عن الاوكرانية وقطط شوارع عمان.. هنا التعاطف خيانة يا ولي الدم
نيسان ـ نشر في 2024-12-06 الساعة 17:35
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
عندما تكون ولي الدم لا يصلح لك التعاطف مع المأساة. ولي الدم طرف مباشر يبكي الصحية ويدافع عنها ويقاتل دونها.
ما اوقعت الامة العربية نفسها امام مصيبة غزة انها متعاطفة. الا ترى ان التعاطف هنا خيانة؟
نعم التعاطف مع غزة خيانة لغزة.
طيب.. وحتى تتضح الخيانة أكبر، تخيلوا ان يقتل شقيق ثم يأتي شقيقه الاكبر ويقول للوالد: انا متعاطف معك يا والدي لمقتل شقيقي.
هذا لا يكون. الشقيق ملدوغ بالحادثة، مفجوع بها. ربما يحق لجاره البعيد ان يبدي تعاطفه أما هو فالمسألة أكبر من تعاطف.
أما أهل البيت، فيشتبكون وجعا بالمصيبة. السنا اهل البيت وعقاله؟
ولي الدم لا يتعاطف، ولي الدم طرف، ولي الدم جريح من الجرحى، قتيل ما زال يتنفس. والقتيل لا يتعاطف، القتيل يشتبك.
عندما قرأت عنوانا لخبر يقول: (شابة أوكرانية تفرّغت لرعاية قطط شوارع عمان وتركت عملها الديبلوماسي). تذكرت كيف تأكل قطط غزة اشلاء الضحايا هناك. تذكرت كيف رأيت مقطعا مصورا، فيه يركض كلب وبفمه ساق شهيد.
قلت للرجل الذي يواجهني في المرآة: ويلك وانت انت.. الا تتذكر انك ولي الدم لقتلى غزة.
لا وقت لولي الدم لمثل ترف خبر الاوكرانية وقطط شوارع عمان.
وقلت ايضا: بل لا وقت للاوكرانية نفسها ان تنشغل بقططنا، وسط حرب مدمرة في بلادها. على ان هذه قصة لا شأن لي بها.
هذه هي المعادلة: أنا ولي دماء غزة، متعاطف مع اوكرانيا.
انت لست برازيليا ولا اسبانيا ولا بريطانيا افاق على ان في فلسطين المحتلة قصة غير التي كان يرويها له الاعلام منذ مئة عام.
قلت: لست استراليا لتحمل في صدرك قلبا متعاطفا انسانيا على غزة، ثم تكمل خطة يومك المعتاد.
نظرت في المرآة وقلت لمن فيها: ويلك انت ولي الدم يا رجل.
عندما تكون ولي الدم لا يصلح لك التعاطف مع المأساة. ولي الدم طرف مباشر يبكي الصحية ويدافع عنها ويقاتل دونها.
ما اوقعت الامة العربية نفسها امام مصيبة غزة انها متعاطفة. الا ترى ان التعاطف هنا خيانة؟
نعم التعاطف مع غزة خيانة لغزة.
طيب.. وحتى تتضح الخيانة أكبر، تخيلوا ان يقتل شقيق ثم يأتي شقيقه الاكبر ويقول للوالد: انا متعاطف معك يا والدي لمقتل شقيقي.
هذا لا يكون. الشقيق ملدوغ بالحادثة، مفجوع بها. ربما يحق لجاره البعيد ان يبدي تعاطفه أما هو فالمسألة أكبر من تعاطف.
أما أهل البيت، فيشتبكون وجعا بالمصيبة. السنا اهل البيت وعقاله؟
ولي الدم لا يتعاطف، ولي الدم طرف، ولي الدم جريح من الجرحى، قتيل ما زال يتنفس. والقتيل لا يتعاطف، القتيل يشتبك.
عندما قرأت عنوانا لخبر يقول: (شابة أوكرانية تفرّغت لرعاية قطط شوارع عمان وتركت عملها الديبلوماسي). تذكرت كيف تأكل قطط غزة اشلاء الضحايا هناك. تذكرت كيف رأيت مقطعا مصورا، فيه يركض كلب وبفمه ساق شهيد.
قلت للرجل الذي يواجهني في المرآة: ويلك وانت انت.. الا تتذكر انك ولي الدم لقتلى غزة.
لا وقت لولي الدم لمثل ترف خبر الاوكرانية وقطط شوارع عمان.
وقلت ايضا: بل لا وقت للاوكرانية نفسها ان تنشغل بقططنا، وسط حرب مدمرة في بلادها. على ان هذه قصة لا شأن لي بها.
هذه هي المعادلة: أنا ولي دماء غزة، متعاطف مع اوكرانيا.
انت لست برازيليا ولا اسبانيا ولا بريطانيا افاق على ان في فلسطين المحتلة قصة غير التي كان يرويها له الاعلام منذ مئة عام.
قلت: لست استراليا لتحمل في صدرك قلبا متعاطفا انسانيا على غزة، ثم تكمل خطة يومك المعتاد.
نظرت في المرآة وقلت لمن فيها: ويلك انت ولي الدم يا رجل.


