مجلس النواب الأكرم.. المهم البيض مش المكاكاة

في أمسية صيفية قامت صفية أكبر بنات أبو شلاش بتنظيف المنزل وتجهيز الحلويات وانتقت أجمل ما لديها من ملابس لتبدو في أجمل حالاتها اذ أنها اعتقدت واهمة أن حبيب قلبها البليط محمود قد تحدث مع أبيها بشأن القدوم في تلك الامسية ليتقدم بطلب يدها من أبيها.

حين ذهبت صفية لارتداء فستانها الأخضر حضرت أمها الى غرفتها و قالت :ما شاء الله عليكي يا بنت, طول نهارك قاعدة بتحضري تلفزيون وما بعمرك ساعدتيني بشغل البيت بس لأنه المواسرجي ممدوح جاي يتقدملك نظفتي البيت وخليتيه يوج وج, بنات أخر زمن, ما علينا يا هبلة يا الله زبطي حالك الجماعة على وصول.
ثارت صفية من هول الصدمة في وجه والدتها قائلة "شووو" البليط ممدوح تقدملي؟! يا يمه هاظ خويثه ونسونجي وسمعته زفت, والله والله لو تنحروني ما بوخذه, أنا بدي محمود البليط و بحبه و بحبني وما بوخذ غيره شو ما صار, والله بحرق حالي والله.
حينها طرق أحدهم باب البيت ففتح الحجي أبو شلاش الباب، فاذا به ممدوح المواسرجي برفقة والدته حاملا بيده الأولى بوكيه ورد فيه 3 وردات و باليد الأخرى نص كيلو كنافة. استدرك أبو شلاش الموقف قائلا:
أبو شلاش: يا هلا بالغالي ابن الغالي, يا ريت رحمة أبوك كان معنا بهالليلة و لسان حاله يقول "مليح اللي اندفس" و مات و ريحنا منه أبو المواسير والكتكت, الله لا يرحمه شو كان نصاب.
ممدوح: هلا و غلا عمي أبو شلاش, الله يرحم أبوي شو كان يحبك و قال محدثا نفسه "ول عليك من بين الزلم والله ما كان رحمة أبوي يطيق يسمع اسمك". و دخل الجميع الى غرفة الضيوف.
أبو شلاش: زارتنا البركة يا ابن الغالي, الله يقدرني على رد معروف أبوك يوم ما انمزعت رجلي بالمزرعة يومها عالجني وحطلي عليها مرهم وطابت رجلي, يا رجل تقول سحر. طبعا كان أبو شلاش يقول بداخله "الله ينتقم منه ولا يسامحه ما لقي يحط على رجلي المجروحه غير شطه؟ والله فرّيت الحارة ركاض على رجل وحدة من الوجع".

ممدوح: الله يرحمه يا عمي الغالي. ترانا يا عمي أبو شلاش جيناك طالبين إيد صاحبة الصون و العفاف و سليلة الأمجاد بنتك صفية و بتمنى توافق. قالها على مضض اذ انه قد تجاوز سن الـ (45) و ما أجبره على طلب يد صفية هو أنها قد وصلت سن الـ (37) لذا سيتزوجها بدون دفع أي تكاليف ولا حتى مهر "معادلة رابحة بالنسبة له".
أبو شلاش: و الله يا ابني يا ممدوح ترانا بنتشرف بهالنسب وترا صفية أجتك هدية ما من وراها جزية.
ممدوح: الله يبشرك بالخير يا عمي و نقرأ الفاتحة على نية التوفيق.
بعد شهر من قراءة الفاتحة تزوج ممدوح و صفية و ها هي صفية الان حامل في شهرها الثاني.
ما حصل في القصة بين أبو شلاش وابنته صفية و المواسرجي ممدوح هو تماما ما يحصل الأن من خطابات نوابنا الأكارم ورئيس الورزاء في بيانه الوزاري, فقد هددت صفية بحجب ثقتها عن المواسرجي ممدوح، وهددت بحرق نفسها، الا انها في النهاية تزوجته بعد ضغط والدها عليها، و هاي هي حامل في شهرها الثاني. لا أبو شلاش لا طايق ممدوح ولا ممدوح طايق أبو شلاش الا أن كل من الطرفين مستفيد من هذه الصفقة.
اعزائي النواب الاكارم, لا تشدوا على حالكوا كثير لأنه المهم "البيض مش المكاكاة".