اتصل بنا
 

صناعة التطبيقات: منجم ذهب للرياديين الأردنيين لتحقيق العالمية

نيسان ـ نشر في 2015-12-08 الساعة 23:16

x
نيسان ـ

في الوقت الذي يجدّ فيه الكثير من الشباب الأردني في العمل ضمن صناعة تطبيقات الهواتف الذكية (Mobile Apps)، من خلال شركات ريادية تسعى إلى النمو والبحث عن فرص كبيرة أتاحتها هذه الصناعة مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية، إلا أن خبراء في قطاع تقنية المعلومات وضعوا شروطا ومواصفات لنجاح هذه التطبيقات وجذبها لأكبر عدد من المستخدمين محليا وعربيا وعالميا.

وأكد الخبراء أن نجاح التطبيقات يعتمد على عوامل تتعلق بالريادي أو صاحب الشركة والذي يجب أن يمتلك الخبرة الكافية في العمل والتجاري والتسويق، ومقدرته على تبني نماذج أعمال مولدة للإيرادات لمواصلة النمو والتوسع، وأن لا يكتفي صاحب التطبيق بالاعتماد كليا في عمله على خبرته في البرمجة فقط.

ومن جهة أخرى، أشار الخبراء إلى اهمية ان يحمل التطبيق الذي يسعى الريادي لإنتاجه بعض صفات منها ان يبرمج ويصمم ليستخدم بسهولة من قبل المستخدم، وأن يحلّ مشكلة أو يسدّ حاجة في مجتمع مستخدمي الهواتف الذكية الذي يتجاوز عددهم اليوم حول العالم الملياري مستخدم، فيما تظهر الأرقام المحلية أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في الأردن تتجاوز الـ70 % من إجمالي مستخدمي الهواتف المتنقلة.

ويمكن تعريف تطبيقات الهواتف الذكية (Mobile Apps) بأنها عبارة عن برامج تعمل على الهواتف الذكية، وهي تحوي محتوى مصمّم لسد حاجة معيّنة لدى المستخدم، أو تلبية خدمة معيّنة، حيث يجري تحميل التطبيق على الأجهزة الذكية من المتاجر الإلكترونية المعتمدة للشركات المشرفة على أنظمة تشغيل هذه الهواتف، مثل متجر أبل "اب ستور" لأجهزة الآيفون، او متجر جوجل "جوجل بلايه" لأجهزة الأندرويد، وغيرها من المتاجر، حيث يمكن تحميلها من هذه المتاجر مباشرة دون الحاجة لمعرفة التفاصيل التقنية لتثبيت البرامج كما كان الحال على اجهزة الحاسوب الشخصي.

وقال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "ياقوت" - المالكة لتطبيق يمثل متجراً للكتب الالكترونية على الاجهزة الذكية - عمّار مرداوي، ان هنالك نماذج كثيرة لشركات اصبحت تولّد عائدات هائلة ونموذج عملها يعتمد كليّا على التطبيق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: "الواتساب"، "الانستجرام"، "السنابتشات"، و"أوبر".

وأضاف مرداوي: "يعتمد معظم مستخدمي الإنترنت في الوقت الراهن على التطبيقات في تلبية رغباتهم وحوائجهم أكثر من المواقع الإلكترونية التقليدية، ما دفع باتجاه تفوق صناعة التطبيقات".

وأوضح "أن التطبيقات هي القيمة المضافة التي تجعل من جهازك المستخدم (هاتفا ذكيا)، ووفقا للإحصاءات الأخيرة، تبيّن أن الناس يقضون أوقاتا أطول على التطبيقات من تلك الأوقات التي يقضونها أمام شاشات التلفاز، وقبل عقود بقي التلفاز منذ بدايات انتشاره الوسيلة الإعلامية الأكثر رواجا دون منافس، ولكن الآن ومع انتشار الهواتف الذكية على نحو واسع، تُعد التطبيقات الوسيط الأمثل للوصول إلى شريحة أوسع من الزبائن، ممّا يفسح المجال لمبتكري التطبيق لأن يؤسسوا شركات ناجحة جدّا".

وأكد مرداوي قائلا: "إن التطبيقات تُعد فرصة غير اعتيادية ينبغي استثمارها، حيث سجّل الأردن وبلدان المنطقة العربيّة معدّلا عاليا في استخدام الهواتف الذكية، يتعدّى المعدّل العالمي، وهنالك الكثير من جوانب حياتنا التي تساعدنا فيها التطبيقات، وكل منها يمثّل فرصة بحد ذاتها. خلافا لأي قطاع معروف، فقط في قطاع التطبيقات يمكن أن يلتقي شابان بفكرة إبداعية معيّنة، دون الحاجة لمكتب أو معدّات مكلفة، ويصمّمان سويا تطبيقا بإمكانه أن يتحوّل لمشروع يجلب ايرادات هائلة خلال شهور معدودة، قريبا سننظر لهذه الأيام بعين الحسرة فيما لو لم نستغل فرص العصر الذهبي لمستخدمي الإنترنت".

وعن مواصفات التطبيق الناجح قال الخبير التقني عبدالمجيد شملاوي إنه يجب ان يتميز بالسهولة في الاستخدام وبشكل يلائم وعي وثقافة معظم شرائح المستخدمين، فضلا عن أهمية معالجة التطبيق لمشكلة موجودة في المجتمع أو يسد حاجة لدى المستخدمين، وقال: "الحل الذي يقدّمه التطبيق يجب أن يكون مميّزا ويغيّر بشكل جذري كل شيء يتعلّق بطبيعة المشكلة".

وأكد شملاوي أن الشركات العالمية والتوجه العالمي للقطاع يعتمد اليوم على تطبيقات الهواتف اكثر من الإنترنت والحواسيب، وذلك للوصول إلى تلك الشريحة الكبيرة المتنامية المتواجدة على منصات الهواتف الذكية، ولذلك نجد الكثير من الشركات - التي بدات بنجاح عبر المواقع الالكترونية والانترنت - توجهت لإنتاج تطبيقات للهواتف الذكية لخدماتها والمنتجات التي تقدمها.

وأشار شملاوي إلى أهمية مواكبة التكنولوجيا والتوجهات العالمية بالنسبة للرياديين الأردنيين وخصوصا مع تطور البنية التحتية للانترنت عريض النطاق والذي يعتبر عمودا رئيسيا لتاسيس صناعة تطبيقات ناجحة، فيما يجب العمل على مواءمة التشريعات الحكومية لدعم هذه الصناعة، مؤكدا أهمية الخطوة الحكومية الأخيرة لإدراج القطاع ضمن الأنشطة المستفيدة من قانون الاستثمار ومنها نشاط أو قطاع التطبيقات.

إلى ذلك قال مرداوي: "ان قطاع التطبيقات لا يقف بمفرده، بل يشكّل جزءا من قطاع مستخدمي الانترنت. فلو نظرنا إلى الدول التي يزدهر فيها قطاع الشبكة الالكترونية، سنلاحظ تلك العلاقة الوثيقة التالية: كلّما تقلّص حجم التدخّل الحكومي، وعدد القوانين والتشريعات الناظمة، تحسّن أداء القطاع. كل ما نحتاجه من الحكومة هو أن تفسح المجال لنا لنجعل الأردن مركز قطاع مستهلكي الانترنت للمنطقة".

وبلغة الارقام هنالك ما يقارب 1.5 مليون تطبيق متوفّر على متجر "آبل"، و1.6 مليون تطبيق على متجر "الأندرويد" الخاص بجوجل، ويمكن القول بانه يتوفّر الآن تطبيق لكل شيء، فثمّة تصنيفات متعدّدة للتطبيقات تشمل الألعاب، الإنتاجيّة، التواصل وتصنيفات أخرى، كما ان هناك نسبة قليلة من التطبيقات لا تحتاج للاتصال مع الانترنت، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه ليس بالامكان استخدام باقي التطبيقات من دون انترنت.

الى ذلك، قال مؤسس والمدير التنفيذي لشركة "أبجر" - المالكة لتطبيق "محرابي"، أسامة خليفة، بأن هناك فرصة حقيقية لصناعة التطبيقات في الأردن، سواء الآن أو في المستقبل، فهذه الصناعة تتميز بعدة أمور: أولا، ليس بحاجة لرأس مال كبير، وثانيا، من الممكن الوصول من خلالها لأسواق عالمية بسهولة دون تعقيدات الشحن والتوزيع وغيرها، وثالثا، هناك بيئة مساعدة (echo system) مناسبة لهذه الصناعة سواء من حيث الكفاءات أو الخبرات أو المؤسسات الداعمة وحاضنات الأعمال الخ.

ولكنه أردف قائلا: "من واقع خبرتي في هذا المجال فأنا أنصح أن يكتسب الشباب بعض الخبرة قبل استقلالهم بأعمالهم الخاصة وذلك لأن الكثير يخلط بين برمجة التطبيق وتشغيله، فحتى لو امتلكت خبرة البرمجة فأنت بحاجة لخبرة الإدارة والتسويق وغيرها لتشغيل عملك بناء على هذا التطبيق الذي برمجته".

وأشار إلى أن أكبر تحد يمكن أن يواجه الرياديين في صناعة تقنية المعلومات وتطبيقات الهواتف هي التمويل والحصول على الاستثمارات والدعم في التأسيس او في مراحل التوسع.

ويرى خليفة أن النجاح في التطبيقات يقاس بطريقتين رئيستين: الأولى عدد المستخدمين، والثانية تحقيق الهدف الذي أنشئ من أجله، وغالبا ما يكون هدفا ربحيا، وفي الحقيقة لا يوجد أرقام عالمية محددة لأي من هذين المقياسين، والمهم في أعداد المستخدمين هو التزايد الطردي لهم مع الوقت ومدة استخدامهم للتطبيق بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري.

وهناك أكثر من جانب يمكن من خلاله تصنيف التطبيقات، فمن جهة المستخدمين المستهدفين، تنقسم التطبيقات إلى تطبيقات للعامة (B2C) وتطبيقات للشركات (B2B)، ولكل منها خصائصها وأسلوبها في تحقيق الدخل، كما يمكن تصنيف التطبيقات من حيث حاجتها للإنترنت إلى تطبيقات متصلة (online) وتطبيقات غير متصلة (Offline)، ويمكن لنفس التطبيق أن يوفر خاصية العمل في غياب الانترنت، فمثلا تطبيقات أوقات الصلاة كثير منها يعمل دون الحاجة للانترنت، ولكن هناك البعض الآخر منها يحتاج للإنترنت، ومن الممكن تصنيف التطبيقات حسب موضوعها أيضا، فهناك تطبيقات تعليمية وأخرى للمتعة وأخرى للتواصل الاجتماعي وأخرى للأخبار وهكذا.

نيسان ـ نشر في 2015-12-08 الساعة 23:16

الكلمات الأكثر بحثاً