اتصل بنا
 

عن أحقادهم ودورنا

قاص واعلامي اردني

نيسان ـ نشر في 2025-02-11 الساعة 16:57

نيسان ـ قد تكون غزّة في وارد العودة للمواجهة المسلحة الدامية، فماذا نحن فاعلون؟
قد يكون العدوّ الصهيونيّ وصل إلى مرحلة اللاعودة عند الحديث حول موجبات تعريفه عن نفسه، وإظهار وجهه الفاشستيّ النازيّ الحقيقيّ، فماذا نحن فاعلون؟
قد تكون أعراض اللاسوية الصحية وصلت عند ترامب مرحلة الاستفحال والحاجة للعزل نحو الحَجْر الطبيّ، فماذا نحن فاعلون؟
قد يكون التطرّف تغلغل على غفلة منّا ومن العالم مخلخلًا كل مداميك كيانيّة المحتل الذي يسرق أرضنا وسماءنا وبحرنا وبرّنا، فماذا نحن فاعلون؟
قد يكون كل ما يحتاجه العدو الغاشم لكي ينهار (دفْشة/ قشّة) تقصم ظهره، وتؤدي إلى انهياره الكلّيّ الكلّيانيّ، مهرمسةً أركان وجوده الزائف، مهتّكة عِرض غطرسته، مفتّتةً صلابةَ شروره، معطّلةً دواليب استنجاده بغيرِه، غارسةً غِمدها في إِسْتِ بنيانهِ المتداعي، كاشفةً زيف العِقد الدوليّ الذي يدلّله أكثر بكثير مما يدينه، ويدعمه أكثر بكثيرٍ مما يضيّق عليه، واضعةً الأمّتيْن العربية والإسلامية عند استحقاقات واجباتها الوجودية الأخلاقية القيمية القانونية الديبلوماسية السياسية العسكرية القومية الدينية...
أمام كل هذا وذاك: ما الذي لم نفعله بعد 500 يومِ عدوانٍ إجراميٍّ وإبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيّ، وصار من الواجب علينا أن نفعله. فالعودة للمواجهة تختلف عن انطلاقها، وهي تحمل في بذورها أبعادًا مصيرية، وجودية، جذرية، اجتثاثية، لا تشبه، ولا بأي شكل من الأشكال، كل ما سبقها. وهي مصيرية عند الحديث عن أنظمةٍ نالت مشروعيتها كل الأعوام الماضية من صمت شعوبها عليها، ولا أحسبه صمتًا سوف يطول. وأسّست مفردات حكمها على دعم غربيٍّ امبرياليٍّ لا أرى أنه هذه المرّة سيواصل الدعم من دون أخذ مقابلات محرجةٍ إلى أبعد الحدود. محرجاتٌ كاشفةٌ فاضحةٌ إمّا أن تنساق أنظمتنا نحوها، أو تنزع عنها، وإلى الأبد، أرديةَ الذل والعار والهوان والاستكانة والخيانة. محرجاتٌ لن تسمح لها، ولا بأي شكل من الأشكال، إمكانية مواصلة حكمها من دون قتل كثير، وديكتاتورية أين منها ديكتاتورية آل الأسد، واعتماد كامل على دعم الغرب الاستعماريّ، علمًا أنه دعم ولا مرّة كان من دون مقابل.
نحن أمام لحظة مصيرية حاسمة قاصمة، فهل يحسن حكامنا، هذه المرّة التي تختلف عن كل مرّة، قراءة المشهد واستيعاب دروس التاريخ؟
شعوبهم بالانتظار.

نيسان ـ نشر في 2025-02-11 الساعة 16:57


رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً