المرء بين الهوى والرّضا شعر صالح محمّد جرّار
نيسان ـ البريد الالكتروني للشاعر: Salehjarrar1931@yahoo.com ـ نشر في 2015-12-08 الساعة 20:38
إنّ الـسّـكينة , يــا أخــي, ثـمرُ الـرّضا ... لا أن نـسـيـر بـأمـر شـيـطان الـهـوى
فالله كــــرّمـــنـــا بــــعـــقـــلٍ نـــــيّـــــرٍ ... وهــو الـمـنار مُـبَـدّداً غـسَقَ الـدُّجى
بـــل إنّ هــذا الـعـقلَ يَـرْشُـدُ بـالـذي ... أوحــــاهُ ربّــــي لـلـنّـبيّ الـمـصـطفى
فـبـوحْي ربّـي يـهتدي هـذا الـنّهى ... ويـبينُ حـقٌّ مثل شمسٍ في السّما
لـــكــنّ شــيــطـان الــغــوايـة رافـــــعٌ ... عـلَمَ الـغرور لـكي يُـنَسِّي المُنتهى
ويُـحَـكّمُ الـشّـهواتِ ، يـفـرش دربَـنـا ... بـبـهـارجٍ لـمَـعَتْ لـيـسحرَ مَــن غــوى
وبــنــور وحــــيٍ واحــتـكـامٍ لـلـنُّـهى ... نـنـفي الـغـرورَ ، نـدسّه تـحت الـثّرى
والــويـل كــلّ الـويـل إذ مــا حُـكّـمَتْ ... أهـواؤنا فـهي الـسّبيل إلـى الرَّدى
لا لــــن نــــذوقَ سـكـيـنةً وســعـادةً ... فـي ظلّ جامحة العواطف والهوى
وإذا الــغـريـزةُ والـعـواطـف ســيَّـرَتْ ... سُـفـنَ الـحـياة فــلا نـجاة ولا هـدى
فــبــطـونُ حــيــتـان الــبــحـار قــرارُنــا ... لا حوت يونُسَ إذ رعى مَن قد حوى
فـــدعـــا الإلــــــه بــظـلـمـةٍ وغــيــابـةٍ ... حـتّـى انـتهى كـرْبُ الـنّبيّ الـمُبتَلَى
لا تــرشُـدُ الـنّـفسُ الـغـويّةُ بـالـهوى ... فـرشـادُها الـتّـقوى وأنــوارُ الـهُـدى
لا تُـنصتوا لـلنّفس أو وحـيِ الهوى ... فـلـطالما شـقـي ابــنُ آدمَ بـالـهوى
ولـطـالـما الـشّـيـطانُ غـــرّر بـالـفتى ... حـتّى هـوى فـي جـوف نارٍ واكتوى
فــتـبـرّأ الـشّـيـطانُ مــنـه مُـقـهْـقهاً ... أمّـــا الــغـويَّ فــمـا لـــهُ إلاّ الـلـظـى
* * * ... * * *
يـــــا ربّ فـــاهــدِ قـلـوبـنـا وعـقـولَـنـا ... وقـنـا الـشّـرورَ ، إلـهـنا ، يـا مُـرْتَجَى
وبــحــبّـك الــمـخـتـارَ هــــادي ركــبـنـا ... أنــزلْ سـكـينتَك الّـتـي تـهـبُّ الـرّضـا
فــنـعـيـش عــمــراً هــانـئـاً ومــبـاركـاً ... حــتّـى نُـغَـيبَ تـحـت أطـبـاق الـثـرى