الوطنية بين التسحيج والتشبيح !!
نيسان ـ نشر في 2025-01-13 الساعة 11:25
نيسان ـ نكاد نحن الاردنيون ان نحتكر استخدام مصطلح التسحيج والذي يعني فيما يعنيه التصفيق بداعي او بدون داعي اما لسلطة ما او لصاحب النفوذ اي كان او لمن يمكنه تقديم الخدمة او تمرير المصلحة للسحيج والذي هو " المواطن المنافق " ، اما التشبيح فهو مصطلح يكاد يحتكره الاشقاء في سوريا فهو اخطر بكثير من السحيج ، فالشبيح يمارس التسحيج بعنف ، والتملق بالقوة ويفرض على الاخرين تقديم الولاء رغما عنهم .
والتسحيج والتشبيح هما ظاهرتان سلبيتان للتعبير عن الوطنية والتمسك بها في اطار " الجدل " المجتمعي او التباين الفكري وقد تسببتا في اخراج الوطنية والوطنيين الصادقين من المعادلة سواء لدينا في الاردن او لدي الاشقاء في سوريا والامر ذاته في عموم الدول العربية ، ولهذه الظاهرة جذور تاريخية – سيسيولوجية ارتبطت بثالوث السلطة والولاء والمعارضة وطبيعة كل عنصر من العناصر الثلاثة المشار اليها.
ولذلك نرى ان ظاهرة التسحيج طغت على الفهم الوطني الواعي والعميق وبات اعضاء حزب " التسحيج " هم الذي يضعون " المعايير الوطنية " ويحتكرونها والتى تكون في شكلها العام الولاء المصلحي او الولاء للمصالح الشخصية اكثر منها الولاء للمصلحة العليا للوطن والمواطن ، وفرخت هذه الظاهرة السياسية – الاجتماعية اعدادا كبيرة من الفاعلين في مدرسة الانتهازية السياسية والتى تسببت بضرر بالغ وعلى المدى البعيد في فهم الوطنية والمواطنة وتشويه وعي الشباب واظهار الوطن على انه مجرد بستان لقطف المكاسب وان لم يكن كذلك فهو حالة معادية ولا يستحق الولاء والانتماء والعطاء.
خلال الاسابيع الماضية اي منذ سقوط نظام ال الاسد في الثامن من الشهر الماضي اكتشفت ان هذه العائلة كانت تدير بلدا عظيما مثل سورية بعقلية العصابة فمن اظهر الولاء دفع عنه البلاء اما من لم يظهر هذا الولاء فقد حكم على نفسه وعلى عائلته وربما عشيرته بالموت وهو على قيد الحياة ( بالمناسبة العشائرية في سوريا تستحوذ على اكثر من سبعين بالمئة من مكونات المجتمع اي ان سوريا مجتمع بدوي او ريفي – بدوي ) وهذه البداوة هي حزام المدن الكبري كدمشق وحمص وحماة .
والولاء في سوريا لال الاسد هو صناعة السلطة ويتم بصورة اساسية عبر ( دفع البلاء ) والبلاء في سوريا القديمة له عشرات بل مئات الاشكال اقلها حدة هو الموت الرحيم بالسجن كرقم منسي لسنوات طويلة يتخللها اشكال والوان من انماط العذاب الوحشي اللاانساني ، اما مفهوم الولاء في حالة سوريا " العائلة الاسدية " فهو اغرب اشكال الولاء عبر التاريخ الانساني اي يجب ان يتم من خلال اضطهاد و امتهان كرامة وانسانية الانسان السوري طالما ان الذي يقوم بالاضطهاد هو من الطائفة الحاكمة او انه موجود في السلطة ، فالسلطة والطائفة هما عنوان البطش في سوريا القديمة .
منذ الثامن ديسمبر الماضي تابعت وعبر السوشال ميديا مئات الفيديوهات لسحيجة ولشبيحة من فنانيين ومن اشباه مثقفين ومن رياضيين وغيرهم كانوا في حالة من الاسترخاء والتمتع برحابة ومنافع الولاء للسلطة وهم يعلنون مواقفهم ضد غيرهم من ابناء وطنهم وفي اغلبها كانت مواقف " تشبيحية " فيها عنف لفظي واستقواء بالسلطة واستهزاء بالراي الاخر وتهديده باعتباره يمثل حالة خيانة وطنية .
وشعرت في الوقت ذاته ومن خلال تلك المتابعة كم ان سوريا العظيمة حبلى بالابطال على كل المستويات ، وايقنت بصورة خاصة ان قطاع الفن والفنانيين في سوريا والذي شكل النموذج في كشف الزيف بين الولاء الحقيقي والولاء المصلحي سيكون هو الضمير الحقيقي في قادم الايام في مراقبة ونقد السلطة الجديدة في سوريا ، ففي الحقيقة لم اكن اعلم ان نسبة كبيرة من الفنايين والمنتجين والملحنيين عانوا وسجنوا وهربوا من سوريا لانهم قالوا ( لا ) للنظام .
هكذا يبنى ضمير المجتمع ، فالمُضطهد عندما يتسلم السلطة سيكون امام واحد من خيارين اما ان ينحاز بكل اشكال الانحياز لانصاف المُضطهد ولمنعه في ذات الوقت من " التشبيح " على من اضطهده او يدمن السلطة وبخاصة السلطة المنفلتة ويمارس كل اشكال التشبيح والعبث والاضطهاد لمن يقول له ( لا ) .
التغيير الدراماتيكي في سوريا كان ومازال بمثابة " زوبعة " خضت وهزت كل الاعمدة الهشة في المنظومة السياسية و المجتمعية في الاقليم وهذا التغيير سيؤثر بقوة على الانظمة الشمولية او نصف الديمقراطية التى لا تحتكم لدستور ولذلك اقول نحن بانتظار مشهد صعب اقليميا .
.... الاردن تجاوز بحكم تاريخه ( 104 ) عاما كنظام سياسي مستقر بنيويا ببعده الدستوري والديمغرافي وشرعيته الدولية هزات الاقليم منذ زمن بعيد و هو بكل ثقة خارج تلك المعادلة الصعبة .
والتسحيج والتشبيح هما ظاهرتان سلبيتان للتعبير عن الوطنية والتمسك بها في اطار " الجدل " المجتمعي او التباين الفكري وقد تسببتا في اخراج الوطنية والوطنيين الصادقين من المعادلة سواء لدينا في الاردن او لدي الاشقاء في سوريا والامر ذاته في عموم الدول العربية ، ولهذه الظاهرة جذور تاريخية – سيسيولوجية ارتبطت بثالوث السلطة والولاء والمعارضة وطبيعة كل عنصر من العناصر الثلاثة المشار اليها.
ولذلك نرى ان ظاهرة التسحيج طغت على الفهم الوطني الواعي والعميق وبات اعضاء حزب " التسحيج " هم الذي يضعون " المعايير الوطنية " ويحتكرونها والتى تكون في شكلها العام الولاء المصلحي او الولاء للمصالح الشخصية اكثر منها الولاء للمصلحة العليا للوطن والمواطن ، وفرخت هذه الظاهرة السياسية – الاجتماعية اعدادا كبيرة من الفاعلين في مدرسة الانتهازية السياسية والتى تسببت بضرر بالغ وعلى المدى البعيد في فهم الوطنية والمواطنة وتشويه وعي الشباب واظهار الوطن على انه مجرد بستان لقطف المكاسب وان لم يكن كذلك فهو حالة معادية ولا يستحق الولاء والانتماء والعطاء.
خلال الاسابيع الماضية اي منذ سقوط نظام ال الاسد في الثامن من الشهر الماضي اكتشفت ان هذه العائلة كانت تدير بلدا عظيما مثل سورية بعقلية العصابة فمن اظهر الولاء دفع عنه البلاء اما من لم يظهر هذا الولاء فقد حكم على نفسه وعلى عائلته وربما عشيرته بالموت وهو على قيد الحياة ( بالمناسبة العشائرية في سوريا تستحوذ على اكثر من سبعين بالمئة من مكونات المجتمع اي ان سوريا مجتمع بدوي او ريفي – بدوي ) وهذه البداوة هي حزام المدن الكبري كدمشق وحمص وحماة .
والولاء في سوريا لال الاسد هو صناعة السلطة ويتم بصورة اساسية عبر ( دفع البلاء ) والبلاء في سوريا القديمة له عشرات بل مئات الاشكال اقلها حدة هو الموت الرحيم بالسجن كرقم منسي لسنوات طويلة يتخللها اشكال والوان من انماط العذاب الوحشي اللاانساني ، اما مفهوم الولاء في حالة سوريا " العائلة الاسدية " فهو اغرب اشكال الولاء عبر التاريخ الانساني اي يجب ان يتم من خلال اضطهاد و امتهان كرامة وانسانية الانسان السوري طالما ان الذي يقوم بالاضطهاد هو من الطائفة الحاكمة او انه موجود في السلطة ، فالسلطة والطائفة هما عنوان البطش في سوريا القديمة .
منذ الثامن ديسمبر الماضي تابعت وعبر السوشال ميديا مئات الفيديوهات لسحيجة ولشبيحة من فنانيين ومن اشباه مثقفين ومن رياضيين وغيرهم كانوا في حالة من الاسترخاء والتمتع برحابة ومنافع الولاء للسلطة وهم يعلنون مواقفهم ضد غيرهم من ابناء وطنهم وفي اغلبها كانت مواقف " تشبيحية " فيها عنف لفظي واستقواء بالسلطة واستهزاء بالراي الاخر وتهديده باعتباره يمثل حالة خيانة وطنية .
وشعرت في الوقت ذاته ومن خلال تلك المتابعة كم ان سوريا العظيمة حبلى بالابطال على كل المستويات ، وايقنت بصورة خاصة ان قطاع الفن والفنانيين في سوريا والذي شكل النموذج في كشف الزيف بين الولاء الحقيقي والولاء المصلحي سيكون هو الضمير الحقيقي في قادم الايام في مراقبة ونقد السلطة الجديدة في سوريا ، ففي الحقيقة لم اكن اعلم ان نسبة كبيرة من الفنايين والمنتجين والملحنيين عانوا وسجنوا وهربوا من سوريا لانهم قالوا ( لا ) للنظام .
هكذا يبنى ضمير المجتمع ، فالمُضطهد عندما يتسلم السلطة سيكون امام واحد من خيارين اما ان ينحاز بكل اشكال الانحياز لانصاف المُضطهد ولمنعه في ذات الوقت من " التشبيح " على من اضطهده او يدمن السلطة وبخاصة السلطة المنفلتة ويمارس كل اشكال التشبيح والعبث والاضطهاد لمن يقول له ( لا ) .
التغيير الدراماتيكي في سوريا كان ومازال بمثابة " زوبعة " خضت وهزت كل الاعمدة الهشة في المنظومة السياسية و المجتمعية في الاقليم وهذا التغيير سيؤثر بقوة على الانظمة الشمولية او نصف الديمقراطية التى لا تحتكم لدستور ولذلك اقول نحن بانتظار مشهد صعب اقليميا .
.... الاردن تجاوز بحكم تاريخه ( 104 ) عاما كنظام سياسي مستقر بنيويا ببعده الدستوري والديمغرافي وشرعيته الدولية هزات الاقليم منذ زمن بعيد و هو بكل ثقة خارج تلك المعادلة الصعبة .
نيسان ـ نشر في 2025-01-13 الساعة 11:25
رأي: رجا طلب