اتصل بنا
 

الرجال يزاحمون النساء في عمليات التجميل

نيسان ـ نشر في 2015-12-11 الساعة 18:36

x
نيسان ـ

مظهر وقور، قميص أبيض، ذقن بلحية طويلة، كان ينتظر دوره بهدوء في قاعة الانتظار بالعيادة غير مبال بالنظرات الفضولية للجالسين هناك وأكثرهم نساء، إحداهن تضع ضمادة على أنفها وأخرى على خدها وهي تخفي عينيها بنظارات شمسية في غرفة الإنارة فيها خافتة.. يحين دوره ليدخل إلى الطبيب ويعرض حالته دون كثير من المقدمات “دكتور، الشحوم المتراكمة في بطني تزعجني وتحرجني أمام زوجتي، هل يمكنك أن تخلصني منها؟”.

 هو عينة من المرضى أو بالأحرى “الزبائن” الذين التقيناهم في إحدى عيادات طب التجميل في العاصمة، عرفت من الطبيب أن زبونه الوقور إمام قادم من إحدى الولايات الداخلية، قرر أخيرا بعد أشهر من التردد أن يتصالح مع المرآة التي خيبه النظر إليها، وأن يتخلص من مظهر بطنه المترهل الذي يحرجه مع شريكة حياته.

يقول الدكتور الجراح الذي استقبلنا في عيادته بأحد الأحياء الراقية في العاصمة ورفض أن نكشف عن اسمه، إن الإمام ليس حالة شاذة بين زبائنه “أستقبل الإمام والفنان والطبيب والبطال.. الجميع يبحث عن الرضا الذاتي”.

يقيم بجوار البحر ولم تطأه قدماه

منير، هكذا اخترنا أن نسميه، شاب جامعي في الثانية والعشرين من العمر، لم يبد عليه أي عيب ظاهر، شاب وسيم، لا يعاني من سمنه مفرطة، أنفه ليس به عيب، وهو ما أثار فضولي لأعرف سبب زيارته للعيادة التي كانت تعج بأصحاب البطون المترهلة، فكانت الإجابة سريعة من الجراح بعد أن انتهى من معاينته.

عرفنا أنه في زيارة “روتينية” للكشف عن آثار جراحة على مستوى الصدر خضع لها قبل فترة، حيث كان يعاني من الدهون المتراكمة على مستوى صدره جعلته يبدو مثل النساء، ما سبب له الحرج بين رفاقه “تصدقين أنه يقيم على بعد أمتار فقط من البحر، إلا أن قدميه لم تطآ رماله بسبب مشكلة صدره الذي سبب له عقدة نفسية منعته من الاستمتاع بزرقة البحر”، يقول الدكتور الجراح.

وأضاف محدثنا أن منير عندما زاره أول مرة كان محبطا وكئيبا ونظرته إلى الحياة متشائمة، “إلا أن كل شيء تغير بعد أن خضع للجراحة بتشجيع من عائلته”.

ويضيف الجراح أن “هوس” الجنس الخشن بعمليات التجميل وصل ذروته في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان هؤلاء يبحثون مع بداية هذا النوع من الجراحة في الجزائر عن تصحيح بعض العيوب الخلقية كاعوجاج في الأنف أو الفك وغيرها من العيوب التي تشكل لهم إحراجا في مواجهة المجتمع “أصبح هؤلاء يبحثون عن الأناقة والوسامة والشباب الدائم للحفاظ على المظهر العام”.

“البوتوكس”.. لا يستغني عنه الفنانون

المظهر الشبابي هو مطلب أغلبية الزبائن ممن تعدوا عتبة الأربعين وبدأ الزمن يرسم خطوطه على وجوههم، فتجدهم يبحثون عن “إكسير” الشباب الدائم، وفي مقدمتهم الفنانون الذين لا يريدون مواجهة جمهورهم إلا بمظهر شبابي بعد أن بدأ الزمن يفعل فعلته بأجسامهم.

وفي السياق، أكد الدكتور أن عيادته تعرف زيارة دورية للفنانين للخضوع لجلسات “البوتوكس” لإزالة آثار التجاعيد على مستوى الجبهة ودائرة العين كل ستة أشهر، وكذا “الفيلر” لملء الفراغات التي تتشكل مع الزمن حول دائرة الفم والذي يدوم مفعوله سنة كاملة.

وأضاف محدثنا مبتسما: “إذا كانت النساء تناشد الكمال في الجمال، خاصة المقبلات منهن على الزواج الحالمات بأجسام دون عيوب، أصبح الرجال ينافسهن في هذا المطلب، فالكثير من زبائني ممن أقدموا على خطوة الارتباط بعد الأربعين يزورون عيادتي قبل زفافهم للتخلص من التجاعيد والخيوط الرفيعة على وجوههم حتى وإن لم تكن ظاهرة بشكل كبير”.

شفط الدهون.. منقذ البطون المترهلة

ولو أن على تقنية “البوتوكس” طلبا كبيرا، فلشفط الدهون زبائن كثر من أصحاب البطون التي فعل فيها إهمال الرياضة والأكل غير الصحي فعلته، والمثير أن من أكثر الأشخاص طلبا على هذا النوع من الجراحة هم الأطباء الذين خسروا أوزانهم المثالية التي حرمتهم من إمكانية ارتداء المئزر الأبيض إلا والأزرار مفتوحة.

وفي السياق، تحدث لنا الجراح عن حالة طبيب زاره من إحدى ولايات الجنوب من أجل شفط الدهون على مستوى البطن، بعد أن عجز عن التخلص منها بالرياضة “وصل إلي بعد أن جرب كل السبل، وقال إن بطنه البارز حرمه من ارتداء المئزر وخاصة البذلة في المؤتمرات الطبية التي يشارك فيها، وهو الأمر الذي يحرجه أمام زملاء المهنة ويشعره بأنه أقل منهم”. وليتخلص من عقدته، أخذ الطبيب عطلة قصيرة عشية عيد الأضحى، وأوهم عائلته بأنه سيحضر مؤتمرا طبيا، وأمضى ثلاثة أيام في أحد الفنادق الفاخرة بالعاصمة وعاد إلى مدينته وهو يشعر بالرضا “حتى أنه أرسل لي صورا بعد شهر وهو سعيد بالتغيير الذي أحدثته عملية التجميل على جسمه”.

آباء يدفعون ثمن العملية لأبنائهم

وإذا كانت التجاعيد والوزن الزائد هاجس الأغلبية ممن تخطوا سن الأربعين، فالشباب يبحثون عن التخلص من العيوب الخلقية خاصة على مستوى الأنف، أو ندوب على مستوى الوجه.

وذكر محدثنا أن أغلب هؤلاء بطالون ودون دخل، وعائلاتهم تأخذ على عاتقها دفع تكاليف العملية، كمثل حالة شاب ألح على والده ليدفع له ثمن عمليه لإزالة آثار ندبة على مستوى الجبهة، لأنه لا يملك ثمنها، وآخر أراد أن يقوم بتصغير أنفه ولم يجد والده حرجا في دفع تكاليف العملية.

ولا يدعو هذا للاستغراب، مادام الكثير من الآباء لا يترددون في زيارة عيادة التجميل ليخضعوا هم أيضا لعمليات لإعادة الشباب لمظهرهم، مثل التخلص من ترهّل في جلد العينين أو انتفاخ الجفن السفلي للعين كذلك أو شدّ الوجه أو الرقبة أسفل الذقن.

نيسان ـ نشر في 2015-12-11 الساعة 18:36

الكلمات الأكثر بحثاً