اتصل بنا
 

د. حسام أبو صفية.. طبيب الإنسانية وصديق البسطاء

نيسان ـ نشر في 2025-01-04 الساعة 12:44

x
نيسان ـ في ظل العدوان المستمر على غزة، حيث تعيش المدينة المحاصرة تحت وطأة الاحتلال والدمار، يبرز اسم د. حسام أبو صفية كرمز للإنسانية والعطاء في أصعب الأوقات. هذا الطبيب، الذي يصفه كثيرون بـ"صديق البسطاء"، لم يكن مجرد متخصص في مجاله الطبي، بل كان نموذجًا حيًا للتضحية والصمود في وجه الظلم. لقد تخطت قصته حدود الطب لتصبح رسالة أمل وإلهام لكل من يعاني.
طبيب تحت القصف
في ظل استهداف الاحتلال المتواصل للقطاع الصحي في غزة، كانت مستشفى كمال عدوان شمال القطاع مسرحًا لعمل د. حسام، الذي لم يتوانَ عن أداء واجبه الإنساني رغم القصف والهجمات. لقد أصر على الوقوف إلى جانب مرضاه، متحديًا نقص الإمكانيات والأدوية ودمار البنية التحتية.
كان د. حسام يعمل بلا كلل، متنقلًا بين غرف الطوارئ التي تعج بالجرحى والمصابين، وملامح وجهه تعكس إصرارًا على إنقاذ الأرواح مهما بلغت التحديات. لم يكن مجرد طبيب يضمد الجراح، بل كان أيضًا بلسمًا معنويًا يُخفف عن المرضى وأسرهم وسط أحلك الظروف.
رغم استشهاد ابنه ومعاناة الفقد التي عاشها، ظل د. حسام نموذجًا للصمود. لم تثنه الأحزان عن واجبه، بل زادته إصرارًا على أن يكون شعاع النور وسط ظلام العدوان.
محارب من أجل الإنسان
لم يكن د. حسام مجرد طبيب في غرفة العمليات، بل كان محاربًا من أجل البقاء والإنسانية. في محيط مستشفى كمال عدوان، التي تعرضت مرارًا للقصف، كان الحاضر الدائم في حياة الناس. كانت ابتسامته وكلماته الداعمة رمزًا للثبات والأمل.
بينما كانت المستشفيات الأخرى تُدمر، كان د. حسام يبذل كل جهده لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية، حتى لو كان ذلك يعني تعريض حياته للخطر. ركض بين الأروقة، كأنما يُطارد الأمل، ليطمئن المرضى ويشد من أزرهم في أصعب لحظاتهم.
صديق البسطاء
ارتبط اسم د. حسام أبو صفية بعلاقة إنسانية خاصة مع البسطاء من أبناء شعبه. لم يكن يرى المرضى كأرقام أو حالات طبية، بل كأفراد من عائلته الكبيرة في غزة. كان يعاملهم بحب واحترام، ويقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي إلى جانب العلاج الطبي.
كان يزورهم في العيادات، الشوارع، والمخيمات، مستمعًا لهمومهم ومساعدًا بما يستطيع. بالنسبة للكثيرين، لم يكن مجرد طبيب، بل صديقًا وأبًا وشخصًا يبعث فيهم الأمل بغد أفضل.
الرسالة تبقى حية
رغم اعتقاله من قبل الاحتلال، لم تنطفئ رسالة د. حسام. أصبح اسمه رمزًا للطبيب الفلسطيني الذي يُضحّي بحياته من أجل إنقاذ أرواح الآخرين. قصته ليست مجرد سرد لجهود طبية في ظل الحرب، بل هي شهادة على إنسانية تتجاوز كل الصعاب، ورسالة أمل لمن يسعون للعيش بكرامة في وجه القمع.
د. حسام أبو صفية سيظل أيقونة العطاء وصديق البسطاء، ليس فقط في غزة، بل في ذاكرة كل من آمن بإنسانية الطبيب الفلسطيني. إنه مثال حي على أن الإنسانية يمكنها أن تزدهر حتى في أكثر الظروف قسوةً.

نيسان ـ نشر في 2025-01-04 الساعة 12:44

الكلمات الأكثر بحثاً