3 عوامل ساهمت في السقوط السريع لنظام الأسد
نيسان ـ نشر في 2024-12-09 الساعة 12:03
نيسان ـ أطاحت فصائل مسلحة بحكم الرئيس بشار الأسد، الأحد، بعد هجوم استمر أسبوعين، شهد سقوط المدن الكبرى الواحدة تلو الأخرى، حتى استولت الفصائل على العاصمة دمشق دون قتال.
وانهار حكم عائلة الأسد، الذي استمر 50 عاماً، بسرعة مذهلة بعد أن اندفعت الفصائل المسلحة من جيب تسيطر عليه في شمال البلاد، واستولوا على حلب وسلسلة من المدن الأخرى في غضون أيام، قبل أن يتجمعوا في دمشق.
من الحصار إلى الانتصار
دخلت الفصائل المسلحة دمشق دون مقاومة تذكر، الأحد، مع سقوط بشار الأسد، الذي حكم سوريا لـ24 عاماً، ومثّل سقوط الأسد المفاجئ تطوراً مذهلاً في الصراع المدمر، الذي دام 14 عاماً في سوريا، مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، في ذروة ما يُطلق عليه "الربيع العربي".
وسلطت سرعة انتصار الفصائل المسلحة الضوء على نجاح أبو محمد الجولاني في إسقاط الأسد، بعد أن بدا وكأنه محاصر في آخر معقل له في شمال غرب سوريا، كما كشفت عن ضعف النظام السوري، واعتماده على الدعم من إيران وروسيا، الذي لم يأت في اللحظة الحاسمة والمطلوبة.
تحول الجيش السوري إلى "قذيفة جوفاء"، بعد حرب استمرت 14 عاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليوناً، وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.
وفي السنوات الأولى للحرب، قال الخبراء إن مزيجاً من الخسائر والانشقاقات والتهرب من الخدمة العسكرية أدى إلى خسارة الجيش لنحو نصف قوته التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي، وفوجئ الجيش المحبط عندما اندفعت الفصائل المسلحة فجأة إلى معقله في محافظة إدلب في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ولم تواجه تلك الفصائل مقاومة تذكر.
وقال الخبير في الشؤون السورية في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية ديفيد ريغوليه روز: "منذ عام 2011، واجه الجيش السوري استنزافاً في القوى البشرية والمعدات والمعنويات". وأضاف أن الجنود الذين يتقاضون أجوراً زهيدة نهبوا الموارد للبقاء على قيد الحياة، وتهرب العديد من الشباب من التجنيد الإجباري.
ضعف الحلفاء
على مر السنين، اعتمد الرئيس السوري بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي من الحليفين الرئيسيين روسيا وإيران، ولولاهما لكان نظامه انهار بالتأكيد في وقت أبكر بكثير من الحرب، وبمساعدتهم، استعاد الأراضي التي فقدها بعد اندلاع الصراع في عام 2011، وأدى تدخل روسيا في عام 2015 بالقوة الجوية إلى تغيير مجرى الحرب لصالح الأسد.
وجاء هجوم الفصائل المسلحة الشهر الماضي بينما لا تزال روسيا غارقة في حربها في أوكرانيا، وفشلت ضرباتها الجوية هذه المرة في صد الفصائل، التي اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا.
وقال خبير الشرق الأوسط في (فرانس 24) وسيم نصر: "كان الروس يرغبون في مساعدة النظام السوري بشكل أكبر، لكن مواردهم العسكرية تقلصت كثيراً، نتيجة للحرب الجارية في أوكرانيا".
لطالما قدمت إيران، الحليف الرئيسي للنظام السوري، مستشارين عسكريين للقوات المسلحة، ودعمت الجماعات المسلحة الموالية للحكومة على الأرض. لكن إيران والجماعات المتحالفة عانت من انتكاسات كبيرة في القتال مع إسرائيل هذا العام، وهذا قدم للفصائل المسلحة فرصة لا تعوض للهجوم على الجيش وضرب النظام السوري، ما أفضى إلى إسقاط الأسد.
وبحسب نصر "كان للفصائل المسلحة دين طويل الأمد مع الميليشيات الإيرانية وطهران، وحدث الهجوم الآن لأن إيران وحلفاءها كانوا أضعف من أن يستمروا في دعم النظام السوري".
حزب الله خارج الخدمة
دعم حزب الله (القوة اللبنانية التابعة لإيران) دمشق علناً على الأرض منذ عام 2013، وأرسل آلاف المقاتلين عبر الحدود لدعم الجيش السوري، لكن الفصائل المسلحة شنت هجومهم في أواخر الشهر الماضي، في نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية في لبنان.
ونقل حزب الله العديد من مقاتليه في سوريا إلى جنوب لبنان لمواجهة إسرائيل، مما أضعف وجوده في الدولة المجاورة، وأدى القتال إلى تدمير قيادة حزب الله، حيث قُتل زعيم التنظيم حسن نصر الله، وخليفته المفترض، وسلسلة من كبار القادة في الغارات الجوية الإسرائيلية، وقال مصدر مقرب من حزب الله، إن التنظيم سحب قواته المتبقية في العاصمة السورية وحمص بالقرب من الحدود.
وفي رده على سقوط الأسد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذلك أنه "نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها لإيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين للأسد".
كما زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها أضعفوا داعمي سوريا (روسيا وإيران وحزب الله) وقال إنه "للمرة الأولى" لم يعد حلفاء الأسد قادرين على الدفاع عن قبضته على السلطة، مضيفاً: "لقد أدى نهجنا إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط".
وانهار حكم عائلة الأسد، الذي استمر 50 عاماً، بسرعة مذهلة بعد أن اندفعت الفصائل المسلحة من جيب تسيطر عليه في شمال البلاد، واستولوا على حلب وسلسلة من المدن الأخرى في غضون أيام، قبل أن يتجمعوا في دمشق.
من الحصار إلى الانتصار
دخلت الفصائل المسلحة دمشق دون مقاومة تذكر، الأحد، مع سقوط بشار الأسد، الذي حكم سوريا لـ24 عاماً، ومثّل سقوط الأسد المفاجئ تطوراً مذهلاً في الصراع المدمر، الذي دام 14 عاماً في سوريا، مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، في ذروة ما يُطلق عليه "الربيع العربي".
وسلطت سرعة انتصار الفصائل المسلحة الضوء على نجاح أبو محمد الجولاني في إسقاط الأسد، بعد أن بدا وكأنه محاصر في آخر معقل له في شمال غرب سوريا، كما كشفت عن ضعف النظام السوري، واعتماده على الدعم من إيران وروسيا، الذي لم يأت في اللحظة الحاسمة والمطلوبة.
تحول الجيش السوري إلى "قذيفة جوفاء"، بعد حرب استمرت 14 عاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليوناً، وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.
وفي السنوات الأولى للحرب، قال الخبراء إن مزيجاً من الخسائر والانشقاقات والتهرب من الخدمة العسكرية أدى إلى خسارة الجيش لنحو نصف قوته التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي، وفوجئ الجيش المحبط عندما اندفعت الفصائل المسلحة فجأة إلى معقله في محافظة إدلب في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ولم تواجه تلك الفصائل مقاومة تذكر.
وقال الخبير في الشؤون السورية في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية ديفيد ريغوليه روز: "منذ عام 2011، واجه الجيش السوري استنزافاً في القوى البشرية والمعدات والمعنويات". وأضاف أن الجنود الذين يتقاضون أجوراً زهيدة نهبوا الموارد للبقاء على قيد الحياة، وتهرب العديد من الشباب من التجنيد الإجباري.
ضعف الحلفاء
على مر السنين، اعتمد الرئيس السوري بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي من الحليفين الرئيسيين روسيا وإيران، ولولاهما لكان نظامه انهار بالتأكيد في وقت أبكر بكثير من الحرب، وبمساعدتهم، استعاد الأراضي التي فقدها بعد اندلاع الصراع في عام 2011، وأدى تدخل روسيا في عام 2015 بالقوة الجوية إلى تغيير مجرى الحرب لصالح الأسد.
وجاء هجوم الفصائل المسلحة الشهر الماضي بينما لا تزال روسيا غارقة في حربها في أوكرانيا، وفشلت ضرباتها الجوية هذه المرة في صد الفصائل، التي اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا.
وقال خبير الشرق الأوسط في (فرانس 24) وسيم نصر: "كان الروس يرغبون في مساعدة النظام السوري بشكل أكبر، لكن مواردهم العسكرية تقلصت كثيراً، نتيجة للحرب الجارية في أوكرانيا".
لطالما قدمت إيران، الحليف الرئيسي للنظام السوري، مستشارين عسكريين للقوات المسلحة، ودعمت الجماعات المسلحة الموالية للحكومة على الأرض. لكن إيران والجماعات المتحالفة عانت من انتكاسات كبيرة في القتال مع إسرائيل هذا العام، وهذا قدم للفصائل المسلحة فرصة لا تعوض للهجوم على الجيش وضرب النظام السوري، ما أفضى إلى إسقاط الأسد.
وبحسب نصر "كان للفصائل المسلحة دين طويل الأمد مع الميليشيات الإيرانية وطهران، وحدث الهجوم الآن لأن إيران وحلفاءها كانوا أضعف من أن يستمروا في دعم النظام السوري".
حزب الله خارج الخدمة
دعم حزب الله (القوة اللبنانية التابعة لإيران) دمشق علناً على الأرض منذ عام 2013، وأرسل آلاف المقاتلين عبر الحدود لدعم الجيش السوري، لكن الفصائل المسلحة شنت هجومهم في أواخر الشهر الماضي، في نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية في لبنان.
ونقل حزب الله العديد من مقاتليه في سوريا إلى جنوب لبنان لمواجهة إسرائيل، مما أضعف وجوده في الدولة المجاورة، وأدى القتال إلى تدمير قيادة حزب الله، حيث قُتل زعيم التنظيم حسن نصر الله، وخليفته المفترض، وسلسلة من كبار القادة في الغارات الجوية الإسرائيلية، وقال مصدر مقرب من حزب الله، إن التنظيم سحب قواته المتبقية في العاصمة السورية وحمص بالقرب من الحدود.
وفي رده على سقوط الأسد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذلك أنه "نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها لإيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين للأسد".
كما زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها أضعفوا داعمي سوريا (روسيا وإيران وحزب الله) وقال إنه "للمرة الأولى" لم يعد حلفاء الأسد قادرين على الدفاع عن قبضته على السلطة، مضيفاً: "لقد أدى نهجنا إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط".


