جَفَّ وَرْدُ اليَبَابِ فَوْقَ بِلادِي للشاعر محمود قحطان
نيسان ـ نشر في 2015-12-06 الساعة 13:56
جَفَّ وَرْدُ اليَبَابِ فَوْقَ بِلادِي * والرَّزَايَا مِنْ كُلِّ صَوْبٍ تُنَادِي
وَضَمِيرٌ طَوَاهُ عَنْها رَفِيقٌ * وَضَيَاعٌ في وَحْشَةِ البَيْنِ بَادِ
أَلْفُ عَامٍ شَيْطَانُها قَدْ غَوَاهَا * وَرَمَى نَرْدَهُ لِيَوْمِ الحَصَادِ
فَنُعُوشٌ تَكَدَّسَتْ، وَدِمَاءٌ * وَجِرَاحٌ تَعُضُّ وَجْهَ العِبَادِ
وَسَمَاءٌ تَقَدَّسَ الخَوفُ فِيهَا * وَنَزيفٌ مِنْ دُونِ نَيْلِ المُرَادِ.
هَذِهِ (صَنْعَاءُ) الَّتي مَا اسْتَرَاحَتْ * مِنْ جُنُونٍ، وَحَاسِدٍ، وَعِنَادِ
فَرَّقُوا بَيْنَها وَبَيْنَ نَشِيْدٍ * كَانَ بَيْتًا يُحِيْطُنَا بِالوِدَادِ
فَرَكِبْنَا رِيْحَ الجَفَاءِ وَرُحْنَا * نَقْمَعُ القَلْبَ، في خَوَاءِ البِعَادِ
يَا لَحُلْمٍ! أَمْسَى سَرَابًا وَجُرْمًا * يَا ليَأْسٍ! لَا يَشْتَهِيهِ فُؤَادِي
هَذِهِ لُعْبَةٌ، وَهَذَا ضَلَالٌ * أيُّ خَيْرٍ فِي رِعْدَةِ الأجْسَادِ؟
ضَجَّتِ الأعْبَاءُ الَّتي دَجَّنَتْنَا * جَمَرَاتٌ تَثُورُ تَحْتَ الرَّمَادِ
لَنْ يُفيدَ السّكُوتُ عَمَّنْ تَمَادَى * رَدَّةُ الفِعْلِ سَوْفَ تَبْني أيَادِ
نَحْنُ قَوْمٌ صُفُوفُهمْ ثَابِتَاتٌ * إنْ ضَلَلنَا؛ نَعُودُ صَوْبَ الرَّشَادِ
إنْ سَقَطْنَا؛ نَمضِي وُقُوفًا، ونَارًا * تُشْعِلُ المِلْحَ فِي ضُلُوعِ الأعَادِي
كُلُّ وَاشٍ يُعَابِثُ الرُّوحَ يَلقَى * فِتْنَةَ المَنْفَى فِي ازْدِحَامِ البِلادِ.
*
مِنْ سَنَا عَيْنِي.. نَوْرَسٌ سوف يَسْعَى* نَحْوَ يَوْمٍ يَفِيْضُ بالإسْعَادِ
لا تُبَالِي؛ إنْ كَانَ وَجْهِي حَزينًا * أُخْضِعُ الحُزْنَ، وافيًّا مِيْلادِي.