'عمان وأخواتها الجميلات'.. كتاب جديد للكاتب رشاد أبو داود
نيسان ـ الدستور ـ نشر في 2024-12-25 الساعة 09:45
x
نيسان ـ «أن تكون سائحاً في بلدك أمر معيب لكنه واقعي، خاصة حين يكون بلدك بحجم قلب. ومن المعيب أكثر أن تدَّعي معرفة منطقة ما فيه من خلال مرورك بالشارع العام أو من خلف زجاج سيارتك، أو أثناء رحلة مدرسية قمت بها وأنت في الصف الثالث الابتدائي، أو مما قرأت عنه أو شاهدته على التلفزيون أثناء زيارة مسؤول تم الإعداد لها بعناية مبالغ فيها!»، بهذه الكلمات يأخذنا الكاتب رشاد ابو داود في جولة بالمدن الأردنية. يرسم بالكلمات لوحات للطبيعة الجميلة.
يقول: لكل فصل لونه ونكهته وطعمه.ربيع صيف خريف شتاء، ألوان لا تبهت إن نزل عليها المطر، وإن جفت تصبح أجمل. أوراق خضراء تصبح في أيلول صفراء كالذهب، هي الأشجار تبدل ثيابها لتأتيك في الربيع القادم جديدة جميلة، كلها في بلدك، لك. ولك أيضاً ما حبلت به الأرض لتأكل، وما حملت به الأشجار لتتذوق حلاوة فاكهة فيها لذة وفيها شفاء.
مشاغل العيش أخذت منك مشاعل الحياة. سرعة القطار أنستك متعة المحطات، وبقيت تركض حتى سبقت القطار، لكنك لم تصل ولن تصل، فقد غطت عينيك غشاوة السرعة وغبار الزمن الأغبر المغبر بالضياع.
تجاوزت هدفك وأمسكت بيد الطمع الذي عض يدك ولحمك وكاد يكسر عظمك. افعل كما تفعل الطيور، التقط حبات قمح تسد جوع معدتك، كن خفيفاً لتحلق بك. ابنِ عشك على غصن شجرة واترك الحجر المكدّس حجراً فوق حجر فوق صخرة، على هيئة منزل صغير في حي مكتظ بالفقر أو في فيلا فارهة الترف. أخرج قليلاً خارج حدود المدينة لتجدك خفيفاً نظيفاً من كوليسترول الشحم، خالياً من ثاني أكسيد الكربون وذاك الشحار الأسود الذي يلوث رئتك.
الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى قدم تعريفاً للكتاب والكاتب بقوله «رشاد أبو داود إعلامي أردني بارز على الصعيد العربي، وهو أيضاً كاتب له مجموعة من الإصدارات الأدبية في مجال «الومضة الأدبية». وها هو في هذا الكتيّب يقدم لوناً جميلاً من ألوان الأدب هو « أدب المكان».
فالكتاب منظومة من النصوص الإعلامية المشبعة بالبلاغة ورشاقة التعبير. يتناول فيها مشاهد من زياراته أو إقامته في أماكن أردنية متعددة؛ عمان إربد، الكرك، عجلون، السلط، الزرقاء وما حولها، الرمثا، العقبة...
فإذا كان عرار، شاعر الأردن، تغنى بالأمكنة الأردنية كصيغة من صيغ الانتماء ومحبة الوطن، فإن رشاد هنا يتغنى بجماليات الربوع الأردنية بالنثر الفني السهل الممتنع، فيزاوج بين الإخبارية بصفته إعلامياً واللغة الأدبية بصفته أديباً.
ولعل أهمية هذه النصوص متأتية من كونها إضافة لامعة الى كتب السير والمذكرات المتعلقة بالمكان الأردني، على غرار «سيرة مدينة» لعبد الرحمن منيف، والعديد من الروايات الأردنية عبر السنين الخوالي.
الكتاب صادر عن «دار خطوط وظلال» للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية ويقع في 106 صفحات متضمناً صوراً للأمكنة التي يتحدث عنها الكاتب.
يذكر أن هذا الإصدار هو الخامس لرشاد أبو داود بعد «لكم أنت بي»، «كلام طري»، «اسمعي ما تقول يداي» و»ظل أحمر».
يقول: لكل فصل لونه ونكهته وطعمه.ربيع صيف خريف شتاء، ألوان لا تبهت إن نزل عليها المطر، وإن جفت تصبح أجمل. أوراق خضراء تصبح في أيلول صفراء كالذهب، هي الأشجار تبدل ثيابها لتأتيك في الربيع القادم جديدة جميلة، كلها في بلدك، لك. ولك أيضاً ما حبلت به الأرض لتأكل، وما حملت به الأشجار لتتذوق حلاوة فاكهة فيها لذة وفيها شفاء.
مشاغل العيش أخذت منك مشاعل الحياة. سرعة القطار أنستك متعة المحطات، وبقيت تركض حتى سبقت القطار، لكنك لم تصل ولن تصل، فقد غطت عينيك غشاوة السرعة وغبار الزمن الأغبر المغبر بالضياع.
تجاوزت هدفك وأمسكت بيد الطمع الذي عض يدك ولحمك وكاد يكسر عظمك. افعل كما تفعل الطيور، التقط حبات قمح تسد جوع معدتك، كن خفيفاً لتحلق بك. ابنِ عشك على غصن شجرة واترك الحجر المكدّس حجراً فوق حجر فوق صخرة، على هيئة منزل صغير في حي مكتظ بالفقر أو في فيلا فارهة الترف. أخرج قليلاً خارج حدود المدينة لتجدك خفيفاً نظيفاً من كوليسترول الشحم، خالياً من ثاني أكسيد الكربون وذاك الشحار الأسود الذي يلوث رئتك.
الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى قدم تعريفاً للكتاب والكاتب بقوله «رشاد أبو داود إعلامي أردني بارز على الصعيد العربي، وهو أيضاً كاتب له مجموعة من الإصدارات الأدبية في مجال «الومضة الأدبية». وها هو في هذا الكتيّب يقدم لوناً جميلاً من ألوان الأدب هو « أدب المكان».
فالكتاب منظومة من النصوص الإعلامية المشبعة بالبلاغة ورشاقة التعبير. يتناول فيها مشاهد من زياراته أو إقامته في أماكن أردنية متعددة؛ عمان إربد، الكرك، عجلون، السلط، الزرقاء وما حولها، الرمثا، العقبة...
فإذا كان عرار، شاعر الأردن، تغنى بالأمكنة الأردنية كصيغة من صيغ الانتماء ومحبة الوطن، فإن رشاد هنا يتغنى بجماليات الربوع الأردنية بالنثر الفني السهل الممتنع، فيزاوج بين الإخبارية بصفته إعلامياً واللغة الأدبية بصفته أديباً.
ولعل أهمية هذه النصوص متأتية من كونها إضافة لامعة الى كتب السير والمذكرات المتعلقة بالمكان الأردني، على غرار «سيرة مدينة» لعبد الرحمن منيف، والعديد من الروايات الأردنية عبر السنين الخوالي.
الكتاب صادر عن «دار خطوط وظلال» للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية ويقع في 106 صفحات متضمناً صوراً للأمكنة التي يتحدث عنها الكاتب.
يذكر أن هذا الإصدار هو الخامس لرشاد أبو داود بعد «لكم أنت بي»، «كلام طري»، «اسمعي ما تقول يداي» و»ظل أحمر».