اتصل بنا
 

ترامب ليس مضحكا كما يبدو عليه..

نيسان ـ نشر في 2025-03-13 الساعة 22:22

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
ان يقول الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه يفكر في طرد الفلسطينيين من غزة واعادة اعمارها بحيث لا يسمح لاهلها العودة اليها. ثم يعود الى القول مجددا انه لا احد يريد ان يطرد الفلسطينيين من غزة. أن يدعو الى شراء غرينلاند، ثم يقول انه يريد ضم كندا الى امريكا لتصبح الولاية الـ 51.
ان يفرض على البضائع القادمة من كندا جمارك صباحا ثم يعود عن قوله قبل ان يغيب شمس اليوم. أن يهدد روسيا ويتقرب منها ويطرد الرئيس الاوكراني من البيت الابيض في مشهد درامي فريد ثم يدعوه مجددا الى اللقاء.
هذه المشاهد لا تدعو الى الضحك. هذا المشاهد تدعو الى التفكر اولا: الى اي درك سيصل الرئيس الامريكي بامريكا؟
نحن نتحدث عن الامبراطورية الامريكية التي يتعامل معها رئيسها بكونها دولة من الدول القوية. وفارق شاسع بين الاداء الامبراطوري وأداء الدول القوية.
بضربه اسس ما قامت عليه مصطلح "الغرب" ما بعد الحرب العالمية الثانية يعمل ترامب على تفتيت العالم الذي عرفناه وعرفه آباؤنا منذ نحو قرن، ليعيد صياغة عالم جديد ما زال يتشكل لكن ما نحن متأكدون منه هو امر واحد فقط هو: ان حصة الصين في هذا العالم الجديد ستكون وفيرة.
فبينما ينشغل ترامب بضرب اساسات القوة الامريكية التي وقفت عليها الامبراطورية الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، تنشغل الصين في صناعة عالم المستقبل الذي ستكون فيه في صدارة الامم.
المشهد سريالي حد الجنون: فبينما تقدم الصين للعالم نموذجها وتنشره في العالم كما فعلت في ذكائها الاصطناعي ديب سيك مجاني الثمن الذي كلّف الصينيين نحو 50 مليون دولار، في مقابل شات جي بي تي الامريكي الذي كلف الامريكيين المليارات.
هذا المشهد ليس منقطعا عن اللوحة الكلية لما يجري صياغته لمستقبل العالم.
لا اريد ان اقزّم المسألة. لكن الكثير من الزوايا التي لا تكفي لمقال الحديث عنه.
وما هو مؤكد اننا امام صعود صيني وسقوط امريكي غربي. نحن اليوم في مرحلة التدافع لكن ليس تدافعا حول هل ستسقط امريكا وخلفها الغرب ام لا. بل في كيفية سقوطها. هل سيكون بالضربة القاضية ام بالنقاط؟

نيسان ـ نشر في 2025-03-13 الساعة 22:22

الكلمات الأكثر بحثاً