اتصل بنا
 

يحدث في مجلس نوابنا ..فن توليد الألقاب وتوزيعها

نيسان ـ نشر في 2024-12-03 الساعة 16:16

يحدث في مجلس نوابنا .. فن
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
لاشك ان القابا من وزن دولة ومعالي تستهوي شريحة واسعة من الاردنيين، لما تبعثه في النفس البشرية من مكانة اجتماعة،، لكن ما حدث اليوم تحت القبة، مشهد يستحق التصفير.
في مشهد غاية في الجدية والغرائبية في آن، وقف نائب أردني، بكامل جديته، تحت القبة، مطالباً زملاءه النواب بمنح رئيس مجلس النواب لقب "معالي"، ليرد رئيس الجلسة ويقول : ما بجوز.
النائب لا يمزح، لكن الخطوة النيابية بدت وكأنها (تلخيص) بالياء وليس بالباء لما نحن مقبلون عليه وهذه احدى حلقاته الكوميدية.
تكشف المطالبة عن بُعد جديد في مسيرة البرلمان الأردني: فن توليد وتوزيع الألقاب.
الكارثة في ان النائب قد لا يعلم ان اللقب يمنح بالقانون، وليس بالفزعة.
النائب المحترم قد قرر دخول باب من ابواب التاريخ النيابي بطريقة مبتكرة. ربما شعر أن الألقاب التقليدية لم تعد كافية، وأن الساحة السياسية بحاجة إلى لمسة من "الفخامة اللفظية".
لكن، هل فعلاً كان يقصد الرجل ما قاله وانه يريد ان يدخل لقب معالي الى حجرته التشريعية؟ أم انه (يتقشمر) حسب لهجة اخواننا الكويتيين ام انها محاولة لإضافة "زينة" إلى المشهد السياسي؟ أم مجرد دعابة خرجت عن السيطرة؟
المضحك المبكي هو أن هذا النقاش يدور في مجلس يُفترض أن يناقش قضايا جوهرية تهم المواطن الأردني، كالبطالة والفقر وارتفاع الأسعار، ووجود حروب خلف نوافذنا.
لكن يبدو أن الأولويات قد تغيّرت؛ فبدلاً من إيجاد حلول لمشاكلنا اليومية، نحن بصدد إيجاد ألقاب جديدة لمن يساهمون في تعقيد تلك المشاكل!
ما نعرفه ان "معالي" ليس لقباً يمكن منحه كهبة. فهو مُخصص في العادة بالقانون للوزراء وكبار المسؤولين، وربما ما أثار الضجة هنا هو محاولة النائب الموقر نقل هذا اللقب إلى أروقة البرلمان.
في النهاية، يظل المواطن الأردني المتابع لهذه المشاهد في حالة حيرة، متسائلاً: "هل هذا هو البرلمان الذي انتخبناه ليمثلنا؟".

نيسان ـ نشر في 2024-12-03 الساعة 16:16

الكلمات الأكثر بحثاً