الخمينية غيرت وجه الصراع في المنطقة
د. فايز الهروط
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2015-04-26
لا تستطيع أن تدافع عن أسوار بيتك قبل ان تقضي على الفوضى وعدم الانسجام التي تعصف بأركانه من الداخل .
ما أن سقط الشاه حتى توجه ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية على رأس وفد الى طهران لتقديم التهنئة للخميني الذي رفع شعارات؛ (الموت لأمريكا) و (الموت لإسرائيل)، ظنا منه أن القضية الفلسطينية قد كسبت حليفاً سيغير كثيراً من مجريات الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب، ولكن الصدمة كانت قوية بعد تلقيهم سؤال الخميني: ذا اندلعت حرب بيننا وبين أي بلد عربي مع من ستقفون؟؟
محاولات أبو عمار للإجابة بطريقة دبلوماسية قابلها إصرار الخميني على أن يسمع جوابا محددا، فكان له ذلك. "نقف مع العربي" كلمات من نار سقطت على رأس الخميني
نجترّ ذلك ونحن ندرك ما معنى جواب الخميني رداً على وساطة ياسر عرفات في بداية الاعتداءات الإيرانية على العراق، بالنسبة للخميني الطريق واضح إما "أن تكون معنا أو مع النظام العراقي" لا حياد إذا
الراصد لسيرة الخميني السياسية لا يجد كبير عناء في الوصول إلى دلائل كثيرة على أطماع وأحقاد فارسية تجاه المنطقة العربية، لم يتردد الخميني في القول إنه -وبعد تحرير العراق-إنه يحلم في رؤية علم إيران خفاقاً فوق كل العواصم العربية، وتحديدا الكويت والرياض والقاهرة وعمان.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين اليوم تقول بأن الحلم أصبح حقيقة وأنهم يديرون الحكم في غير عاصمة عربية
لا شك أن مجيء الخميني للمنطقة غير وجه الصراع فيها، حيث كان النهج التحرري العربي في مواجهة الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية، وخاضوا حروبا عدة من 1948 و1967 و1968 و1973صحيح أنهم خاضوها كل حسب فهمه وقدرته وإيمانه وانتماءه القومي لكنهم لم يكونوا منقسمين دينيا ومذهبيا، فالوطن قيمة تسمو على كل اختلاف
في 1979 أبرمت معاهدة "كامب ديفيد" المشؤومة، حيث أمنت فيها (إسرائيل) وأعطت راية ومسؤولية النخر في جسد الأمة للخميني، الذي تسلل تحت غطاء ديني لإقامة دولة الإسلام وتحرير القدس (بعد تحرير كربلاء وبغداد) ثم تحول الى شعار حماية الشيعة!!!
فبدأت عدوانها على العراق في 1980 ولم تجزع من معاودة الكرة حين جرّعها نظام العراق الوطني آنذاك مر الهزيمة في دفاعه عن البوابة الشرقية للأمة العربية في حرب الثماني سنوات التي أطلق عليها القادسية الثانية لإدراكه المبكر للعقلية الخمينية ونهجها الذي يشاطر الصهيونية العالمية المصالح والرؤى للانقضاض على الأمة
عاصفة الحزم(إن كانت فعلا منتميا متناميا يعبر عن روح الأمة وتطلعاتها ) فإنها وإن جاءت متأخرة فإنها لا يجب ان تعبر عن عملية خاطفة سريعة، ذلك ان التشابك في فهم طبيعة الصراع الدائر في منطقة تتعرض لاستعمار غربي صهيوني يتوافق استراتيجيا مع استعمار فارسي، فلا بد للعاصفة كي تكون حازمة من بعد فكري جماهيري يعيد تعريف الصراع، ويعود بنا لما قبل الخمينية حين كنا عربا لا يفرقنا دين او مذهب، وأن العدو عدو حتى وإن تدثر بالدين أو باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما أنه من الواجب دعم المقاومة العراقية التي تقاتل الوجود الفارسي في العراق ومد يد العون لعرب الأحواز