التأهب والجاهزية قبل أن تفج الڤأس الرأس !!.
حاتم الأزرعي
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2024-12-20 الساعة 16:11
نيسان ـ أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) ، عن تسجيل أول إصابة شديدة بفيروس أنفلونزا الطيور (H5N1 )، هي " الاولى من نوعها في الولايات المتحدة " ،وفقا لمصدر الخبر .
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية والمحلية الخبر ، وانتشر كما النار في الهشيم ، فيما وزارة الصحة الأردنية ، والمركز الوطني لمكافحة الاوبئة والأمراض السارية ،كعادتهما ، يلوذان بصمت القبور ، لا حس ولا خبر ، وكأن الشأن الصحي لا يعنيهما .
وللحقيقة ، فإن الاعلان عن تسجيل اول إصابة بشرية بفيروس انفلونزا الطيور ، يدق ناقوس خطر مبكر ، ويثير في الوقت نفسه خوفا مبررا ، وقلقا لا تخفى بواعثه ، إذ ما زالت "فوبيا" جائحة كورونا وتداعياتها ، حاضرة في ذاكرتنا ، المثخنة بجراح ، لم تلتئم ، وتفتح على اتساعها ، كلما لاحت في الأفق ملامح جائحة صحية .
وفي ظل الغياب الرسمي ، يزداد الخوف ،وتشتد وتيرة القلق ، لدى الناس ، فالصمت المطبق ، وغياب المعلومات الدقيقة الموثقة من مصادر طبية وعلمية ذات مصداقية ، يربك المشهد الصحي ، ويسلم الناس ، إلى المشعوذين ،وقارئات البخت ، ولصوص الابراج والتنبؤات ! .
ومن حق الناس الحصول على المعلومات الدقيقة ،من مصادرها الموثوقة ، فوحدها المعرفة تعزز الإدراك الواعي ، وتبدد الخوف والقلق ، وتحول دون ولادة الإشاعة وانتشارها ، وتبعث الطمأنينة في النفوس المتعبة من الخرافات التي تولد من رحم التعتيم !!.
نعم ، من حق الناس أن تلم بأسباب المرض وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه ، وان تحاط علما بأماكن انتشار المرض وتمدده ، ومن حقهم كذلك الاطلاع على خطط الطوارئ ومدى الاستعداد والجاهزية لمكافحة المرض .
وتعشش في تلافيف ذاكرتنا ، تلك الأيام والسنين العجاف في حضرة جائحة كورونا ، وتداعياتها المرة ، عقب الإعلان الرسمي الاممي عن انتهائها ، وعلى المستوى الوطني ، عشنا ظروفا غاية في الصعوبة، ابرز ملامحها في الجانب الصحي : عجز المستشفيات عن استيعاب الحالات المتزايدة ، نقص الكوادر وعدم توفر عديد من الاختصاصات القادرة على التعامل مع المرض ومضاعفاته ، فضلا عن عدم كفاية الاجهزة والمستلزمات الطبية وغير الطبية ، وحالة الفوضى والارباك والتردد والتجريب ، والتصريحات الاعلامية العاجزة ، بكل ما تضمنته من " نكت " لا نزال نستذكرها بالاستهحان والضحك حد البكاء .
وما نخشاه اليوم ، أن نعود إلى المربع الأول ، مربع كورونا ، ولا سيما مع اطلاق امريكا ، شارة بدء التسخين لجائحة انفلونزا الطيور بين البشر ، وهو ذات السيناريو الذي عشناه قبل ما يقارب خمس سنوات ،حين انطلق ماراثون كورونا ، ووصل حد النهاية ، دون إعلان فوز أحد باستثناء شركات إنتاج المطاعيم والأدوية والمعقمات ووسائل الوقاية ، وفي مقدمتها تلك التي كممت أفواهنا !!.
نعم، الأمراض والاوبئة والكوارث قد تحدث فجأة ودون مقدمات، لكنها محتملة طيلة الوقت، والعبرة في الاستعداد والجاهزية، والتحذيرات المتداولة ينبغي أن لا تمر ، دون اهتمام ، فالخطر بحسبها قادم لا محالة، وعندها لن يقبل عاقل التذرع بالمباغته، وعلى وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الاوبئة والأمراض السارية ، وهما الجهتان المعنيتان مباشرة بالشأن الصحي ، ان تبادرا إلى التواصل الفاعل مع الناس حول كل ما يتعلق بالمرض ، والاهم أخذ الأمر بجدية ورفع درجة الجاهزية والاستعداد من مختلف الجوانب ، وان لا تنتظرا ربع الساعة الأخير لتتحركا ، ذلك أن "العليق لا ينفع عند الغارة" ، عندما تكون الفأس قد فجت الرأس ، فهل من مجيب ؟!.
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية والمحلية الخبر ، وانتشر كما النار في الهشيم ، فيما وزارة الصحة الأردنية ، والمركز الوطني لمكافحة الاوبئة والأمراض السارية ،كعادتهما ، يلوذان بصمت القبور ، لا حس ولا خبر ، وكأن الشأن الصحي لا يعنيهما .
وللحقيقة ، فإن الاعلان عن تسجيل اول إصابة بشرية بفيروس انفلونزا الطيور ، يدق ناقوس خطر مبكر ، ويثير في الوقت نفسه خوفا مبررا ، وقلقا لا تخفى بواعثه ، إذ ما زالت "فوبيا" جائحة كورونا وتداعياتها ، حاضرة في ذاكرتنا ، المثخنة بجراح ، لم تلتئم ، وتفتح على اتساعها ، كلما لاحت في الأفق ملامح جائحة صحية .
وفي ظل الغياب الرسمي ، يزداد الخوف ،وتشتد وتيرة القلق ، لدى الناس ، فالصمت المطبق ، وغياب المعلومات الدقيقة الموثقة من مصادر طبية وعلمية ذات مصداقية ، يربك المشهد الصحي ، ويسلم الناس ، إلى المشعوذين ،وقارئات البخت ، ولصوص الابراج والتنبؤات ! .
ومن حق الناس الحصول على المعلومات الدقيقة ،من مصادرها الموثوقة ، فوحدها المعرفة تعزز الإدراك الواعي ، وتبدد الخوف والقلق ، وتحول دون ولادة الإشاعة وانتشارها ، وتبعث الطمأنينة في النفوس المتعبة من الخرافات التي تولد من رحم التعتيم !!.
نعم ، من حق الناس أن تلم بأسباب المرض وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه ، وان تحاط علما بأماكن انتشار المرض وتمدده ، ومن حقهم كذلك الاطلاع على خطط الطوارئ ومدى الاستعداد والجاهزية لمكافحة المرض .
وتعشش في تلافيف ذاكرتنا ، تلك الأيام والسنين العجاف في حضرة جائحة كورونا ، وتداعياتها المرة ، عقب الإعلان الرسمي الاممي عن انتهائها ، وعلى المستوى الوطني ، عشنا ظروفا غاية في الصعوبة، ابرز ملامحها في الجانب الصحي : عجز المستشفيات عن استيعاب الحالات المتزايدة ، نقص الكوادر وعدم توفر عديد من الاختصاصات القادرة على التعامل مع المرض ومضاعفاته ، فضلا عن عدم كفاية الاجهزة والمستلزمات الطبية وغير الطبية ، وحالة الفوضى والارباك والتردد والتجريب ، والتصريحات الاعلامية العاجزة ، بكل ما تضمنته من " نكت " لا نزال نستذكرها بالاستهحان والضحك حد البكاء .
وما نخشاه اليوم ، أن نعود إلى المربع الأول ، مربع كورونا ، ولا سيما مع اطلاق امريكا ، شارة بدء التسخين لجائحة انفلونزا الطيور بين البشر ، وهو ذات السيناريو الذي عشناه قبل ما يقارب خمس سنوات ،حين انطلق ماراثون كورونا ، ووصل حد النهاية ، دون إعلان فوز أحد باستثناء شركات إنتاج المطاعيم والأدوية والمعقمات ووسائل الوقاية ، وفي مقدمتها تلك التي كممت أفواهنا !!.
نعم، الأمراض والاوبئة والكوارث قد تحدث فجأة ودون مقدمات، لكنها محتملة طيلة الوقت، والعبرة في الاستعداد والجاهزية، والتحذيرات المتداولة ينبغي أن لا تمر ، دون اهتمام ، فالخطر بحسبها قادم لا محالة، وعندها لن يقبل عاقل التذرع بالمباغته، وعلى وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الاوبئة والأمراض السارية ، وهما الجهتان المعنيتان مباشرة بالشأن الصحي ، ان تبادرا إلى التواصل الفاعل مع الناس حول كل ما يتعلق بالمرض ، والاهم أخذ الأمر بجدية ورفع درجة الجاهزية والاستعداد من مختلف الجوانب ، وان لا تنتظرا ربع الساعة الأخير لتتحركا ، ذلك أن "العليق لا ينفع عند الغارة" ، عندما تكون الفأس قد فجت الرأس ، فهل من مجيب ؟!.
نيسان ـ نشر في 2024-12-20 الساعة 16:11
رأي: حاتم الأزرعي كاتب أردني