طلب يكتب: الرد على ترامب والاستدارة نحو اوروبا .. الحكمة والدلالات !!
نيسان ـ نشر في 2025-02-03 الساعة 09:37
نيسان ـ منذ ترشح دونالد ترامب للانتخابات مقابل كاملا هاريس كتبت عدة مقالات استشرفت فيها مخاطر عودة هذا الرجل لرئاسة القوة الاعظم في هذا العالم ومن ابرز تلك المقالات مقال ( دبلوماسية الكذب ... في انتظار ترامب ) بتاريخ 9/ 9/ 2024 والمقال الثاني ( ترامب والانجيليون مرة ثانية ) بتاريخ 11/ 11/ 2024 وفي المقالين وغيرهما حذرت من عودة ترامب والاثار الخطيرة على الشرق الاوسط نظرا للتاثير الكبير للمسيحية الصهيونية " الانجيليون او الانجيلكيون " على عقل وسلوك ترامب بسبب دورهم في نجاحه في الرئاسة الاولى و رئاسته الثانية ومعتقداتهم في ضرورة دعم اسرائيل من اجل اعادة بناء الهيكل الثالث الذي سيسرع بعودة السيد المسيح .
نوايا هذه الادارة وسلوكها السلبي ولا اريد استخدام كلمة معادي تجاه الاردن والقضية الفلسطينية ظهر مبكرا وان اعتقد البعض ان وقف اطلاق النار في غزة كان توجها ايجابيا نحو الشعب الفلسطيني وحقوقه فيما كان عمليا خطوة تكتيكية مدروسة لاغلاق ملف غزة مؤقتا من اجل الاستدارة الى ملف الضفة الغربية واطلاق يد حكومة نتنياهو في " القضاء " على المقاومة والبدء بمشاريع استيطان كبرى وضم الضفة الغربية لاسرائيل تنفيذا لوعد ترامب لمريام شيلدون اديلسون التى تبرعت بـ 92 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية ( مريام ادلسون ارملة شيلدون ادلسون الملياردير اليهودي – الاميركي الملقب بملك القمار والذي يملك اكبر نوادي للقمار في العالم وصديق ترامب)، فوقف اطلاق النار الهش في غزة ووفق مخطط ترامب هو توطئة لبرنامج التهجير لاهالي غزة والضفة والذي اعلن بصورة صريحة وواضحة ، ومن بين الاخطاء الكبرى التى ارتكبها الرئيس ترامب هو ذلك التهديد المبطن الذي ربط فيه وقف المساعدات الاميركية للاردن مع الاستعداد من عدمه لقبول تهجير الفلسطينيين الى الاردن من غزة او الضفة ، وهو ما دفع جلالة الملك الى الرد بصورة عملية على هذا المخطط وذلك باستنهاض العلاقات التاريخية والعميقة بين الاردن واوروبا و الذهاب الى بروكسل وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الاوروبي للتعويض عن المساعدات الاميركية بثلاثة مليارات يورو خلال عامين وهنا علينا التوقف عند عدة نقاط غاية في الاهمية ابرزها ان الاتحاد الاوروبي هذا العملاق الاقتصادي والسياسي لم يدر ظهره للاردن في لحظة تاريخية وفارقة من العلاقة المتشنجة بين الاتحاد الاوروبي وترامب شخصيا ، و اتفاق الشراكة الاستراتيجي هذا يعكس عدة اعتبارات وهي :
اولا : الثقة بجلالة الملك كشخص وكقائد لمنظومة حكم اردنية فاعلة ومؤثرة وهو امر في غاية الاهمية لدي الاتحاد الاوروربي .
ثانيا : الاستثمار بالاردن واستقراره الممتد عبر اكثر 104 عاما والاستثمار في كون الاردن عبر هذا الزمن الطويل لم يكن في يوم من الايام او حقبة من حقب المنطقة مصدرا للازمات بل على العكس كان على الدوام عاملا اساسيا في اطفاء حرائق الاقليم وعاملا اساسيا في حل عقده سواء اكانت سياسية او انسانية .
ثالثا : الثقة بالاردن كمخزون للطاقات البشرية الكفوءة والمتمرسة وهو ما يؤهله للشراكة مع اوروبا في بناء مشاربع ذات طابع تقني في مجالات الذكاء الصناعي والتفكير الابداعي وغيرها من المجالات .
والسؤال المطروح الان ما هو رد فعل ادارة ترامب على خطوة الاردن هذه التى تعد بمثابة رد سريع وقوي على رغبة ترامب في تحويل التحالف الاستراتيجي الاميركي مع الدولة الاردنية المعقود منذ خمسينيات القرن الماضي الى علاقة " ذيلية " و " تبعية " فقط ؟
في الجواب اقول من المتوقع ان يقوم بتخفيض المساعدات الأميركية المعتادة والمقررة بعد التسعين يوما وربما يفرض قيودًا على القروض أو المساعدات الدولية عبر المؤسسات التي تهيمن عليها واشنطن، مثل صندوق النقد الدولي وكذلك على الاستثمارات الأميركية في الأردن أو يُعقّد التعاون الاقتصادي الثنائي، وليس مستبعدا ان يوجه انتقادات علنية للأردن عبر تغريدات أو خطابات، مما يؤثر على العلاقة الثنائية وعلى صورة الاردن لدى حلفاء واشنطن في العالم ، ومن الخطوات المتوقعة ايضا ممارسة الضغوط على الدول الخليجية للحد او لوقف اشكال الدعم المالي للاردن ووقف الاستثمارات المستقبلية فيه ، وبكل تاكيد سيلجأ الى ربط الدعم الأميركي مستقبلا بمواقف أردنية أكثر انسجامًا مع السياسات الأميركية في قضايا مثل العلاقة مع إسرائيل أو القضية الفلسطينية .
الاستدارة الملكية نحو اوروبا مهمة للغاية لكن من المهم ايضا الاستعداد ومن الان لردود فعل ترامب واداراته والتحوط بشانها .
نوايا هذه الادارة وسلوكها السلبي ولا اريد استخدام كلمة معادي تجاه الاردن والقضية الفلسطينية ظهر مبكرا وان اعتقد البعض ان وقف اطلاق النار في غزة كان توجها ايجابيا نحو الشعب الفلسطيني وحقوقه فيما كان عمليا خطوة تكتيكية مدروسة لاغلاق ملف غزة مؤقتا من اجل الاستدارة الى ملف الضفة الغربية واطلاق يد حكومة نتنياهو في " القضاء " على المقاومة والبدء بمشاريع استيطان كبرى وضم الضفة الغربية لاسرائيل تنفيذا لوعد ترامب لمريام شيلدون اديلسون التى تبرعت بـ 92 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية ( مريام ادلسون ارملة شيلدون ادلسون الملياردير اليهودي – الاميركي الملقب بملك القمار والذي يملك اكبر نوادي للقمار في العالم وصديق ترامب)، فوقف اطلاق النار الهش في غزة ووفق مخطط ترامب هو توطئة لبرنامج التهجير لاهالي غزة والضفة والذي اعلن بصورة صريحة وواضحة ، ومن بين الاخطاء الكبرى التى ارتكبها الرئيس ترامب هو ذلك التهديد المبطن الذي ربط فيه وقف المساعدات الاميركية للاردن مع الاستعداد من عدمه لقبول تهجير الفلسطينيين الى الاردن من غزة او الضفة ، وهو ما دفع جلالة الملك الى الرد بصورة عملية على هذا المخطط وذلك باستنهاض العلاقات التاريخية والعميقة بين الاردن واوروبا و الذهاب الى بروكسل وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الاوروبي للتعويض عن المساعدات الاميركية بثلاثة مليارات يورو خلال عامين وهنا علينا التوقف عند عدة نقاط غاية في الاهمية ابرزها ان الاتحاد الاوروبي هذا العملاق الاقتصادي والسياسي لم يدر ظهره للاردن في لحظة تاريخية وفارقة من العلاقة المتشنجة بين الاتحاد الاوروبي وترامب شخصيا ، و اتفاق الشراكة الاستراتيجي هذا يعكس عدة اعتبارات وهي :
اولا : الثقة بجلالة الملك كشخص وكقائد لمنظومة حكم اردنية فاعلة ومؤثرة وهو امر في غاية الاهمية لدي الاتحاد الاوروربي .
ثانيا : الاستثمار بالاردن واستقراره الممتد عبر اكثر 104 عاما والاستثمار في كون الاردن عبر هذا الزمن الطويل لم يكن في يوم من الايام او حقبة من حقب المنطقة مصدرا للازمات بل على العكس كان على الدوام عاملا اساسيا في اطفاء حرائق الاقليم وعاملا اساسيا في حل عقده سواء اكانت سياسية او انسانية .
ثالثا : الثقة بالاردن كمخزون للطاقات البشرية الكفوءة والمتمرسة وهو ما يؤهله للشراكة مع اوروبا في بناء مشاربع ذات طابع تقني في مجالات الذكاء الصناعي والتفكير الابداعي وغيرها من المجالات .
والسؤال المطروح الان ما هو رد فعل ادارة ترامب على خطوة الاردن هذه التى تعد بمثابة رد سريع وقوي على رغبة ترامب في تحويل التحالف الاستراتيجي الاميركي مع الدولة الاردنية المعقود منذ خمسينيات القرن الماضي الى علاقة " ذيلية " و " تبعية " فقط ؟
في الجواب اقول من المتوقع ان يقوم بتخفيض المساعدات الأميركية المعتادة والمقررة بعد التسعين يوما وربما يفرض قيودًا على القروض أو المساعدات الدولية عبر المؤسسات التي تهيمن عليها واشنطن، مثل صندوق النقد الدولي وكذلك على الاستثمارات الأميركية في الأردن أو يُعقّد التعاون الاقتصادي الثنائي، وليس مستبعدا ان يوجه انتقادات علنية للأردن عبر تغريدات أو خطابات، مما يؤثر على العلاقة الثنائية وعلى صورة الاردن لدى حلفاء واشنطن في العالم ، ومن الخطوات المتوقعة ايضا ممارسة الضغوط على الدول الخليجية للحد او لوقف اشكال الدعم المالي للاردن ووقف الاستثمارات المستقبلية فيه ، وبكل تاكيد سيلجأ الى ربط الدعم الأميركي مستقبلا بمواقف أردنية أكثر انسجامًا مع السياسات الأميركية في قضايا مثل العلاقة مع إسرائيل أو القضية الفلسطينية .
الاستدارة الملكية نحو اوروبا مهمة للغاية لكن من المهم ايضا الاستعداد ومن الان لردود فعل ترامب واداراته والتحوط بشانها .
نيسان ـ نشر في 2025-02-03 الساعة 09:37
رأي: رجا طلب