زيلنسكي والعرب.. في لعبة الأمم
محمود أبو هلال
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2025-03-01 الساعة 23:04
نيسان ـ لم أسمع بأمة تعرضت لإبادة ومجازر مروعة بينما تخوض نخبها ومفكريها وأساتذة جامعاتها والباحثون والمحللون "والمؤثرون" مناكفة بينية، ولم تُشكل الإبادة لهم إحراجات فكرية وخُلُقية وسياسية تدفعهم إلى الإشارة عن الأسباب الرئيسية لهذا الخراب.. لا بل راحوا يشيرون لزيلنسكي بأنه لعبة وأداة بيد الغرب الاستعماري استخدم وما زال.
عندما أرادت أمريكا ضرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان احتاجت للعرب.. فألقت أعمدة النظام الرسني الطعم للإسلاميين فتلقفوه، ونودي على المنابر "حي على الجهاد" ومول الأعراب الحرب المقدسة ضد الشيوعيين الكفار!!. وعندما أرادت أمريكا أن تنتقم من فيتنام التي أخرجتها مكسورة، تحالفت مع أسوء نسخة من الشيوعيين "الخمير الحمر" الذين قاموا بإبادة أكثر من مليون كمبودي. وعندما خرج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وانتهت مهمة العرب قالوا إسلام سياسي ظلامي يضطهد المراة ويفرض عليها النقاب! ولابد من نظام علماني وديمقراطي!.
وسابقا تحالفت بريطانيا وأمريكا ضد أكبر حكومة علمانية عرفها الشرق، ونظمت انقلابا على محمد مصدق فقط لأنه أمم شركات النفط وانتزعها من الشركة البريطانية "برتش بتروليم".
وعندما جاء الربيع العربي تُرك يتحرك على طبيعته في تونس وباقي الدول العربية، وانتظروه في سوريا.
ثم نودي بالخطباء مرة أخرى وصاحوا "حي على الجهاد" وترك الجهاديون يشكلون فصائلهم أمام أعين الغرب الذي حاربهم لاحقا ووضع قواعد عسكرية لا نعلم متى ترحل.
يتحدثون عن زيلنسكي بأنه لعبة بيد الغرب الاستعماري، ولا أحد يتحدث عن أنظمة الحكم العربية المسؤولة عن كل هذا الخراب وعن هذه المآلات والتي تركت نفسها لعبة بيد الغرب الاستعماري لعقود.
هذه الأنظمة "عدوهم" واحد ولهم نفس البروباغندا إذا أصبح اليسارييون قوة يمكن ان تُهدد مصالحهم رفع العربان المصاحف واستنفروا الخوف على الإسلام ونادت المنابر بالجهاد ضد الكفار، وإذا أصبح الإسلامييون قوة تحولت الوهابية إلى حركة علمانية وأصبح "الإسلام السياسي" خطرا (خطرا على من تحديدا؟).. ويتلقّفُ العلماني والتقدمي الطعم ويتحالف مع "العالم الحر" ضد " أعداء الحقوق والحريات" و"أعداء المراة" و"قيم الحداثة".
الإبادة التي مورست وما زالت على غزة، لا عالم حر يبكيها ولا حقوق ولاحريات ولا مرأة ولا طفل ولا قيم حداثة تحميها، وظلامية القرون الوسطى تقوم بها حداثة العالم الحر.. ذبح للحقوق والحريات وللنساء والاطفال.. واستقبال للقتلة في عواصم الانوار وترحيب بالمجرمين من ألهة الحقوق، وفي المقابل مزيدا من الغائط العربي.
الكفار تهمة استعملتها الأنظمة السياسية ضد من يقارعها سلطتها، ومصطلح الإسلام السياسيّ تهمة تستعملها الأنظمة الحاكمة لإقصاء خصومهم " الإسلاميين" كما كانوا من قبل يتهمون المعارضين بأنهم شيوعيون وكفار؟.
لا فرق بين الشيوعية والإسلام السياسي في الاستعمال السلطوي المتغلب.. ولو أن الشيوعية أو القومية أو أية فكرة أخرى كانت اختيار الشعوب واستقطبت الشارع لكانت هي العدو دون سواها ولكانت الأحزاب الموصولة بها عنوانا للإدانة من قبل الحكام ووكلائهم وأعوانهم والسائرين في ركابهم.
إذا كان زيلنسكي أداة.. فالنظام الرسمي العربي دمية بيد الغرب الاستعماري.
عندما أرادت أمريكا ضرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان احتاجت للعرب.. فألقت أعمدة النظام الرسني الطعم للإسلاميين فتلقفوه، ونودي على المنابر "حي على الجهاد" ومول الأعراب الحرب المقدسة ضد الشيوعيين الكفار!!. وعندما أرادت أمريكا أن تنتقم من فيتنام التي أخرجتها مكسورة، تحالفت مع أسوء نسخة من الشيوعيين "الخمير الحمر" الذين قاموا بإبادة أكثر من مليون كمبودي. وعندما خرج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وانتهت مهمة العرب قالوا إسلام سياسي ظلامي يضطهد المراة ويفرض عليها النقاب! ولابد من نظام علماني وديمقراطي!.
وسابقا تحالفت بريطانيا وأمريكا ضد أكبر حكومة علمانية عرفها الشرق، ونظمت انقلابا على محمد مصدق فقط لأنه أمم شركات النفط وانتزعها من الشركة البريطانية "برتش بتروليم".
وعندما جاء الربيع العربي تُرك يتحرك على طبيعته في تونس وباقي الدول العربية، وانتظروه في سوريا.
ثم نودي بالخطباء مرة أخرى وصاحوا "حي على الجهاد" وترك الجهاديون يشكلون فصائلهم أمام أعين الغرب الذي حاربهم لاحقا ووضع قواعد عسكرية لا نعلم متى ترحل.
يتحدثون عن زيلنسكي بأنه لعبة بيد الغرب الاستعماري، ولا أحد يتحدث عن أنظمة الحكم العربية المسؤولة عن كل هذا الخراب وعن هذه المآلات والتي تركت نفسها لعبة بيد الغرب الاستعماري لعقود.
هذه الأنظمة "عدوهم" واحد ولهم نفس البروباغندا إذا أصبح اليسارييون قوة يمكن ان تُهدد مصالحهم رفع العربان المصاحف واستنفروا الخوف على الإسلام ونادت المنابر بالجهاد ضد الكفار، وإذا أصبح الإسلامييون قوة تحولت الوهابية إلى حركة علمانية وأصبح "الإسلام السياسي" خطرا (خطرا على من تحديدا؟).. ويتلقّفُ العلماني والتقدمي الطعم ويتحالف مع "العالم الحر" ضد " أعداء الحقوق والحريات" و"أعداء المراة" و"قيم الحداثة".
الإبادة التي مورست وما زالت على غزة، لا عالم حر يبكيها ولا حقوق ولاحريات ولا مرأة ولا طفل ولا قيم حداثة تحميها، وظلامية القرون الوسطى تقوم بها حداثة العالم الحر.. ذبح للحقوق والحريات وللنساء والاطفال.. واستقبال للقتلة في عواصم الانوار وترحيب بالمجرمين من ألهة الحقوق، وفي المقابل مزيدا من الغائط العربي.
الكفار تهمة استعملتها الأنظمة السياسية ضد من يقارعها سلطتها، ومصطلح الإسلام السياسيّ تهمة تستعملها الأنظمة الحاكمة لإقصاء خصومهم " الإسلاميين" كما كانوا من قبل يتهمون المعارضين بأنهم شيوعيون وكفار؟.
لا فرق بين الشيوعية والإسلام السياسي في الاستعمال السلطوي المتغلب.. ولو أن الشيوعية أو القومية أو أية فكرة أخرى كانت اختيار الشعوب واستقطبت الشارع لكانت هي العدو دون سواها ولكانت الأحزاب الموصولة بها عنوانا للإدانة من قبل الحكام ووكلائهم وأعوانهم والسائرين في ركابهم.
إذا كان زيلنسكي أداة.. فالنظام الرسمي العربي دمية بيد الغرب الاستعماري.
نيسان ـ نشر في 2025-03-01 الساعة 23:04
رأي: محمود أبو هلال كاتب أردني