الطين والعجين.. لمن يستمع الرئيس ترامب؟
نيسان ـ نشر في 2025-03-01 الساعة 22:28
نيسان ـ فى رسالة مفتوحة للداخل الأمريكى، كما هى معلنة للرئيس ترامب، وللإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، مثلما هى رسالة واضحة لنا، لبلادنا التى يتعمد ترامب المشاغبة معنا، بل تهديدنا فى وجودنا ووزننا العربى القومى وفى قدرتنا على حماية أمننا القومى وسيادة بلادنا.
مبعوث ترامب للشرق الأوسط السابق، «جيسون جرينبلات»، كتب مقالة بعنوان مثير للجدل: [الرئيس المنتخب سينهى الفوضى]!.
جرينبلات، قال:
لقد عملت فى البيت الأبيض فى عهد ترامب، وسيعمل ترامب على إنهاء حروب إسرائيل بسرعة – بعد النصر، هنا كان يقصد، نصر الفوز فى الانتخابات الرئاسية.
جرينبلات.. ماذا يريد أن يقول؟!
.. ببساطة يريد أن يجمل صورة رئيس، لى حريتى أن أقول إن تفكيره مقيت بشع، يستند إلى أن قوة بلادة هى أمريكا التى نعرف، حربها وتدخلها فى كل العالم، ودعمها المباشر القذر المكشوف فى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
.. هنا استند أنه ليس الشعب الأمريكى الكريم، الذى حاربنا«..» وأيضا، قد يكون المجتمع الأمريكى قد ضغط على الرئيس والإدارة ضد الحرب، وضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى أثناء الحرب على غزة ورفح.
فى ذلك حيرة، لكن ليس الآن وقتها.
المبعوث، قال أيضًا:
فى الساعات التى تلت إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، كان هاتفى يرن بلا انقطاع. جاءت العديد من المكالمات من نظرائى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط الذين عملت معهم كمبعوث للشرق الأوسط فى البيت الأبيض الأول لترامب. كان بعضهم زملاء فى إسرائيل ودول الخليج العربية الذين ساعدوا فى التفاوض على «اتفاق السلام إبراهيم»، الذى قدناه. وعملت مع آخرين منذ ترك ترامب منصبه. إنهم جميعًا، دون استثناء، يتطلعون إلى تنصيب «وهذا تم» ترامب. لكنهم سألونى أيضًا عن الشكل الذى ستبدو عليه سياسة الإدارة القادمة فى الشرق الأوسط.
.. ما يريد مبعوث ترامب السابق، هو بكل وضوح، غمز ولمز عن أن منطقتنا تغيرت، وكأنها فقط، هى من خرب العالم، ونريد أن يصلحها هذا الترامب.
.. وجرينبلات، يؤكد:
*١:
لقد تغير الكثير فى الشرق الأوسط، ومعظمه نحو الأسوأ، خلال السنوات الأربع الماضية، وخاصة منذ الهجمات المروعة التى شنتها حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المفهوم أن يشعر حلفاؤنا بالقلق إزاء الاتجاه الذى سيتخذه البيت الأبيض.
*٢:
لا أتحدث باسم الرئيس المنتخب، ولكننى أعتقد أن مفتاح فهم عقليته تجاه المنطقة هو الخطاب الذى ألقاه فى الرياض فى مايو/أيار 2017، والذى ساعدت فى كتابته. وفى الخطاب، أشار إلى تواصله مع المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكًا أساسيًا فى المنطقة. وفى حديثه إلى مئات الممثلين والقادة من 54 دولة فى مختلف أنحاء العالم العربى والإسلامى، طرح ترامب رؤية للسلام فى المنطقة بدأت بنهج واضح فى التعامل مع مشكلة الإرهاب والتطرف. وكان هذا خروجًا عن تقليد الديمقراطيين فى الاستعانة بدبلوماسيين أمريكيين يحملون أفكارًا أكاديمية حول كيفية إدارة المشكلة.
*٣:
قال ترامب فى الرياض قبل سبع سنوات إن دول الشرق الأوسط، وليس الولايات المتحدة، هى التى يتعين عليها أن تتولى زمام المبادرة لضمان سيادة السلام والازدهار بدلًا من العنف، وأنا أراهن على أن وجهة نظره تظل كما هى اليوم. وقال: «لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأمريكية لسحق هذا العدو نيابة عنها. سيتعين على دول الشرق الأوسط أن تقرر نوع المستقبل الذى تريده لأنفسها».
*٤:
أكد ترامب أن نجاح السياسة فى الشرق الأوسط يبدأ بهزيمة الأشرار من قِبَل الصالحين. وحث جمهوره على ذلك قائلا: «اطردوهم من أرضكم المقدسة واطردوهم من هذه الأرض».
*٥:
ولم يتردد ترامب أيضًا فى الدفاع عن «المكانة الشرعية لإسرائيل» فى الشرق الأوسط، فأرسل رسالة مفادها أن القوى المعادية للصهيونية لا تستطيع محو وجودها.
*٦:
الأمر الأكثر دراماتيكية هو أنه بعد أشهر اعترف بالقدس عاصمة شرعية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، رافضًا أولئك الذين قالوا إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تتسبب فى حرب واسعة النطاق. وبدلًا من ذلك، كان على الدولة اليهودية والعالم العربى أن يعملا معًا، عندما قاد فى النهاية إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين إلى توقيع اتفاقيات إبراهيم.
*٧:
أعتقد أن هذا يظل العمود الفقرى لعقيدة ترامب تجاه الشرق الأوسط. أولئك الذين ليس لديهم مصلحة فى السلام هم الذين عرقلوا إمكانات المنطقة كوجهة مزدهرة للسياحة والأعمال. هؤلاء المتطرفون - وليس ضحاياهم الأبرياء، وبالتأكيد ليس حلفاؤنا المهمون فى المنطقة - هم المشكلة الأولى التى يجب التعامل معها. فقط الزعماء الإقليميون والناس العاديون فى المنطقة قادرون على إخماد مثل هذه الإيديولوجية السامة.
*٨:
المرجح أن تساعد إدارة ترامب الثانية أولئك الذين يساعدون أنفسهم والذين يعملون على تعزيز مصالح أمريكا فى إيجاد عالم مستقر. وتدرك مثل هذه السياسة، وخاصة فى أعقاب الأحداث المدمرة التى وقعت فى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن حماس وغيرها من وكلاء إيران يشكلون مصادر خطيرة للعنف المزعزع للاستقرار، وتدعم الولايات المتحدة مساعى إسرائيل لاقتلاعهم. وقد قال ترامب مرارا وتكرارا إن هذا لابد أن يتم بسرعة. وآمل أن يشمل هذا لبنان أيضًا، حتى يتسنى للبنانيين أن يحظوا بالمستقبل المشرق الذى يستحقونه.
*هل يمكن اقتلاعه حركة حماس وحزب الله؟
حتمية، أو توقع السؤال الإشكالية، كما وضعه جرينبلات، بالتأكيد هو سؤال مرحلى، يعلم: إجابته هذا السياسى، الذى ينبه مثلما يجيب بدبلوماسية مرة:
*أ:
إن اقتلاع حماس وحزب الله ليس بالمهمة السهلة، ولابد من الاهتمام بطبيعة الحال بفقدان أرواح الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.
*ب:
أعتقد أن الرئيس سوف يعمل مع إسرائيل ليس فقط لتقديم بيانات الدعم، بل وأيضًا لتقديم الحلول العملية لإنهاء الحرب بمجرد أن يتبين أن حماس وحزب الله لن يتمكنا أبدًا من تكرار فظائعهما أو هجماتهما.
*ج:
من بين التغييرات العديدة التى حدثت بين إدارة ترا
إن إدارة ترامب الثانية ستكون أكثر وعيًا بالتهديد الإيرانى للمنطقة دون اللجوء إلى المواجهة، رغم أننى لا أستبعد شن هجوم على إيران فى ظل ظروف معينة. وأعتقد أن ترامب سيواصل توفير التدابير الدفاعية الأمريكية، كما فعل الرئيس جو بايدن، وربما أكثر. ومن المرجح أيضًا أن يعيد ترامب فرض العقوبات على إيران، وهذه المرة، ينبغى للدول الأوروبية وغيرها من الدول التى تحاول الالتفاف على العقوبات أن تكون حذرة. فترامب لا يتسامح كثيرًا مع أولئك الذين يحاولون تقويض أهدافه.
كان جيسون د. جرينبلات، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط فى إدارة ترامب. وهو مؤلف كتاب «على خطى إبراهيم: كيف صنع دونالد ترامب السلام فى الشرق الأوسط - وكيفية منع جو بايدن من هدمه»، وهو الذى ختم مقاله بالإشارة إلى أن هدف ترامب، هو ردع النظام الإيرانى، وتشجيع أولئك الذين يرفضون تطرف آيات الله، وحمل النظام على إعادة النظر فى خياراته. وهذا ينطبق على وكلاء إيران أيضًا، والأنظمة المتمردة الأخرى فى المنطقة.
.. وما زال تعريف الأنظمة المتمردة، مبهمًا، فالحرب والجبهات التى دعمت فتحها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وحراكها البنتاجون مع السفاح نتنياهو وجيش الكابنيت بالتوازى مع الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والنتيجة السياسية، عند المبعوث، أن ترامب: يريد:
*١:
يتعين على البلدان أن تتوقع المشاركة الأمريكية من موقف القوة؛ ولن نطلب التنازلات، بل نطالب الآخرين بتحسين أوضاعهم.
*٢:
تتلخص عقيدة ترامب فى التفاوض دائمًا من منطلق القوة، مع التحذير الضمنى بأن أمريكا سوف تستخدم أى قوة نراها مناسبة فى سعينا إلى جعل العالم مكانا أكثر أمانًا وحرية وثراء، وخاصة بالنسبة لأمريكا وحلفائها.
*.. بعد قمة القاهرة: وزراء خارجية عرب إلى واشنطن.
تشير مصادر دبلوماسية رفيعة إلى أن الإجماع العربى القادم فى قمة القاهرة، قد يقر حراكًا دبلوماسيا عربيًا إسلاميًا، تجاة ثلاثة مسارات مهمة.
مصادر «الدستور» أكدت بشكل انفرادى، أن القمة فى القاهرة ستقر تشكيل مجموعة سياسية عربية إسلامية موازنة تتحرك أولا تجاة الولايات المتحدة الأمريكية،.. وفى التفاصيل لـ«الدستور»، أن جامعة الدول العربية مهدت خطة دبلوماسية الحراك مباشر بعد قمة القاهرة، وفق مسارات ثلاثة، يقودها الأمانة العامة فى جامعة الدول العربية، ووزراء خارجية عرب أبرزهم وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية، كما قطر والسلطة الفلسطينية، وسيكون من مهامها الأولى، حمل المبادرة المصرية؛ /العربية الإسلامية، لحل مشكلة غزة فى اليوم التالى لإيقاف الحرب، وخطة إعمار غزة وخطة مواجهة مبادرة الرئيس ترامب، بتوصيل قرارات تنسيق أردنى مصرى سعودى، مدعوم من القمة العربية، بعدم التهجير القسرى ولا التهجير التطوعى ولا لأى وطن بديل للفلسطينيين، كما الإصرار على أهمية التنسيق بين القيادات العربية والشعوب الرافضة للتهجير من غزة أو الضفة الغربية، وأن أعمار غزة سيكون وفق خطة متكاملة بوجود وبايدى أهالى وسكان غزة، وبالتالى رفض كل مقترحات تهجير سكان غزة.
والمسارات التى يتحرك إليها وزراء الخارجية العرب، إلى:
*مسار أول:
إلى واشنطن.
قريبًا، بعد مؤتمر قمة القاهرة ٤ مارس آذار، لتقديم الخطة العربية، وفق عمل أساسه الخطة المصرية والتنسيق الأردنى، السعودى، ودول الخليج العربى، وهى التى ستقدم بشكل رسمى للرئيس ترامب بشأن إعمار غزة، وأساسًا لا للتهجير من سكان غزة أو الضفة الغربية، وهى الرد على ما كان الرئيس ترامب قد اقترح، من تهجير 2.1 مليون فلسطينى من غزة وتحويل القطاع إلى «ريفييرا شرق أوسطية»، وقد تكون مملوكة للولايات المتحدة.
*المسار الثانى: حراك دبلوماسى من اللجنة المقترحة تجاه أوروبا والدول الكبرى، منها دول مجلس الأمن صاحبة الفيتو، ودول الاتحاد الأوروبى تحديدًا، فيما يتعلق بإعمار غزة وعدم التهجير تحريك حل الدولتين، وفق المبادرة العربية، دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
*المسار الثالث:
حراك عربى عربى، وعربى إسلامى يتفق على صيغ ما تقره قمة القاهرة ودعم التنسيق الأردنى المصرى والخليجى الإسلامى، وضمان دعم خطة إعمار غزة دون أى تهجير سكانها ومنع تهجير الضفة الغربية، ودعم صمود أهالى المدن الفلسطينية وعدم تهويد القدس.
وفى المصادر أن وزراء الخارجية العرب، وأعضاء من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وربما منظمة التعاون الإسلامى، ومجلس التعاون الخليجى، ستكون فى صلب هذه المسارات، بداية من التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة الأمريكية، والبيت الأبيض.
.. وتحاول المصادر القول إن المسارات المقترحة ستترك فى تعاونها مع الولايات المتحدة، والمجموعة الأوروبية.
وفى السياق، أفادت مصادر أردنية فى تسريبات نقلتها فضائية cnn «سى إن إن» الأمريكية، بأن وزراء الخارجية العرب يخططون للسفر إلى واشنطن «فى غضون أسابيع» لتقديم اقتراحات للرئيس الأمريكى ترامب لإعادة بناء غزة من دون تهجير السكان الفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية.
.. عمليًا: تؤكد مصادر لـ«الدستور» أنَّ الحراك الدبلوماسى العربى الإسلامى القادم، غالبا مرتبط بنتائج قمة القاهرة التاريخية، وبالتالى لا خيار لاستباق قمة القاهرة الحاسمة قطعًا، برغم ضغوط الإدارة الأمريكية وبعض القوى الأوروبية والعربية.
.. وفى الحدث، مؤشرات على مرجعية أساسية تقوم على أن كلًا من الأردن ومصر، الدولتين اللتين رشحهما ترامب لاستقبال الفلسطينيين، رفضت بقوة سيادية، وطنية شعبية أى تهجير، أو تضارب فى حفظ حقوق الشعب الفلسطينى، وتمسكه فى الأرض والحقوق الدولية، ومنع أى تهجير قسرى، ضمن أى حجج أو ضغوط، وحماية للأمن القومى، ومخاوف تدهور المنطقة.
*ترامب يعتقد أن محادثات غزة تمضى بشكل «جيد للغاية».
فى تقرير أوردته وكالة رويترز، أكد الرئيس الأمريكى ترامب أن هناك «محادثات تمضى بشكل جيد للغاية» بشأن غزة، وذلك ردًا على سؤال خلال مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض عن مستقبل وقف إطلاق النار بين إسرائيل
مبعوث ترامب للشرق الأوسط السابق، «جيسون جرينبلات»، كتب مقالة بعنوان مثير للجدل: [الرئيس المنتخب سينهى الفوضى]!.
جرينبلات، قال:
لقد عملت فى البيت الأبيض فى عهد ترامب، وسيعمل ترامب على إنهاء حروب إسرائيل بسرعة – بعد النصر، هنا كان يقصد، نصر الفوز فى الانتخابات الرئاسية.
جرينبلات.. ماذا يريد أن يقول؟!
.. ببساطة يريد أن يجمل صورة رئيس، لى حريتى أن أقول إن تفكيره مقيت بشع، يستند إلى أن قوة بلادة هى أمريكا التى نعرف، حربها وتدخلها فى كل العالم، ودعمها المباشر القذر المكشوف فى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
.. هنا استند أنه ليس الشعب الأمريكى الكريم، الذى حاربنا«..» وأيضا، قد يكون المجتمع الأمريكى قد ضغط على الرئيس والإدارة ضد الحرب، وضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى أثناء الحرب على غزة ورفح.
فى ذلك حيرة، لكن ليس الآن وقتها.
المبعوث، قال أيضًا:
فى الساعات التى تلت إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، كان هاتفى يرن بلا انقطاع. جاءت العديد من المكالمات من نظرائى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط الذين عملت معهم كمبعوث للشرق الأوسط فى البيت الأبيض الأول لترامب. كان بعضهم زملاء فى إسرائيل ودول الخليج العربية الذين ساعدوا فى التفاوض على «اتفاق السلام إبراهيم»، الذى قدناه. وعملت مع آخرين منذ ترك ترامب منصبه. إنهم جميعًا، دون استثناء، يتطلعون إلى تنصيب «وهذا تم» ترامب. لكنهم سألونى أيضًا عن الشكل الذى ستبدو عليه سياسة الإدارة القادمة فى الشرق الأوسط.
.. ما يريد مبعوث ترامب السابق، هو بكل وضوح، غمز ولمز عن أن منطقتنا تغيرت، وكأنها فقط، هى من خرب العالم، ونريد أن يصلحها هذا الترامب.
.. وجرينبلات، يؤكد:
*١:
لقد تغير الكثير فى الشرق الأوسط، ومعظمه نحو الأسوأ، خلال السنوات الأربع الماضية، وخاصة منذ الهجمات المروعة التى شنتها حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المفهوم أن يشعر حلفاؤنا بالقلق إزاء الاتجاه الذى سيتخذه البيت الأبيض.
*٢:
لا أتحدث باسم الرئيس المنتخب، ولكننى أعتقد أن مفتاح فهم عقليته تجاه المنطقة هو الخطاب الذى ألقاه فى الرياض فى مايو/أيار 2017، والذى ساعدت فى كتابته. وفى الخطاب، أشار إلى تواصله مع المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكًا أساسيًا فى المنطقة. وفى حديثه إلى مئات الممثلين والقادة من 54 دولة فى مختلف أنحاء العالم العربى والإسلامى، طرح ترامب رؤية للسلام فى المنطقة بدأت بنهج واضح فى التعامل مع مشكلة الإرهاب والتطرف. وكان هذا خروجًا عن تقليد الديمقراطيين فى الاستعانة بدبلوماسيين أمريكيين يحملون أفكارًا أكاديمية حول كيفية إدارة المشكلة.
*٣:
قال ترامب فى الرياض قبل سبع سنوات إن دول الشرق الأوسط، وليس الولايات المتحدة، هى التى يتعين عليها أن تتولى زمام المبادرة لضمان سيادة السلام والازدهار بدلًا من العنف، وأنا أراهن على أن وجهة نظره تظل كما هى اليوم. وقال: «لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأمريكية لسحق هذا العدو نيابة عنها. سيتعين على دول الشرق الأوسط أن تقرر نوع المستقبل الذى تريده لأنفسها».
*٤:
أكد ترامب أن نجاح السياسة فى الشرق الأوسط يبدأ بهزيمة الأشرار من قِبَل الصالحين. وحث جمهوره على ذلك قائلا: «اطردوهم من أرضكم المقدسة واطردوهم من هذه الأرض».
*٥:
ولم يتردد ترامب أيضًا فى الدفاع عن «المكانة الشرعية لإسرائيل» فى الشرق الأوسط، فأرسل رسالة مفادها أن القوى المعادية للصهيونية لا تستطيع محو وجودها.
*٦:
الأمر الأكثر دراماتيكية هو أنه بعد أشهر اعترف بالقدس عاصمة شرعية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، رافضًا أولئك الذين قالوا إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تتسبب فى حرب واسعة النطاق. وبدلًا من ذلك، كان على الدولة اليهودية والعالم العربى أن يعملا معًا، عندما قاد فى النهاية إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين إلى توقيع اتفاقيات إبراهيم.
*٧:
أعتقد أن هذا يظل العمود الفقرى لعقيدة ترامب تجاه الشرق الأوسط. أولئك الذين ليس لديهم مصلحة فى السلام هم الذين عرقلوا إمكانات المنطقة كوجهة مزدهرة للسياحة والأعمال. هؤلاء المتطرفون - وليس ضحاياهم الأبرياء، وبالتأكيد ليس حلفاؤنا المهمون فى المنطقة - هم المشكلة الأولى التى يجب التعامل معها. فقط الزعماء الإقليميون والناس العاديون فى المنطقة قادرون على إخماد مثل هذه الإيديولوجية السامة.
*٨:
المرجح أن تساعد إدارة ترامب الثانية أولئك الذين يساعدون أنفسهم والذين يعملون على تعزيز مصالح أمريكا فى إيجاد عالم مستقر. وتدرك مثل هذه السياسة، وخاصة فى أعقاب الأحداث المدمرة التى وقعت فى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن حماس وغيرها من وكلاء إيران يشكلون مصادر خطيرة للعنف المزعزع للاستقرار، وتدعم الولايات المتحدة مساعى إسرائيل لاقتلاعهم. وقد قال ترامب مرارا وتكرارا إن هذا لابد أن يتم بسرعة. وآمل أن يشمل هذا لبنان أيضًا، حتى يتسنى للبنانيين أن يحظوا بالمستقبل المشرق الذى يستحقونه.
*هل يمكن اقتلاعه حركة حماس وحزب الله؟
حتمية، أو توقع السؤال الإشكالية، كما وضعه جرينبلات، بالتأكيد هو سؤال مرحلى، يعلم: إجابته هذا السياسى، الذى ينبه مثلما يجيب بدبلوماسية مرة:
*أ:
إن اقتلاع حماس وحزب الله ليس بالمهمة السهلة، ولابد من الاهتمام بطبيعة الحال بفقدان أرواح الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.
*ب:
أعتقد أن الرئيس سوف يعمل مع إسرائيل ليس فقط لتقديم بيانات الدعم، بل وأيضًا لتقديم الحلول العملية لإنهاء الحرب بمجرد أن يتبين أن حماس وحزب الله لن يتمكنا أبدًا من تكرار فظائعهما أو هجماتهما.
*ج:
من بين التغييرات العديدة التى حدثت بين إدارة ترا
إن إدارة ترامب الثانية ستكون أكثر وعيًا بالتهديد الإيرانى للمنطقة دون اللجوء إلى المواجهة، رغم أننى لا أستبعد شن هجوم على إيران فى ظل ظروف معينة. وأعتقد أن ترامب سيواصل توفير التدابير الدفاعية الأمريكية، كما فعل الرئيس جو بايدن، وربما أكثر. ومن المرجح أيضًا أن يعيد ترامب فرض العقوبات على إيران، وهذه المرة، ينبغى للدول الأوروبية وغيرها من الدول التى تحاول الالتفاف على العقوبات أن تكون حذرة. فترامب لا يتسامح كثيرًا مع أولئك الذين يحاولون تقويض أهدافه.
كان جيسون د. جرينبلات، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط فى إدارة ترامب. وهو مؤلف كتاب «على خطى إبراهيم: كيف صنع دونالد ترامب السلام فى الشرق الأوسط - وكيفية منع جو بايدن من هدمه»، وهو الذى ختم مقاله بالإشارة إلى أن هدف ترامب، هو ردع النظام الإيرانى، وتشجيع أولئك الذين يرفضون تطرف آيات الله، وحمل النظام على إعادة النظر فى خياراته. وهذا ينطبق على وكلاء إيران أيضًا، والأنظمة المتمردة الأخرى فى المنطقة.
.. وما زال تعريف الأنظمة المتمردة، مبهمًا، فالحرب والجبهات التى دعمت فتحها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وحراكها البنتاجون مع السفاح نتنياهو وجيش الكابنيت بالتوازى مع الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والنتيجة السياسية، عند المبعوث، أن ترامب: يريد:
*١:
يتعين على البلدان أن تتوقع المشاركة الأمريكية من موقف القوة؛ ولن نطلب التنازلات، بل نطالب الآخرين بتحسين أوضاعهم.
*٢:
تتلخص عقيدة ترامب فى التفاوض دائمًا من منطلق القوة، مع التحذير الضمنى بأن أمريكا سوف تستخدم أى قوة نراها مناسبة فى سعينا إلى جعل العالم مكانا أكثر أمانًا وحرية وثراء، وخاصة بالنسبة لأمريكا وحلفائها.
*.. بعد قمة القاهرة: وزراء خارجية عرب إلى واشنطن.
تشير مصادر دبلوماسية رفيعة إلى أن الإجماع العربى القادم فى قمة القاهرة، قد يقر حراكًا دبلوماسيا عربيًا إسلاميًا، تجاة ثلاثة مسارات مهمة.
مصادر «الدستور» أكدت بشكل انفرادى، أن القمة فى القاهرة ستقر تشكيل مجموعة سياسية عربية إسلامية موازنة تتحرك أولا تجاة الولايات المتحدة الأمريكية،.. وفى التفاصيل لـ«الدستور»، أن جامعة الدول العربية مهدت خطة دبلوماسية الحراك مباشر بعد قمة القاهرة، وفق مسارات ثلاثة، يقودها الأمانة العامة فى جامعة الدول العربية، ووزراء خارجية عرب أبرزهم وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية، كما قطر والسلطة الفلسطينية، وسيكون من مهامها الأولى، حمل المبادرة المصرية؛ /العربية الإسلامية، لحل مشكلة غزة فى اليوم التالى لإيقاف الحرب، وخطة إعمار غزة وخطة مواجهة مبادرة الرئيس ترامب، بتوصيل قرارات تنسيق أردنى مصرى سعودى، مدعوم من القمة العربية، بعدم التهجير القسرى ولا التهجير التطوعى ولا لأى وطن بديل للفلسطينيين، كما الإصرار على أهمية التنسيق بين القيادات العربية والشعوب الرافضة للتهجير من غزة أو الضفة الغربية، وأن أعمار غزة سيكون وفق خطة متكاملة بوجود وبايدى أهالى وسكان غزة، وبالتالى رفض كل مقترحات تهجير سكان غزة.
والمسارات التى يتحرك إليها وزراء الخارجية العرب، إلى:
*مسار أول:
إلى واشنطن.
قريبًا، بعد مؤتمر قمة القاهرة ٤ مارس آذار، لتقديم الخطة العربية، وفق عمل أساسه الخطة المصرية والتنسيق الأردنى، السعودى، ودول الخليج العربى، وهى التى ستقدم بشكل رسمى للرئيس ترامب بشأن إعمار غزة، وأساسًا لا للتهجير من سكان غزة أو الضفة الغربية، وهى الرد على ما كان الرئيس ترامب قد اقترح، من تهجير 2.1 مليون فلسطينى من غزة وتحويل القطاع إلى «ريفييرا شرق أوسطية»، وقد تكون مملوكة للولايات المتحدة.
*المسار الثانى: حراك دبلوماسى من اللجنة المقترحة تجاه أوروبا والدول الكبرى، منها دول مجلس الأمن صاحبة الفيتو، ودول الاتحاد الأوروبى تحديدًا، فيما يتعلق بإعمار غزة وعدم التهجير تحريك حل الدولتين، وفق المبادرة العربية، دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
*المسار الثالث:
حراك عربى عربى، وعربى إسلامى يتفق على صيغ ما تقره قمة القاهرة ودعم التنسيق الأردنى المصرى والخليجى الإسلامى، وضمان دعم خطة إعمار غزة دون أى تهجير سكانها ومنع تهجير الضفة الغربية، ودعم صمود أهالى المدن الفلسطينية وعدم تهويد القدس.
وفى المصادر أن وزراء الخارجية العرب، وأعضاء من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وربما منظمة التعاون الإسلامى، ومجلس التعاون الخليجى، ستكون فى صلب هذه المسارات، بداية من التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة الأمريكية، والبيت الأبيض.
.. وتحاول المصادر القول إن المسارات المقترحة ستترك فى تعاونها مع الولايات المتحدة، والمجموعة الأوروبية.
وفى السياق، أفادت مصادر أردنية فى تسريبات نقلتها فضائية cnn «سى إن إن» الأمريكية، بأن وزراء الخارجية العرب يخططون للسفر إلى واشنطن «فى غضون أسابيع» لتقديم اقتراحات للرئيس الأمريكى ترامب لإعادة بناء غزة من دون تهجير السكان الفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية.
.. عمليًا: تؤكد مصادر لـ«الدستور» أنَّ الحراك الدبلوماسى العربى الإسلامى القادم، غالبا مرتبط بنتائج قمة القاهرة التاريخية، وبالتالى لا خيار لاستباق قمة القاهرة الحاسمة قطعًا، برغم ضغوط الإدارة الأمريكية وبعض القوى الأوروبية والعربية.
.. وفى الحدث، مؤشرات على مرجعية أساسية تقوم على أن كلًا من الأردن ومصر، الدولتين اللتين رشحهما ترامب لاستقبال الفلسطينيين، رفضت بقوة سيادية، وطنية شعبية أى تهجير، أو تضارب فى حفظ حقوق الشعب الفلسطينى، وتمسكه فى الأرض والحقوق الدولية، ومنع أى تهجير قسرى، ضمن أى حجج أو ضغوط، وحماية للأمن القومى، ومخاوف تدهور المنطقة.
*ترامب يعتقد أن محادثات غزة تمضى بشكل «جيد للغاية».
فى تقرير أوردته وكالة رويترز، أكد الرئيس الأمريكى ترامب أن هناك «محادثات تمضى بشكل جيد للغاية» بشأن غزة، وذلك ردًا على سؤال خلال مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض عن مستقبل وقف إطلاق النار بين إسرائيل
نيسان ـ نشر في 2025-03-01 الساعة 22:28
رأي: حسين دعسة