احتفالات فرنسية بوفاة الزعيم التاريخي لليمين المتطرف
نيسان ـ نشر في 2025-01-08 الساعة 09:20
نُظمت تجمعات، لا سيّما للشباب، في باريس وليون للاحتفال بوفاة الزعيم التاريخي لليمين المتطرف الفرنسيجان ماري لوبان، أكبرها في ساحة الجمهورية الشهيرة في العاصمة الفرنسية.
وتم ترديد هتافات من قبيل: “لقد مات!”. وشوهد المتظاهرون وهم يرقصون، ولافتات مكتوب عليها: “يا له من يوم جميل!”.
وندد وزير الداخلية برونو روتايو بهذا التجمع، قائلاً: “لا شيء، على الإطلاق، يبرر الرقص على جثة، إن وفاة رجل، حتى لو كان معارضاً سياسياً، لا ينبغي أن توحي إلا بضبط النفس والكرامة. مشاهد الابتهاج هذه مخجلة، بكل بساطة”.
وفي مدينة ليون، حدثت مشاهد ابتهاج مماثلة، وتَجَمَّعَ المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب، في ساحة دي تيرو، مطلقين الألعاب النارية في السماء. وهتفوا بشعارات من قبيل: “اللعنة على اليمين المتطرف”.
وتوفي جان ماري لوبان الرمز التاريخي لليمين المتطرف، هذا الثلاثاء، عن عمر ناهز 96 عاماً.
وكان الزعيم السياسي السابق قد دخل المستشفى عدة مرات، في السنوات الأخيرة، بسبب تدهور حالته الصحية. تم إدخاله إلى المستشفى في شهر نوفمبر، بعد تحاليل غير مطمئنة، وقبل ذلك في شهر أبريل عام2023 بسبب نوبة قلبية، وفي فبراير2022 بعد إصابته بنوع خفيف من السكتة الدماغية.
منذ فبراير/شباط، استفادت مارين لوبان وشقيقتاها ماري كارولين ويان لوبان من “تفويض الحماية”، وهو إجراء يشبه الوصاية، والذي سمح لهن بتنفيذ أعمال مختلفة باسم والدهن، وحدهن، أو معًا.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أُعلن أن الحالة الصحية لجان ماري لوبان “تتعارض” مع ظهوره في محاكمة مساعدي البرلمان الأوروبي للجبهة الوطنية. ولاحظ الخبراء الذين فحصوه “تدهوراً عميقاً في قدراته البدنية والنفسية”. وكان من المقرر محاكمته مع 26 شخصًا آخرين بتهمة اختلاس أموال عامة على حساب البرلمان الأوروبي.
سبق لهذا السياسي المخضرم الترشح لرئاسة الجمهورية خمس مرات، وتمكّن، في عام 2002 ، من الوصول إلى الدور الثاني في مفاجأة تاريخيّة للجميع. لكنه خسر بعد ذلك أمام جاك شيراك بنتيجة ساحقة في الجولة الثانية.
تم انتخابه لأول مرة في عام1956 لعضوية الجمعية الوطنية، ليصبح في السابعة والعشرين من عمره أصغر عضو في قصر بوربون. هزم في الانتخابات التشريعية عام 1962. وفي عام1972 تم تعيينه رئيسًا للحزب الجديد الذي جمع الفاشيين الجدد “الجبهة الوطنية”.
ورفع شعاره المفضل: “مليون عاطل عن العمل هو مليون عدد كبير جدًا من المهاجرين”، الذين اتهمهم بالاستفادة من المساعدة الاجتماعية على حساب الفرنسيين.
في عام 2011، خلفته مارين لوبان، أصغر بناته الثلاث في رئاسة الحزب.. لكن تصريحات الأب المثيرة للجدل ظلّت مكبّلة لها، وأصبح مزعجًا بسبب “شيطنة” الحزب. وانتهى الأمر بمارين لوبان باستبعاد والدها في عام 2015 بعد تصريحات متكررة مثيرة للجدل حول المحرقة. ثم تصالحا، وتلاشت الحرب العائلية، التي اندلعت أمام وسائل الإعلام والمحاكم، على مرّ السنين.