غربة .. قصيدة لـ شريف قاسم
نيسان ـ نشر في 2015-12-06 الساعة 18:43
عُــــــنــــــوانُ داري : غــــربــــتـــي وبــــيــــانـــي ... ومــــقـــيـــلُ روحــــــــــي جـــــنَّـــــةُ الإيـــــمــــانِ
فــي الـصَّـدرِ كـنـزٌ لايـغـيضُ مــن الـهـدى ... فـــــفــــراتُ شِـــــعــــري دائـــــــــمُ الـــجـــريـــانِ
مـــاعـــشــتُ مــفــتــقِـرًا لـــغــيــرِ عــقــيــدتـي ... أبـــــدًا ولـــــم أركــــــــــعْ لــــــــــذي طـــغـــيـــانِ
إنَّ الـــصُّـــروفَ غــــــدت مـــراكــبَ هِــمَّــتـي ... فــالــعـزمُ أقـــــوى ، والــقـطـوفُ دوانــــي
والَّــــلــــهُ جــــــــلَّ جــــلالُــــه ذخــــــــري فــــــــلا ... أخــــشــــى تَـــقَـــلُّــبَ شِــــدَّتــــي وزمــــانـــي
أحـــــيــــا بـــــنــــورِ عـــقــيــدتــي لاأنـــثـــنــي ... رغــــــــــــــم الــــظــــلامِ وقـــلَّـــةِ الأعـــــــــــــوانِ
أهــــــــلُ الــــرِّبــــاطِ بــــكــــلِّ أرضٍ إخــــوتــــي ... يــــرعــــاهُـــمُ الــــــبـــــاري بــــــظـــــلِّ أمــــــــــانِ
ســيــروا فــمــا طــــوت الــدُّجُـنَّـةُ سـعـيَـكم ... فــــبـــكـــم تـــــفـــــوزُ شـــريـــعـــةُ الـــرحـــمـــنِ
لاتـــرهـــبــوا بــــغــــيَ الـــطـــغــاةِ فــــإنَّـــه ... يـفـنـى ويـبقى الــخـيـرُ فـــي الـشُّـجـعانِ
عِشتُم على اسمِ اللهِ في هذا المدى ... تـــتــرقــبــون الـــفـــتـــحَ فــــــــي الأحــــيــــانِ
والــــــنَّــــــصـــــرُ آتٍ لامــــــحــــــالـــــةَ إنَّـــــــــــــــــه ... ومـــــضٌ يـــــرفُّ سَـــنــاهُ فـــــي الأجــفــانِ
لايــــــأسَ إنْ نَـــــأَت الـــدِّيــارُ وفـــــتَّ فـــــي ... عـــضـــدِ الـــرجـــالِ أذى الــلــئـيـمِ الــجــانــي
***
أنـــــــا مـــســلــمٌ مـــاعــشــتُ إلا لــلــهــدى ... فَــهُــوِيَّــتـي أســــمـــى مــــــن الــعــمــرانِ
وأجـــــلُّ مــــن كــــلِّ الــقـشـورِ تـبـعـثـرتْ ... زيـــنـــاتُـــهــا، وخــــــــــوتْ بــــــــــلا تَــــحـــنـــانِ
ألــقــيـتُ أقـــدامــي تــســابـقُ لــهـفـتـي ... وتــــــركـــــتُ دونَ دروبــــــهـــــا أحـــــزانـــــي
والــقــلــبُ تــعــصــرُه الــهــمــومُ مــــــرارةً ... وتــــلـــوكُـــه الــــبـــلـــوى بــــــــــدربٍ ثــــــــــانِ
لــــكـــنَّـــه قـــــلـــــبٌ يــــعـــيـــشُ مُـــحَـــصَّــنًــا ... بــــأشــــدِّ مــــــــا لـــلــسُّــورِ مـــــــن بـــنــيــانِ
يـحـمـيـه مــــن ســهــمِ الــطـغـاةِ يـقـيـنُه ... بــالَّــلــهِ ، بــالــفـتـحِ الــقــريــبِ الــهــانــي
تـــســمــو هُـــوِيَّــتُــهُ الــنَّــقــيَّـةُ بــالــتُّــقـى ... وتــــــــقـــــــودُه لـــــلـــــبِــــرِّ والإحـــــــســـــــانِ
حـمـلـتْ مـــع الـجـرحِ الـسَّـخينِ هـمـومَنا ... في القدسِ في كشمير في الأفغانِ
وبـــكـــلِّ صـــقـــعٍ ضــــــجَّ فــــــي ردهـــاتِـــه ... أَلَـــــمُ الــسَّـجـيـنِ ، وســـطــوةُ الــسَّــجَّـانِ
فــالــظــلــمُ أضــــــــرمَ نـــــــارَه بــشــعـوبِـنـا ... فــــــانـــــداحَ مـــنــفــلــتًــا بــــــــــلا أرســــــــــانِ
فـــبـــكـــلِّ بــــيــــتٍ بــــــــاتِ أهــلــوهُ عــلــى ... ذكـــــرى فــقـيـدٍ غــــابَ فــــي الــطـوفـانِ
قـــتـــلـــتْــهُ أحــــــقـــــادُ الــــبــــغـــاةِ لأنَّــــــــــه ... لـــــم يــــرضَ جَــــورَ ســفـاهـةِ الـسُّـلـطـانِ
وبــــكــــلِّ حــــــــيٍّ ثــــــــارَ فــــيــــه شـــبــابُــه ... يـــــفــــدونَ شـــــرعًــــا بــــالــــدَّمِ الـــهـــتَّــانِ
وبـــمـــعـــصـــمٍ قـــدكـــبَّــلَــتْــهُ عــــــــــــداوةٌ ... لايـــــرتــــضــــي بـــــالَّــــلــــفِّ والـــــــــــــدَّورانِ
يـــأبــى الــسُّــقـوطَ سُــمُــوُّنـا ، فـفـخـارُنـا ... بـــــالــــدَّيــــنِ ، لابــــــالــــــزورِ والـــبـــهـــتـــانِ
هــــو لايـــدورُ عــلـى هــواهـم أو يـــرى ... إلا ســـــبــــيــــلَ الــــــحــــــقِّ والــــفــــرقــــانِ
حــمـلَ الـعـقـيدةَ شـامـخًـا لـــم يـرتـكـسْ ... ورمـــــــــى فــــتــــاتَ الــــغــــيِّ لــلــفــئــرانِ
وإذا اســتـبـدَّ الـكـفـرُ فـــي ظــلـمٍ غـــوى ... واخـــتــلَّ كـــــفُّ الــعــدلِ فــــي الــمـيـزانِ
الـفـيـتَـنـا لــســنـا نــجــامـلُ مَـــــن طـــغــى ... مـــــــــن مــــجــــرمٍ مــســتــهـتـرٍ أو جــــــــانِ
فــالــروحُ إن ركــنــتْ لـغـيـهـبِ ظـلـمِـهم ... قــعــدتْ فــــلا تــقــوى عــلــى الـطـيـرانِ
إنَّ الــعـقـيـدةَ فـــــي الــقــلـوبِ مــكـيـنـةٌ ... كــثــبـاتِ أهـــــل الـــحــقِّ فــــي الــمَـيـدانِ
تـــشـــتــدُّ عـــاصـــفــةُ الــــضَّـــلالِ وربَّــــمـــا ... تـــســفــي الـــغــثــاءَ وزمـــــــرةَ الــعُــبــدانِ
مَــــن غــرَّهــم زيــــفُ الـعـطـايـا أو لــــوى ... أعــنــاقَــهـم قــــســـرًا أُولـــــــو الــتــيـجـانِ
ورضــــوا بـــه ذلاًّ لـــه ركــنـتْ نــفـوسٌ ... ... ... أوهـــنـــتْـــهــا لــــعــــبـــةُ الـــشـــيــطــانِ
إنَّــــــــــا لـــنـــحــيــا بــالــعــقــيــدةِ عـــصـــبـــةً ... فــــي أُمَّــــةٍ هــجـعـتْ عــلــى الأشــجــانِ
لانــــــــــتْ لـــــكـــــلِّ مـــــدجَّـــــجٍ بــــفـــســـادِه ... ولــــــكــــــلِّ دجَّـــــــــــالٍ وكـــــــــــلِّ جــــــبـــــانِ
واسـتـسـلمتْ وتـقـاعـستْ عـــن واجـــبٍ ... وكــــأنَّــــهـــا مـــــيْـــــتٌ بــــــــــلا أكـــــفـــــانِ !
شُـــلَّـــت عــزيـمـتُـهـا فـــمــا هـــبَّــت إلـــــى ... هـــــــــــذا الــــضَّـــيـــاعِ بـــــقـــــوَّةٍ وتـــــفـــــانِ
لـــــــولا شــــبـــابٌ بـــايــعــوا ربَّ الـــسَّــمــا ... وتـــســـلـــحـــوا بـــالـــصَّـــبـــرِ والإيــــــمــــــانِ
لـتـهـاوت الآمـــالُ فـــي كــهـفِ الـونـى ... وانـــهـــدَّ ركــــــنُ الـــعــزِّ فـــــي الإنـــســانِ
ولــعــلَّــهــم أقـــــــوى بــــآيـــاتِ الــــهُـــدَى ... مــــــن مـــكـــرِ وجــــــهِ الــظــالــمِ الـــخـــوَّانِ
نــــحـــدو ولـــــــم نـــلــمــحْ لــخــالــدِنـا يـــــــدًا ... هــــــــزَّتْ قــــنــــاةَ تـــســـابُــقِ الـــفـــرســانِ
ونــــرى الــدمــاءَ سـخـيـنـةً فـــي قـدسِـنـا ... وقـــــــذائــــــفَ الأشـــــــــــــرارِ بــــالأطــــنــــانِ
هــل نـحـنُ عُـمْـيٌ لانـرى ؟ مـاذا جـرى ؟ ... أم أنَّـــــهــــا الأقــــفــــالُ فــــــــي الآذانِ ؟
فــلــقــد رضــيــنـا بــالــهـوانِ وبـــالأســى ... وبــمــوتِ شـــذوِ الـفـتـحِ فـــي الـبـسـتانِ
مَـــــن مـــــاتَ فـــيــه بـعـيـشِـه إحــسـاسُـه ... فـــالـــمــوتُ يُــــجـــدى شــــأنُـــه لــلــعــانـي
رَجَــــمَ الــصِّـغـارُ يــهـودَ بـغـيٍ مـا انـثـنـوا ... طـــــــــولَ الـــــبــــلادِ الـــــيــــومَ بـــالـــصَّــوَّانِ
لــــم يــرهـبـوا الــمــوتَ الــــزُّؤامَ لأنَّــهـم ... شــــبُّــــوا بــفــطــرتِـهـم عــــلـــى الــــقـــرآنِ
ورأوا بــــنــــا الــجــبــنــاءَ دون حــقــوقِــنــا ... ومــــيـــولَـــنـــا لـــــلــــمــــالِ والــــنــــســــوانِ
ورأوا بــــنــــا وجــــــــهَ الـــهــزائــمِ كـــالــحًــا ... والــــــدَّربُ فـــيـــه دمُ الــشَّــهــادةِ قـــــانِ
فـرضـوا مـصارعَهم عـلى شـرفِ الـعلى ... يــتــســابــقــون تــــســـابُـــقَ الـــشُّـــجــعــانِ
مـــاتــتْ ضــمـائـرُنـا فـــلــم نــشــعـرْ بــهــم ... إذْ أقـــــدمـــــوا جـــــنـــــدًا بــــــــــلا أعـــــــــوانِ
وقــــســـتْ بــأضــلـعِـنـا الـــقــلــوبُ لأنَّـــنـــا ... عــــشـــنـــا لأجــــــــــلِ الأصـــــفـــــرِ الـــــرَّنَّـــــانِ
قــــد يـشـجـبـون ؟ وإنَّــمــا هــــي كِــذبــةٌ ... يــاويــلــهــم مــــــــن كِــــذبــــةٍ بـــلـــســانِ !
أيـــــن الــبــطـولاتُ الـــتــي ضـــجَّــتْ بــهــا ... زورًا حـــــنــــاجــــرُ قـــــــائــــــدٍ ســـــــكــــــرانِ ؟
أيــــــــن الــنــيــاشـيـنُ الــجــمـيـلـةُ عُـــلِّــقــتْ ... فــــي الــصَّـدرِ لـلـجـنرالِ ذي الـنـيـشانِ ؟
مَــن أهــلُ حِـلـيتِها ؟ ومَـن فـرسانُها ؟ ... هـــيـــهـــاتَ إنَّ خَــــواءَهــــا أشـــجـــانــي !
لــــم يُـحـسـنـوا إلا اصــطـيـادَ شـعـوبـهم ... بــــالـــكـــيـــدِ والــــتــــزويــــرِ والــــــخِــــــذلانِ
قــــــد أتــقــنــوا أكـــــلَ الــلــذائـذِ حُـــلــوةً ... وتــفــنَّـنُـوا فــــــي غـــــزلِ ســـــوءِ هـــــوانِ
كــــانــــت بــــطــــولاتُ الــــرجـــالِ مـــــــروءةً ... وشـــهـــامــةً تــــأبـــى عــــلـــى الإذعـــــــانِ
عـشـقـوا الـجـهـادَ فـفـيه ركــنُ سـعـادةٍ ... أبــــــديَّــــــةٍ تــــبــــقــــى بــــــظـــــلِّ جِــــــنـــــانِ
يـــــــروي لـــنـــا الــتــاريــخُ أنَّـــهُـــمُ الـــفِـــدا ... يــــــــــوم الـــلـــقـــاءِ لـــــدعــــوةِ الـــرحـــمـــنِ
مـــــاهــــم بـــــأهــــلِ تـــبـــجُّـــحٍ أو أنــــهــــم ... يــســتــســلــمــون لــــخِــــسَّـــةِ الإذعـــــــــــانِ
فـهُمُ الـليوثُ عـلى الـعدا فـاسألْ تجدْ ... أفــعــالَــهـم تــــجـــدي بــــيـــومِ طــــعـــانِ
رايــاتُــهــم رفَّــــــتْ بـــمــا فـــــي ديــنِــهـم ... مــــــــــن رحـــــمــــةٍ وشـــجـــاعـــةٍ وتـــــفــــانِ
نــــــادوا لـــديـــن اللهِ فــانــقــادتْ لـــهـــم ... أمــــــــــــمٌ بــــغــــيــــرِ تــــلــــكُـــؤٍ و تـــــــــــوانِ
أمــــــمٌ وعــــــتْ ســــــرَّ الـــرجـــالِ بـــدعــوةٍ ... نُــــصِـــروا بــــهـــا فــالــنَّــصـرُ مــنــهــم دانِ
وهُـــمُ الأشـــاوسُ عــزُّهـم بـسـيوفِهم ... لابــالـمـلاهـي والـــهــوى الـشـيـطـانـي
لا بـــالـــمـــبـــادئِ غــــــثَّــــــةً مـــمـــجـــوجـــةً ... مـــســتــورداتٍ مـــــــن هــــــوى الــصُّــلـبـانِ
مــــــــاذا أقــــــــولُ ، ولــلــمــقــالِ مــــــــرارةٌ ... تــــكــــوي لــــهـــاةَ الــــصَّـــارخِ الَّــلــهــفـانِ
* * *ِ ... * * *
هـــــــذي ســـبــيــلُ اللهِ مــاضـاقـتْ عـلـى ... مَـــــــن يــســلــكـون مـــــــدارجَ الـــرضـــوانِ
نـــــــــــادتْ بــــــهـــــم آلامُ أُمَّـــتِـــهـــم ولــم ... يـــــصـــــغُــــوا لآهِ تَـــــــوَجُّـــــــعِ الـــــــحــــــرَّانِ
نــامـوا عـلـى الـضَّـيمِ الـثَّـقيلِ وأدلـجـوا ... خــــلـــف الــــهـــوى لاهـــيـــن بــالــنُّـكـرانِ
وتـــحـــزَّبــوا يــــرمــــون شِــــرعـــةَ ربِّــــهـــم ... بـــيــدِ الــجـحـودِ ،فــبـئـسَ مــــن نــكــرانِ !
عــــاثـــوا فــــســـادًا بــالــمــآثـرِ ، وادَّعـــــــوا ... نـــهـــجَ الـــخـــلاصِ ، ونــهــضـةَ الــبــلـدانِ
إنْ كـــان عـــزُّ الــنـاسِ فـــي طـغـيـانِهم ... فَـــلْــيُــبــشــروا بــــــالـــــذُّلِّ والــــخــــســـرانِ
أو كـــان فــخـرُ الــنـاسِ فـــي إلـحـادِهم ... فـــفــخــارُ هـــــــذا الـــشَّــعــبِ بـــالإيــمــانِ
أو كــان سِـفـرُ الـنـاسِ فــي تـضليلهم ... فـــــرشــــادُ أمَّـــتِـــنـــا ســـــنــــى الــــقــــرآنِ
مـــاكـــان مــــــن عــــــربِ الــنَّــبِــيِّ مــعــربــدٌ ... بــــعــــدَ الــهــدى، وهــزيـمـةِ الأوثــــــــانِ
ركـــلــوا أبـــــا جـــهــل الـــغــويَّ بـنـعـلِـهم ... ورمــــــــــوا عُـــــتــــاةَ الـــكـــفـــرِ لـــلـــدِّيـــدانِ
مـــــــاحــــــاربَ الإســـــــــــــلامَ إلا مـــــلــــحــــدٌ ... ولــــــئـــــنْ تــــنـــكَّـــرَ بــــــــــانَ كــالــثُّــعــبــانِ
إنَّ الــعـروبـةَ لــــم تــكــن لــــولا الــهُـدَى ... إلا دلــــــيــــــلَ الــــجــــهـــلِ والأضــــــغـــــانِ
فــــي الـجـاهـلـيةِ عـشـعـشتْ عـاداتُـهـم ... بِــعَــمَـى بـــنــي عـــبــسٍ ، بـــنــي ذبـــيــانِ
هــــــذي الــعــروبــةُ : أنــطِـقـوهـا مـــــرَّةٍ ... حـــتـــى تــــــروا مـــاكـــان مــــــن خـــــذلانِ
إنَّ الـــعـــروبــةَ يــــــــومَ بـــــــدرٍ أســـلــمــتْ ... ورمـــــــتْ ثــــيـــابَ الـــكــفــرِ والــعــصــيـانِ
ورأتْ بــمــصــحــفـهـا الــنــجــاةَ ورفــرفــتْ ... رايــــــــاتُ رفــعــتِــهــا عــــلـــى الأكـــــــوانِ
لـــلـــخــيــرِ أحـــيـــاهـــا كـــــتــــابُ مُـــحَـــمَّـــدٍ ... فــــــزهــــــتْ ربــــيــــعًــــا عــــــاطــــــرَ الأردانِ
ولــشـرعـةِ الإســــلامِ أذعــــنَ فــرسُـهـم ... وهــــــــوتْ صَــــغــــارًا رايــــــــةُ الــــرومــــانِ
وعــــلـــتْ بــأمَّــتــنـا الـــمــآثــرُ لـــــــم تـــكـــنْ ... لــلــصــيــنِ فــــــــي الـــدنـــيــا ولــلــيــونــانِ
قــــد أقــسـمـتْ هــــذي الــعـروبـةُ مـــرَّةً ... لـــن تـلـبـسَ الــثَّـوبَ الـقـشـيبَ الـهـانـي
إلاَّ عــلــى مــاكــان مـــن نــسـجِ الــنَّـدى ... وعــــلـــى كــــريـــمِ الــمــنــهـجِ الـــرَّبَّــانــي
فَـــلْــيَــأْتِ شـــطـــرَ فــخــارِهــم أبــنــاؤُهــا ... وَلْــــيَــــرْجِـــعُـــوا لـــــلــــدِّيــــنِ والـــــــدَّيَّــــــانِ
هــيــهــاتَ يـــقــوى لــلـعـروبـةِ عـــودُهــا ... ويـــــلــــوحُ صـــــبــــحُ الـــفـــتـــحِ لــلــعــربــانِ
وتــمــدُّ أجــنـحـةَ الــرخــاءِ عــلــى الــــورى ... و تــــــــردُّ غـــطــرســةَ الـــزنــيــمِ الـــجــانــي
إلاَّ بــــــــديــــــــنِ مُــــــحَـــــمَّـــــدٍ وبـــــيـــــانِـــــه ... وبـــخـــيـــرِ سُـــنَّـــتِـــه مـــــــــدى الأزمـــــــــانِ
فـبـغـيـرِها ذقــنــا الــهــوانَ ، ولـــم نـــزل ... مـــتـــخــبــطــيــن بـــــتَـــــوْهَــــةِ الـــــــرُّبـــــــانِ
وبـــنــهــجِ كــــــلِّ مــضــلِّـلٍ لـم يَــــــدْرِ مــــــا ... وخــــــــــزُ الـــضَّـــمــيــرِ وصـــفــعــةُالإذعــانِ
ولـــقـــد غــــــدتْ بــلــدانُـنـا نــهــبًـا لـــهــم ... ولــحــومُــنـا تُــــهـــدَى إلـــــــى الـــذُّؤبـــانِ
نـــــحـــــيــــا بـــــــــــــلا روحٍ ولا قـــــــلــــــبٍ ولا ... فـــــــــــكــــــــــرٍ ولا رأيٍ ولا وجــــــــــــــــــــدان
ونـــعـــيــشُ أغــــرابًـــا عــــلـــى أرضٍ لــــنـــا ... وكـــــــــــأنَّ أربُــــعَـــنَـــا بــــــــــلا سُـــــكَّـــــانِ !
* * * ... * * *
إنَّ الـــحـــيـــاةَ مـــــــــدارُ كـــــــــلِّ مـــســـافـــرٍ ... لــــــلَّـــــهِ إنَّ الــــــــــدربَ مــــــــــا أعــــيـــانـــي
مــلـعـونـةٌ إلا الـــــذي يــرضــاهُ بــارئُـنـا ... ... ... بـــــهــــا فـــــــــي دفــــتــــرِ الــــرضــــوانِ
إنِّــــــي لأرجــــــو أن أعـــيـــشَ لــدعــوتــي ... بـــمـــشــاعــري وجـــــوارحــــي وبـــيـــانـــي
أدعــــــو إلـــهــي أن يُـــســدِّدَ خــطــوتـي ... لأفــــــــوزَ بــالــحــسـنـى بــــرحــــبِ جِــــنـــانِ
إنْ شُـــقَّــت الأرمـــــاسُ عـــــن سـكـانِـهـا ... يـــابــؤسَ مَـــــن غــفـلـوا مــــن الــسُّـكَّـانِ
هــــــذي الــحــيــاةُ تـــغـــرُّ كــــــلَّ مــغــفَّـلٍ ... والــــكــــلُّ فـــــــي دارِ الـــتَّــدافُــعِ فـــــــانِ
وكــفــى بــهــا دأبــــي لِــمــا أرجـــو فــمـا ... طــــولُ اعــتـسـافِ الــكــربِ قـــد أثـنـانـي
لاأنــــتـــمـــي أبــــــــــدًا لــــغـــيـــرِ شـــريـــعـــةٍ ... لـــــــــلـــــــــهِ إســــــلامــــــيَّـــــةِ الـــــتــــبــــيــــانِ
ولأحـــــمـــــد الـــمـــخــتــارِ حـــــبِّــــي كـــــلُّــــه ... فــهــو الــــذي بــهُــدى الإلـــهِ هــدانـي
قـد يـكفهرُّ الـعيشُ فـي وجـهي ولـم ... تــنــل الــهـمـومُ الــسُّـودُ مـــن إيـقـانـي
لـــمَّـــا أزل ْ باللهِ أشـــمـــخُ لــــــم أخــــــفْ ... مـــــن ســطــوةِ الــطـاغـوتِ والـطـغـيـانِ
هـــو فــضـلُ ربـــي حـافـظـي ومـؤيِّـدي ... فَــعُــتُــوُّ لـــفـــحِ الــحــقـدِ مـــــا أوهـــانــي
مـاكـان أقــوى مــن قُــوى فـرعـون فـي ... جـــبـــروتِــه أو مــــــــن قُــــــــوى هــــامـــانِ
ذلاَّ فــلــم تُــــدرِكْ يـــدٌ لـهـمـا هـــوى ... ... ... مــجـدٍ يُــنـالُ بــهـا سِــوى الـخـسرانِ
إنِّــي عـلـى الـعـهدِ الـوثيقِ ، ولـم تـزلْ ... صـــفـــحــاتُ إيـــمـــانــي تـــنـــيــرُ جَـــنــانــي
أحــيـا ونـــورُ اللهِ فــي قـلـبي ، وفــي ... دربـــــي ، وإرثُ الــمــجـدِ قـــــد أغــنــانـي
فــــــــي أُمَّــــــــةٍ أرجــــــــو لــــهـــا بــإبــائِــهـا ... أن تـــســـتــعــيــدَ قــــــيـــــادةَ الــــبــــلـــدانِ
يـــأبــى الأبـــــاةُ بـــــأن تُـــســاقَ لــظـالـمٍ ... سَـــــــوْقَ الـــنِّــعــاجِ لـــمــذبــحِ الإذعـــــــانِ
أو أن تـــــــــــذلَّ لــــعــــابـــثٍ مـــســتــهــتــرٍ ... وَغَــــــــــــوٍ أثــــــيــــــمٍ مــــــرجـــــفٍ لــــــعَّـــــانِ
هــاهــم شــبـابُ الـمـسـلمين تــوافـدوا ... فـــــي صـــحــوةٍ لــــم تــــرضَ بـالـطـغـيانِ
هــــاهـــم يــلــبُّــون الـــنـــداءَ ، يــحــثُّـهـم ... قــــــــــرآنُ مـــــولاهُــــم ، وصـــــــــوتُ أذانِ
والـــــحــــقُّ رايــــتُــــه عــــلــــتْ بــثــبــاتِـهـم ... ورفــيــفُـهـا الـــجـــوَّابُ فــــــي الأعـــنـــانِ
ولـــــــربَّ صـــــــوتٍ يــسـتـجـيـبُ لــصــدقِــه ... أهــــــــــلُ الــــقـــلـــوبِ الــــصِّـــيـــدِ والآذانِ
مـامـاتَ فــي الـشَّعبِ الـطُّموحُ ، وإنَّـه ... مـــــتــــحــــفِّــــزٌ لــــــلــــــثـــــأرِ كــــالــــبــــركــــانِ
إنْ جــالَ فــي الـمُـهجِ الـيـقينُ ، فـإنَّها ... لاتـــســتــكــيــنُ لــــمُــــديـــةِ الــــطَّــــعَّـــانِ
قـــــــد بِـــــــتُّ أســــتـــافُ الــــرجـــاءَ كــــأنَّـــه ... أرجٌ يُــــــــبـــــــدِّدُ غُــــــــمَّـــــــةَ الأشـــــــجـــــــانِ
لايـــــأسَ يــقــصـمُ ظــهـرَنـا ، إنَّــــا عــلــى ... دِيــــــــــنٍ ، وأمـــــــــرُ الـــخـــلـــقِ لـــلـــدَّيَّـــانِ
نـــادى بــنـا الإســلامُ فــي عـصـر الأذى ... عـــصـــرِ الــضــيــاعِ بــمَـهْـمَـهِ الــشَّـيـطـانِ
هُـــبُّــوا فـــقــد طـــــالَ الــرقــادُ ، وإنَّــمــا ... الــــعــــزُّ كــــــــلُّ الــــعــــزِّ فــــــــي الــــقـــرآنِ
* * * ... * * *
عــــنـــوانُ غــربــتِــنـا وإن طــــــالَ الـــنَّـــوى ... بــــــــوحُ الــــرجــــاءِ لــــنــــا مـــــــن الـــمــنَّــانِ
فـــــــي كـــــــلِّ فــــجـــرٍ هـــــــدأةٌ روحــــيَّـــةٌ ... تــحــيـي الــمــنـى بـنـسـيـمِـها الــرَّبَّــانـي
فــيــهـا أبـــــثُّ مــــع الــدُّعــاءِ شِـكـايـتـي ... لـــلــهِ ذي الـــعــرشِ الـعـظـيـمِ الــحـانـي
ولــعــلَّــهـا ســــاعـــاتُ أمـــــــنٍ فــيــضُــهـا ... هــــــــذا الــــقــــراحُ الــــعــــذبُ لــلــظــمــآنِ
هـــــو غــايــةُ الإســعــاد لـلـقـلـبِ الــــذي ... لـــــــــم يـــحــتــفــلْ بـــالـــزُّخــرفِ الـــفـــتَّــانِ
هــــــو نــفــحـةٌ مـــــن جـــنَّــةٍ فــردوسُــهـا ... لــــــــم تُـــلْـــفِــه فــــــــي دهــــرِنـــا عـــيــنــانِ
يــــــاربِّ قــــــد زاغــــــتْ عـــيـــونٌ وانــثــنـتْ ... هـــمـــمٌ لـــطــولِ الــخــطـبِ والـــعــدوانِ
والــــــــرزءُ والـــنَّــكــدُ الــطــويــلـةُ كــــفُّـــه ... خـــنـــقــتْ مـــبـــاهــجَ رؤيــــــــةِ الـــرُّكـــبــانِ
كــــانـــوا ومــــــا زالــــــوا جـــنـــودَ مُــحَــمَّــدٍ ... يـــــفــــدونَــــه بـــــالــــمــــالِ والـــــــولــــــدانِ
وبـــكــلِّ قـــلــبٍ لايـــنــامُ إلـــــى الــضُّـحـى ... أو بــــــــــــــدَّلَ الإيـــــــمـــــــانَ بــــالـــكـــفـــرانِ
يـــــــــاربِّ أثـــــلــــجْ بــالــقــبــولِ صــــدورِنــــا ... واقـــصــمْ ظــهــورَ عــصـابـةِ الـشـيـطـانِ
وانـــصــر بـــنــا الـــدِّيــنَ الــحـنـيـفَ فــإنَّــنـا ... ســــــنــــــدُكُ صـــهـــيــونــيَّــةَ الـــصُّـــلـــبـــانِ
نــشــكــو إلـــيــكَ الـظـالـمـيـن وجَـــوْرَهُــم ... والآلــــــــــــــةَ الـــــخـــــرســــاءَ لــــلـــسَّـــجَّـــانِ
فــأنــيــنُ إخـــوانــي صـــــداهُ بـمـهـجـتـي ... ونـــهـــيــقُ ذا الــــجـــلاَّدِ فـــــــي آذانـــــــي