اتصل بنا
 

السردية تكتب : زعل بهيجة وأم يوسف

نيسان ـ نشر في 2025-03-05 الساعة 12:10

نيسان ـ ذات يوم، افتقدت أم يوسف حضور بهيجة، وبهيجة عنصر فاعل في تلك اللّمة شبه اليومية. حيث تجتمع الجارات على البرندة التي باتت مقرًا للحارة. سألت وهي تطقطق بحبات المسبحة: "صحيح، لعاد وين بهيجة غايبة اليوم يا بنات؟ ما إلها بالعادة، الله وأعلم.. يا وجعانة يا مضيوفة؟"
ردت شيخة: "اتغندرت وتعطرت" من الصبح وراحت تحضر حفلة عذرا... اليوم تطلع الفاردة... الله يعين أمها على فراقها... اليوم زفتها على قرية أم السنابك."
يا دوب خلص النقاش، وإذا ببهيجة تحوّل من سيارة على "مؤتمر البرندة دغري"... قالت أم خالد: "هيها أجت، صدق من قال الطيب عند طاريه."
اشرأبت أعناقهن نحو القادمة: "لسه بسيرتك سبحان الله، هه هه هه، لو طلبنا ألف نيره... هيني جيت أحسن من ألفين نيره وللا ما بنعجب. "
تفحصت أم يوسف بهيجة وهي بأبهى زينتها، مكسي مضلّع، كندرة كعب المسمار، حومرة فاقعة، ظل أخضر فوق جفنيها... تهتز يمنة ويسرة وهي تحكي لهن
عن أجواء الحفلة...
قاطعتها أم يوسف: "وأنتِ لويش مسوية بحالك هيك؟"
ردت بهيجة: "ييه لو شفتينا.. ذبحنا حالنا وأحنا ندبك عشان نبيض وجه بنت حارتنا."
قالت أم خالد: "عفيه عليكن والله حررتن طلعتها قدام الأغراب."
لم تسكت الرّيسة طبعًا: "الفرح للعروس والعريس والجري للمتاعيس."
غضبت بهيجة: "يا الله منك يا أم يوسف لازم تّطلعي قصة بكل شي... لا حبيبتي لا بطلّع ولا بنزّل... مكيفه ع حالك فازعة "وثمك ملغمط زي ثُم البسة الماكلة ولادها."
صدرت "هه هه هه" من جميع أعضاء الاجتماع.
انتفضت بهيجة ودارت ظهرها حيث بيتها : "الحق على اللي تجي عندك مرة ثانية."
هزت أم يوسف كتفيها كاتمة ضحكتها : "أُبّلّا عليكِ وعلى اللي بستنى جيتك."
التفت بهيجة عليهن وتمتمت: "أُبّلّا تبليكِ أنتِ واللي عاد يطا برندتك.. كلها نميمة وذنوب... وهذاك يوم وهذا يوم..."
تفركش مؤتمر البرندة إلى غير رجعة، جراء الإصطفافات التي حدثت يومها، حيث أنحاز فريق لبهيجة، وآخر لأم يوسف... ولأن المؤتمر لا طائل ولا طعمة له بدون وجود كامل الأعضاء، فلم يعد يجتمع إلا في مجالس العزيات.. وسلام من بعيد لبعيد .... ولم يعد يصدر عنهن أي بيانات شديدة أو طرية اللهجة.
أما عذرا فلم تكن على دراية بكل ما حدث في ذلك العام على البرندة.
ملاحظة: "أُبّلّا" مفردة شعبية تستخدم في بعض المناطق، من مرادفاتها: "ميلة"، و"حظي عليك".

نيسان ـ نشر في 2025-03-05 الساعة 12:10


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً