ما زلت لا أفهم كيف لا ترى وسائل الأعلام المحلية ما يجري

نيسان ـ إبراهيم قبيلات
ما زلت لا أفهم كيف لا ترى وسائل الأعلام المحلية ما يجري في الضفة الغربية وتركز عليه بصفته تهديدا أمنيا وسياسيا استراتيجيا لنا جميعاً.
ما زلت لا أفهم كيف يمكن لخبر الطقس ان يتفوّق على خبر محاصرة مخيم جنين بالدبابات في وسائل اعلامنا.
إن النار تندلع في أطراف ثوبنا ونحن مشغولون بلون الثوب وفيما اذا كان مناسبا ام لا.
المسألة لا تتعلق بفلسطين وحدها. الحرب التي أعلنها الجيش الاسرائيلي على المخيمات الفلسطينية تعنينا بصفة وطنية عميقة. إنهم يشنون الحرب على اللاجئين. هذا هو العنوان منذ ان اعلنت دولة الاحتلال حظر وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الاراضي المحتلة.
وزير الجيش الإسرائيلي يقول: أمرت قواتنا بالبقاء حتى العام المقبل في مخيمات اللاجئين بالضفة ولن نسمح بعودة سكانها من جديد.
وفيما تواصل دبابات جيش الاحتلال توغلها نحو أطراف مخيم جنين، قال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يقول: قواتنا تدخل عمق مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وتدمر البنية التحتية للفلسطينيين وستظل قواتنا هناك مهما تطلب الأمر.
يدرك الفلسطينيون إن وجود الاحتلال الإسرائيلي في جنين يعني تدمير المخيم والبدء بخطة إنهاء اللاجئين كوجود وقضية، كما يقول نخبهم.ان وجود الاحتلال المستمر في مدينة جنين نوشك ان نشعر به كاردنيين لأنه سيعطل الحياة الاقتصادية هناك وبالتالي ستصبح بيئة طاردة، وهو ما حذر منه أكثر من مستوى فلسطيني. وهذا يعني ركودا تجاريا سيكون اثره مدمرا على الاهالي في محاولة لفرض واقع التهجير والتفتيت السكاني تمهيدا للهجرة الطوعية.
بالضرورة سينهي الوجود العسكري للاحتلال وجود السلطة الإداري والأمني في المدينة. لكن ما يدركه الفلسطنيون اكثر من ذلك وأخطر منه - وهو ما حذروا منه - ان نجاح الاحتلال في جنين من شأنه ان يكون سيناريو سيفتح الباب لتطبيق النموذج في كل الضفة. وهنا يأتي قدرنا الذي يراد فرضه علينا فيما يجري بجنين.
نجاح الاحتلال في جنين هو أردنيا نجاح في تكسير خط الدفاع الأول. وسيكون علينا مواجهة خطر استراتيجي بالغ التأثير علينا.
حسنا. أين الاعلام الوطني من أن يضع على رأس اولوياته: الضفة وما يجري في الضفة.