سقوط ورقة رابحة لحضور أمريكي أقوى في أسواق الطاقة
نيسان ـ نشر في 2025-03-10 الساعة 12:24
x
نيسان ـ شارك مسؤولون كبار من إدارة الرئيس ترامب، منذ أيام، في احتفالية خاصة بتوسعة محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، تابعة لشركة «فنتشر جلوبال» الناشئة، في مشروع تبلغ قيمته 18 مليار دولار. وتعتبر هذه الخطوة مؤشراً قوياً على عودة البروز الأمريكي القوي على ساحة الطاقة العالمية.
ومن المفارقة أنه بينما كان وزير الطاقة كريس رايت يشيد بالرئيس التنفيذي مايك سابيل، واصفاً إياه بـ «المؤسس الجريء العظيم» خلال خطابه في محطة بلاكمين الواقعة على ساحل خليج لويزيانا، كان المستثمرون يتسابقون للتخلص من أسهم «فنتشر جلوبال».
وفقدت أسهم الشركة 36% من قيمتها مع نهاية جلسة التداول، بعد إعلان نتائج صادمة أظهرت تراجع المبيعات وحجم الصادرات، وانخفاض الأرباح عن التوقعات، وتقليص التوقعات المستقبلية، فضلاً عن زيادة مفاجئة بقيمة 1.3 مليار دولار في تكاليف إنشاء المحطات، وذلك كله رغم الظروف المواتية في سوق الطاقة.
ويشكل هذا الانهيار تحولاً مفاجئاً لشركة كانت تستعد قبل شهرين فقط لإجراء طرح عام أولي كان سيرفع قيمتها لتتجاوز عملاق النفط «بي بي» لكن عملية الطرح التي جاءت دون التوقعات، والنزاعات مع كبار العملاء، والنتائج المالية الأولى المخيبة للآمال.. كل ذلك أدى إلى خسائر كبيرة للمستثمرين وأثار شكوكاً جدية حول قدرة الشركة على تنفيذ خططها الموعودة.
وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للشركة إلى 23 مليار دولار فقط، وهو ما يمثل أقل من ثلث التقييم البالغ 60 مليار دولار الذي حققته الشركة في طرح عام أولي مخفض تم إجراؤه في 23 يناير الماضي، وأقل بخمس مرات من القيمة الأصلية البالغة 110 مليارات دولار التي كانت تستهدفها إدارة الشركة. كما أن أسهم الشركة انخفضت إلى ما دون سعر الطرح الأولي في اليوم الأول من التداول ولم تستطع التعافي منذ ذلك الحين.
ووصف جوزيف شوستر، مؤسس شركة «آيبوكس شوستر» المتخصصة في متابعة أداء الطروحات الأولية، أداء الشركة بـ«الأسوأ على الإطلاق» مقارنة بحجمها في قطاع الطاقة.
وأضاف إن الإقبال الضعيف على الطرح أثار «إشارات تحذيرية»، مشيراً إلى أن استمرار تراجع السهم قد يعزز عمليات البيع على المكشوف، ويجعل من الصعب على الشركة جمع تمويل إضافي من خلال الطروحات الثانوية. وتواجه «فنتشر جلوبال»، وهي إحدى أكبر الشركات الأمريكية لتوريد الغاز الطبيعي المسال، دعوى قضائية جماعية تتهمها بتقديم معلومات مضللة في بيان التسجيل الخاص بطرحها العام الأولي.
لكن الشركة رفضت هذه المزاعم، مؤكدة أنها لا تستند إلى أي أساس قانوني. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركة نزاع تحكيم بقيمة 5 مليارات دولار مع عدد من عملائها، أبرزهم «شل»، «بي بي»، و«ريبسول»، متهمين إياها بعدم تسليم شحنات الغاز وفق العقود المبرمة، وبيعها بدلاً من ذلك في الأسواق الفورية بأسعار مرتفعة عقب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وردت شركة «فنتشر جلوبال» بأن منشآتها لم تكن جاهزة للعمل بكامل طاقتها، ما يبرر بيع الشحنات في الأسواق الفورية دون انتهاك العقود، مشددة أنها تلتزم دائماً بالعقود وستظل كذلك. وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، يواصل المؤسسان المشاركان للشركة - مايك سابيل، وهو مصرفي استثماري سابق، وروبرت بندر، وهو محامٍ - المضي قدماً في إطلاق خطط نمو طموحة للشركة.
وتتمتع «فنتشر جلوبال» بعلاقة وثيقة مع البيت الأبيض، قد تساهم في تسهيل حصولها على التراخيص اللازمة لبناء محطات جديدة. وفي أبريل الماضي، حضر سابل عشاءً في منتجع مارالاغو ضم مسؤولين تنفيذيين من قطاع النفط والغاز. وقد ساهمت شركة «فنتشر جلوبال» بمبلغ مليون دولار لحملة تنصيب ترامب في يناير 2025.
وقال كريس رايت خلال الفعالية التي أقيمت أخيراً: «ما تفعلونه في غاية الأهمية، وهو يتماشى تماماً مع أجندة الرئيس دونالد ترامب»، لكن المحللين يتساءلون عما إذا كانت «فنتشر جلوبال»، التي يقع مقرها في فرجينيا، قادرة على تنفيذ خطتها الطموحة لبناء خمس محطات تصدير بطاقة تتجاوز 100 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، وهو ما يفوق إجمالي صادرات الولايات المتحدة من هذا الوقود في العام الماضي.
وقال أندرو جليك، المدير العام لشركة الأبحاث «إنفيروس»: «في ظل الطرح العام الأولي المخيب للآمال، والعلاقات المتوترة مع العملاء، والتخفيض الكبير السلبي في توقعات أداء الشركة لعام 2025، من المرجح أن تواجه الشركة تحدياً كبيراً في الحصول على التمويل البالغ 18 مليار دولار اللازم لتوسعة محطة بلاكمين للغاز الطبيعي المسال».
وتكمن العقبة الرئيسية أمام الشركة في قدرتها على إبرام عقود توريد طويلة الأجل، تمتد بين 10 و20 عاماً، حتى تتمكن من جمع عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لتمويل بناء المحطات الجديدة. وتزداد هذه الصعوبة في ظل استمرار نزاعها مع «شل»، «بي بي»، و«ريبسول»، وعدد من شركات الطاقة الأوروبية، والذي لن يتم حسمه قبل الخريف.
وفي تصريح لصحيفة «فاينانشال تايمز»، قال وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة «شل» العالمية: «الثقة عنصر أساسي في هذه الصناعة، وأي شركة لا تلتزم بعقودها تساهم في تقويض مصداقية واستقرار قطاع الغاز الطبيعي المسال بأكمله». وإلى جانب تحدياتها الخاصة، تواجه «فنتشر جلوبال» بيئة اقتصادية وجيوسياسية أكثر صعوبة لقطاع الغاز الطبيعي المسال.
وتشير تقديرات «ريستاد إنرجي» إلى أن السوق سيكون في حالة فائض بالمعروض بحلول منتصف الثلاثينات من القرن الحالي، بينما يتوقع «جيه بي مورغان» أن تؤدي زيادة الإنتاج، بقيادة قطر وأمريكا الشمالية، إلى انخفاض الأسعار على المدى الطويل.
ويشير المحللون إلى أن أي اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا في المستقبل قد يسمح باستئناف تدفق الغاز الروسي الرخيص عبر شبكة خطوط الأنابيب إلى أوروبا، مما قد يقلل الطلب أيضاً على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
وقال سبيرو دونيس، المحلل في «سيتي جروب»: «هناك بعض المخاطر المتعلقة بانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال القوية حالياً مع احتمال إعادة الغاز الروسي إلى الأسواق. وبالنسبة لشركة فنتشر جلوبال على وجه التحديد، فإنه على الرغم من امتلاكها لمحفظة من العقود طويلة الأجل، إلا أنها أكثر عرضة لتقلبات الأسواق الفورية مقارنة بالشركات المنافسة لها في هذا القطاع».
ومن المفارقة أنه بينما كان وزير الطاقة كريس رايت يشيد بالرئيس التنفيذي مايك سابيل، واصفاً إياه بـ «المؤسس الجريء العظيم» خلال خطابه في محطة بلاكمين الواقعة على ساحل خليج لويزيانا، كان المستثمرون يتسابقون للتخلص من أسهم «فنتشر جلوبال».
وفقدت أسهم الشركة 36% من قيمتها مع نهاية جلسة التداول، بعد إعلان نتائج صادمة أظهرت تراجع المبيعات وحجم الصادرات، وانخفاض الأرباح عن التوقعات، وتقليص التوقعات المستقبلية، فضلاً عن زيادة مفاجئة بقيمة 1.3 مليار دولار في تكاليف إنشاء المحطات، وذلك كله رغم الظروف المواتية في سوق الطاقة.
ويشكل هذا الانهيار تحولاً مفاجئاً لشركة كانت تستعد قبل شهرين فقط لإجراء طرح عام أولي كان سيرفع قيمتها لتتجاوز عملاق النفط «بي بي» لكن عملية الطرح التي جاءت دون التوقعات، والنزاعات مع كبار العملاء، والنتائج المالية الأولى المخيبة للآمال.. كل ذلك أدى إلى خسائر كبيرة للمستثمرين وأثار شكوكاً جدية حول قدرة الشركة على تنفيذ خططها الموعودة.
وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للشركة إلى 23 مليار دولار فقط، وهو ما يمثل أقل من ثلث التقييم البالغ 60 مليار دولار الذي حققته الشركة في طرح عام أولي مخفض تم إجراؤه في 23 يناير الماضي، وأقل بخمس مرات من القيمة الأصلية البالغة 110 مليارات دولار التي كانت تستهدفها إدارة الشركة. كما أن أسهم الشركة انخفضت إلى ما دون سعر الطرح الأولي في اليوم الأول من التداول ولم تستطع التعافي منذ ذلك الحين.
ووصف جوزيف شوستر، مؤسس شركة «آيبوكس شوستر» المتخصصة في متابعة أداء الطروحات الأولية، أداء الشركة بـ«الأسوأ على الإطلاق» مقارنة بحجمها في قطاع الطاقة.
وأضاف إن الإقبال الضعيف على الطرح أثار «إشارات تحذيرية»، مشيراً إلى أن استمرار تراجع السهم قد يعزز عمليات البيع على المكشوف، ويجعل من الصعب على الشركة جمع تمويل إضافي من خلال الطروحات الثانوية. وتواجه «فنتشر جلوبال»، وهي إحدى أكبر الشركات الأمريكية لتوريد الغاز الطبيعي المسال، دعوى قضائية جماعية تتهمها بتقديم معلومات مضللة في بيان التسجيل الخاص بطرحها العام الأولي.
لكن الشركة رفضت هذه المزاعم، مؤكدة أنها لا تستند إلى أي أساس قانوني. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركة نزاع تحكيم بقيمة 5 مليارات دولار مع عدد من عملائها، أبرزهم «شل»، «بي بي»، و«ريبسول»، متهمين إياها بعدم تسليم شحنات الغاز وفق العقود المبرمة، وبيعها بدلاً من ذلك في الأسواق الفورية بأسعار مرتفعة عقب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وردت شركة «فنتشر جلوبال» بأن منشآتها لم تكن جاهزة للعمل بكامل طاقتها، ما يبرر بيع الشحنات في الأسواق الفورية دون انتهاك العقود، مشددة أنها تلتزم دائماً بالعقود وستظل كذلك. وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، يواصل المؤسسان المشاركان للشركة - مايك سابيل، وهو مصرفي استثماري سابق، وروبرت بندر، وهو محامٍ - المضي قدماً في إطلاق خطط نمو طموحة للشركة.
وتتمتع «فنتشر جلوبال» بعلاقة وثيقة مع البيت الأبيض، قد تساهم في تسهيل حصولها على التراخيص اللازمة لبناء محطات جديدة. وفي أبريل الماضي، حضر سابل عشاءً في منتجع مارالاغو ضم مسؤولين تنفيذيين من قطاع النفط والغاز. وقد ساهمت شركة «فنتشر جلوبال» بمبلغ مليون دولار لحملة تنصيب ترامب في يناير 2025.
وقال كريس رايت خلال الفعالية التي أقيمت أخيراً: «ما تفعلونه في غاية الأهمية، وهو يتماشى تماماً مع أجندة الرئيس دونالد ترامب»، لكن المحللين يتساءلون عما إذا كانت «فنتشر جلوبال»، التي يقع مقرها في فرجينيا، قادرة على تنفيذ خطتها الطموحة لبناء خمس محطات تصدير بطاقة تتجاوز 100 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، وهو ما يفوق إجمالي صادرات الولايات المتحدة من هذا الوقود في العام الماضي.
وقال أندرو جليك، المدير العام لشركة الأبحاث «إنفيروس»: «في ظل الطرح العام الأولي المخيب للآمال، والعلاقات المتوترة مع العملاء، والتخفيض الكبير السلبي في توقعات أداء الشركة لعام 2025، من المرجح أن تواجه الشركة تحدياً كبيراً في الحصول على التمويل البالغ 18 مليار دولار اللازم لتوسعة محطة بلاكمين للغاز الطبيعي المسال».
وتكمن العقبة الرئيسية أمام الشركة في قدرتها على إبرام عقود توريد طويلة الأجل، تمتد بين 10 و20 عاماً، حتى تتمكن من جمع عشرات المليارات من الدولارات اللازمة لتمويل بناء المحطات الجديدة. وتزداد هذه الصعوبة في ظل استمرار نزاعها مع «شل»، «بي بي»، و«ريبسول»، وعدد من شركات الطاقة الأوروبية، والذي لن يتم حسمه قبل الخريف.
وفي تصريح لصحيفة «فاينانشال تايمز»، قال وائل صوان، الرئيس التنفيذي لشركة «شل» العالمية: «الثقة عنصر أساسي في هذه الصناعة، وأي شركة لا تلتزم بعقودها تساهم في تقويض مصداقية واستقرار قطاع الغاز الطبيعي المسال بأكمله». وإلى جانب تحدياتها الخاصة، تواجه «فنتشر جلوبال» بيئة اقتصادية وجيوسياسية أكثر صعوبة لقطاع الغاز الطبيعي المسال.
وتشير تقديرات «ريستاد إنرجي» إلى أن السوق سيكون في حالة فائض بالمعروض بحلول منتصف الثلاثينات من القرن الحالي، بينما يتوقع «جيه بي مورغان» أن تؤدي زيادة الإنتاج، بقيادة قطر وأمريكا الشمالية، إلى انخفاض الأسعار على المدى الطويل.
ويشير المحللون إلى أن أي اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا في المستقبل قد يسمح باستئناف تدفق الغاز الروسي الرخيص عبر شبكة خطوط الأنابيب إلى أوروبا، مما قد يقلل الطلب أيضاً على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
وقال سبيرو دونيس، المحلل في «سيتي جروب»: «هناك بعض المخاطر المتعلقة بانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال القوية حالياً مع احتمال إعادة الغاز الروسي إلى الأسواق. وبالنسبة لشركة فنتشر جلوبال على وجه التحديد، فإنه على الرغم من امتلاكها لمحفظة من العقود طويلة الأجل، إلا أنها أكثر عرضة لتقلبات الأسواق الفورية مقارنة بالشركات المنافسة لها في هذا القطاع».