هل تحول الريح الى خناجر.. مات وفي شرايينه ثلوج الخذلان
نيسان ـ نشر في 2024-12-28 الساعة 16:04
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
هل تشعرون مثلي بالبرد؟ هل تحول الريح الى حناجر تغوص في العظم. تكسره. حتى جماجم الناس لم تعد تطيق هذا الزمهرير. صارت تتقلص عظامها وتتصدّع مثل ارض أصابها الجفاف.
طيب.. هل سألتم ارواحكم ماذا تفعل امّ فلسطينية في غزة، وهي ترى البرد على شكل لون ازرق يضرب رضيعه، ولا تستطيع ان تدفئه.
مات الرضيع الليلة الماضية. قالت امها انها وضعتها بينها وبين ابيها لكنها افاقت صباحا فوجدتها قد فارقت الحياة.
حتى الممرض الشاب الذي ترك ثيابه الدافئة لمن ظن أنهم أحوج منه اليها، مات. مات بردا. دفنوه، وفي شرايينه ثلوج الخذلان.
هاتفني أحد الزملاء الاصدقاء من غزة. طلب مني ان احاول بأي طريقة ان اوفر له شيئا يدفئ به نفسه. قال: انه من اشهر طويلة يرتدي قميصا صيفيا.
- متت يا خوي برد. يقول الصحافي الغزي .
هو لا يجد شيئا يدفء به نفسه.
- الصداع رهيب
لم اعرف ما اقول له. فانا ارتدي كثيرا من الثياب وبجانبي المدفئة؛ ما حول البرد الى شكل رومانسي في الاجواء. لكن اي رومانسية تلك التي تخطف الارواح في غزة.
كيف ارسل له شيئا يدفئه. هو لا يطلب ان ننصره. ففي غزة من تكفلوا بذلك. لكن البيئة الحاضنة للمقاتلين في غزة تعاني الموت اليومي من دون ان تجد لها معينا.
حتى حبة مسكن صداع الرأس المتوفرة لدينا بسهولة غير متوفرة عندهم. كل شيء في غزة يقول لك: انه الخذلان بأبشع صوره ومقاساته الدموية.
هل تشعرون مثلي بالبرد؟ هل تحول الريح الى حناجر تغوص في العظم. تكسره. حتى جماجم الناس لم تعد تطيق هذا الزمهرير. صارت تتقلص عظامها وتتصدّع مثل ارض أصابها الجفاف.
طيب.. هل سألتم ارواحكم ماذا تفعل امّ فلسطينية في غزة، وهي ترى البرد على شكل لون ازرق يضرب رضيعه، ولا تستطيع ان تدفئه.
مات الرضيع الليلة الماضية. قالت امها انها وضعتها بينها وبين ابيها لكنها افاقت صباحا فوجدتها قد فارقت الحياة.
حتى الممرض الشاب الذي ترك ثيابه الدافئة لمن ظن أنهم أحوج منه اليها، مات. مات بردا. دفنوه، وفي شرايينه ثلوج الخذلان.
هاتفني أحد الزملاء الاصدقاء من غزة. طلب مني ان احاول بأي طريقة ان اوفر له شيئا يدفئ به نفسه. قال: انه من اشهر طويلة يرتدي قميصا صيفيا.
- متت يا خوي برد. يقول الصحافي الغزي .
هو لا يجد شيئا يدفء به نفسه.
- الصداع رهيب
لم اعرف ما اقول له. فانا ارتدي كثيرا من الثياب وبجانبي المدفئة؛ ما حول البرد الى شكل رومانسي في الاجواء. لكن اي رومانسية تلك التي تخطف الارواح في غزة.
كيف ارسل له شيئا يدفئه. هو لا يطلب ان ننصره. ففي غزة من تكفلوا بذلك. لكن البيئة الحاضنة للمقاتلين في غزة تعاني الموت اليومي من دون ان تجد لها معينا.
حتى حبة مسكن صداع الرأس المتوفرة لدينا بسهولة غير متوفرة عندهم. كل شيء في غزة يقول لك: انه الخذلان بأبشع صوره ومقاساته الدموية.