اتصل بنا
 

هل سمعتم بنظرية الضفدع المغلي؟

نيسان ـ نشر في 2024-12-09 الساعة 18:52

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
هل سمعتم بنظرية الضفدع المغلي؟ نحن الضفدع. والاحداث تغلي تدريجيا، لكننا ندرك ذلك ونراه، ونتفاعل معه.
دعوني أخبركم الحكاية.
ضفدع وضع في قدر مملوء بماء بارد، وهو ما سمح له بأن يسبح بكامل لياقته. لكن الضفدع لم يكن يعلم ان تحت القدر نارا بدأت تسخّن الماء تدريجيا.
أصبح الماء فاترا، وما زال الضفدع يستمتع بقدره ويواصل السباحة، لكن النار لا تتوقف وتواصل تسخين الماء فيما يواصل صاحبنا الضفدع السباحة، يأكل ويشرب ويتزاوج. وربما يشتكي من غلاء الاسعار احيانا.
أصبح الماء يغلي. لكن رد فعل الصفدع ما زال على حاله، يسبح ويسبح ويسبح، لكنه بدأ يشعر بالإنهاك.
إنهاك لم يدفع الضفدع للتفكير بان ينجو بنفسه، بان يقفز، برغم ان الماء أصبح حارا جدا.
هذه المرة أراد الضفدع الخروج من القدر، لكنه منهك وضعيف. تدريجيا بدأ يموت. مات الضفدع.
السؤال الذي طرحه العلماء على انفسهم هو: ماذا لو جعلنا الماء يغلي؟ هل كانت ردود فعل الضفدع نفسها إزاء وضعه في القدر؟ لا. الضفدع اعتاد تدريجيا على بيئته. شيئا فشيئا. لكن ذلك لا يعني الغاء القوانين التي وضعها ربنا في الكون. إن لم يتحرك الضفدع سيموت حتى وإن اعتاد على الحرارة. الحرارة تقتل.
في الحقيقة، بإمكاننا سحب نظرية الماء المغلي على منطقتنا، ولا سيما انها هي من وضعت نفسها في القدر.
هكذا بدأت الحكاية، غزة منذ أزيد من عام ثم الضفة، ولبنان، وهاي دولة الاحتلال اعلنت فتح جبهة سوريا.
ضفدع المنطقة يشعر بالانهاك حقا، ويريد الخلاص، لكنه متعب. متعب وضعيف.
في الحقيقة دعوني اصيغ ما ذكرته سابقا برواية اخرى. ان دولة الاحتلال هي من وضعت نفسها في قدر المنطقة الذي كان باردا حتى يوم 7 اكتوبر.
ثم بدأ يغلي. يغلي بأحداث كان واحد منها يكفي ليشعر العدو بالرعب، لكنه يحدث نفسه، وتردد قوله دوله الحليفة بان لا شيء يدعو الى القلق. ويواصلون الاسترخاء، وإتمام ما يريدون إتمامه.
ماء قدر المنطقة بدأ يغلي حقا. وادراك العدو بانه يلفظ انفاسه الاخيرة ستكون حينها من دون جدوى. سيموت بين يدي المنطقة.

نيسان ـ نشر في 2024-12-09 الساعة 18:52

الكلمات الأكثر بحثاً