الاخوان يطالبون الرئيس حسان بالهجرة الى الخارج
نيسان ـ نشر في 2024-12-04 الساعة 20:55
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
لا أدري لم تذكرت رفض ألونسو كيخانا أو ما نعرفه نحن "بدونكي شوت" أن يبادل فرسه حتى بفرس الاسكندر. فها هو وقد لبس درعه وصقل سيفه.
انظر اليه وهو يشق طريقه نحو فروسية متوهمة، ومعه مرافقه ( خادمه) سانشو بانزا الذي دوما ينتخبه كسيد له وتابع أمين له.
كما لا أدري كيف تذكرته فجأة.. ولا أدري لم تذكرت حادثة ضرب فلاح لغلام له، فما ان وجده صاحبنا الدون كيشوت ويسمع صراخ الغلام: "لن أفعل هذا يا سيدي مرة أخرى، بحق الله لن أفعله مجدداً، وأعدك من الآن فصاعدًا أن اعتني بالقطيع كل العناية".
فيما يواصل الفلاح البسيط ضرب غلامه وهو يقول: "ليخرس لسانك ولتفتح عينك".
هنا انتصر الفارس المغوار للفتى وقد شاهد الحادثة المؤلمة فأخذ يزمجر بصوت غاضب "ارحل يا سيدي الرئيس.. لا يليق بك أن تهاجم من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، اركب فرسك وخذ رمحك وسأريك أن من الجبن أن يفعل المرء ما تفعله الآن".
دعونا من تخبيصات دون كيشوت. فلدينا مشاكلنا الخاصة التي نرزخ تحت أطيطها. على سبيل الشاهد، مناقشات مجلس النواب بمنح الثقة للحكومة مثلا.
لقد استفزني كثيرا السقف المرتفع الذي يحمله هواء صدور النواب خلال القائهم كلماتهم. وهذه واحدة من نماذجها: احد النواب التابعين لجماعة الاخوان المسلمين طالب رئيس الوزراء بالرحيل. قال: ارحل يا دولة الرئيس". عندما سمعته يقول سألت نفسي: يا الهي انه يطالب جعفر حسان بالهجرة الى خارج الوطن.
ذلك أني ما زلت لا اعلم معنى بمطالبته بالرحيل؟ إلى اين يرحل؟ ألم يعقد عمر الرزاز صفقة مع قتيبة بعدم الهجرة فكيف نطالب الرئيس بالرحيل؟.
ام انهم يريدون من الرئيس ان يرحل إلى ذيبان مثلا ؟
انتظروا. إن معنى كلمة (ارحل يا دولة الرئيس) لا تعني بالتأكيد الرحيل عن الرئاسة، لان هذا يتصادم مع ثوابت وافق عليها النواب انفسهم.
وافق عليها من قالها قبل ان يصبح نائبا، ولأن كلمة ارحل يا دولة الرئيس كلمة لا معنى سياسيا لها على الاطلاق، الا إن كان المعنى اصاب ما اصابه نزار قباني من مراقصته للكلمات..
تلك كلماتٍ ليست كالكلمات.. حين أخذها تحتِ ذراعها.. وزرعها في إحدى الغيمات.. وحين اخبرها أنها تحفته.. وانها تساوي آلافَ النجمات.. وحين بنى لها قصراً من وهمٍ لا تسكنُ فيهِ سوى لحظات.. ثم عادت لطاولتها لا شيءَ معها.. إلا كلمات.
ان ما تعانيه المعارضة هو ما تتهم به الحكومة وأهدافها وبرامجها المعلنة.
المعارضة تتهم الحكومة بان كثيرا من شعاراتها الموجهة نحو الشعب غير قابلة للتطبيق، وانها مجرد شعارات. ثم تأتي المعارضة وتمارس الآفة نفسها وعلى ذات الشعب.
لهذا فإني لم أجد على الاطلاق معنى جادا يقصده النائب الا انه يقصد ان يهاجر رئيس الوزراء، وإلا فإن معنى ارحل يا رئيس الوزراء لا معنى لها على الارض.
أليس برحيله السياسي سيظهر رجل آخر تقولون له ارحل يا دولة الرئيس. ألم توافقوا على المنظومة السياسية، بل وشاركتم في وضع تحديثاتها. فيكفي بناء قصور من وهم للناس، قصور لا تصلح للسكن.
لا أدري لم تذكرت رفض ألونسو كيخانا أو ما نعرفه نحن "بدونكي شوت" أن يبادل فرسه حتى بفرس الاسكندر. فها هو وقد لبس درعه وصقل سيفه.
انظر اليه وهو يشق طريقه نحو فروسية متوهمة، ومعه مرافقه ( خادمه) سانشو بانزا الذي دوما ينتخبه كسيد له وتابع أمين له.
كما لا أدري كيف تذكرته فجأة.. ولا أدري لم تذكرت حادثة ضرب فلاح لغلام له، فما ان وجده صاحبنا الدون كيشوت ويسمع صراخ الغلام: "لن أفعل هذا يا سيدي مرة أخرى، بحق الله لن أفعله مجدداً، وأعدك من الآن فصاعدًا أن اعتني بالقطيع كل العناية".
فيما يواصل الفلاح البسيط ضرب غلامه وهو يقول: "ليخرس لسانك ولتفتح عينك".
هنا انتصر الفارس المغوار للفتى وقد شاهد الحادثة المؤلمة فأخذ يزمجر بصوت غاضب "ارحل يا سيدي الرئيس.. لا يليق بك أن تهاجم من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، اركب فرسك وخذ رمحك وسأريك أن من الجبن أن يفعل المرء ما تفعله الآن".
دعونا من تخبيصات دون كيشوت. فلدينا مشاكلنا الخاصة التي نرزخ تحت أطيطها. على سبيل الشاهد، مناقشات مجلس النواب بمنح الثقة للحكومة مثلا.
لقد استفزني كثيرا السقف المرتفع الذي يحمله هواء صدور النواب خلال القائهم كلماتهم. وهذه واحدة من نماذجها: احد النواب التابعين لجماعة الاخوان المسلمين طالب رئيس الوزراء بالرحيل. قال: ارحل يا دولة الرئيس". عندما سمعته يقول سألت نفسي: يا الهي انه يطالب جعفر حسان بالهجرة الى خارج الوطن.
ذلك أني ما زلت لا اعلم معنى بمطالبته بالرحيل؟ إلى اين يرحل؟ ألم يعقد عمر الرزاز صفقة مع قتيبة بعدم الهجرة فكيف نطالب الرئيس بالرحيل؟.
ام انهم يريدون من الرئيس ان يرحل إلى ذيبان مثلا ؟
انتظروا. إن معنى كلمة (ارحل يا دولة الرئيس) لا تعني بالتأكيد الرحيل عن الرئاسة، لان هذا يتصادم مع ثوابت وافق عليها النواب انفسهم.
وافق عليها من قالها قبل ان يصبح نائبا، ولأن كلمة ارحل يا دولة الرئيس كلمة لا معنى سياسيا لها على الاطلاق، الا إن كان المعنى اصاب ما اصابه نزار قباني من مراقصته للكلمات..
تلك كلماتٍ ليست كالكلمات.. حين أخذها تحتِ ذراعها.. وزرعها في إحدى الغيمات.. وحين اخبرها أنها تحفته.. وانها تساوي آلافَ النجمات.. وحين بنى لها قصراً من وهمٍ لا تسكنُ فيهِ سوى لحظات.. ثم عادت لطاولتها لا شيءَ معها.. إلا كلمات.
ان ما تعانيه المعارضة هو ما تتهم به الحكومة وأهدافها وبرامجها المعلنة.
المعارضة تتهم الحكومة بان كثيرا من شعاراتها الموجهة نحو الشعب غير قابلة للتطبيق، وانها مجرد شعارات. ثم تأتي المعارضة وتمارس الآفة نفسها وعلى ذات الشعب.
لهذا فإني لم أجد على الاطلاق معنى جادا يقصده النائب الا انه يقصد ان يهاجر رئيس الوزراء، وإلا فإن معنى ارحل يا رئيس الوزراء لا معنى لها على الارض.
أليس برحيله السياسي سيظهر رجل آخر تقولون له ارحل يا دولة الرئيس. ألم توافقوا على المنظومة السياسية، بل وشاركتم في وضع تحديثاتها. فيكفي بناء قصور من وهم للناس، قصور لا تصلح للسكن.