اتصل بنا
 

إخوان الأردن بعد سقوط الأسد بانتظار الزواج الدمشقي .. لكن كلنا حماس

نيسان ـ نشر في 2024-12-22 الساعة 09:59

x
نيسان ـ كتب بسام بدارين:
رغم أن كل الأعين السياسية والإعلامية كانت تراقبهم مسبقا إلا أن جماعة الإخوان المسلمين الأردنية وفي أول تفاعل شعبي لها أعقب التحول الكبير في سوريا المجاورة، تقدمت ببعض الرسائل المشفرة سياسيا من السلطات الرسمية خلال أول فعالية ونشاط على مستوى الشارع بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية. الرسالة تكررت بعد صلاة ظهر الجمعة الثانية خلال أسبوعين من الحدث السوري الكبير.
يمكن عمليا للخبراء فقط ولبعض قادة الحركة الإسلامية الأردنية تفكيك الشيفرة من اللحظة التي قرر فيها ممثلو الحركة عبر البرلمان إجراء نمط من المشاورات المسبقة مع مراكز القرار العميقة بعد أيام فقط من إعلان إسقاط نظام سوريا الأسبق ودخول قوات المعارضة إلى دمشق العاصمة .
التقط الإسلاميون الأردنيون فيما يبدو رسالة الارتياب المبكرة بموقفهم والأهم مجسات الرقابة التي تتابعهم مع أول حراك شعبي ليوم الجمعة في فترة ما بعد التغيير في دمشق.
أوفد التيار من يسأل الدولة عن شروطها وقيودها الأساسية في ملف التفاعل مع النظام السوري الجديد. والهدف السياسي الأعمق للاستفسار كان الإيحاء ضمنا للمؤسسات بأن التيار الإسلامي يرغب في تأييد الثورة السورية لكنه لا يسعى للاحتكاك بخيارات الدولة وموقعها من الحدث السوري .
الجواب الرسمي انطوى على تقدير للاستفسار وعلى إيحاء بأن البوصلة الرسمية ليس لديها أي قيود مرحلية خلافا للمألوف في تجميع وتحشيد الشارع الشعبي .
هنا قرر حزب جبهة العمل الإسلامي ومرجعيته الإخوانية توجيه رسالتين في التنظيم المحترف .
الأولى اقتصار التحشيد والانطلاق بمسيرات حاشدة على مدينتي الكثافة السكانية وهما عمان والزرقاء فقط والمعنى هنا السعي لطمأنه السلطات بأن التيار الإسلامي ليس بصدد تحشيد الحراكات الشعبية في 10 محافظات أخرى على الأقل .
وفي الرسالة الثانية اعتماد الهتاف الرئيسي في تجمعات التظاهرتين في عمان والزرقاء ومنحهما إطارا يستند إلى ذكرى تأسيس حركة حماس ثم ترديد الهتاف القائل “كل الأردن حماس”.
والرسالة هنا تفيد بتجديد مبايعة الشارع للمقاومة الفلسطينية في دعمها، والتركيز مجددا على أن القضية الفلسطينية هي الأساس .
لكن الأهم في النقاش السوري بنسخته الأردنية تحديدا هو عدم ترديد هتافات تناصر حكام دمشق الجدد ذوي الصبغة الإسلامية مع أن ممثلين لحركة الإخوان في البرلمان انتقدوا علنا حكومة بلادهم لأنها لا تتضامن مع تطلعات الشعب السوري الشقيق، ولا تساند ثورته والمتغير الدمشقي بالدرجة الكافية وهو الموقف الذي عبر عنه عمليا رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي صالح العرموطي تحت قبة البرلمان. الإسلاميون الأردنيون يراقبون المشهد السوري بالتفصيل الممل ورهانهم كما يقول المحلل السياسي الإسلامي الدكتور رامي العياصرة لـ”القدس العربي” على إطلاق عملية سياسية تعددية مع دستور جديد للبلاد.
والمطلوب برأي العياصرة سوريا دستور يتجاوز المحاصصة الطائفية وانتخابات تحمي المصالح وإطلاق عملية انتقالية مضمونة تساعد في الاستقرار العام .
لاحظ الجميع في عمان بأن الخطاب الذي يدعم الثورة السورية حصره المطبخ الإخواني في نوابه في البرلمان ولاحقا لم تخصص حراكات شعبية لدعم التغيير في سوريا، وفي الأثناء لم تصدر عن جماعة الإخوان المسلمين بيانات عامة تشارك في احتفالية أهل دمشق رغم صدور تصريحات تحتفل بسقوط النظام السوري السابق.
تلك القيود التي وضعها على نفسه التيار السياسي الأعرض في البلاد عندما يتعلق الأمر بالشأن السوري لها ما يبررها وطنيا وان كانت تؤشر على أن الإخوان المسلمين من جهتهم لا يمانعون الانتظار والتريث قليلا حتى يتكشف الأسود من الأبيض في خيط التجربة السورية، خلافا لأن هذه المسافة المحسوبة بدقة تساهم في طمأنة الدولة والقرار السياسي مع أن مقالات لبعض كتاب التدخل السريع عادت وظهرت للتحذير من استغلال الإسلاميين المحليين لما يحصل في سوريا فيما قيمة الاستغلال أو القيمة السياسية الانتهازية لم تظهر بأي صيغة في المشهد.
يضع التيار الإسلامي الأردني هنا قصدا بعض النقاط على بضعة حروف ومرد التردد والانتظار ليس رفض التغيير في سوريا أو التحفظ عليه، بل معرفة ما إذا كان الزواج الحاصل الآن على جثة النظام السوري المخلوع بين سلفيي الثورة السورية والإخوان في فصائل المعارضة قابل للنجاح والتوسع خصوصا بعد ما علم الإسلاميون في عمان بأن قائد عملية التغيير في سوريا أحمد الشرع يصر على وجود رئيس الحكومة الانتقالية الجديد في كل الاجتماعات مع البعثات الأجنبية لا بل يتقصد التعريف عليه بصفة “أخ مسلم”.
هذا الانسياب المعلوماتي مفيد للإسلاميين وللدولة الأردنية حيث حساسية الظروف في الملف السوري قد لا تكون من الصنف القابل للمقايضة السياسية في هذه المرحلة، وحيث تقصد هتاف حراكات شعبية بطابعه الإسلامي التركيز على البقاء في منطقة دعم المقاومة الفلسطينية، بمعنى أن المعيار الأساسي عند إخوان الأردن في دعم وإسناد الثورة السورية الجديدة أو العكس هو موقف دمشق الجديدة من القضية الفلسطينية أولا ومن المقاومة لا بل من حركة حماس ثانيا، وهي الحركة التي بايعها الجمهور في تظاهرات عمان واحتفل بذكرى انطلاقتها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة في أول جمعة بعد ربيع دمشق الجديد. القدس العربي

نيسان ـ نشر في 2024-12-22 الساعة 09:59

الكلمات الأكثر بحثاً