لبنان بعد الحرب: التحديات السياسية والعسكرية
نيسان ـ القدس العربي ـ نشر في 2025-01-11 الساعة 09:56
x
نيسان ـ يأتي تحرك الجيش اللبناني جنوباً بالأمس، وإزالته الساتر الترابي الذي رفعه جيش الاحتلال الإسرائيلي وفتح الطريق في اتجاه بلدة عيترون، ليعيد تسليط الضوء على أهمية وخطورة الأسبوعين الأخيرين من هدنة الستين يوماً بين إسرائيل وبين لبنان وحزب الله والتي تنتهي أواخر هذا الشهر. لعله التحدي الأول الذي يتصدى له الرئيس المنتخب جوزف عون: التمكن من سحب القوات الإسرائيلية من المناطق الجنوبية الحدودية وإفساح المجال للانطلاق في عملية إعادة إعمار القرى المنكوبة.
لقد شكل انتخاب الرئيس الجديد، وخطاب القسم الذي ألقاه على مسمع الأطراف كافة من تحت قبة البرلمان، منعطفا قوياً في لحظة فارقة تعقب الحرب الكارثية على لبنان، وانهيار النظام الأسدي في سوريا. وينتظر لكلام الرئيس الجديدة حول احتكار الدولة للسلاح وحول أهمية التكاتف بين اللبنانيين بحيث يحولون دون شعور أي فريق منهم بالانكسار أن تتبلور ترجمته على أرض الجنوب أولا: انتشاراً للقوات المسلحة اللبنانية، وعودة للأهالي، وتوحيداً لقرار الحرب والسلم. في الوقت نفسه، لا بد من وضع الأمور في نصابها: فاتورة الحرب الأخيرة كانت باهظة، ليس فقط على صعيد قيمة الخسائر الإجمالية، إنما أيضا من زاوية أن لبنان صار عمليا تحت وصاية متعددة الجنسيات، ترسم أفق المرحلة الانتقالية الحالية التي يجتازها.
يبقى أن النقاش الداخلي اللبناني حول تداعيات الحرب الأخيرة وشروط السير بإعادة الإعمار لم ينطلق بعد وإن كان خطاب قسم الرئيس الجديد يقدم مساهمة توجيهية متماسكة للتحفيز على هذا النقاش. بالتوازي، لا تزال غير واضحة الآلية التي سيصار في ضوئها لإعلان اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار تفكيك ترسانة حزب الله جنوب الليطاني، ويجدر عدم إغفال التحدي المتمثل بضبط المعابر الحدودية، الجوية والبحرية والبرية، والذي صاحبته توترات قبل جلسة الانتخاب.
في النهاية، جوزف عون انتخب على رأس دولة يتمتع فيها الرئيس بصلاحيات مهمة إنما تبقي السلطة التنفيذية في كنف مجلس الوزراء، وبالتالي يتوقف الأمر على إمكانية الإقلاع بحكومة جديدة، وإذ تذهب مؤشرات عديدة إلى إمكانية إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة العتيدة فإن الأسئلة المتعلقة بمضامين البيان الوزاري لهذه الحكومة وما إذا كان سيستعيد روحية خطاب القسم بالكامل أم لا، وهوية القوى التي ستتشكل منها الحكومة، كلها مسائل في غاية الأهمية لا يمكن قبل اتضاح مآلاتها التسرع بالحكم على عمق التحول اللبناني. ويبقى الموضوع الموازي: كيفية إعادة صياغة العلاقات بين لبنان وقد أخذ يستعيد عافيته، وبين سوريا الحرة؟ البلدان يحتاجان أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون لتجاوز مصاعب المرحلة الانتقالية والسيطرة على تناقضاتها.
لقد شكل انتخاب الرئيس الجديد، وخطاب القسم الذي ألقاه على مسمع الأطراف كافة من تحت قبة البرلمان، منعطفا قوياً في لحظة فارقة تعقب الحرب الكارثية على لبنان، وانهيار النظام الأسدي في سوريا. وينتظر لكلام الرئيس الجديدة حول احتكار الدولة للسلاح وحول أهمية التكاتف بين اللبنانيين بحيث يحولون دون شعور أي فريق منهم بالانكسار أن تتبلور ترجمته على أرض الجنوب أولا: انتشاراً للقوات المسلحة اللبنانية، وعودة للأهالي، وتوحيداً لقرار الحرب والسلم. في الوقت نفسه، لا بد من وضع الأمور في نصابها: فاتورة الحرب الأخيرة كانت باهظة، ليس فقط على صعيد قيمة الخسائر الإجمالية، إنما أيضا من زاوية أن لبنان صار عمليا تحت وصاية متعددة الجنسيات، ترسم أفق المرحلة الانتقالية الحالية التي يجتازها.
يبقى أن النقاش الداخلي اللبناني حول تداعيات الحرب الأخيرة وشروط السير بإعادة الإعمار لم ينطلق بعد وإن كان خطاب قسم الرئيس الجديد يقدم مساهمة توجيهية متماسكة للتحفيز على هذا النقاش. بالتوازي، لا تزال غير واضحة الآلية التي سيصار في ضوئها لإعلان اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار تفكيك ترسانة حزب الله جنوب الليطاني، ويجدر عدم إغفال التحدي المتمثل بضبط المعابر الحدودية، الجوية والبحرية والبرية، والذي صاحبته توترات قبل جلسة الانتخاب.
في النهاية، جوزف عون انتخب على رأس دولة يتمتع فيها الرئيس بصلاحيات مهمة إنما تبقي السلطة التنفيذية في كنف مجلس الوزراء، وبالتالي يتوقف الأمر على إمكانية الإقلاع بحكومة جديدة، وإذ تذهب مؤشرات عديدة إلى إمكانية إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة العتيدة فإن الأسئلة المتعلقة بمضامين البيان الوزاري لهذه الحكومة وما إذا كان سيستعيد روحية خطاب القسم بالكامل أم لا، وهوية القوى التي ستتشكل منها الحكومة، كلها مسائل في غاية الأهمية لا يمكن قبل اتضاح مآلاتها التسرع بالحكم على عمق التحول اللبناني. ويبقى الموضوع الموازي: كيفية إعادة صياغة العلاقات بين لبنان وقد أخذ يستعيد عافيته، وبين سوريا الحرة؟ البلدان يحتاجان أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون لتجاوز مصاعب المرحلة الانتقالية والسيطرة على تناقضاتها.