اتصل بنا
 

في الخارج.. غزيون اكتووا بنيران الفقد ويذرفون دموع الوداع في الغربة

نيسان ـ نشر في 2024-12-01 الساعة 12:15

x
نيسان ـ "لو حضنتها أو قبّلت شيئاً من أمي أو شميت مسكها قبل ما يدفنوها"، هذه كانت أمنية الفتاة الفلسطينية لمياء أبو طير، التي ارتقت والدتها وشقيقتها وابنتها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهما، وهي في غربتها.
ويصيب قلب الثلاثينية لمياء غصة شديدة، لا تكاد تقوى على تحملها، كلما حاولت استيعاب صدمتها باستشهاد أمها، وشقيقتها الكبرى، وهي تعيش بنوبات لا تكاد تفارقها منذ تلقيها نبأ ارتقاءهما.
وارتقت والدة لمياء وشقيقتها وابنتها في العدوان المتواصل على قطاع غزة، فيما هي تقيم في العاصمة البريطانية لندن منذ سنوات.
عذاب الغربة ورجاء العودة
وتقول لمياء لوكالة "صفا": "لم أرى أمي منذ 16 عاما، ولم أزرها في غزة سوى مرة واحدة، ثم إنني كنت أخفف شوقي لها باتصالاتي المتواصلة ومكالمات الفيديو".
وتستدرك "ولكن أن أفقدها فجأة وتختفي من حياتي للأبد، وفوق هذا يحرمونني من وداعها، فهذا دمرّ في قلبي كل شيء جميل".
صمتت وببكاء شديد رددت "أمي برعمي الأخضر المترعرع، أمي حياتي، وخطف الاحتلال مني هذه الحياة دون ذنب".
وحال لمياء، هو حال العشرات من الفلسطينيين بالخارج الذين استشهد ذويهم أو أفرادًا منهم، في العدوان المتواصل على قطاع غزة، دون أن يستطيعوا وداعهم، لشدة وطأة العدوان ولاحتلال المعابر التي حرمتهم من العودة لغزة، سواءً قبل أو بعدما استشهدوا.
ومنذ العدوان، تتمنى لمياء لو أنها تعود لغزة لبرهة من الوقت، لتكون مع من تبقى من ذويها، أبيها وإخوتها، في بلدة عبسان الكبيرة بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، الذين عادوا إلى بيتهم بعد نزوحهم قبل أشهر، حينما اجتاح جيش الاحتلال مدينة خانيونس بالكامل.
وتقول "لو أنني أكون معهم أشعر بما يشعرون به، أخاف كما يخافون، وأهرب من القصف مثلهم، أبكي كما يبكون، المهم أن أبقى معهم".
صدمة الفقد
وللفتاة أمل محمد أبو عنزة "23 عاما" التي تقيم في الأردن مع زوجها وأبناءها صدمة من نوع آخر، فقد جاءها اتصال من أحد أقاربها بأن "جميع أهلها استشهدوا".
وتصف تلك اللحظة في حديثها لوكالة "صفا": "كان خبر كالموت الفجأة، فقدت وعيي، وبعد ساعتين جاءني اتصال من أخي، أبلغني بأن أبي استشهد، وأصيب أخي وأن أمي وباقي إخوتي بخير".
وتضيف "بكيت كثيرًا والحمد لله أن أهلي بخير، ولكن فقد أبي كسر ظهري، ولم أفق من صدمة رحيله حتى اليوم".
وارتقى والد أمل في قصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي الحربية لمنزل مجاور لمكان نزوحهما في مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة، وذلك أثناء اجتياح المناطق الشرقية لخانيونس في شهر نوفمبر عام 2023 المنصرم.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا همجيًا على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44,382 شهيدًا و 105,142 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
العض على النواجذ
وبينما يتواصل العدوان، يعض غزيون آخرون مقيمون بالخارج على نواجذهم، قهرًا وخوفًا من ارتقاء ذويهم، وهم يرجون في كل لحظة أن ينتهي هذا العدوان.
ويقول أنس سليمان المقيم في الإمارات لوكالة "صفا": "فقد أهلي وأعمامي وأبناءهم جميعا بيوتهم في الحرب على غزة، وذقنا الأمرين في اللحظات التي وصلنا فيها قصف منازلهم في الاجتياح البري بخانيونس".
ويضيف "كان يقصف البيت ونقول فداكم الأهم أن يكونوا بخير، رغم أن بيوتنا غالية علينا، ومنذ قصفها وهم يعيشون حياة نزوح مستمرة وأوضاع لم نحتملها من خيام وتشرد وعدم استقرار وخوف ورعب".
"لا أخفي سرًا أنني أعيش بهاجس استشهاد أحد من أهلي، فأيدينا على قلوبنا ليل نهار، ونعيش الحرب مثلهم، بل إننا نخاف عليهم أكثر من أنفسهم".
ولكن سليمان البالغ 27 عاما، ينتظر بحرقة أن العدوان الإسرائيلي على غزة، "ويكفينا همًا ودمارًا وحرقة على أعمارنا وشبابنا ومستقبلنا وحاضرنا"، كما يقول.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

نيسان ـ نشر في 2024-12-01 الساعة 12:15

الكلمات الأكثر بحثاً