اتصل بنا
 

الدرس الأوّل

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2024-12-11 الساعة 10:15

نيسان ـ ما زلتُ أتذكّرني في الصف الأوّل ابتدائي.. ما زلتُ أتذكّر «الأستاذ إسحاق».. ما زلتُ أتذكّر «باسم ورباب ومازن وميسون».. ذهب باسم إلى المدرسة.. وأخته رباب كذلك ذهبت إلى المدرسة..! ماذا جرى لمازن يا ترى..؟ هل شعره أبيض مثلي.. ؟ وميسون؟ آه ميسون.. هل تزوّجت أم بقيت تنتظر حبيب العمر للآن.. ؟ ورباب كذلك.. هل بقيت تساعد أمّها في الطبخ وفي كيّ الملابس أم عندما صارت مراهقة احترفت التذمّر وواقفة لأمّها على كلّ نقرة وتقول لها: انتو ليش خلّفتوني؛ أكيد عشان أصير خدّامة عندكو..!! وأنا في الأوّل ابتدائي كنتُ أتمنّى أن يتزوّج باسم من ميسون ومازن من رباب..!
تعلّمتُ على أيديهم كل حروف الهجاء.. بسببهم قرأتُ آلاف الكتب.. وصرتُ شاعرًا وكاتبًا .. بل تماديتُ أكثر واخترعتُ لغتي التي لا يفهمها سواي..!
أتعلمون لماذا تذكّرتُ الصفّ الأوّل الابتدائي وتذكرت معه الأبجدية الأولى.. لأننا بحاجة إلى الدرس الأوّل دائمًا., هو مفتاح كل شيء.. الدرس الأوّل في أبجدية الحياة .. الدرس الأوّل في أبجدية الفكرة.. الدرس الأوّل في أبجديّة «كيف تأكل بدون ما (إتْرَشْوِطْ على حالك) والدرس الأوّل في أبجديّة بالعلم وحده تكافح كلّ شيء: القهر والفقر والأعداء والأنا..!
لو عاد بي الزمن فلن أكون ما أنا عليه الآن.. كم أنا بحاجةٍ إلى مراجعاتٍ عميقة من أجل تحوّلات أعمق..! كم أنا لا أشبه ما كنتُ أريده..!

نيسان ـ نشر في 2024-12-11 الساعة 10:15


رأي: كامل نصيرات كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً