حسن نصر الله.. أسفنا منك وعليك
محمود أبو هلال
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2025-02-23 الساعة 22:43
نيسان ـ أما قبل..
كانت أول مرة أسمع فيها اسم حزب واسم السيد حسن نصر الله، بعد تفجير مقر المارينز في لبنان.. كنت حينها لا أفهم كثيرا بين المقاومة والاستشهاد، وغفلت حتى سقطت بغداد وكأني مُت. حتى إذا جاء تموز 2006 ولدت وشعرت أنني أصبحت رجلا على غفلة.
كان صوتك وشعاراتك، وخطاباتك الرنانة تملأني يا سيد حسن. حتى أنني أحببت "لثغة الراء" عندك، كأنها علامة في لغة الأبطال، أو الأقوياء.
في تلك الفترة، غضبت من السلفيين الذين هاجموا شيعيتك، وضقت ذرعا ببعض القوميين الذين هاجموك على اعتبار أنه إيراني، وامتعضت من بعض الليبراليين الذين هاجموك بتهمة مقتل الحريري. لم أعبأ بأحد، فقد كانت المعركة ببساطة بين "حزب الله وجيش الاحتلال".
كانت التعريفات في أذهاننا غير ملتبسة (الاحتلال والمقاومة) نضال مشترك ومصير مشترك، وميدان جامع، وتأييد مطلق.
أما بعد..
ثم جاءت ثورة الشعب السوري.. فتفاعلنا نحن العامة معها، وأيدنا حق الشعب في ثورته، وكانت الأمور غير ملتبسة وبالبساطة نفسها (نظام الأسد القمعي مقابل الثورة).
هنا عبث حزبك لأول مرة بتعريفاتنا وفهمنا.. وأصابنا بصدمة كبيرة.. إذ كنا نحن في جهة، وفي الجهة الأخرى الأسد ونظامه، وإيران وميليشياتها .. وذهبت وحزبك، معهم لا معنا. وعجزنا عن الفهم حين رأينا راياتك الصفراء فوق أشلاء أهلنا في سوريا، واختلط العدو مع الصديق.. هل هناك أم هنا؟!.. وهل نحن أم هم؟.
كان نظام طاغية دمشق قبل دخول حزبك إلى سوريا يحتضر وراحل لا محالة.. غير أنك وحزبك، قويت شوكته وأقمته على الشعب السوري عشر سنوات أخرى.. أكثر من نصف مليون ضحية، وأكثر من مئة ألف معتقل، وأكثر من مليون لاجئ.
أما قبل
نحن البسطاء وعامة الناس كنا معك ولم نتغير.. كنا وما زلنا على ذات المبادئ نفسها، بالقواعد نفسها، بالبساطة نفسها.. غير أنك خذلتنا وأجبرتنا على استعادة خرافات الطائفية التي لم تقنعنا يوما، لنعيش ضدك، لا معك. لقد حسبهتا بآلة حاسبة وكنت على الجبهة الخطأ، واستهلكت رجالك في غير جبهتهم.
أما بعد..
ولما جاء الطوفان عُدت، ولم تتخاذل ولم تتخلف عن المعركة، وأنت تعلم أن الغرب الأطلسي بقضه وقضيضه شريك في هذا العدوان، وتعلم أن أثمانا كبيرة وغالية ستدفع. فما تراجعت حتى وصلت الطائرة الغاشمة ونالت منك.. فيما نحن ما زلنا عند قناعتنا.. كل من ساند المقاومة عسكريا من حقه علينا أن نقبلة على الجبين.. فما بالك بمن انخرط وقدم روحه قربانا.
من قبل ومن بعد
آااه يا سيد حسن لقد أكبرناك حتى صار موتك هزيمة.. فما بالك بالاستنئناف دونك.
شهداء المقاومة خسارة كاسرة للظهر. وموتك انتصار آني لصالح الكيان والغرب الاستعماري المتصهين بعد أن تم الإثخان في غزة وتهيئة وضع عربي تم التأكد أنه مات منذ سقوط بغداد.
أنا غاضب منك وحزين عليك وعلينا.
لن أسالك الآن لماذا وأنت الآن بين يدي الله. لقد حاربت على جبهة الباطل وعلى جبهة الحق، واثخنت في عدونا وعسى الله أن يشفع لك بهذه عن تلك.
لقد أخفى الله عنا، مصائر الناس بعد الموت، فهي من اختصاصه وحده.
أترحم على أي انسان قتل ظلما، أو نادتني روحي للترحم عليه، ذلك بيني وبين الله الذي لم يضع حاجبا على بابه يمنع الرحمة أو يمنع الدعاء من الوصول إليه.. فالله أكبر وأوسع مغفرة وهو الرحمن الرحيم.
كانت أول مرة أسمع فيها اسم حزب واسم السيد حسن نصر الله، بعد تفجير مقر المارينز في لبنان.. كنت حينها لا أفهم كثيرا بين المقاومة والاستشهاد، وغفلت حتى سقطت بغداد وكأني مُت. حتى إذا جاء تموز 2006 ولدت وشعرت أنني أصبحت رجلا على غفلة.
كان صوتك وشعاراتك، وخطاباتك الرنانة تملأني يا سيد حسن. حتى أنني أحببت "لثغة الراء" عندك، كأنها علامة في لغة الأبطال، أو الأقوياء.
في تلك الفترة، غضبت من السلفيين الذين هاجموا شيعيتك، وضقت ذرعا ببعض القوميين الذين هاجموك على اعتبار أنه إيراني، وامتعضت من بعض الليبراليين الذين هاجموك بتهمة مقتل الحريري. لم أعبأ بأحد، فقد كانت المعركة ببساطة بين "حزب الله وجيش الاحتلال".
كانت التعريفات في أذهاننا غير ملتبسة (الاحتلال والمقاومة) نضال مشترك ومصير مشترك، وميدان جامع، وتأييد مطلق.
أما بعد..
ثم جاءت ثورة الشعب السوري.. فتفاعلنا نحن العامة معها، وأيدنا حق الشعب في ثورته، وكانت الأمور غير ملتبسة وبالبساطة نفسها (نظام الأسد القمعي مقابل الثورة).
هنا عبث حزبك لأول مرة بتعريفاتنا وفهمنا.. وأصابنا بصدمة كبيرة.. إذ كنا نحن في جهة، وفي الجهة الأخرى الأسد ونظامه، وإيران وميليشياتها .. وذهبت وحزبك، معهم لا معنا. وعجزنا عن الفهم حين رأينا راياتك الصفراء فوق أشلاء أهلنا في سوريا، واختلط العدو مع الصديق.. هل هناك أم هنا؟!.. وهل نحن أم هم؟.
كان نظام طاغية دمشق قبل دخول حزبك إلى سوريا يحتضر وراحل لا محالة.. غير أنك وحزبك، قويت شوكته وأقمته على الشعب السوري عشر سنوات أخرى.. أكثر من نصف مليون ضحية، وأكثر من مئة ألف معتقل، وأكثر من مليون لاجئ.
أما قبل
نحن البسطاء وعامة الناس كنا معك ولم نتغير.. كنا وما زلنا على ذات المبادئ نفسها، بالقواعد نفسها، بالبساطة نفسها.. غير أنك خذلتنا وأجبرتنا على استعادة خرافات الطائفية التي لم تقنعنا يوما، لنعيش ضدك، لا معك. لقد حسبهتا بآلة حاسبة وكنت على الجبهة الخطأ، واستهلكت رجالك في غير جبهتهم.
أما بعد..
ولما جاء الطوفان عُدت، ولم تتخاذل ولم تتخلف عن المعركة، وأنت تعلم أن الغرب الأطلسي بقضه وقضيضه شريك في هذا العدوان، وتعلم أن أثمانا كبيرة وغالية ستدفع. فما تراجعت حتى وصلت الطائرة الغاشمة ونالت منك.. فيما نحن ما زلنا عند قناعتنا.. كل من ساند المقاومة عسكريا من حقه علينا أن نقبلة على الجبين.. فما بالك بمن انخرط وقدم روحه قربانا.
من قبل ومن بعد
آااه يا سيد حسن لقد أكبرناك حتى صار موتك هزيمة.. فما بالك بالاستنئناف دونك.
شهداء المقاومة خسارة كاسرة للظهر. وموتك انتصار آني لصالح الكيان والغرب الاستعماري المتصهين بعد أن تم الإثخان في غزة وتهيئة وضع عربي تم التأكد أنه مات منذ سقوط بغداد.
أنا غاضب منك وحزين عليك وعلينا.
لن أسالك الآن لماذا وأنت الآن بين يدي الله. لقد حاربت على جبهة الباطل وعلى جبهة الحق، واثخنت في عدونا وعسى الله أن يشفع لك بهذه عن تلك.
لقد أخفى الله عنا، مصائر الناس بعد الموت، فهي من اختصاصه وحده.
أترحم على أي انسان قتل ظلما، أو نادتني روحي للترحم عليه، ذلك بيني وبين الله الذي لم يضع حاجبا على بابه يمنع الرحمة أو يمنع الدعاء من الوصول إليه.. فالله أكبر وأوسع مغفرة وهو الرحمن الرحيم.
نيسان ـ نشر في 2025-02-23 الساعة 22:43
رأي: محمود أبو هلال كاتب أردني