اتصل بنا
 

عقطة حمار

نيسان ـ نشر في 2025-01-18 الساعة 16:18

نيسان ـ حدث ذلك في ظهيرة صيفية أكل الدهر عليها وشرب، وبعد إن جئنا على البطيخة كلها، قحطناها قحطًا، حتى لاح اللون الأبيض من الأحمر من جوفها . حملت القشور مولية صوب مربط حمارنا كما الذي أشغلنا وجوده في حياتنا مشاجرات لا أول لها من أخر. كلها كانت حول من عليه الدور ليُعلف الحمار، ولو عاد الزمن سنواته، لكان بودي سؤال جدي، لماذا اشتريت حمارًا لسنا بحاجته في شيء، والأسخم من ذلك، نكّلتنا ونحن نعمل كصبيان تحت إمرة المعمرجي "أبو جمعة"بصب "الجبلة" و دحرجة الحجارة، حينما قررت تشييد غرفة خاصة، أشبه بمقصورة حميرية .
شطحت من مرار الذكرى... حقًا، في كل منّا نُتفة مازوشية، تنقله لاجترار عميق الأسى من دواخلنا البعيدة.
أخذت خوصة، وجلست على حجر قرب الحمار أفرم القشور مكعبات صغيرة، ما تسألنيش ليش...ولاك عيل، والعيل تدور بخلده خيالات، فلا يلام ولا يُستعتب ، وأحمد ربك لأنني لم الّفُ بشكيرًا حول عنقه أو اناوله شوكة يأكل بها أيضًا.
في تلك الاثناء وأنا منكبة أفرم الوحبة، كانت تزن حول صاحبي ذاك "ذُبّة"، وهذه حشرة تشبه الذباب من حيث الشكل ، إلا أنها أكبر حجمًا، ومختصة فقط بعالم الحمير،وخاصة في أوج حرارة الصيف، تحوم حول مؤخرتها وتؤذيها لسعًا في منطقة الذنب تحديدًا مما يجعلها - الحمير - تعقط وترفس يمينًا وشمالًا دون وعي أو دقة منها في إصابة المستهدف. وذلك ما وقع لي، حيث عُقطّت عقطة "بنت كلب "بقوائمة الخلفية"جو أرض"،فتشقلبت على ظهري، متعفرة بما اختلط من روث وتراب وتبن مع ما نزّ من البطيخ .
استشطت غضبًا، جريت واحضرت بربيشًا في قلبه عصا، انهلت ضاربًا على الحمار المربوط أستد حقي منه وهو يروغ بأذنيه، مرة ينصبهما، ومرة يدلدلهما، يحرك جسده مايسمح به" المجول " من مساحة لتجنب مايستطيع من الضرب العشوائي المؤلم.
لا أدري هل استعوقوني أما أنها صدفة، طلت جدتي، فوجدتني أضرب واستريح ثم أضرب... استبينتني مستنكرة فعلتي التي أفعل.. قلت لها: عقطني الحيوان ابن الحمار... فقالت... "فوتي جاي عن لتضربك الشمس.. في حدا يا.... يعابط حمار"...
وأنا أهرف بهذه" الحادثة " مزجية وقت فراغي الواسع... تذكرت أقصوصة الساخر الجميل عزيز نيسين رحمه الله" آه منّا نحن معشر الحمير"...
فكم من حمار مر و يمر بحياتك ياعزيزي...لا عليك، وإن شئت أضف تاء مربوطة....وفوقها شهادة استراتجية عليا من اللي يحبها قلبك... ؟!!!

نيسان ـ نشر في 2025-01-18 الساعة 16:18


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً