اتصل بنا
 

ألم الروح وقسوة الإجراءات .. نداء إلى جلالة الملك

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2025-02-14 الساعة 19:03

نيسان ـ تحت هذا العنوان الصارخ بصوت مكبوت بالقهر والظيم والاحساس العميق بالألم والمعاناة، لم تجد المهندسة مي حاتم بدا من التوجه بنداء استغاثة إلى جلالة الملك لخلاصها وأسرتها من عذابات إهمال المسؤولين وتقصيرهم وتلكؤهم عن أداء الواجب ، تحت نير "تعقيدات النظام الصحي والإجراءات البيروقراطية " .
رسالة المناشدة لجلالة الملك حافلة بالمضامين والمعاني والدلالات ، وتعبر بألم وحسرة عن صورة لواقع صحي ضحيته ليس والد مي وحده ، وانما أعداد لا حصر لها من المرضى ، الذين تعجز إمكانات وزارة الصحة عن رعايتهم وعلاجهم ، لكنها تكابر وتنكر ،وتغمض عينيها ،ولا ترى غير خفض النفقات مبررا واهنا لقراراتها الجائرة ، فيما تهدر الوزارة ملايين الدنانير وفقا لتقرير ديوان المحاسبة اخيرا .
ونداء هذه المواطنة ،ليس الاول من نوعه ولن يكون الأخير ، وسبقه وسيلحقه نداءات مماثلة في شتى شؤون حياتنا . ولطالما حيرني السؤال :لماذا يضطر المواطن الأردني إلى مخاطبة رأس الدولة للحصول على الرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الحياتية اليومية ؟ اين هي الحكومة رئيسا ووزراء ؟ التي يفترض جدلا أنها وجدت لتلبية الاحتياجات وتوفيرها وإتاحتها للمواطنين وفقا للدستور !!.
والجواب على الاسئلة واضح في جميع رسائل المناشدة ، التي تؤكد كما في هذه الرسالة غياب الوزراء ومعهم مدرائهم في الميدان ، لا بل أن لهؤلاء حضورا طاغيا حين يمعنون في اتخاذ القرارات والإجراءات التي تحاصر الناس ،وتغلق الابواب في وجوههم ، فلا يجدون غير بوابة واحدة للأمل مشرعة على اتساعها هي من لدن جلالة الملك ولا احد غيره ، فالغالبية من مسؤولي الدولة نيام حين يحتاجهم الناس .
وعود على بدء ، بحبر الدموع تصيغ المواطنة مي حاتم ابو اعداد نداءها لانقاذ حياة والدها الذي يرقد في "العناية المركزة بين الحياة والموت ..ولا ينال حقه الطبيعي في العلاج " فيما تغرق وأسرتها في بحر لا ينتهي من "المراسلات والتحويلات التي تعطل حصوله على الرعاية التي يستحقها" .
وفي تفاصيل الرسالة ، أبعاد ودلالات في كل حرف مغموس بحرقة وألم ومعاناة ، ولا احد من المسؤولين المعنيين يكترث بحياة انسان "تتدهور " حالته ، ويمكث في مستشفى الأميرة بسمة في اربد "27 )يومًا ، لم تُسرَّع الإجراءات إلا بعد تدخل إحدى المؤسسات.، التي ساعدت في نقله إلى مستشفى الملك عبد الله " .
ومرة أخرى ،تلح الاسئلة : لماذا لا يحصل المرضى على الرعاية واتخاذ الإجراءات اللازمة لانقاذ حياتهم إلا بالتعب والعناء في البحث عن الوسطاء والوجهاء للتدخل ؟؟ لماذا لا يحصل الناس على حقوقهم بكرامة وسلاسة دون هدر ماء الوجه وتسول الخدمة ؟!!.
والرسالة طويلة ، وفي كل سطر قصة عذاب ومعاناة ، وخض للماء ، في "شكاء " ممزقة ، لا ينفع معها الترقيع ، وتتساءل صاحبة النداء بأسى :لماذا " أصبح علاج المرضى رهينة للإجراءات المعقدة والخوف من المساءلة، بدلاً من أن يكون أولوية إنسانية وقانونية " ونسأل : :لماذا يحصل المرضى بين الحياة والموت على الرعاية بالقطارة ، فيلقون حتفهم قبل القطرة الأخيرة حين تأتي متأخرة جدا في الوقت الضائع ؟!.
وبعد ، وكما تشير الابنة في رسالتها ،وهي ترى الموت يقترب من والدها ،فإن ما عانته وتعانيه ليس إلا "واقعٌ يومي يعيشه الكثير من المرضى وأهلهم ، حيث تتحول أبسط حقوق الإنسان إلى معارك مرهقة وسط تعقيدات إدارية لا ترحم "، الى متى يدير المسؤولين ظهورهم للناس ويغمضون عيونهم عن معاناتهم ويمعنون في امتهان كرامة الناس بتعليمات وأنظمة تغتال الحق في الحياة بشرف ؟!.

نيسان ـ نشر في 2025-02-14 الساعة 19:03


رأي: حاتم الأزرعي كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً