اتصل بنا
 

الفانوس والسارية

نيسان ـ نشر في 2025-01-31 الساعة 12:35

نيسان ـ يحكى أن إمبراطور الصين زار مدينة نيويورك - قبل الحرب العالمية الأولى - فبهرته أنوارها المتلألئة ليلًا، عند عودته استدعى رئيس وزرائه، وطلب إليه إنارة بكين كي تبدو كنيويورك، منارة مضيئة. قال الرئيس أن باستطاعة حكومته فعل ذلك، لكن الكلفة تُقدر بنحو مليون تايل - عملة الصين آنذاك-فأمره الإمبراطور بصرف المبلغ.
دعا رئيس الوزراء وزير الداخلية وكلفة بتنفيذ الأمر، وأعطاه نصف مليون، استقدم وزير الداخلية محافظ بكين، وسلمه ربع مليون، وتنقلت مهمة مشروع الإنارة من مسؤول إلى من هو أدنى منه، والمبلغ يقل شيئًا فشيئًا إلى أن وصل إلى مخاتير الحارات الذين أمروا المنادين لينادوا على السكان في كل الأزقة والأحياء على أنه يتوجب على كل مواطن تعليق مصباحًا فوق باب منزله، يضاء بالزيت فور غياب الشمس.
وذات ليله صعد الإمبراطور سطح قصره، فرأى عشرات آلاف المصابيح المنارة، فامتلأ صدره حبورًا واطمأن إلى أن أوامره نُفذت حرفيًا وامست بكين كما نيويورك.
تذكرت الحكاية أعلاه بعدما تيقنت من أن خبر- " إلزامية تهيئة المباني الجديدة المرخصة بوضع سارية علم أمام كل منزل أو مبنى" وأن الخبر عن حق وحقيق وليس من غلوشات الميديا... بل أن من مبررات ما سيصبح واقعًا، هو أن دول غربية وعلى رأسها أمريكا تفعل ذلك قانونيًا.
ولا أدري إن كان القرار سيشملنا نحن سكان الأبنية القديمة، بل شطح عقلي في طبيعة المعركة التي سنخوضها مع" أم دلال" مسؤولة عمارتنا إن هي فرضت علينا أتاوة جديدة للسارية، وارتفاعها ونوع معدنها وحجم العلم ومن المشرف على كل هذه العملية ؟! ... وكم المبلغ المفروض.. وأجرة العمال؟! ...علمًا منذ ثلاثة أشهر ونحن على وشك "التكافش" لاستكمال "لمة" لإصلاح "الأنتركم "وباب مدخل العمارة عقب تسلل لصًا إلى شقة محمود .... وكان الله بالسر عليم.

نيسان ـ نشر في 2025-01-31 الساعة 12:35


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً