كلام في خطة ترامب
نيسان ـ نشر في 2025-02-10 الساعة 11:47
نيسان ـ هذه التصريحات تعكس عدم فهمه لطبيعة الصراع، فالناس في غزة يموتون لأنهم يرفضون التخلي عن أرضهم أو مغادرة منازلهم- طلال عوكل، كاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية.
لكل رئيس أمريكي لقب يشتهر به؛ فكان لقب نيكسون «ديك الماكر»، بينما عُرف كلينتون بـ»ويلي الماكر». أما بايدن، فلقبه الذي يعرفه الجميع هو «جو الإبادة الجماعية». ترامب، بدوره، يسعى للحصول على لقب مثل «رجل السلام» أو «البطل» أو «العظيم»، ولذلك من المؤكد أنه لن يكمل ما بدأه سلفه بايدن في تنفيذ الإبادة الجماعية، إذ لن يمنحه ذلك جائزة نوبل التي يتوق إليها بشدة. بل يريد أن يُذكر كرئيس نجح في حل القضية الفلسطينية، وبالتالي لن يُقدم على إجبار الغزيين على الهجرة بالقوة.
كل ما يهم ترامب هو الإشادة به كرئيس عبقري ومخلّص. كل ما يفعله يصب في تحسين سيرته الذاتية وإرثه السياسي.
قبل وصوله إلى البيت الأبيض، أوقف ترامب الإبادة الجماعية في غزة، ثم استدعى نتن ياهو إلى واشنطن مجددًا وأمره بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الهدنة. بعد ذلك، فجّر قنبلته بحضور نتن ياهو، حيث عرض خطته لتحويل القطاع إلى «ريفيرا الشرق الأوسط» وتهجير 1.5 مليون غزيّ إلى الأردن ومصر، بحجة انتظار إعادة إعمار غزة، مع احتمال أن يكون التهجير طويل الأمد أو مؤقتًا. وقد استقبل الصهاينة هذه الخطة بالترحيب والتأييد.
كما طرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، مما يعني أن القرار في القطاع لن يكون بيد نتن ياهو، بل بيد ترامب نفسه. وبذلك، كان قراره عمليًا إيقاف الإبادة الجماعية، ثم إدخال المساعدات إلى القطاع بسخاء.
تمثل خطة ترامب انقلابًا على السياسة الأمريكية في المنطقة. كما أنها تثير مخاوف أخلاقية وقانونية عميقة.
لكن نتن ياهو سيبذل كل جهده لإفشال الهدنة الثانية، وسيفرض عشرات العقبات، من بينها الادعاء بأن حماس تعيق خروج الغزيين من القطاع، واشتراط إقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات داخل رفح، أو الإصرار على استبعاد حماس بالكامل من المشهد السياسي في غزة.
ومن الصعب التنبؤ بكيفية تنفيذ خطة ترامب، إذ تواجه معارضة شديدة من الدول العربية ورفضًا حتى من أقرب حلفائه، فضلًا عن التحديات اللوجستية والسياسية التي تعترضها. كما بدأت ردود الفعل تجاه الخطة تفتر، وسط شكوك متزايدة حول مدى جدية ترامب في تنفيذها، بما في ذلك داخل إدارته نفسها، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
تتضارب الروايات حول مصدر الفكرة، إذ تشير بعض التقارير إلى أن الخطة لم تكن من بنات أفكار ترامب، بل كانت من تخطيط نتن ياهو، بينما يرى آخرون أن صهره، جاريد كوشنر، هو صاحب الفكرة، حيث يسعى لتطوير شواطئ غزة بعدما استثمر في شركات تطوير عقاري إسرائيلية.
من وجهة نظري، كان طرح هذه الخطة بمثابة مقايضة مع نتن ياهو، حيث جرى تقديمها كعرض لوقف الحرب مقابل منحه العديد من التنازلات التي تخدم أهداف الصهاينة وتساعد في منع انهيار حكومته. لذلك، لم يكن مفاجئًا أن يصرّح ترامب لاحقًا بأنه لا داعي للاستعجال في تنفيذ خطته.
ولنتذكر أن ترامب سبق أن طرح خطة مشابهة في قمة سنغافورة عام 2018، عندما التقى بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث عرض مقاطع فيديو دعائية تصوّر مستقبلًا مشرقًا لكوريا الشمالية إذا وافقت على نزع سلاحها النووي. آنذاك، استخدم وصفًا مشابهًا لما قاله عن غزة، حيث صرّح: «لدى كوريا الشمالية موقع مذهل. يمكنها أن تكون واحدة من القوى الاقتصادية العظمى في العالم. تخيّلوا منتجعات جميلة وشواطئ رائعة، حيث يمكن للعالم أن يأتي ويستثمر.»
وفي تصريح آخر، أشار إلى الإمكانيات العقارية قائلاً: «انظروا إلى تلك الشواطئ... لا بد أن الجميع يتحدث عنها، أليس كذلك؟ يمكنكم رؤية الكثير من العقارات المطلة على البحر هناك.».
وانتهت خطته تلك، تمامًا كما ستنتهي خطة ترحيل أهلنا في غزة.
لكل رئيس أمريكي لقب يشتهر به؛ فكان لقب نيكسون «ديك الماكر»، بينما عُرف كلينتون بـ»ويلي الماكر». أما بايدن، فلقبه الذي يعرفه الجميع هو «جو الإبادة الجماعية». ترامب، بدوره، يسعى للحصول على لقب مثل «رجل السلام» أو «البطل» أو «العظيم»، ولذلك من المؤكد أنه لن يكمل ما بدأه سلفه بايدن في تنفيذ الإبادة الجماعية، إذ لن يمنحه ذلك جائزة نوبل التي يتوق إليها بشدة. بل يريد أن يُذكر كرئيس نجح في حل القضية الفلسطينية، وبالتالي لن يُقدم على إجبار الغزيين على الهجرة بالقوة.
كل ما يهم ترامب هو الإشادة به كرئيس عبقري ومخلّص. كل ما يفعله يصب في تحسين سيرته الذاتية وإرثه السياسي.
قبل وصوله إلى البيت الأبيض، أوقف ترامب الإبادة الجماعية في غزة، ثم استدعى نتن ياهو إلى واشنطن مجددًا وأمره بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الهدنة. بعد ذلك، فجّر قنبلته بحضور نتن ياهو، حيث عرض خطته لتحويل القطاع إلى «ريفيرا الشرق الأوسط» وتهجير 1.5 مليون غزيّ إلى الأردن ومصر، بحجة انتظار إعادة إعمار غزة، مع احتمال أن يكون التهجير طويل الأمد أو مؤقتًا. وقد استقبل الصهاينة هذه الخطة بالترحيب والتأييد.
كما طرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، مما يعني أن القرار في القطاع لن يكون بيد نتن ياهو، بل بيد ترامب نفسه. وبذلك، كان قراره عمليًا إيقاف الإبادة الجماعية، ثم إدخال المساعدات إلى القطاع بسخاء.
تمثل خطة ترامب انقلابًا على السياسة الأمريكية في المنطقة. كما أنها تثير مخاوف أخلاقية وقانونية عميقة.
لكن نتن ياهو سيبذل كل جهده لإفشال الهدنة الثانية، وسيفرض عشرات العقبات، من بينها الادعاء بأن حماس تعيق خروج الغزيين من القطاع، واشتراط إقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات داخل رفح، أو الإصرار على استبعاد حماس بالكامل من المشهد السياسي في غزة.
ومن الصعب التنبؤ بكيفية تنفيذ خطة ترامب، إذ تواجه معارضة شديدة من الدول العربية ورفضًا حتى من أقرب حلفائه، فضلًا عن التحديات اللوجستية والسياسية التي تعترضها. كما بدأت ردود الفعل تجاه الخطة تفتر، وسط شكوك متزايدة حول مدى جدية ترامب في تنفيذها، بما في ذلك داخل إدارته نفسها، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
تتضارب الروايات حول مصدر الفكرة، إذ تشير بعض التقارير إلى أن الخطة لم تكن من بنات أفكار ترامب، بل كانت من تخطيط نتن ياهو، بينما يرى آخرون أن صهره، جاريد كوشنر، هو صاحب الفكرة، حيث يسعى لتطوير شواطئ غزة بعدما استثمر في شركات تطوير عقاري إسرائيلية.
من وجهة نظري، كان طرح هذه الخطة بمثابة مقايضة مع نتن ياهو، حيث جرى تقديمها كعرض لوقف الحرب مقابل منحه العديد من التنازلات التي تخدم أهداف الصهاينة وتساعد في منع انهيار حكومته. لذلك، لم يكن مفاجئًا أن يصرّح ترامب لاحقًا بأنه لا داعي للاستعجال في تنفيذ خطته.
ولنتذكر أن ترامب سبق أن طرح خطة مشابهة في قمة سنغافورة عام 2018، عندما التقى بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث عرض مقاطع فيديو دعائية تصوّر مستقبلًا مشرقًا لكوريا الشمالية إذا وافقت على نزع سلاحها النووي. آنذاك، استخدم وصفًا مشابهًا لما قاله عن غزة، حيث صرّح: «لدى كوريا الشمالية موقع مذهل. يمكنها أن تكون واحدة من القوى الاقتصادية العظمى في العالم. تخيّلوا منتجعات جميلة وشواطئ رائعة، حيث يمكن للعالم أن يأتي ويستثمر.»
وفي تصريح آخر، أشار إلى الإمكانيات العقارية قائلاً: «انظروا إلى تلك الشواطئ... لا بد أن الجميع يتحدث عنها، أليس كذلك؟ يمكنكم رؤية الكثير من العقارات المطلة على البحر هناك.».
وانتهت خطته تلك، تمامًا كما ستنتهي خطة ترحيل أهلنا في غزة.
نيسان ـ نشر في 2025-02-10 الساعة 11:47
رأي: اسماعيل الشريف