اتصل بنا
 

الرجل انتصر مرتين: الاولى حين فاز بالشهادة واليوم حين وقع اخوانه على وثيقة النصر

نيسان ـ نشر في 2025-01-15 الساعة 23:28

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
عن اي نصر تتحدث يا رجل. وقد خسر الفلسطينيون نحو 100 الف شهيد على اقل تقدير. اضافة الى مئات الالاف من الضحايا.
يا صديقي عليك ان تنظر إلى المسألة من افق ابعد.
ابتعد قليلا لترى الملعب كله. ابعاده كلها. ارتق كما الشهداء ولو لدقيقة فوق غيمة ما. وانظر.
ان ما يشهده العالم هذا المساء ليس إعلان صفقة اسرى فحسب، بل يشهد إعلانا تاريخيا لانتصار المقاومة والشعب الصامد على أرض غزة.
الامة التي تريد ان تكون في المقدمة لا تعدّ ضحاياها. انت وحين تسير في حقل الالغام تريد الضفة الأخرى لتحصل على عزّك لا تنتظر خلفك. انت حين تقاتل انتصارا للشرف لا تحذر ان تجرح.
تخيل احدهم يريد سرقة بيتك ثم تنبّهك زوجتك ان غريبا في المنزل ثم تبدأ تحسب كم من اللكمات سأتلقى. وكم من الجروح سأعرض نفسي لها.
حين تقضي على اللص. وانت تنزف والدم الشلال هادر. تنظر اليك زوجك بعين اخرى: زوجي بطل.
كيف تصفينه بالبطل وقد تهوّر؟ اجيبوهم انتم.
لم يبدأ عدّاد انهيار دولة الاحتلال منذ اليوم. بدأ في 7 اكتوبر. وها هو يسطّر فصلا جديدا. بعض الاسرائيليين يعلمون ذلك ومعظمهم لا يرون هذا. وإلا كيف سيستقيم مشهد يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ.
أي ربنا. اعتبرنا وقِسنا اليوم ما كان في خيبر قبل نحو 1450 عام كما طلبت منا سبحانك.
هذا ليس كلاما غيبيا. هذا مشهد نراه بأم أعيننا اليوم. قوم لا يأبهون بتقديم كل نفيس وروح لديهم. وفي المقابل قوم اعمت قلوبهم القوة. قوة مفرطة صارت عبئا عليهم.
بدأ المحتلون مشروعهم المفرط في العنف والدم عام 1947 وتمدد واستمر. ثم عام 2023 اختزل هذا المشروع الاحتلالي عقوده السبعين في عام من البطش. فتعرّى.
لم تكن يحمي المشروع الصهيوني قوته. بل عقله. اعلامه. اليوم لا عقل فيه. فيما انتصر الفلسطينيون اعلاميا منذ اول شهر.
نعم. بوركت تلك السواعد التي ضغطت على الزناد. وبوركت الدماء الطاهرة التي روَّت هذه الأرض المباركة. وبوركت الأكف الطاهرة التي توجهت نحو السماء أملاً في رفع البلاء.
‏ نعم. انتصر هذا الرجل مرتين. يوم فاز بالشهادة ويوم وقع اخوانه على وثيقة النصر هذا المساء.

نيسان ـ نشر في 2025-01-15 الساعة 23:28

الكلمات الأكثر بحثاً