ميسر السردية تكتب : ودونه خرط القتاد
نيسان ـ نشر في 2025-02-20 الساعة 13:19
x
نيسان ـ بقلم: ميسر السردية
كنا ننتظر بفارغ الصبر، متى نصل المرحلة الثانوية، كي نرتدي زي الجيش الشعبي ونذهب للتدريب في الميدان على السلاح إسوة بمن يكبروونا سنًا.
كان ذلك في حرب الخليج الأولى، حيث بوشر بتدريب الذكور والإناث في المراحل الثانوية أثناء الدوام، عرفنا حينها (الجيش الشعبي)، وزعوا زي عسكريًا على الطلبة، الذين كان يتم نقلهم وتدريبهم في ميدان عسكري خارجي.
كنا ننصت بفخر لما يحدثننا عنه الطالبات اللواتي كن يزدهين بذاك الزي، نتعلم فك وتركيب بالسلاح والرمي به...
عندما بلغنا الثانوية توقفت كل تلك الإجراءات، فشعرنا بخيبة أمل، لن نرتدي الزي، ولن نذهب للميدان، ولن نتدرب، ولن نكون بطلات، ولن نلتحق بجهة القتال...
سُررت عندما دخلت الجامعة وعرفت أنه لايمكن التخرج منها، إلا بعد الإلتزام بدورة الجيش الشعبي مدة شهر، والحصول على دفتر خدمة تتصدره صورتي بالزي العسكري.لم يكن هناك تدريب في ميدان خارجي، أحسست بإحباط، لأني كنت أتشوق لأثبت للمدربين وزملائي مهاراتي بالقنص تحديدًا. . نعم، فلقد نشأت في بيتٍ كان السلاح فيه كالخبز، وتعلمت منذ حداثة سنيّ قنص الهدف وإن كان متحركًا.
قبل فترة زارتني صديقتي عزيزة من كردستان، فإذا بها تقول لي:هذه صورتك، سحبتها من صفحتك على الفيسبوك وبروزتها هدية لكِ.
علقت صورتي محاذاة صورة والدي رحمه الله بزيه العسكري أيضًا، وبدأت مرحلة شرح حكاية الصورة وأهميتها للكبار والصغار ممن يزورونني من الجيران..
هذه تشبهكِ.. بل هي أنا.. هل كنتِ بالجيش؟!.. أي، تدربت جيش شعبي.. شو يعني؟!.. يعني لاسمح الله لو حدث مكروه، يجب عليّ الإلتحاق بإقرب مركز عسكري وتسلم المهمات المنوطة بي... مثل ماذا؟!.. أكيد لن أكون مع فرق الإغاثة.. أعتقد سأتسلم الحي.. أتلقى التعليمات التي عليكن تنفيذها دون مناقشة.. يعني حيكون معك سلاح.. وبتعرفي تقوسي ؟!... طبعًا..لا تُغرك رقتي ونحافتي... أنا بقص رأس المسمار وأنا بشخف بكاسة الشاي كمان ... ناوليني فنجان القهوة لأصفيكِ.. وأنا متحمسة هسا...
كنا ننتظر بفارغ الصبر، متى نصل المرحلة الثانوية، كي نرتدي زي الجيش الشعبي ونذهب للتدريب في الميدان على السلاح إسوة بمن يكبروونا سنًا.
كان ذلك في حرب الخليج الأولى، حيث بوشر بتدريب الذكور والإناث في المراحل الثانوية أثناء الدوام، عرفنا حينها (الجيش الشعبي)، وزعوا زي عسكريًا على الطلبة، الذين كان يتم نقلهم وتدريبهم في ميدان عسكري خارجي.
كنا ننصت بفخر لما يحدثننا عنه الطالبات اللواتي كن يزدهين بذاك الزي، نتعلم فك وتركيب بالسلاح والرمي به...
عندما بلغنا الثانوية توقفت كل تلك الإجراءات، فشعرنا بخيبة أمل، لن نرتدي الزي، ولن نذهب للميدان، ولن نتدرب، ولن نكون بطلات، ولن نلتحق بجهة القتال...
سُررت عندما دخلت الجامعة وعرفت أنه لايمكن التخرج منها، إلا بعد الإلتزام بدورة الجيش الشعبي مدة شهر، والحصول على دفتر خدمة تتصدره صورتي بالزي العسكري.لم يكن هناك تدريب في ميدان خارجي، أحسست بإحباط، لأني كنت أتشوق لأثبت للمدربين وزملائي مهاراتي بالقنص تحديدًا. . نعم، فلقد نشأت في بيتٍ كان السلاح فيه كالخبز، وتعلمت منذ حداثة سنيّ قنص الهدف وإن كان متحركًا.
قبل فترة زارتني صديقتي عزيزة من كردستان، فإذا بها تقول لي:هذه صورتك، سحبتها من صفحتك على الفيسبوك وبروزتها هدية لكِ.
علقت صورتي محاذاة صورة والدي رحمه الله بزيه العسكري أيضًا، وبدأت مرحلة شرح حكاية الصورة وأهميتها للكبار والصغار ممن يزورونني من الجيران..
هذه تشبهكِ.. بل هي أنا.. هل كنتِ بالجيش؟!.. أي، تدربت جيش شعبي.. شو يعني؟!.. يعني لاسمح الله لو حدث مكروه، يجب عليّ الإلتحاق بإقرب مركز عسكري وتسلم المهمات المنوطة بي... مثل ماذا؟!.. أكيد لن أكون مع فرق الإغاثة.. أعتقد سأتسلم الحي.. أتلقى التعليمات التي عليكن تنفيذها دون مناقشة.. يعني حيكون معك سلاح.. وبتعرفي تقوسي ؟!... طبعًا..لا تُغرك رقتي ونحافتي... أنا بقص رأس المسمار وأنا بشخف بكاسة الشاي كمان ... ناوليني فنجان القهوة لأصفيكِ.. وأنا متحمسة هسا...