاً لإرادة العمل والإنجاز إذا ما توافرت الإرادة السياسية المخلصة.
وصفي التل هو الرجل الذي واجه أعقد التحديات في تاريخ الأردن الحديث. كانت رؤيته تتجاوز المصالح الآنية إلى الأفق البعيد، حيث كان يؤمن بأن الأمن الوطني يبدأ من الداخل، من وحدة الشعب ومنعته، ومن قدرة الدولة على التصدي للأزمات بحكمة وحزم. لم يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة التي حمت الأردن من الانزلاق في أتون الفوضى، وكان دائماً ما يضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
لقد كان وصفي رمزاً للمقاومة السياسية والثقافية، رافضاً كل أشكال الهيمنة الخارجية التي تسعى إلى طمس هوية الأردن وتحويله إلى ورقة تفاوض في أيدي القوى الكبرى.
وصفي، اغتالته الصهيونية بيد فلسطينية، اغتاله المشروع الصهيوني الذي رأى في وصفي التل تهديداً وجودياً له، رجلاً لا يخضع ولا يساوم على حقوق الأمة. لكن الغدر جاء من الداخل، من يد فلسطينية مأجورة، استُخدمت كأداة لتصفية قائد أردني كبير. لم تكن تلك اليد التي امتدت لقتله سوى انعكاس لحالة من الخيانة، حيث فضّلت تلك الفئة تحقيق مكاسب ضيقة تخدم الاحتلال وأجنداته على حساب الكرامة العربية والمصلحة الوطنية.
كانت يد الغدر التي اغتالت وصفي امتداداً لخطة صهيونية تستهدف تحطيم الروح العربية المقاومة، وتصفية كل مشروع يقف أمام الاحتلال وأطماعه. لكن وصفي، رغم اغتياله، بقي رمزاً للمبادئ الراسخة التي لا تهتز أمام التآمر والخيانة.
اغتيال وصفي التل هو وصمة عار ستظل تلاحق كل من شارك فيها أو خطط لها أو بررها. هو فعل جبان يفتقر إلى أي شجاعة أو مبدأ. الذين اغتالوه كانوا يدركون تماماً أنهم لا يستطيعون مواجهته بالفكر أو الحوار أو الوطنية، فلجأوا إلى أسلوب الجبناء: القتل من الخلف.
وصفي كان عدواً للفوضى والفساد والانتهازية، وهؤلاء هم الذين أرادوا التخلص منه. كان يعلم أن مشروعه الوطني سيصطدم بمصالحهم القذرة، لكنه لم يتردد. ولذا، لم يجدوا وسيلة لإيقافه إلا عبر الغدر، لأنه كان أقوى من أن يُهزم في ساحة الشرف.
اليوم، وفي ظل ما يشهده العالم من اضطرابات، نجد أنفسنا نتوق إلى قيادة بحجم وصفي التل، قيادة تمتلك الحكمة والشجاعة والوضوح. نتذكره عندما نرى التحديات الاقتصادية والسياسية تعصف بالمنطقة، فنشعر بحاجتنا إلى رجل بقامة وصفي، يعرف كيف يجمع القلوب ويجعل من الأردن نموذجاً للوطن الحر المستقل.
حنيننا إلى وصفي هو حنين إلى زمن كان فيه المسؤول يعيش من أجل خدمة وطنه، وليس من أجل مكاسب شخصية. كان وصفي يعيش حياة بسيطة، متقشفاً في مظهره، لكنه غنياً في وطنيته وأخلاقه. ترك إرثاً من القيم والمبادئ التي يجب أن تكون نبراساً للأجيال القادمة، وأن تظل ذكراه حية في وجدان كل أردني يؤمن بوطنه.
وصفي التل لم يكن مجرد اسم في صفحات التاريخ، بل هو مدرسة في الوطنية والقيادة. علينا أن نتعلم من وصفي كيف تكون التضحية من أجل الوطن، وكيف يكون الإخلاص للعمل العام، وكيف نواجه التحديات بوحدة الصف وثبات المبادئ.
وفي يومنا هذا، لا يكفي أن نستذكر وصفي بحنين، بل علينا أن نحول هذا الحنين إلى عمل. أن نبني وطناً يليق بتضحياته، وطناً يكون فيه كل أردني شريكاً في صنع القرار وفي حماية الأرض والهوية.
إلى من اغتالوا وصفي التل، وإلى كل من دعمهم أو بارك فعلتهم: التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. سيظل اغتيال وصفي لعنة تلاحقكم إلى الأبد، وستبقى ذكراه شاهدة على جبنكم وخيانتكم. لقد أردتم اغتيال رجل، لكنكم في الحقيقة اغتلتم أنفسكم أمام الله والتاريخ.
وصفي التل سيبقى رمزاً للوطنية الحقة، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل أردني حر، بينما ستظل أسماؤكم مجرد بقع سوداء في صفحات التاريخ. هذا هو الفرق بين من يزرع الأمل والحب لوطنه، ومن يزرع الحقد والخيانة في قلوب ضعفاء النفوس.
وصفي التل لم يمت؛ بل أنتم من مات. ماتت أفكاركم، وخطاياكم، وأوهامكم. أما وصفي، فقد أصبح فكرة خالدة، ورمزاً لكل من يؤمن بأن الوطن لا يُباع ولا يُشترى، وأن الدم الأردني أغلى من أن يُسفك بيد غادرة. سيبقى وصفي التل منارة لكل من ينشد الحرية والكرامة، وقامة شامخة لا تُنسى في تاريخ الأردن.
وصفي التل كان مثالاً دقيقاً لما يمكن أن يفعله الأردني إذا وصل إلى موقع صنع القرار ووجد الدعم الملكي الواسع. تحت مظلة هذا الدعم، استطاع وصفي أن يبني رؤية شاملة للوطن، قائمة على الاعتماد على الذات وتحقيق السيادة الوطنية. لقد شكل وصفي نموذجاً حياً لما يمكن أن يحققه الأردني عندما يُمنح الثقة ويُساند في مساعيه نحو تحقيق الاستقرار والتقدم. كان، بلا شك، تجسيداً حيّاً لإرادة العمل والإنجاز إذا ما توافرت الإرادة السياسية المخلصة.
وصفي التل هو الرجل الذي واجه أعقد التحديات في تاريخ الأردن الحديث. كانت رؤيته تتجاوز المصالح الآنية إلى الأفق البعيد، حيث كان يؤمن بأن الأمن الوطني يبدأ من الداخل، من وحدة الشعب ومنعته، ومن قدرة الدولة على التصدي للأزمات بحكمة وحزم. لم يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة التي حمت الأردن من الانزلاق في أتون الفوضى، وكان دائماً ما يضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
لقد كان وصفي رمزاً للمقاومة السياسية والثقافية، رافضاً كل أشكال الهيمنة الخارجية التي تسعى إلى طمس هوية الأردن وتحويله إلى ورقة تفاوض في أيدي القوى الكبرى.
وصفي، اغتالته الصهيونية بيد فلسطينية، اغتاله المشروع الصهيوني الذي رأى في وصفي التل تهديداً وجودياً له، رجلاً لا يخضع ولا يساوم على حقوق الأمة. لكن الغدر جاء من الداخل، من يد فلسطينية مأجورة، استُخدمت كأداة لتصفية قائد أردني كبير. لم تكن تلك اليد التي امتدت لقتله سوى انعكاس لحالة من الخيانة، حيث فضّلت تلك الفئة تحقيق مكاسب ضيقة تخدم الاحتلال وأجنداته على حساب الكرامة العربية والمصلحة الوطنية.
كانت يد الغدر التي اغتالت وصفي امتداداً لخطة صهيونية تستهدف تحطيم الروح العربية المقاومة، وتصفية كل مشروع يقف أمام الاحتلال وأطماعه. لكن وصفي، رغم اغتياله، بقي رمزاً للمبادئ الراسخة التي لا تهتز أمام التآمر والخيانة.
اغتيال وصفي التل هو وصمة عار ستظل تلاحق كل من شارك فيها أو خطط لها أو بررها. هو فعل جبان يفتقر إلى أي شجاعة أو مبدأ. الذين اغتالوه كانوا يدركون تماماً أنهم لا يستطيعون مواجهته بالفكر أو الحوار أو الوطنية، فلجأوا إلى أسلوب الجبناء: القتل من الخلف.
وصفي كان عدواً للفوضى والفساد والانتهازية، وهؤلاء هم الذين أرادوا التخلص منه. كان يعلم أن مشروعه الوطني سيصطدم بمصالحهم القذرة، لكنه لم يتردد. ولذا، لم يجدوا وسيلة لإيقافه إلا عبر الغدر، لأنه كان أقوى من أن يُهزم في ساحة الشرف.
اليوم، وفي ظل ما يشهده العالم من اضطرابات، نجد أنفسنا نتوق إلى قيادة بحجم وصفي التل، قيادة تمتلك الحكمة والشجاعة والوضوح. نتذكره عندما نرى التحديات الاقتصادية والسياسية تعصف بالمنطقة، فنشعر بحاجتنا إلى رجل بقامة وصفي، يعرف كيف يجمع القلوب ويجعل من الأردن نموذجاً للوطن الحر المستقل.
حنيننا إلى وصفي هو حنين إلى زمن كان فيه المسؤول يعيش من أجل خدمة وطنه، وليس من أجل مكاسب شخصية. كان وصفي يعيش حياة بسيطة، متقشفاً في مظهره، لكنه غنياً في وطنيته وأخلاقه. ترك إرثاً من القيم والمبادئ التي يجب أن تكون نبراساً للأجيال القادمة، وأن تظل ذكراه حية في وجدان كل أردني يؤمن بوطنه.
وصفي التل لم يكن مجرد اسم في صفحات التاريخ، بل هو مدرسة في الوطنية والقيادة. علينا أن نتعلم من وصفي كيف تكون التضحية من أجل الوطن، وكيف يكون الإخلاص للعمل العام، وكيف نواجه التحديات بوحدة الصف وثبات المبادئ.
وفي يومنا هذا، لا يكفي أن نستذكر وصفي بحنين، بل علينا أن نحول هذا الحنين إلى عمل. أن نبني وطناً يليق بتضحياته، وطناً يكون فيه كل أردني شريكاً في صنع القرار وفي حماية الأرض والهوية.
إلى من اغتالوا وصفي التل، وإلى كل من دعمهم أو بارك فعلتهم: التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. سيظل اغتيال وصفي لعنة تلاحقكم إلى الأبد، وستبقى ذكراه شاهدة على جبنكم وخيانتكم. لقد أردتم اغتيال رجل، لكنكم في الحقيقة اغتلتم أنفسكم أمام الله والتاريخ.
وصفي التل سيبقى رمزاً للوطنية الحقة، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل أردني حر، بينما ستظل أسماؤكم مجرد بقع سوداء في صفحات التاريخ. هذا هو الفرق بين من يزرع الأمل والحب لوطنه، ومن يزرع الحقد والخيانة في قلوب ضعفاء النفوس.
وصفي التل لم يمت؛ بل أنتم من مات. ماتت أفكاركم، وخطاياكم، وأوهامكم. أما وصفي، فقد أصبح فكرة خالدة، ورمزاً لكل من يؤمن بأن الوطن لا يُباع ولا يُشترى، وأن الدم الأردني أغلى من أن يُسفك بيد غادرة. سيبقى وصفي التل منارة لكل من ينشد الحرية والكرامة، وقامة شامخة لا تُنسى في تاريخ الأردن.
نيسان ـ نشر في 2024-11-29 الساعة 11:57
رأي: الدكتور عمر كامل السواعدة كاتب وخبير قانوني