اتصل بنا
 

'النشامى' و'حماس' في القارب نفسه

كاتب اردني

نيسان ـ نشر في 2025-01-22 الساعة 08:33

النشامى وحماس في القارب نفسه ـ
نيسان ـ لا يحتاج المشهد لكل تلك الرقصات ضد قادة المقاومة الفلسطينية عبر منصات التواصل الأردنية التي تحفل بالتعليقات العدمية السلبية الانقسامية.
بعض ما قيل مؤخرا، وليس كله طبعا، لا يليق إطلاقا لا بالشعب الأردني ومؤسساته ولا برموز المقاومة وإنجازاتها، حيث راقبنا باهتمام ردة الفعل عند بعض الأوساط على ما يمكن وصفه باجتهاد خاطئ من جهة القيادي البارز في حركة حماس الدكتور خليل الحية.
لا يعرف من هاجموا خليل الحية من الأردنيين طوال الأسبوع الماضي، لماذا تجاهل الأردن الرسمي أثناء تقديم الشكر لنحو 15 دولة طبيعي القول إن بعضها فعلا وحقا لم يقدم ربع ما قدمه الأردن الذي نفهم من أركانه ومؤسساته أنه يتحرك في الفضاء الأخلاقي والسياسي نحو دعم أهل غزة بالغالي والنفيس، دون أدنى تفكير باستجلاب شكر وامتنان من أي جهة.
لا يعرف كثيرون ما هي الألغاز في ذكر الدكتور الحية بعض الدول لأن حركة حماس، وهذا ليس تبريرا لأحد قطعا، لديها حسابات وسياسات ومصالح مستقبلية، وتعرف ما الذي تفعله عندما يتعلق الأمر بمخاطبة دول وحكومات.
إحدى الدول على سبيل المثال قدمت جوازات سفر لمئات من أبناء حركة حماس وعائلاتهم، بعدما قرر الإسرائيلي مطاردتهم في كل مكان، ودول أخرى لديها جاهزية للعب دور بارز في خطط إعادة الإعمار.
لا يحتاج لا الأردن الرسمي ولا الشعبي للشكر والامتنان، لا من جهة الدكتور الحية ولا من جهة أي طرف آخر، فالشقيق لا يشكر شقيقه عندما يكون عنوان المعركة والمواجهة صراع الوجود مع عدو لا يرحم الشعبين.
وأبناء العائلة الواحدة شاء بعض المجتهدين أو بعض من لديهم موقف سلبي من أبناء المقاومة الفلسطينية وفصائلها، لا يتبادلون الشكر والثناء وبصورة علنية حصرا عندما يربطهم المصير الواحد.
لا مبرر بهذا المعنى لا للتشكيك ولا لتوجيه ألفاظ نابية بحق أصحاب الكرامة، ومن دفعوا دم أولادهم من أبناء المقاومة، وفلسطين نيابة عن الأمة القاعدة المتماسكة.
المسألة لا تتعلق بالمزايدة هنا، فيما بالمقابل لا يستطيع أي رمز في التمثيل السياسي في حركة حماس أو غيرها من المؤسسات والفصائل الفلسطينية إنكار الجهد العظيم والاستثنائي الذي قامت به وقدمته الدولة الأردنية في نصرة الأهل في غزة تحديدا رغم شح الإمكانات.
جيش الأردن هو الذي زرع 3 مستشفيات ميدانية للأهل في قطاع غزة وحاضنة المقاومة الشعبية أعرض بكثير مما يتصوره الآخرون
لا بد من تذكير بعض الرؤوس الساخنة في عمان بأن الاستقرار في الأردن والسلم الأهلي وصلابة الجبهة الداخلية من مقدسات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، ولعل الواجب يقتضي أن نشهد بذلك بعد ما سمعناه طوال الوقت من 9 أعضاء على الأقل في المكتب السياسي لحركة حماس.
ولا بد من تذكير بعض الرؤوس المشككة سواء في حركة حماس أو غيرها أن المزايدة على الموقف السياسي الأردني الرسمي ليست في مكانها.
الشعب الأردني صوت لأهل غزة في الانتخابات النيابية الأخيرة، وسمح له بذلك، وسواء افترض بعض المفترضين في المستوى الفلسطيني أم لم يفعل لا بد من التذكير بأن الطائرات العسكرية الأردنية هي أول من اخترق الحصار الإسرائيلي، والمؤسسة الدبلوماسية الأردنية قدمت مساهمة كبيرة وفاعلة في الاصطدام المباشر في العدوان وفضحه.
الأردنيون «النشامى» من أنبل شعوب الأرض وأكثرهم فروسية. موقعهم فقط في المقاطعة للمنتجات والسلع بعد 7 أكتوبر في الصدارة، والمملكة هي من أهم المتبرعين بالمساعدات المالية والعينية بالأرقام وحسب شهادة خالد مشعل.
وجيش الأردن هو الذي زرع 3 مستشفيات ميدانية للأهل في قطاع غزة، وحاضنة المقاومة الشعبية أعرض بكثير مما يتصوره الآخرون.
ثمة مسافات وفواصل نقترح على المشككين أحيانا باسم المقاومة الفلسطينية، أو غيرها تأملها والوقوف عندها.
السلطات في الأردن تجنبت مبكرا أي احتكاك أو تأثير على الحاضنة الاجتماعية والشعبية، والشارع الأردني هو الشارع العربي الوحيد الذي استمر مع الشعب اليمني في النزول إلى الشوارع، ومكاتب سفارة الكيان في عمان خاوية ولا تضيء فيها الكهرباء منذ 16 أكتوبر.
كل ذلك في إطار الواجب والإحساس العام للأردنيين بوحدة المصير والمواجهة.
ما كتبناه وقلناه ورددناه دوما على مسامع الحكومة الأردنية، هو أنها سياسيا ووطنيا ينبغي أن تراجع موقفها في ملف العلاقة الرسمية مع المقاومة، لكن التصريح الذي صدر عن أحد القياديين وتجاهل الدور الأردني انطلق من فكرة أن رئيس حركة حماس في غزة يشكر حصرا الدول التي تقيم علاقات رسمية مع الحركة من باب التوضيح والشرح فقط.
عتب بعض الفرسان النشامى في مكانه، والمسألة قد لا تتعلق بأكثر من اجتهاد في تصريح وما نقترحه الآن طي هذه الصفحة، بعدما خاطب الملثم أبو عبيدة وقبله كثر من قادة حماس الأردن بصيغة مباشرة في سياق الشكر والتقدير وإظهار الاحترام.
المزايدات يتوجب أن تقف ثم تفتح صفحة التباحث مع المقاومة، فآخر خلاصة شعب النشامى وحماس «حبايب» وفي القارب نفسه.
إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

نيسان ـ نشر في 2025-01-22 الساعة 08:33


رأي: بسام بدارين كاتب اردني

الكلمات الأكثر بحثاً