الإخوان المسلمون جزء من مشكلة البلاد وليسوا جزءا من الحل
نيسان ـ نشر في 2015-12-07 الساعة 19:20
لقمان إسكندر
رغم أن كثرة التحديات و"الأعداء" تفرض على التنظيم المهدد أن تتراص صفوف كوادره بصورة دفاعية صلبة، إلا أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأمام سيل من التحديات التي تواجه تنظيمهم اكتفوا بالتشظي المستمر.
هذا لا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين فرع الأردن وحسب، بل إنه مشهد نراه كذلك في مصر، رغم أن الهجمة على التنظيم في مصر بأعنف صورها. ورغم ذلك تجد بينهم من يفجر الخلافات الداخلية.
صحيح أن هناك كلاما يمكن أن يسمع على الدوام حيال الأسباب الموجبة للانشقاقات والتي يتحدث عنها المخالفون والمشتغلون بالخلافات، لكنها في هذا الوقت بالذات (أسباب) حق أريد به شيء آخر.
المصيبة السياسية للجماعة سواء في شقها الأردني أو المصري أن قيادتها (تحظى) بسوس ينخرها من الداخل، فشلت خلاله في التعامل مع أي من التحديات التي تواجه التنظيم.
بعقلية "الداعية" تقود قيادة جماعة الإخوان المسلمين التنظيم، فتضع المقال في غير مقامه، هذا يحدث دائما، فيشعر المرء وهو يستمع الى الخطاب التنظيمي القيادي، وكأنه أمام خطبة جمعة. فيما التنظيم أداة تطبيقية تنفذ الشعارات والمبادئ الفكرية.
إن الأدوات الحزبية التي تدار فيها الأمور في تنظيم الجماعة هي أدوات لجمعية دعوية، فيما إدارة التنظيم تحتاج لأن تكون (أمكر وأشد تعقيدا) من أن تدار بهذه الطريقة.
بعد كل هذا الوقت يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تحديدا باتت جزءا من المشكلة السياسية التي تعاني منها البلاد، ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل. نقول ذلك وأمامنا المنطق التالي: إن جماعة عجزت عن معالجة دماملها منذ عشر سنوات وأكثر لن تكون قادرة على معالجة المشاكل والتحديات التي تواجه البلد كاملا. ففاقد الشيء – نهائيا - لن يعطيه.