لعبة إلكترونيَّة تحاكي يوم 'الطُّوفان' تثير ذعرًا إسرائيليًّا وتحرَّك أوروبِّيّ لحظرها.. ما قصَّتها؟
تظهر جنود الاحتلال بحفّاضات أطفال
"فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها"
غضب واسع من جهات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي أدت إلى إزالتها من منصة الألعاب الشهيرة Steam في عدة دول، منها المملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا
نيسان ـ نشر في 2024-12-01 الساعة 12:30
x
نيسان ـ أثارت لعبة "فرسان الأقصى" والتي تحاكي يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، غضبًا واسعة من جهات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، أدت إلى إزالتها من منصة الألعاب الشهيرة Steam في عدة دول، منها المملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا، وبررت المنصة القرار بأنه استجابة لطلبات من جهات أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب. وتتيح لعبة "فرسان الأقصى: فرسان المسجد الأقصى"، التي صدرت في عام 2022، للاعبين اللعب بشخصية خيالية هي "أحمد الفلسطيني"، وهو طالب فلسطيني شاب ينتقم من جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين عذبوه وقتلوا عائلته. ورغم القيود، وجدت اللعبة جمهورًا واسعًا بين الفلسطينيين وداعمي قضيتهم حول العالم. يعتبرها كثيرون وسيلة مبتكرة لتعريف الأجيال الجديدة القضة الفلسطينية عبر أسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعليم، فيقول نجم: "فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها".
يُظهر نجاح اللعبة، رغم التضييقات، أن الفلسطينيين قادرون على استخدام الفضاء الرقمي كمنصة لتعزيز روايتهم، وسط محاولات مستمرة لإقصائها. وبينما يعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، يرى آخرون أنها أداة لتوثيق الأحداث بطريقة لا تنفصل عن واقع الصراع. تتكشف القصة عبر سلسلة من المهمات على الأرض والبحر والجو، مع وعد بتجربة مكثفة وسرد غني. وعلى عكس عدد من الألعاب الشهيرة التي تُظهر الشرق الأوسط عبر عدسة غربية، تتحدى "فرسان الأقصى" الصور النمطية، وتقدم شخصيات عربية ومسلمة بمثابة أبطال يحمل قضية إنسانية عميقة.
تستمد اللعبة إلهامها من كلاسيكيات مثل Metal Gear Solid وCall of Duty: Modern Warfare. ورغم أنها بُنيت باستخدام الإصدار الثالث من محرك Unreal Engine، إلا أن اللعبة تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد متقدمة وآليات لعب حديثة. تقدم اللعبة معارك زعماء ملحمية، وأسلحة قوية، ومهمات مليئة بالأكشن تشمل قيادة المركبات وإسقاط المروحيات، ما يضمن تجربة مليئة بالأدرينالين. ما يميز "فرسان الأقصى عن غيرها هو موقفها الواضح وغير المعتذر بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي (يظهر جنود الاحتلال في اللعبة وهم يرتدون الحفاضات). يؤكد المطور أنّ اللعبة لا تروّج للكراهية أو "معاداة السامية" أو "الإرهاب"، بل تُعد رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري.
جنود الاحتلال بحفّاضات أطفال
وتُظهر اللعبة جنود الاحتلال وهم يرتدون حفاضات الأطفال رسمت عليها النجمة الإسرائيلية يتقدمهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، وتصوّر الجنود وهم يُقتلون ويُؤسرون من قبل رجال المقاومة الفلسطينية. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه تم حظر اللعبة من البيع في ألمانيا وبريطانيا والنمسا، لكنها لا تزال متاحة في الولايات المتحدة ودول أخرى، وزعمت أن اللعبة “سببت الرعب في العالم”.
"رسالة احتجاج”
وكتب مطوّر اللعبة نضال نجم -برازيلي من أصل فلسطيني- على الموقع إن “اللعبة لا تشجّع على الإرهاب أو معاداة السامية أو خطاب الكراهية ضد اليهود أو أي جماعة أخرى، إنما هي رسالة احتجاج ضد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الأراضي الفلسطينية”. ويظهر في أحد المشاهد القصيرة من اللعبة البطل وهو يدخل قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية بواسطة طائرة شراعية آلية، على غرار الغارات التي شنها مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو يرتدي وشاحًا أخضر حول جبهته. واللون الأخضر هو لون علم حماس. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، أخبرت شركة Valve Corporation موقع Nijm أنها تلقت اتصالاً من وحدة الإحالة لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت، لكنها لم تشارك المزيد من التفاصيل. وقالمطور اللعبة نضال نجم، الذي يعرّف نفسه بأنه مسلم برازيلي، إن لعبته كانت تهدف إلى الاحتجاج السياسي ولم تكن تابعة لأي جماعة فلسطينية محددة. يقول، "لقد حاولت أن أظهر أننا كفلسطينيين لدينا الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي نراها بوضوح على أساس يومي في الأخبار. ولكنني أحب أيضًا أن أبقى دائمًا "تحت الخط الأحمر الرفيع" بين حرية التعبير و"الدعاية الإرهابية". وقال نجم إنه إذا تم حظر لعبته في المملكة المتحدة، فيجب على السلطات أيضًا حظر Call of Duty Black Ops 6، وهي لعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول تدور أحداثها خلال حرب الخليج وتسمح للناس باللعب كجنود أمريكيين وقتل جنود عراقيين. وتابع، "لا ألوم Valve ولا Steam؛ اللوم يقع على الحكومة البريطانية والسلطات التي أغضبتها لعبة فيديو. وبناءً على منطقهم الخاطئ، يجب حظر أحدث إصدار من Call of Duty Black Ops 6 أيضًا". وقال نجم إن اللعبة تم تنزيلها من قبل حوالي 50 ألف مستخدم.
ولم تعد ألعاب الفيديو مجرد وسيلة ترفيهية؛ بل صارت أداة قوية للتوعية حول القضايا العالمية. عبر تقديم تجارب تفاعلية، يمكن للاعبين أن يعيشوا وجهات نظر مختلفة ويتعمّقوا في قضايا لم يسبق لهم التفكير فيها. على سبيل المثال، أظهرت لعبة This War of Mine كيف تبدو الحياة اليومية للمدنيين أثناء الحروب، ما دفع اللاعبين إلى التفكير في معاناة أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع. كما أنّ ألعاباً مثل Frostpunk تناولت موضوعات تتعلق بالمجتمعات، والموارد، والأخلاقيات في أوقات الأزمات. التقدم التكنولوجي غيّر كل شيء في صناعة ألعاب الفيديو. الرسومات الواقعية، الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزّز دفعت حدود ما يمكن للألعاب تحقيقه. وصار من الممكن خلق عوالم رقمية شديدة الواقعية تجعل اللاعبين يشعرون كأنهم جزء من القصة. أسهم هذا التطور في تحويل الألعاب إلى وسيلة للتعبير الفني. عوالم مثل تلك التي قدمتها سلسلة The Witcher أو Red Dead Redemption أصبحت معارض فنية حية تعكس جماليات التفاصيل والأصوات والألوان. والألعاب ليست بمعزل عن السياسة، فقد كانت دائماً تعكس قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. اليوم، الألعاب ليست مجرد هواية؛ بل هي صناعة تقدر بمليارات الدولارات، تضم مجتمعات عالمية من اللاعبين، والمطوّرين، والمصممين. أصبحت البطولات الإلكترونية (E-sports) ظاهرة عالمية تنافس الرياضات التقليدية، تجذب ملايين المتابعين واللاعبين. وسواء كنت تلعب من أجل التسلية، الاستكشاف، أو حتى لفهم قضايا معقدة، فإنّ ألعاب الفيديو أصبحت أكثر من مجرد وسيلة ترفيه. إنها نافذة إلى عالم غني بالقصص، الفرص، والتحديات.
ومع بزوغ شمس يوم السبت 7 أكتوبر 2023، أعلنت (حماس) بدء معركتها الكبرى ضد الاحتلال، بمشاركة بقية الفصائل الفلسطينية، وذلك ردًّا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. وشمل “الطوفان” هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللًا للمقاومين إلى مستوطنات عدة في غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام، وأسْر مئات الإسرائيليين، ويعد أكبر هجوم على "إسرائيل" منذ عقود.
يُظهر نجاح اللعبة، رغم التضييقات، أن الفلسطينيين قادرون على استخدام الفضاء الرقمي كمنصة لتعزيز روايتهم، وسط محاولات مستمرة لإقصائها. وبينما يعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، يرى آخرون أنها أداة لتوثيق الأحداث بطريقة لا تنفصل عن واقع الصراع. تتكشف القصة عبر سلسلة من المهمات على الأرض والبحر والجو، مع وعد بتجربة مكثفة وسرد غني. وعلى عكس عدد من الألعاب الشهيرة التي تُظهر الشرق الأوسط عبر عدسة غربية، تتحدى "فرسان الأقصى" الصور النمطية، وتقدم شخصيات عربية ومسلمة بمثابة أبطال يحمل قضية إنسانية عميقة.
تستمد اللعبة إلهامها من كلاسيكيات مثل Metal Gear Solid وCall of Duty: Modern Warfare. ورغم أنها بُنيت باستخدام الإصدار الثالث من محرك Unreal Engine، إلا أن اللعبة تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد متقدمة وآليات لعب حديثة. تقدم اللعبة معارك زعماء ملحمية، وأسلحة قوية، ومهمات مليئة بالأكشن تشمل قيادة المركبات وإسقاط المروحيات، ما يضمن تجربة مليئة بالأدرينالين. ما يميز "فرسان الأقصى عن غيرها هو موقفها الواضح وغير المعتذر بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي (يظهر جنود الاحتلال في اللعبة وهم يرتدون الحفاضات). يؤكد المطور أنّ اللعبة لا تروّج للكراهية أو "معاداة السامية" أو "الإرهاب"، بل تُعد رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري.
جنود الاحتلال بحفّاضات أطفال
وتُظهر اللعبة جنود الاحتلال وهم يرتدون حفاضات الأطفال رسمت عليها النجمة الإسرائيلية يتقدمهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، وتصوّر الجنود وهم يُقتلون ويُؤسرون من قبل رجال المقاومة الفلسطينية. وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه تم حظر اللعبة من البيع في ألمانيا وبريطانيا والنمسا، لكنها لا تزال متاحة في الولايات المتحدة ودول أخرى، وزعمت أن اللعبة “سببت الرعب في العالم”.
"رسالة احتجاج”
وكتب مطوّر اللعبة نضال نجم -برازيلي من أصل فلسطيني- على الموقع إن “اللعبة لا تشجّع على الإرهاب أو معاداة السامية أو خطاب الكراهية ضد اليهود أو أي جماعة أخرى، إنما هي رسالة احتجاج ضد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الأراضي الفلسطينية”. ويظهر في أحد المشاهد القصيرة من اللعبة البطل وهو يدخل قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية بواسطة طائرة شراعية آلية، على غرار الغارات التي شنها مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو يرتدي وشاحًا أخضر حول جبهته. واللون الأخضر هو لون علم حماس. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، أخبرت شركة Valve Corporation موقع Nijm أنها تلقت اتصالاً من وحدة الإحالة لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت، لكنها لم تشارك المزيد من التفاصيل. وقالمطور اللعبة نضال نجم، الذي يعرّف نفسه بأنه مسلم برازيلي، إن لعبته كانت تهدف إلى الاحتجاج السياسي ولم تكن تابعة لأي جماعة فلسطينية محددة. يقول، "لقد حاولت أن أظهر أننا كفلسطينيين لدينا الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي نراها بوضوح على أساس يومي في الأخبار. ولكنني أحب أيضًا أن أبقى دائمًا "تحت الخط الأحمر الرفيع" بين حرية التعبير و"الدعاية الإرهابية". وقال نجم إنه إذا تم حظر لعبته في المملكة المتحدة، فيجب على السلطات أيضًا حظر Call of Duty Black Ops 6، وهي لعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول تدور أحداثها خلال حرب الخليج وتسمح للناس باللعب كجنود أمريكيين وقتل جنود عراقيين. وتابع، "لا ألوم Valve ولا Steam؛ اللوم يقع على الحكومة البريطانية والسلطات التي أغضبتها لعبة فيديو. وبناءً على منطقهم الخاطئ، يجب حظر أحدث إصدار من Call of Duty Black Ops 6 أيضًا". وقال نجم إن اللعبة تم تنزيلها من قبل حوالي 50 ألف مستخدم.
ولم تعد ألعاب الفيديو مجرد وسيلة ترفيهية؛ بل صارت أداة قوية للتوعية حول القضايا العالمية. عبر تقديم تجارب تفاعلية، يمكن للاعبين أن يعيشوا وجهات نظر مختلفة ويتعمّقوا في قضايا لم يسبق لهم التفكير فيها. على سبيل المثال، أظهرت لعبة This War of Mine كيف تبدو الحياة اليومية للمدنيين أثناء الحروب، ما دفع اللاعبين إلى التفكير في معاناة أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع. كما أنّ ألعاباً مثل Frostpunk تناولت موضوعات تتعلق بالمجتمعات، والموارد، والأخلاقيات في أوقات الأزمات. التقدم التكنولوجي غيّر كل شيء في صناعة ألعاب الفيديو. الرسومات الواقعية، الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزّز دفعت حدود ما يمكن للألعاب تحقيقه. وصار من الممكن خلق عوالم رقمية شديدة الواقعية تجعل اللاعبين يشعرون كأنهم جزء من القصة. أسهم هذا التطور في تحويل الألعاب إلى وسيلة للتعبير الفني. عوالم مثل تلك التي قدمتها سلسلة The Witcher أو Red Dead Redemption أصبحت معارض فنية حية تعكس جماليات التفاصيل والأصوات والألوان. والألعاب ليست بمعزل عن السياسة، فقد كانت دائماً تعكس قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. اليوم، الألعاب ليست مجرد هواية؛ بل هي صناعة تقدر بمليارات الدولارات، تضم مجتمعات عالمية من اللاعبين، والمطوّرين، والمصممين. أصبحت البطولات الإلكترونية (E-sports) ظاهرة عالمية تنافس الرياضات التقليدية، تجذب ملايين المتابعين واللاعبين. وسواء كنت تلعب من أجل التسلية، الاستكشاف، أو حتى لفهم قضايا معقدة، فإنّ ألعاب الفيديو أصبحت أكثر من مجرد وسيلة ترفيه. إنها نافذة إلى عالم غني بالقصص، الفرص، والتحديات.
ومع بزوغ شمس يوم السبت 7 أكتوبر 2023، أعلنت (حماس) بدء معركتها الكبرى ضد الاحتلال، بمشاركة بقية الفصائل الفلسطينية، وذلك ردًّا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. وشمل “الطوفان” هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللًا للمقاومين إلى مستوطنات عدة في غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام، وأسْر مئات الإسرائيليين، ويعد أكبر هجوم على "إسرائيل" منذ عقود.