رمضان في المخيمات السورية: فقدان السيولة المالية وغياب الوجبات الرئيسية
نيسان ـ نشر في 2025-03-12 الساعة 13:27
x
نيسان ـ حلّ شهر رمضان على المخيمات السورية شمال غربي سوريا، في ظل ظروف معيشية صعبة، إذ يواجه النازحون تحديات جمة تتنوع بين ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتوقف المساعدات الإغاثية ودعم المياه، إلا أنهم يبذلون جهدا استثنائيا في التكاتف خلال الشهر الكريم، رغم مرارة الصعوبات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على حياتهم.
أبو أحمد خالد درويش، مدير مخيم الصباح في ريف إدلب، تحدث لـ «القدس العربي» عن غياب كامل لأجواء الشهر الكريم، فلم يستقبل النازحون هذا الشهر الفضيل بالزينة المعلقة وفوانيس رمضان، بسبب وطأة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أتت على النازحين داخليا.
ويقدر عدد النازحين في الداخل السوري شمال غرب سوريا بـ 2.8 مليون شخص. ويوجد حوالي 1.7 مليون من النازحين في 1.400 موقع للنزوح، من بينهم 80 ٪ من النساء والأطفال.
سلمى أم النور، وهي شابة ثلاثينية، أم لأربعة أطفال، يعمل زوجها مع منظمة إنسانية في مخيم الصباح في ريف إدلب، وتعتبر نفسها من العائلات الميسورة الحال، وبينما كانت تقطع البطاطا، وهي تعد طعام الإفطار تقول لـ «القدس العربي»: أشتري الخضار اللازمة لوجبة الإفطار كل يوم في يومه، وأحتاج تقريبا في اليوم إلى 150 ليرة تركية أي ما يعادل 5 دولارات لحساء يجمع البطاطا والطماطم فقط، وهي وجبة ستكون كبيرة على عائلتي، لأني تعودت على إرسال سكبة أو صحن إلى جارتي سارة فهي شابة صغيرة وأم لطفلتين فقدتا والدهما قبل عام في قصف على المنطقة».
وتضيف سلمى، على عجل قبل موعد الإفطار «وضعي اليوم جيد مقارنة بجيراني ومعارفي، صديقتي من قلعة المضيق تربي طفلتين يتيمتين، لا يقبل أحد أن يدينها المال، فهي لن تتمكن من سداده كما العادة، أما جارتي في الحي المقابل فسمعت أمس أنها قد أعدت وجبة مكونة من الزيت والزعتر لأطفالها ووالدهم الذي أصيب بمرض عضال قبل مدة».
الحال صعب على أهالي المخيمات، وفق سلمى «ورغم توفر كل المواد في الأسواق القريبة، إلا أن عدم توفر فرض العمل والمال يضاعف المأساة». وتختم حديثها بالمثل الشعبي «الجمل بليرة وما في ليرة».
الموائد الرمضانية الشهية
ولضيق الوقت قبل أذان المغرب، أشارت سلمى لجارتها، وطلبت منها الحديث مع «القدس العربي» عن أحوال عائلتها مع حلول شهر رمضان. لم تتأخر شيماء، 27 عاما، فاستحضرت ذكرياتها الرمضانية قبل سنوات «إذ لم تكن لتكتمل موائد الإفطار في أول أيام الشهر من دون طبخة بيضاء التي تعتمد على اللبن كنوع من الفأل الجيد، فالشاكرية بأنواعها، والكبة اللبنية، والشيشبرك، وشيخ المحشي، وباشا وعساكره، كلها وجبات دسمة تحتاج إلى اللحمة كمكون رئيسي».
وتضيف: كانت لرمضان أجواء احتفالية مختلفة، تبدأ بالتنافس في تزيين المنازل وموائد الإفطار، وتوفر أنواع التمور الفاخرة وألوان الشراب.
لا شراب ولا تمر
وتتابع: «لكن لا شراب اليوم على موائدنا، المقبلات مثل الفول أو الحمص والبطاطا المطبوخة او المقلية في أحسن حال هي الطبق الرئيسي. ورغم ذلك نملك بصيص أمل في العودة إلى بيوتنا، ليس لأن الظروف المادية تحسنت، بل لأننا نملك إرادة تدفعنا لاجتراح أسباب الفرح».
وضاعت المعالم في مساحات شاسعة، شكلت مدنا وأحياء تضم بيوتا من قماش، تلفّها تفاصيل العذاب وتمتد على مساحات واسعة في ريفي إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا، قرب الحدود السورية ـ التركية.
لا زينة ولا فوانيس ووجبات الإفطار تتوزع ما بين المقبلات والزيت والزعتر
تضم هذه المنطقة الحدودية نحو 1200 مخيم بعضها مخيمات عشوائية، تفتقر لأدنى الخدمات الإنسانية اللازمة، ولا تحظى بالدعم الكافي من المنظمات الإنسانية، ويعيش معظم هؤلاء النازحين في مخيمات مكتظة وغير مؤهلة، مما يزيد من حدة الصعوبات التي يواجهونها، حسب إحصائية للأمم المتحدة.
مدير مخيم الصباح خالد درويش يقول لـ «القدس العربي» تنشتر المخيمات في ريف ادلب الشمالي، وباتت تعاني اليوم من مشكلة جديدة، تضاف إلى مصاعب الحياة في المخيمات، فقد توقفت كل المنظمات الإنسانية عن العمل، ومنذ أيام أعلنت المنظمات عن إنهاء الخدمات التي تتعلق بالمياه، وترحيل النفايات، فضلا عن توقف المساعدات الإغاثية.
يعيش في مخيم الصباح، وفق المتحدث 4 آلاف شخص، مقسمين على 700 عائلة، ينحدر معظم النازحون من حمص وحماة وإدلب، وقلة من المحافظات البعيدة، كدمشق وريفها ودير الزور.
تحت خط الحياة
ويضيف: بالنسبة لحلول شهر رمضان الكريم في ظل الغلاء المتزايد بعد تحرير سوريا وانفتاح المحافظات السورية على بعضها، قفزت الأسعار وزادت معاناة الأهالي، فأنا بسبب عملي مطلع بشكل مفصل على وضع الأهالي، هناك بعض العائلات في المخيم لا تملك سعر وجبة واحدة خلال اليوم، حيث وصلت الأمور إلى حد غير مقبول ولم نعد نتحدث عن خط الفقر بل النازحون هنا تحت خط الحياة، المخيمات مكتظة بالسكان، النفايات لن ترحل بعد اليوم، والمياه أصبحت غير مدعومة، ناهيك عن توقف المساعدات الغذائية والمساعدات الإنسانية الضرورية.
ويزيد: أكثر ما يرهق الأهالي اليوم فقدان المياه في ظل هذا الشوارع الضيقة داخل المخيمات، الأمر الذي يزيد من صعوبة نقل المياه، فضلا عن أن نسبة كبيرة من الأهالي عاطلون عن العمل، ويعتمدون على المساعدات الفردية.
في مخيم المطار التابع لتجمع مخيمات «تل الكرامة» في ريف إدلب، التقت «القدس العربي» مع زكريا الحميد – 35 عاما – من أبناء قرية العزيزية في ريف حلب الجنوبي.
ويقول زكريا الذي يعمل معلما في مدرسة مخيم المطار: يتبع مخيمنا لمخيمات الكرامة، حيث يضم هذا الأخير حوالي 250 مخيما، وأتقاضى ما يعادل 120 دولارا وهو مبلغ لا يسد رمق عائلته، لكنه «أفضل من العدم وخاصة في رمضان والتكاليف الإضافية فيه» وفق وصفه.
وحول تمسكه إلى الآن بخيمته القماشية، وعدم عودته إلى القرية بعدما تحررت من قوات نظام الأسد، يؤكد زكريا أن من أهم العوامل وراء بقائه في المخيم هو الدمار الذي حل في مسقط رأسه، وما خلّف ذلك من فقدان أبسط مقوّمات الحياة من خدمات وبنى تحتية، وغياب الأفران والأسواق والمحال التجارية، الأمر الذي يجعل الحياة فيها مستحيلة، رغم مرارة العيش في المخيمات، وتوقف دعم الماء وبعدما كان يصل الفرد الواحد 35 لترا، يصله اليوم 22 لترا.
ويتابع: المياه تصل عن طريق شبكة ري سابقة إلى المخيم، حيث يضم المخيم نحو 3 أحياء، لكل حي خزان مياه واحد، وهذا الخزان المخصص لسكان الحي يزود بالمياه يوميا لمدة ساعة ونصف الساعة فقط، بعدما كانت 3 ساعات، حيث يتقاسم الأهالي حصصهم من الماء الشحيح.
ويقارن زكريا بين توقف المساعدات وشح المياه في المخيم، مع التكاليف المترتبة عليه إذا ما قرر العودة إلى بيته، حيث يقول: يحتاج بيتي في قرية العزيزة إلى إعادة بناء ويكلف ذلك نحو 15 ألف دولار، مشيرا إلى أن قرية العزيزة كانت تؤوي نحو 2000 نسمة قبل الحرب، بينما لا يتجاوز عدد الأهالي في القرية اليوم 25 شخصاً.
القرية مدمرة بالكامل، بيوتها السكنية سويت بالأرض، خالية من الخدمات والكهرباء وشبكات المياه، وقد تهجرنا من بيوتنا قبل نحو 10 سنوات على وقع القنابل وأزيز الرصاص، بين أشلاء أهالينا وأحبابنا، يقول زكريا، مضيفاً: اليوم لا طاقة لنا على العودة، وترك هذا المخيم، رغم ما نكابده من متاعب، حيث تعايشنا مع هذا الوضع مقهورين ومجبرين.
أبو أحمد خالد درويش، مدير مخيم الصباح في ريف إدلب، تحدث لـ «القدس العربي» عن غياب كامل لأجواء الشهر الكريم، فلم يستقبل النازحون هذا الشهر الفضيل بالزينة المعلقة وفوانيس رمضان، بسبب وطأة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي أتت على النازحين داخليا.
ويقدر عدد النازحين في الداخل السوري شمال غرب سوريا بـ 2.8 مليون شخص. ويوجد حوالي 1.7 مليون من النازحين في 1.400 موقع للنزوح، من بينهم 80 ٪ من النساء والأطفال.
سلمى أم النور، وهي شابة ثلاثينية، أم لأربعة أطفال، يعمل زوجها مع منظمة إنسانية في مخيم الصباح في ريف إدلب، وتعتبر نفسها من العائلات الميسورة الحال، وبينما كانت تقطع البطاطا، وهي تعد طعام الإفطار تقول لـ «القدس العربي»: أشتري الخضار اللازمة لوجبة الإفطار كل يوم في يومه، وأحتاج تقريبا في اليوم إلى 150 ليرة تركية أي ما يعادل 5 دولارات لحساء يجمع البطاطا والطماطم فقط، وهي وجبة ستكون كبيرة على عائلتي، لأني تعودت على إرسال سكبة أو صحن إلى جارتي سارة فهي شابة صغيرة وأم لطفلتين فقدتا والدهما قبل عام في قصف على المنطقة».
وتضيف سلمى، على عجل قبل موعد الإفطار «وضعي اليوم جيد مقارنة بجيراني ومعارفي، صديقتي من قلعة المضيق تربي طفلتين يتيمتين، لا يقبل أحد أن يدينها المال، فهي لن تتمكن من سداده كما العادة، أما جارتي في الحي المقابل فسمعت أمس أنها قد أعدت وجبة مكونة من الزيت والزعتر لأطفالها ووالدهم الذي أصيب بمرض عضال قبل مدة».
الحال صعب على أهالي المخيمات، وفق سلمى «ورغم توفر كل المواد في الأسواق القريبة، إلا أن عدم توفر فرض العمل والمال يضاعف المأساة». وتختم حديثها بالمثل الشعبي «الجمل بليرة وما في ليرة».
الموائد الرمضانية الشهية
ولضيق الوقت قبل أذان المغرب، أشارت سلمى لجارتها، وطلبت منها الحديث مع «القدس العربي» عن أحوال عائلتها مع حلول شهر رمضان. لم تتأخر شيماء، 27 عاما، فاستحضرت ذكرياتها الرمضانية قبل سنوات «إذ لم تكن لتكتمل موائد الإفطار في أول أيام الشهر من دون طبخة بيضاء التي تعتمد على اللبن كنوع من الفأل الجيد، فالشاكرية بأنواعها، والكبة اللبنية، والشيشبرك، وشيخ المحشي، وباشا وعساكره، كلها وجبات دسمة تحتاج إلى اللحمة كمكون رئيسي».
وتضيف: كانت لرمضان أجواء احتفالية مختلفة، تبدأ بالتنافس في تزيين المنازل وموائد الإفطار، وتوفر أنواع التمور الفاخرة وألوان الشراب.
لا شراب ولا تمر
وتتابع: «لكن لا شراب اليوم على موائدنا، المقبلات مثل الفول أو الحمص والبطاطا المطبوخة او المقلية في أحسن حال هي الطبق الرئيسي. ورغم ذلك نملك بصيص أمل في العودة إلى بيوتنا، ليس لأن الظروف المادية تحسنت، بل لأننا نملك إرادة تدفعنا لاجتراح أسباب الفرح».
وضاعت المعالم في مساحات شاسعة، شكلت مدنا وأحياء تضم بيوتا من قماش، تلفّها تفاصيل العذاب وتمتد على مساحات واسعة في ريفي إدلب وحلب شمال وشمال غربي سوريا، قرب الحدود السورية ـ التركية.
لا زينة ولا فوانيس ووجبات الإفطار تتوزع ما بين المقبلات والزيت والزعتر
تضم هذه المنطقة الحدودية نحو 1200 مخيم بعضها مخيمات عشوائية، تفتقر لأدنى الخدمات الإنسانية اللازمة، ولا تحظى بالدعم الكافي من المنظمات الإنسانية، ويعيش معظم هؤلاء النازحين في مخيمات مكتظة وغير مؤهلة، مما يزيد من حدة الصعوبات التي يواجهونها، حسب إحصائية للأمم المتحدة.
مدير مخيم الصباح خالد درويش يقول لـ «القدس العربي» تنشتر المخيمات في ريف ادلب الشمالي، وباتت تعاني اليوم من مشكلة جديدة، تضاف إلى مصاعب الحياة في المخيمات، فقد توقفت كل المنظمات الإنسانية عن العمل، ومنذ أيام أعلنت المنظمات عن إنهاء الخدمات التي تتعلق بالمياه، وترحيل النفايات، فضلا عن توقف المساعدات الإغاثية.
يعيش في مخيم الصباح، وفق المتحدث 4 آلاف شخص، مقسمين على 700 عائلة، ينحدر معظم النازحون من حمص وحماة وإدلب، وقلة من المحافظات البعيدة، كدمشق وريفها ودير الزور.
تحت خط الحياة
ويضيف: بالنسبة لحلول شهر رمضان الكريم في ظل الغلاء المتزايد بعد تحرير سوريا وانفتاح المحافظات السورية على بعضها، قفزت الأسعار وزادت معاناة الأهالي، فأنا بسبب عملي مطلع بشكل مفصل على وضع الأهالي، هناك بعض العائلات في المخيم لا تملك سعر وجبة واحدة خلال اليوم، حيث وصلت الأمور إلى حد غير مقبول ولم نعد نتحدث عن خط الفقر بل النازحون هنا تحت خط الحياة، المخيمات مكتظة بالسكان، النفايات لن ترحل بعد اليوم، والمياه أصبحت غير مدعومة، ناهيك عن توقف المساعدات الغذائية والمساعدات الإنسانية الضرورية.
ويزيد: أكثر ما يرهق الأهالي اليوم فقدان المياه في ظل هذا الشوارع الضيقة داخل المخيمات، الأمر الذي يزيد من صعوبة نقل المياه، فضلا عن أن نسبة كبيرة من الأهالي عاطلون عن العمل، ويعتمدون على المساعدات الفردية.
في مخيم المطار التابع لتجمع مخيمات «تل الكرامة» في ريف إدلب، التقت «القدس العربي» مع زكريا الحميد – 35 عاما – من أبناء قرية العزيزية في ريف حلب الجنوبي.
ويقول زكريا الذي يعمل معلما في مدرسة مخيم المطار: يتبع مخيمنا لمخيمات الكرامة، حيث يضم هذا الأخير حوالي 250 مخيما، وأتقاضى ما يعادل 120 دولارا وهو مبلغ لا يسد رمق عائلته، لكنه «أفضل من العدم وخاصة في رمضان والتكاليف الإضافية فيه» وفق وصفه.
وحول تمسكه إلى الآن بخيمته القماشية، وعدم عودته إلى القرية بعدما تحررت من قوات نظام الأسد، يؤكد زكريا أن من أهم العوامل وراء بقائه في المخيم هو الدمار الذي حل في مسقط رأسه، وما خلّف ذلك من فقدان أبسط مقوّمات الحياة من خدمات وبنى تحتية، وغياب الأفران والأسواق والمحال التجارية، الأمر الذي يجعل الحياة فيها مستحيلة، رغم مرارة العيش في المخيمات، وتوقف دعم الماء وبعدما كان يصل الفرد الواحد 35 لترا، يصله اليوم 22 لترا.
ويتابع: المياه تصل عن طريق شبكة ري سابقة إلى المخيم، حيث يضم المخيم نحو 3 أحياء، لكل حي خزان مياه واحد، وهذا الخزان المخصص لسكان الحي يزود بالمياه يوميا لمدة ساعة ونصف الساعة فقط، بعدما كانت 3 ساعات، حيث يتقاسم الأهالي حصصهم من الماء الشحيح.
ويقارن زكريا بين توقف المساعدات وشح المياه في المخيم، مع التكاليف المترتبة عليه إذا ما قرر العودة إلى بيته، حيث يقول: يحتاج بيتي في قرية العزيزة إلى إعادة بناء ويكلف ذلك نحو 15 ألف دولار، مشيرا إلى أن قرية العزيزة كانت تؤوي نحو 2000 نسمة قبل الحرب، بينما لا يتجاوز عدد الأهالي في القرية اليوم 25 شخصاً.
القرية مدمرة بالكامل، بيوتها السكنية سويت بالأرض، خالية من الخدمات والكهرباء وشبكات المياه، وقد تهجرنا من بيوتنا قبل نحو 10 سنوات على وقع القنابل وأزيز الرصاص، بين أشلاء أهالينا وأحبابنا، يقول زكريا، مضيفاً: اليوم لا طاقة لنا على العودة، وترك هذا المخيم، رغم ما نكابده من متاعب، حيث تعايشنا مع هذا الوضع مقهورين ومجبرين.